نجاح مؤتمر الحوار سيعزز الأمن والاستقرار في ربوع اليمن


استطلاع / حاشد مزقر –
استهداف المؤسسة العسكرية والأمنية استهداف لأهم مقومات الدولة
, الهجمات الإرهابية هدفها إفشال التسوية.. والمكايدات السياسية انسحبت على الجانب الأمني
أعمالهم الإرهابية عكست بجلاء حقدهم وكرههم ونظرتهم السوداوية لليمن السعيد.. كم حاولوا وحاولوا بالنار وبالديناميت أن يصدروا الموت إلى مدنه وقراه وأن يجعلوا شوارعه سوداء متفحمة.. إنهم باختصار يسوقون فكرة الموت المباغت والمجاني الذي يحصد الرؤوس دونما تمييز واليوم امتد مسلسلهم الدموي ليغتال أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية لا سيما واليمن تمر بمرحلة لا تحتمل الصراعات والحروب والأزمات إنها مرحلة الفرصة التاريخية التي ستنقلنا جميعاٍ عبر نجاح مؤتمر الحوار الوطني إلى دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية..
الثورة رصدت آراء عدد من المحللين والخبراء والسياسيين حول الوضع الراهن والأعمال الإرهابية التي تطال أبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية.. إلى التفاصيل:

في البداية تحدث العميد علي أحمد .. قائد لواء 22 رادار في القوات الجوية قائلاٍ : استهداف المؤسسة العسكرية والأمنية من قبل آفة الإرهاب والظلام يأتي في فترة دقيقة ومفصلية ولأن المؤسسة العسكرية هي الدرع الواقي لليمن وهي الأداة التي تثبت النظام والقانون وتحفظ استقرار الدولة لذا يتم استهدافها لكي تضعف الدولة ويختل الأمن فالقاعدة استغلت المرحلة التي مرت بها البلاد وقامت بعمليات ضد أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية والآن نحن نعمل وفق خطط مقرة من وزارة الدفاع للتدريب وأخد كامل الاحتياطات ضد أي عمل تخريبي إضافة إلى دور المجتمع الذي يجب أن يكون مسانداٍ للقوات المسلحة والأمن في الحفاظ على السكينة العامة والحفاظ على ممتلكات الدولة وسلامتها وفي الحقيقة يجب أن تعمم نتائج الحوار على الوطن بأكمله وإلى الآن هو يمضي لتحقيق نجاحه الذي سيلبي تطلعات الشعب اليمني.
انعكاس للحالة السياسية
العقيد عبدالملك الحذيفي قائد كتيبة حماية المنشآت الخارجية في الشرطة العسكرية تحدث قائلاٍ: الصراعات الداخلية تؤثر على الحالة الأمنية وأي اختلاف في قمة الهرم السياسي يلقي بتأثيره على الوضع الأمني نحن نعرف أن الفترة الماضية حدثت فيها انقسامات في الجيش والأمن كذلك الحرب ضد الإرهابيين في أبين مما زاد من الحوادث الأمنية بدوره استغل تنظيم القاعدة هذه الظروف في توجيه عملياته الانتقامية ضد المؤسسة الدفاعية والأمنية ويبقى أن نقول إن الحل الأمني لن يكتب له النجاح ضد الإرهاب إلا بوجود الحل السياسي الذي يهيء الاستقرار في كافة ربوع اليمن.
يريدون إفشال الحوار
من جهته تحدث العقيد علي حسن من منتسبي اللواء الثاني مشاة بحري – بالقول : تنظيم القاعدة يوجه ضربات للمؤسسة العسكرية والأمنية مما يستدعي زيادة الحس الأمني وإغلاق كل الثغرات التي أدت إلى تعرض بعض وحدات الجيش لضربات غادرة كما يجب دراسة الأخطاء السابقة ومعرفة أسبابها وتصحيحها كما يجب أن ندرك بأن الإرهابيين يغيرون أسلوبهم فمرة يضربون النقاط العسكرية بسيارات مفخخة ومرة يفجرون ثم يباغتون الجيش بوابل من الرصاص لذا يجب أن تدرس الأخطاء السابقة ويتم تدريب وتأهيل الكوادر الأمنية لأي ظرف محتمل وندرك نحن في المؤسسة العسكرية حجم الخسائر التي تسببها هذه العمليات الإرهابية وفي نفس الوقت نسعى إلى إعادة الثقة بين المواطن والمؤسسة العسكرية والأمنية فمحاربة الإرهاب مسؤولية مجتمعية خاصة أن هذه الهجمات تسعى إلى عدم خروج اليمن إلى بر الأمان وتريد إفشال التسوية السياسية وعلى رأسها مؤتمر الحوار الوطني وهذا لن نقبل به أبداٍ ومهما حاول الإرهابيون استهدف الجيش والأمن فإنه سيبقى لهم بالمرصاد يحمي العباد والبلاد من شرورهم.
