المشروع القرآني يصنع الفارق للأمة...كيف واجه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي غطرسة أمريكا وإرهابها

كان مشروعُ الإحياء الذي انتهجه الشهيد القائد في مواجهة الاغتيال الأَمريكي إعداداً نفسياً لشعوب الأمة

الموقف سلاح ..والموت لأمريكا موقف وسلاح أيضاً كرس من خلاله الرفض والمقاومة للغطرسة الأمريكية
استنتاج خطورة المشروع الاستعماري على العالم الإسلامي كان فارقا آخر صنعه الشهيد
المسيرة التي قادها الشهيد القائد أفشلت قوى المحتلين ومخططاتهم

الثورة / محمد دماج
لقد كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أول من يتنبأ بمحاولة امريكا وأذنابها السيطرة على اليمن أو أجزاء منه منذ وقت مبكر مستلهما أفكاره مما كان يجري في بعض البلدان وبالذات العراق وأفغانستان حيث لم يتنبأ بما تخطط له أمريكا فحسب وإنما استطاع بوعي منفرد أن يقرأ أولا طبيعة التحركات الامريكية فيما يسمى الدول النامية وإحكام قبضتها على الأنظمة الحاكمة ومحاربة أي فكر يؤدي لطردها من المنطقة بل بحث في أبعادها وما ورائها واستنتاج خطورة المشروع الاستعماري على الوطن العربي والعالم الاسلامي.
حيث مثل انطلاق المسيرة التي قادها الشهيد القائد خطرا كبيرا على الهيمنة الامريكية في المنطقة وأفشل المخطط الاستعماري الامريكي وأوصى بمقاومته.
وفي الوَقت الذي كان الشَّهِيْدُ القَائِدُ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) يُلقي محاضرتَه بعنوان “خطر دخول أَمريكا” في فبراير من العام 2002م كان العالِمُ الاقتصادي الأَمريكي “جون بيركنز” ما يزال خائفاً من نَشْر كتابه الذي يفضَحُ الأساليب الاستعمارية الأَمريكية للشعوب الأخرى؛ لأنه كان يتعرَّضُ لتهديدات بالقتل، وهو القرصانُ الاقتصادي الذي عمل مع المخابرات الأَمريكية، كما يتحدَّثُ عن نفسه لاحقاً، ويمارِسُ دورَه في عمليات الاستعمار الاقتصادي لبلدان العالم الثالث وتوريط الرؤساء والحكومات عبر تقديم الرشوات لهم وابتزازهم لأخذ قروضٍ من الولايات المتحدة باسم تطوير البُنية التحتية في بلدانهم إلى أن يورّطوا معهم تلك الدول في مستنقع الديون والتبعية، وإذا تمرّد أحدُ أولئك الرؤساء، كما يقول بيركنز، كانت الولاياتُ المتحدة تُرسِلُ أجهزةً استخباراتية خَاصَّة لتصفيته.

محاربة الفكر المعارض
في الوقت الذي كانت الولاياتُ المتحدة قد أحكمت قبضتَها على الغالبية العُظمى من الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية على مدى العقود التي أعقبت الحربَ العالمية الثانية 1939-1945م، كانت المخابراتُ الأَمريكية تحارِبُ بطرق سرّية وعبر تلك الأنظمة أيَّ مشروع أو فكرة تنطلقُ وتتجه عكس التيار الاستعماري الأَمريكي بشكله الجديد، استناداً لتلك الأنظمة التي صنعتها بريطانيا وحافظت واشنطن على بقائها إلى اليوم.
ورغم أن النظامَ في اليمن لم يكن استثناءً بين تلك الأنظمة التي سارت في الفلَك الأَمريكي، إلا أن انطلاقةَ المسيرة التي قادها الشَّهِيْدُ القَائِدُ كانت تمثّل خطراً كبيراً على الهيمنة الأَمريكية؛ ولأن الشعبَ اليمني في ذلك الوقت كان منفصلاً عن النظام في مسألة الاختراق الأَمريكي مقارنةً بجيرانهم في الدول الخليجية، فقد وقف ذلك عائقاً أمامَ التَّحَـرُّك الأَمريكي المباشر الذي لجأ لمحاربة المسيرة بصور أخرى؛ لأن التدخل المباشر كان سيضَعُ الأَمريكيين في مواجهة مع كُلّ الشعب اليمني.

