جدد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي تحميله الإدارة الأمريكية وحلفاءها في العدوان على اليمن مسؤولية اغتيال الرئيس الصماد، واصفا جريمة اغتياله بأنها عملية إرهابية مكتملة الأركان وجريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين الدولية .
وقال الحوثي في لقاء خاص مع صحيفة «الثورة» خصصه للحديث عن الشهيد الصماد بالتزامن مع الذكرى الثانية لاستشهاده: لقد شعرنا بالحزن الشديد إزاء استشهاد الأخ الرئيس صالح علي الصماد وعدد من رفاقه بغارات جوية لطيران العدوان والذي خسر الوطن برحيله واحداً من أبرز رجاله الذين وقفوا بكل جدية ومسؤولية في واحدة من أهم المراحل الاستثنائية من تاريخ شعبنا.
وأضاف: لقد ظن المعتدون أن بإمكانهم تغييب الرئيس صالح الصماد عن المشهد المعاش، وان اغتياله سيصيب القيادة وأحرار الشعب بالإحباط واليأس، فحدث العكس بدليل أننا وبعد مضي سنتين على استشهاده واستمرار فشل دول العدوان عن تحقيق أهدافها المعلنة صرنا أقوى وتمكنا من فرض معادلات جديدة في المواجهة.
ولفت إلى أن الغيرة على بلدنا وعلى وطننا كانت جُل همّ الشهيد للدفاع عن الوطن وعن المستضعفين ومواجهة المحتلين والغزاة الجدد وأن من حق أبناء الشعب أن يفاخروا برئيس قدم الدرس العملي لأهمية التحرك الجاد والمسؤول، برغم خطورة المرحلة وهمجية العدو .
الحوثي أكد أن أبطال الجيش واللجان الشعبية ومعهم أبناء شعبنا الأحرار لن يهدأ لهم بال حتى تتحقق الأهداف ذاتها التي نشدها الرئيس الشهيد صالح الصماد وأن استشهاده لم يزد اليمنيين إلا قوة وأن لا قوة تستطيع أن تكسر إرادة الشعب اليمني العظيم الذي سيستمر في مشروع المقاومة ورفض الهيمنة حتى تحقيق الانتصار ودحر الغزاة وتحقيق الاستقلال والأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية.
الحزن الشديد
– لا شك أننا شعرنا إزاء استشهاد الأخ العزيز الرئيس صالح علي الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى وعدد من رفاقه إثر استهدافهم بغارات جوية في محافظة الحديدة يوم الخميس 3 شعبان 1439 هـ الموافق 19 أبريل 2018م، بالحزن الشديد، حيث خسر الوطن واحداً من أبرز رجاله الذين وقفوا بكل جدية ومسؤولية في واحدة من أهم المراحل الاستثنائية من تاريخ شعبنا وأمتنا، لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم على بلادنا.
وفي الوقت ذاته لقد مثَّل الموقف مصداقا لقوله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) وقد تحقق له النصر الشخصي ونال وسام الكرامة والإيمان ونال ما كان يتمناه الأخ العزيز صالح الصماد وهو نعمة الشهادة.
نموذج متميز
– لقد ظل الشهيد العزيز الرئيس صالح الصماد منذ تسلمه مهام السلطة في الـ12 من شهر ذي القعدة الموافق 15 أغسطس 2016م وحتى استشهاده، يقدم النموذج المتميز للكفاءة الوطنية في تحمل المسؤولية تجاه شعبه، فهو لم يدخر جهدا في تفعيل عمل أجهزة الدولة لما فيه مصلحة الشعب، وكان مقداماً شجاعاً يتنقل في جبهات القتال يزور المرابطين فيها، وداعماً لعملية بناء القوات المسلحة، ومعلناً في ختام العام الثالث للعدوان وبداية العام الرابع للصمود عن إطلاق مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان في مختلف الجبهات، تحت شعار (يد تحمي ويد تبني).
وكان رجل السلم الحوار، ورجل السياسة والكياسة، ورجل الشجاعة والإباء والعزة، ورجل التواضع والأخلاق، وكان مدرسة بحق في فهم الثقافة القرآنية وفي التطبيق العملي لها.