فيما يرى العقيد محمد عجلان: أن الاختلال السياسي أثر بدوره على جميع الجوانب وأهمها الجانب الأمني وما نشهده من اغتيالات للعديد من الضباط في أمانة العاصمة تؤكد ذلك مع تقديرنا للجهود الذي تبذله أجهزة الأمن في القضاء على الإرهاب والمرحلة الراهنة تفرض على المؤسسة العسكرية والأمنية تحمل المسؤولية بحماس أكبر وفرض سيادة القانون والضرب بيد من حديد ضد كل من يريد لوطننا الخراب والدمار.
أما العقيد خالد عشيش نائب مدير شؤون الأفراد في أمن أمانة العاصمة فيشير إلى أن عدم تفعيل أجهزة الشرطة المتمثلة بالشرطة الراجلة والدوريات كذلك شرطة الطرق بشكل يجعلها تؤدي واجبها بفاعلية أكبر يجعل من انتشار الأسلحة ودخولها إلى المدن أمراٍ في غاية السهولة كما أن التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية والأجهزة الأمنية الضبطية والتي من شأنها منع الجريمة قبل حدوثها.
ولو لاحظنا سنجد أن أغلب عمليات الاغتيال للضباط في الأمانة تحدث بواسطة الدراجات النارية وبالتالي يجب فرض قواعد صارمة عليها وزيادة اليقظة لدى أجهزة الأمن وكذلك زيادة الحس الأمني ولا ننسى هنا ضرورة دعم أفراد الأمن والقوات المسلحة كونهم العيون الساهرة لأجل أمن المجتمع.
كما تحدث محمد علوان من منتسبي (العمليات الخاصة) حيث قال: الاعتداء على المؤسسة العسكرية والأمنية يشكل خطراٍ على المجتمع اليمني بشكل عام وفي الآونة الأخيرة حيث قال: تكررت مشاهد الاغتيالات والهجمات سواءٍ على الأفراد أو الضباط أو عمليات إجرامية لبعض الألوية العسكرية بالتزامن مع ولوج البلد في العملية الانتقالية وقرب إعلان مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهذه الأعمال تقف ضد إرادة الشعب وتريد إدخال البلاد في حالة الفوضى وتعكس هذه الأعمال ضحالة الفكر في أذهان الإرهابيين وعقيدتهم الباطلة التي تجعلهم يستخدمون أساليب شنيعة لذلك لابد من حشد كل القوى لمواجهة العناصر الإرهابية وتطبيق إجراءات صارمة وإيجاد آلية تمكن أجهزة الأمن من كشف هذه الخلايا الإرهابية وضبطها قبل القيام بجرائمها.
الرجوع إلى الفوضى
من جهته يرى عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب عضو مؤتمر الحوار الوطني بأن استهداف المؤسسة العسكرية والأمنية استهداف لأهم مقومات الدولة فالجيش والأمن هو أداة لفرض الأمن والسلام والاستقرار والدفاع عن الوطن والملاحظ أن هناك استهدافاٍ لجيوش الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي وطبعاٍ هذه الاتجاهات التدميرية تريد إرجاع الوطن العربي إلى ما قبل عهد الدولة.
ويضيق قائلاٍ: هذا الاستهداف للجيش والأمن لا بد أن يدرس دراسة صحيحة دون الاعتماد على الإشارة الإعلامية والتسريبات الخاطئة لأن هذا التدمير الذي يحصل في المؤسسة العسكرية ناتج عن عمليات اختراق للتنظيمات الإرهابية في بعض صفوف الأمن والجيش لذا لا بد من إعادة هيكلة حقيقية لهذه المؤسسات على أسس وطنية وعلمية فالجيش اليمني لم يبدأ تدميره من اليوم إنما بدأ تدميره منذ 5 نوفمبر 1967 والآن الجيش يتعرض للتدمير من خارجه ومن داخله لذا لا بد من إعادة هيكلة القيادة السابقة التي لعبت أدواراٍ في إشعال حرب 1994م ولعل المغزى من هذه الاستهدافات المتتالية ضد أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية تريد أن تجعل من الجيش مليشيات تخدم طوائف معينة ولا تخدم شعباٍ ووطناٍ ومهما يكن مغزاهم فهو تدمير للدولة بأي معنى والآن مؤتمر الحوار الوطني سيخرج بنتائج طيبة ولكن أهم من ذلك وضع هذه النتائج في السياق الصحيح لتجنيب الوطن آفة الفتن والاحتراب التي يقودها هؤلاء الإرهابيون ضد صمام أمان الوطن والوحدة والشعب.