انطلاقة القائد
وفي ظل تلك المعطيات والظروف التي استتبت للهيمنة الأَمريكية، كانت انطلاقةُ الشَّهِيْدِ القَائِدِ لمواجهة هذا المشروع الذي هيمن على العالَمِ تمثِّلُ فارقاً بحد ذاته صنعه الشهيد. أيضاً لم يتنبأ الشَّهِيْدُ القَائِدُ بما تخطّط له الولايات المتحدة، لكنه استطاع بوعيٍ منفرد أن يقرأ أولاً طبيعةَ التحَـرّكات الأَمريكية في دول ما يُعرَفُ بـ “العالم الثالث”، ويبحث في أبعادها وما وراءها؛ ليستنتج خطورة المشروع الاستعماري الأَمريكي على العالم العربي والإسلامي، وكان هذا فارقاً آخر، صنعه الشهيد.
وانطلق الشهيدُ بعد ذلك للمهمة الأصعب وهي التواصُلُ مع الناس، مع تباين مستوياتهم التعليمية وتباين وعيهم، والتوصل لأسلوب بسيط استطاع من خلاله بالأدلة والبراهين والقراءات الصحيحة أن يقنعَ الآخرين بما يقوله، رغم أنه كان يتحدث عن خطر كبير يتهدَّدُهم دون أن يكونَ الناسُ قد لمسوا بشكل مباشر تلك الخطورة عليهم؛ نظراً لأساليب المخابرات الأَمريكية في الاختباء وراءَ عدة أستار تمنع البسطاء من تمييز وجود الأَمريكيين خلف كُلّ ما يحدث؛ ولذلك خاطب الناسَ في محاضرة (الشعار سلاح وموقف) وهو يرد على من يقول إن الخطرَ الأَمريكي ما يزال احتمالات.. قائلاً: “أمامك شواهدُ في بلدان أخرى، شواهد فيما يحصل في البلدان الأخرى؛ لأنها سياسة واحدة, ما تراه في البلدان الأخرى ستراه في بلادك على أيدي الأَمريكيين, ما نقول إنها أشياء ما زالت فرضيات، قد رأوا أفغانستان، ورأوا فلسطين.

التواجد الأمريكي في اليمن
كشف التواجد العسكري للقوات الأَمريكية في جنوب اليمن وللقوات البريطانية في الشمال وتحديدا على الحدود اليمنية، السعودية عن فصلٍ آخر من فصول المؤامرة التي وضعتها واشنطن ونفّذتها دول الخليج من أجل إيجاد موضع قدم للأَمريكيين والأجانب في الأَرَاضي اليمنية.
هذا التواجد لم يكن من محض الصدفة، فقد سبق وأن حذر منه السيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي مطلع العقد الماضي.. حيث حذر الشهيد القائد في العام 2003م من دخول امريكا اليمن واليوم تنطبق على الواقع من خلال مسرحية “الشرعية”.. باتجاه الاحتلال الأَمريكي للجنوب .
السفير الأمريكي السابق (أدموند هول) قال في إحدى زيارته لحضرموت، وفي أثناء اجتماعه بأعيان حزبيين، واجتماعيين في المنطقة، بأنّ حضرموت تمتلك مقدرات دولة!
بعدها جاءت المساعدة العسكرية من واشنطن لمواجهة ما وصفته.

الامارات تطلب المساعدة الامريكية في اليمن
ونشرت وكالة “رويترز” في العام 2016م خبراً كشفت فيه أَن الإمَــارَات طلبت بشكل رسمي المساعدة من الولايات المتحدة في الحرب على مسلحي القاعدة في الجنوب، ونقلت الوكالة هذا الخبر على لسان مسؤولين أَمريكيين الذين أَوْضَحوا “أن الإمَــارَات طلبت مساعدة الولايات المتحدة في عمليات إجلاء طبية وبحث وإنقاذ خلال القتال ضمن طلب أكبر بدعم جوي ومخابراتي ولوجيستي أَمريكي”.
وبدت ثغرات هذه المسرحية، كما يصفها مراقبون، من خلال عدم قدرتها على حبك التفاصيل، خصوصاً أن الإمَــارَات أبدت أن طلب المساعدة الأَمريكية يأتي في إطار عمليات الإجلاء الطبية والبحث والإنقاذ، وهو سقف منخفض في ظاهره عن سقف الدعم العسكري الذي تقدمه أَمريكا لتحالف العدوان والإمَــارَات أحد أركانه، فكيف ستطلب من الأَمريكان ما هو أقل مما تقدمه واشنطن أصلاً؟.
ولا يخفى أنَّ المخططات الخارجية لا تحتاج إلى عناء لتجـد في أيّ نظام عربي، وكلُّها مثقلة بالفساد، والاستبداد، والتخلّف، ذرائع شتّى لتمرير مخططات التقسيم، وقد وجـدت في اليمن بُغيتها بسهـولة.
وشهدت السنوات الماضية خطوة أَمريكية في إطار التمهيد لاحتلال جنوب اليمن والسيطرة على الموانئ ومضيق باب المندب بنفس الحجة مجدداً المتمثلة بمواجهة خطر القاعدة عبر مناورات بحرية قادتها واشنطن بمشاركة ثلاثين دولة.

