دعا عضو المجلس السياسي الأعلى الشيخ سلطان السامعي اليمنيين إلى عدم نسيان الرئيس الشهيد صالح الصماد والعمل على تجسيده كقدوة في طريق بناء الدولة اليمنية القوية المدنية الجامعة لكل اليمنيين من المهرة إلى صعدة، وأكد السامعي في لقائه مع “الثورة” أن تحالف العدوان نجح في اغتيال الصماد لكنه فشل في اغتيال آماله وطموحاته التي ستظل أهدافا لكل الأحرار والمخلصين من أبناء الشعب اليمني.
أمريكا هي من قتلته
– استشهد الرئيس صالح الصماد يوم الخميس الموافق 19 أبريل 2018م في مدينة الحديدة من قبل العدو الصهيوني السعودي الأمريكي، ونحن نتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي سخرت وسائلها العسكرية الدقيقة لرصده ومتابعته واغتياله.
منذ البداية ونحن نقول، أمريكا هي من قتلت الرئيس الصماد.
لم نتلق الخبر نفس يوم الاستشهاد، ولكن تمت دعوتنا من قبل المجلس السياسي يوم 24 أبريل 2018م لاجتماع مهم، وتم حضورنا في مكان معد لاجتماع موسع، وصلنا إلى القاعة المعدة للاجتماع، ولاحظت وجود شاشة كبيرة، ولم أكن أعلم باستشهاد الرئيس الصماد حتى ذلك اليوم، وكان وجود الكثير من أعضاء مجلس الدفاع الوطني وستة من أعضاء المجلس السياسي ورئيس الحكومة وبعض الوزراء وقيادات أمنية وأمين العاصمة.
فتحت الشاشة وأطل منها الأخ القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبعد السلام قال “أعزيكم باستشهاد الرئيس صالح الصماد وبعض مرافقيه في الحديدة”.
وكان هذا الخبر بالنسبة لي صدمة لم اتوقعها ولم أواجه في حياتي صدمة مثلها ، وبشكل لا إرادي ضربت الطاولة بيدي بقوة..
تابعنا الاستماع للقائد الذي توجه بكلامه للشيخ صادق أمين أبو رأس قائلا: “يا شيخ صادق نحن ليس لدينا أي مانع في أن تتولى رئاسة المجلس السياسي” لكن الشيخ صادق اعتذر وقال أنا لا أستطيع أن أتولى مهمة رئاسة المجلس نتيجة لظروفي الصحية المعروفة.
بعدها قال الأخ القائد “أنتم رجال دولة، اختاروا من شئتم رئيسا للمجلس “ومع السلامة” وغادر الشاشة.
بعدها شكلنا من الحاضرين لجنة لكتابة بيان النعي للشعب اليمني باستشهاد الرئيس الصماد ورفاقه وانتقل من تبقى من أعضاء مجلس الدفاع الوطني والحكومة إلى صالة أخرى، وبقينا نحن أعضاء المجلس السياسي الأعلى: صادق أمين أبو رأس، مبارك الزايدي، ناصر النصيري، محمد النعيمي، سلطان السامعي، ومهدي المشاط.
اقترحت أن يرأس الجلسة الشيخ صادق أبو رأس وأستأذنته أنا واقترحت أن يكون مهدي المشاط رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، دون إيعاز من أي طرف وهذه شهادة للتاريخ.. كما اقترحت أن يكون الشيخ صادق أمين أبو رأس نائبا لرئيس المجلس فرفض أيضا تولي المهمة.
اخترنا الأخ مهدي المشاط رئيسا بالإجماع بعدها تم مراجعة بيان النعي وإقراره ثم خرجنا لمواصلة مهامنا السياسية المعتادة.
أمتلك روح القيادة
– كان رجلاً ذكياً لديه روح القيادة ويتصرف بحكمة، صادق في مواقفه ولديه مشاعر إنسانية، إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان لا يتعصب لرأيه، يقف على مسافة واحدة من الجميع يحب اليمن واليمنيين كان يتألم كثيرا عندما يرتكب العدوان مجازر بحق المدنيين.. تمتع بكل الصفات الحميدة، كقائد حليم مثقف ومتدين.