اغتيال الدولة
المفكر السياسي عادل أحمد أل مقيدح عضو مؤتمر الحوار الوطني تحدث عن رؤيته قائلاٍ: أولاٍ عندما نتكلم يجب أن ندرك أننا نتكلم عن أغلى وطن طالما احتضننا بحب كبير ومثلما عشنا فيه يجب علينا أن نهيء البيئة النظيفة والآمنة للأجيال القادمة بوقفة جادة وأن نبتعد عن لعبة السياسة القذرة ذلك الوباء السياسي الذي يدمر الأوطان ويزرع الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد إذا أرادنا أن نواجه العمليات الإرهابية والتخريبية يجب أن ندرك أننا جميعاٍ قد نكون على فوهة بركان مشتعل ومتفجر وإذا اتحدنا وساندنا رئيسنا فإننا سننجو وننجح في الخروج إلى بر الأمان وقبل كل شيء علينا أن نقضي على كل أوكار الفساد فعلى كل فرد أن يصلح ذاته وطالما نحن نعيش في فساد ونشاهده أمامنا فلن تصلح حال هذه البلاد فالإرهاب فساد والرشوة فساد واستغلال المنصب الحكومي للأغراض الشخصية فساد لذا يجب فرض قوة القانون في كل الجوانب عسكرياٍ وأمنياٍ واقتصادياٍ واجتماعياٍ وعلى كل مسؤول عسكري أن يدرك أنه لا يخدم إلا وطنه وليس حزبه أو عشيرته أو طائفته.
ويضيف أل مقيدح: يجب أن نكون صادقين مع اليمن وأن نجعله أغلى بلد في الأرض ويجب أن نحل مشكلاتنا المتراكمة بالحكمة ويجب أن نكون مع المؤسسة العسكرية والأمنية جسداٍ يحمي جسداٍ أن يحمونا ونحميهم أن يكونوا لنا عيناٍ ساهرة ونحن لهم عين ساهرة ولو تواجد التوافق والاستقرار وفضلت الأحزاب السياسية مصلحة الوطن على مصالحها كما قال رسول الله: (حب الأوطان من حب الله) فإن هذا الاستقرار سيجتث الإرهاب من جذوره وعلينا أن نعلم شبابنا كيف يحبون وطنهم بما فيهم السجناء نؤهلهم ونوعيهم ونعيدهم إلى جادة الصواب وأن نجد بيئة العمل المناسبة للشباب ليبنوا وطنهم ونحميهم من كل فكر هدام ومتطرف.
الإرهاب عدو لكل الشرائع والأعراف
في المقابل يؤكد أحمد العواضي أمين عام حركة التغيير أن الاغتيالات التي استهدفت أبناء الجيش والأمن محرمة من كل الشرائع والأعراف ويقول: بلادنا تواجه تحديات إرهابية خطيرة وأهمها تنظيم القاعدة وفي الفترة الأخيرة حاولوا أن يفشلوا مؤتمر الحوار الوطني خاصة ونحن على مشارف الخروج بنتائجه لذا يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية الأخلاقية والوطنية ويجب أن نقف يداٍ واحدة مع فخامة رئيس الجمهورية وللأسف الشديد الأحزاب السياسية أصبحت أدوات للصراع والاختلاف وتريد أن تثبت مكانتها قبل مصلحة الوطن العليا هذا واقع لا يمكن أن ينكره أحد ومع أن وضعنا هو الأفضل من الدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي إلا أن أعمال التنظيم الإرهابي قد تركزت في اليمن بشكل أكثر ونرجو أن لا تكون ممنهجة وعلى حكومتنا أن تكون أكثر جدية وأن تمنح المواطن الثقة خلال الفترة القادمة لما فيه مصلحة الشعب جميعاٍ والمخلصون موجودون واليمن سيحميه أبناؤه جيشاٍ وأمناٍ وشعباٍ ويبقى على الإعلام والعلماء والمؤسسات والأفراد أن يضعوا مصلحة الوطن العليا في مقدمة أولوياتهم.
إفشال الدولة
يشير سعيد الجمحي باحث ومختص في شؤون الإرهاب إلى الأسباب التي أدت إلى تزايد العمليات الإرهابية: المرحلة الماضية التي مرت بها البلاد أتاحت الفرصة لتنظيم القاعدة في استقطاب الكثير من الشباب بسبب الوضع الاقتصادي أو لغياب وهشاشة الدولة بسبب الوضع السياسي لكن العامل الأبرز هو قرب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني والذي سيضع الحل للمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد والمشكلات الحاسمة والتي منها القضية الجنوبية وصعدة وشكل الدولة وبناء دولة على أسس متينة تمكن البلد من السير في مواجهات أي تطرف سواءٍ كان تنظيم القاعدة أو غيره لأن حالة الاستقرار في البلد سيؤدي إلى تماسك المؤسسة الدفاعية والأمنية في مواجهة تطرف القاعدة لذا أراد هذا التنظيم تفجير الوضع وبالتالي يريد أن يكون عاملاٍ يبعث اليأس لأي توافق سياسي ويريد أن يكون عبئاٍ على قيادة الرئيس هادي بالذات ويثبت أن الحكومة الحالية أشد فشلاٍ من النظام السابق إضافة إلى محاولة القاعدة عدم استكمال هيكلة الجيش كونها المعنية بمحاربته.

قد يعجبك ايضا