مناورات تمهيدية
ففي التاسع من إبريل 2016م أجرت 30 دولة تقودُها البحرية الأَمريكية مناورات في مياه الشرق الأوسط زعمت واشنطن أنها ستساعد في حماية الممرات البحرية من خطر الجماعات الإرهابية.
المناوراتُ التي جاءت تحت اسم “التدريب العالمي المضاد للألغام” والتي أقيمت في البحرين التي يتمركز في مياهها الأسطول الأَمريكي الخامس يقول عنها كيفين دونجان، قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأَمريكية إنها “تستهدف منع المتشددين من إحداث أيّ تعطيل للملاحة، حيث علمت القيادة العسكرية الأَمريكية “برغبتهم في عرقلة الممرات التجارية”.
وأضاف دونجان: إن المنطقة الشرق أوسطية “توفر فرصة تدريب قوية لمختلف الدول في جميع أنحاء العالم؛ نظراً لوجود 3 من أصل 6 مضائق بحرية رئيسية” فيها، وذلك في إشارة إلَى كُلّ من قناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق هرمز.

الحضور العسكري
يمكن القول إن التواجد العسكري مرتبط بالحضور السياسي لأمريكا مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتعدى مرحلة النفوذ السياسي إلى مرحلة الحضور العسكري.
في منتصف شهر سبتمبر من عام 2012م، أكد السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين أن “مجموعة صغيرة” من قوات المارينز الأمريكية وصلت صنعاء وفقا لمشاورات تمت مع الحكومة اليمنية.
وقال السفير الأمريكي في بيان صحفي نشرته سفارة بلاده بصنعاء “سيعمل عدد قليل من القوات الأمنية الإضافية وبشكلٍ مؤقت على المساعدة في جهود الأمن وإعادة الوضع إلى طبيعته في سفارة الولايات المتحدة بصنعاء”.
السفير الأمريكي صرح بذلك بعد أن أثيرت معلومات نشرتها وسائل الإعلام اليمنية عن وجود قوات من المارينز في محيط السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء.
وفي30 يوليو 2013م كانت أول زيارة للفار هادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس السابق أوباما ووزير الدفاع “تشاك هيجل”، وحسبما نشرته صحيفة “الوول استريت جورنال” في حينه، فإن اللقاء بحث مسألة دعم عسكري سري لليمن، والعلاقات الأمنية بين البلدين لمحاربة تنظيم القاعدة.
وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعماً سخياً للحكومة اليمنية ونشرت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية في 6 مارس 2014م تقريراً عن الدعم الأمريكي لليمن، حيث كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية “خصصت حوالي 247 مليون دولار في السنة المالية 2012م والسنة المالية 2013م لبناء قدرات قوات الأمن اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب”.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن إجمالي المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة لليمن منذ بداية العملية الانتقالية في نوفمبر 2011م، تجاوزت مبلغ 630 مليون دولار”.
وكل ذلك الدعم كان الهدف منه السيطرة على اليمن.

إفشال المخطط
وكان بإمكان الولايات المتحدة أن تعزز تواجدها في مختلف أنحاء اليمن لولا تدخل أنصار الله فمنذ ما بعد 11 فبراير 2011م برزت جماعة انصار الله في المشهد اليمني وتوسعت في مناطق شمال اليمن في صعدة والجوف وعمران حتى وصلت الى مختلف أنحاء البلاد بعد أن التف أبناء الشعب حولها، وأفشلوا مؤامرات العدوان في منطقة دماج بمحافظة صعدة وفي حجة ومن ثم مساعي العدوان لاحتلال اليمن ككل.
وهنا فشلت امريكا في اكمال السياسة الاستعمارية التي هدفت لاحتلال اليمن بعد العراق وأفغانستان وهذا نابع من تحذيرات السيد القائد حسين الحوثي الذي اوصى بمقاومة المحتل.

قد يعجبك ايضا