اهداف العدوان
– لقد ظن المعتدون أن بإمكانهم تغييب الشهيد العزيز الرئيس صالح الصماد عن المشهد المعاش، وظنوا أنهم سيصيبون القيادة وأحرار الشعب بالإحباط واليأس أو الخوف، لكنه بمآثره الطيبة وجهاده الصادق إضافة إلى جريمتهم المنكرة، خُلّد في وجدان ذاكرة الشعب اليمني كرمز وطني وسيبقى رمزا وطنياً، فيما أثبتت القيادة وأحرار الشعب ثباتا عظيما، بدليل مضي سنتين على استشهاد الرئيس الصماد مع استمرار عجز دول العدوان عن تحقيق أهدافها المعلنة، بل وصرنا نحن أقوى وتمكنا من فرض معادلات جديدة في المواجهة.
وبهذا الصدد نعود لنؤكد أن عملية اغتيال الشهيد العزيز الرئيس صالح الصماد هي انتهاك صارخ للقوانين الدولية، وعملية إرهابية مكتملة الأركان، وهي أيضاً جريمة حرب، ولا يُجيز لهم القانون استهداف رجل السِلم ورجل الحوار، هذه جريمة كبرى.
ونجدد تحميلنا الإدارة الأمريكية وحلفاءها في العدوان على اليمن مسؤولية هذا الاغتيال لرجل الحوار والسياسة والسلام.
ونؤكد أن اغتيال الشهيد الرئيس الصماد لم يزدنا إلا قوة، لأننا أمة عشنا بمبادئنا، بقيمنا، بأخلاقنا، بمشروعنا الذي علمناه الشهيد القائد سلام الله عليه، وسنستمر حاملين لمشروعنا، مشروع المقاومة، مشروع الجهاد في سبيل الله، مشروع المواجهة مع أعداء الله، مشروع المواجهة مع المتغطرسين، وها نحن لم نضعف ولم نستكن بل ازددنا قوة وشدة بإذن الله، كما أننا نحظى بقائد عزيز قوي هو السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- الذي يربينا على العزة والكرامة وسنبقى كذلك أعزاء وكرماء، ونحن تعلمنا العزة من الإسلام، من القرآن، من مشروع القرآن الكريم الذي يقول (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
كان الوطن كل همه
– نؤكد أن هذه الجريمة لم تزد أبطال الجيش واللجان الشعبية وجميع الثوار وأبناء شعبنا الأحرار إلا ثباتاً وصموداً في مواجهة الغزاة والمعتدين ومرتزقتهم، وأنه لن يهدأ لهم بال حتى تتحقق الأهداف ذاتها التي حملها الرئيس الشهيد، ونؤكد أن لا قوة ستستطيع أن تكسر إرادة شعبنا العظيم، وأن مواجهتنا للعدوان ستستمر حتى تحقيق الانتصار ودحر الغزاة، وتحقيق الاستقلال والأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية.
لقد كانت الغيرة على بلدنا وعلى وطننا هي جُل همّ الشهيد البطل الحر الأبي للدفاع عن الوطن وفي مواجهة هؤلاء المحتلين والغزاة الجدد، فالشهيد الرئيس كان رجلاً شجاعاً لا يهاب الموت، بل كان جُل اهتمامه كيف يواجه المعتدين وكيف يتحدث إلى الشعب اليمني ليتحرك، ليكن كما كان في مشاريعه يحمل روحيته.
وإذا كان ذلك الأسد الضرغام الشهيد الحر قد حمل مسؤولية عظيمة بجد، فمن واجبنا جميعاً أن نكون كما كان، نحمل المسؤولية بجد، ونتحرك بصدق، ونعمل من أجل الدفاع عن وطننا وعن المستضعفين كما كان.
ولهذا فواجب أبناء شعبنا أن يستمروا في حمل روحية الشهيد التي حملها عن وعي، بما حمل من مبادئ وقيم وثقافة قرآنية، ترجمها بولاء صادق وحب لبناء الوطن، فاسترخص في سبيل ذلك كل غال ونفيس، فكان همه الأول هو الحفاظ على الوطن من الغزو والاحتلال الأمريكي السعودي وحلفائه.
كما يحق لأبناء شعبنا اليمني أن يفاخروا برئيس قدم الدرس العملي على أهمية التحرك الجاد والمسؤول، وبرغم خطورة المرحلة وهمجية العدو فقد ظل الرئيس الصماد مدافعاً عن الشعب والوطن أمام طغيان وإجرام العدوان حتى لقي الله تعالى شهيداً مكرّما.