رجل شجاع
– للأسف لم يكن يخشى على حياته، وهذه مشكلة لدى الكثير من الزعماء، وقد كان يتنقل من معسكر إلى آخر، وعندما يقصف حي أو سوق تجد الرئيس صالح الصماد أول من يصل لتفقد المكان المقصوف من قبل العدوان، فهو رجل شجاع، رآه الشعب في الجبهات المتقدمة في نجران وجيزان.
وليس غريبا على هذا الرجل الذي تربى في مدرسة للشجاعة، وهو أحد تلاميذ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، واشترك في الحروب الست ضد طغيان السلطة في صعدة، ويشهد زملاؤه بأنه كان شجاعاً مقداما، ودمر منزله في صعدة واستشهد أحد أشقائه، فهو لم يكن يهتم بالنواحي المرتبطة بأمنه الشخصي وأحيانا كان يتصل بي بعد صلاة الفجر ويطلب أن نلتقي في المكان “المعلوم” ومن هناك نتحرك بسيارة واحدة لزيارة بعض المعسكرات، أو لحضور حفل تخرج بعض الدفعات العسكرية في المعسكرات المنتشرة في المحافظات تحت السيطرة.
استشرف المستقبل
– العدو لا يريد شخصية يمنية أياً كانت خاصة أن هذه الشخصية قادرة على بناء دولة مدنية قوية في اليمن وبالتالي فإن العدو قد استشرف في هذ الرجل ومستقبله بأنه يسعى لبناء دولة يمنية قوية مستقلة مدنية، ولذلك استهدفه أكثر من مرة أحدها في حجة، حتى استشهد في الحديدة يوم 19/4/2018م وهنا يجب أن نعرف بأن العدو ممثلاً بالسعودية والإمارات في المنطقة لا يريدون شخصية يمنية قوية تبني دولة قوية، ولذلك استهدفوا الرئيس الصماد كما سبق وأن استهدفوا الرئيس الحمدي الذي كان عازما على بناء دولة يمنية قوية.
ليست النهاية
– إن كانوا قد حققوا أهدافهم في اغتيال الرئيس الصماد فإنه لا يعني نهاية الكون، فشعبنا اليمني ولّاد، وكما قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “إذا كان قد استشهد الصماد من قبل العدو، فهناك ألف صماد، وكل مواطن يمني هو صالح الصماد ” شعبنا ولّاد، ونحن مستمرون بسياسة ونهج الشهيد الصماد حتى تتحقق أهدافه في بناء دولة يمنية مستقلة بقرارها، وسائرون بهذا الدرب حتى نصل إلى ما نريد.
استشهد من أجلكم
– أولاً رسالتنا للشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه من حوف إلى صعدة، نقول لهم: صالح الصماد استشهد من أجلكم، من أجل قيام دولة يمنية تكون لكل اليمنيين وبالتالي وجب على كل أبناء الشعب اليمني في الشمال وفي الجنوب، في الشرق وفي الغرب أن لا ينسوا هذه الشخصية وأن يجسدوه كقدوة لكل السياسيين، وقدوة للجيل الحالي والأجيال القادمة، علينا أن نتذكره ونتذكر مبادئه وأخلاقه وأهدافه السامية وليكن مثلاً أعلى لكل اليمنيين.
بالنسبة لرسالتي لتحالف العدوان، أقول لهم، أن يكونوا قد استطاعوا أن يقتلوا صالح الصماد، فإنهم قد خابوا في قتل آمال وطموحات صالح الصماد وأهدافه، فهذه الطموحات، وهذه الآمال في بناء الدولة اليمنية باقية، وسيعمل هذا الجيل والأجيال التي تليه على تحقيق أهداف صالح الصماد، أقول لهم: لقد خبتم، وبدلاً من أن تميتوا فينا تلك الآمال، فقد زادت عزيمتنا من أجل تحقيق أهداف الرئيس الصماد في بناء دولة يمنية مدنية لكل اليمنيين من المهرة إلى صعدة.
باختصار، لقد تمكنوا من اغتيال الصماد لكنهم فشلوا في اغتيال أهدافه.