فعاليات إحياء أسبوع الشهيد بدأت على مستوى المدارس والمناطق والاهتمام بـ120 روضة للشهداء
الشهداء .. عطاء توّج الصمود والانتصار
مؤسسة الشهداء: نعمل على صرف راتب كامل لأسر الشهداء وتقديم هدايا لعائلاتهم
الشهداء هم العظماء الذين قدموا أرواحهم ليحيا غيرهم في عزة وكرامة، واسترخصوا دماءهم ليرفض أبناء اليمن كل مشاريع الوصاية والعبودية، وهم من تركوا الدنيا بما فيها ليعيشوا عند ربهم يرزقون.. ومع كل ذكرى سنوية للشهيد نتذكر هؤلاء الرجال وعطاءهم وما بذلوا ونبادلهم قليلاً من الوفاء من خلال الاهتمام بأسرهم وذويهم وتلمس احتياجاتهم تقديراً لتضحياتهم العظيمة التي توجها الله بالنصر والصمود خلال خمسة أعوام من العدوان.
“الثورة” من خلال هذه السطور تستطلع آراء العديد من أقارب الشهداء في هذه المناسبة وما تقدمه الجهات المعنية لأسر الشهداء وذويهم، فإلى التفاصيل:
الثورة / احمد السعيدي
لم يقتصر نيل شرف الشهادة على مدينة أو منطقة بعينها، بل سجل الشهداء أسماءهم من كل مدينة ومديرية وعزلة، ورياض الشهداء شاهدة على تضحيات اليمنيين فكل أسرة قدمت شهيداً أو أكثر وما زالت تتنافس لتقديم الشهداء تلو الشهداء إيمانا منها بالحق ومظلومية الشعب اليمني، والنصر قادم لا محالة فهكذا هم اليمانيون منذ القدم وعلى مر العصور سباقون لقول كلمة الحق والتضحية في سبيل الله بأرواحهم ودمائهم رخيصة محبة في الله ورسوله والدين الإسلامي.
سر الصمود والنصر
الأكاديمي والباحث السياسي باسل الجمالي تحدث عن الشهداء بأنهم سبب الصمود الأسطوري والانتصارات المتتالية في وجه العدوان ولولاهم لما تحقق هذا التمكين ويجب أن يبادلهم المجتمع الوفاء والتقدير تجاه أسرهم وذويهم حيث قال :
“مهما تحدثنا عن الشهداء فلن نفيهم حقهم، فلا الكلمات تنفع ولا العبارات تكفي لإنصافهم، فهم النجوم المضيئة التي زينت طريق الحق، وهم المشاعل التي أوقدت ملامح النصر، وهم الذين رسموا لوحة الصمود الأسطوري للعام الخامس تواليا في وجه أعتى عدوان سافر في تاريخ اليمن، وهم من سطروا أروع ملاحم البطولة والوفاء والتضحية بأغلى ما يملكون ليحيا غيرهم في عزة وكرامة وحرية، ولا بد أن يبادلهم الجميع الوفاء بالوفاء والتضحية بالتضحية، فبعد السير على نهجهم وعدم التنازل عن أهدافهم يأتي الدور على الاهتمام بأسرهم وذويهم واحتضانهم ورد الجميل لهؤلاء الشهداء، وهذه ليست مهمة الحكومة بجميع قطاعاتها فحسب بل واجب المجتمع أجمع، وعلى كل قادر أن يلتفت لهذه المسؤولية التي سوف يُسأل عنها يوم القيامة فلا بد أن تتوفر لأسرهم الرعاية الكاملة والتسهيلات اللازمة في جميع القطاعات الاقتصادية والصحية والتعليمية وغيرها، وتكون لها الأولوية في كل الحقوق تكريما لما قدمه شهداؤها من تضحية وفداء لنصرة وعزة الأرض والعرض، وعلى التجار أن لا يبخلوا وعليهم أن يقدموا كل ما يستطيعون لهذه الأسر التي فقدت قطعة من روحها وحياتها”
تضحيات لا تنتظر مقابلاً
أم مالك المروني التي التقيناها في ذكرى الشهيد العام الماضي- وهي أم لثلاثة شهداء- عاودنا زيارتها بعد أن أصبحت أماً لأربعة شهداء في ذكرى هذا العام.. تحدثت أم مالك هذه المرة عن التضحيات الكبيرة التي يقدمها الشهداء والتي لا ينتظرون عليها مقابلاً، حيث قالت :
” إن التضحيات التي يقدمها الشهداء العظماء في سبيل الله ونصرة اليمن واليمنيين وعزتهم وكرامتهم لا ينتظرون عليها مقابلاً في هذه الدنيا الفانية فجميع كنوز الأرض وملذاتها لا تساوي أن يضحي الإنسان بروحه ودمه ولا يمكنها أن تعوض رحيله عن الدنيا وفراق أهله ومحبيه فما عند الله هو الغاية والباقي وهو خير من الدنيا وزينتها، فعندما تسألني عن حقوق الشهيد وأسرته على المجتمع أقول لك إن أسرة الشهيد لا تنتظر الاهتمام والرعاية من أحد فهي تفتخر وتتباهى بشهيدها وتنتظر شفاعته يوم القيامة للفوز بالجنة وهذا هو المقصد والغاية بل إن على أسر الشهداء إذا كانوا مقتدرين أن يسيّروا القوافل والدعم بالمال والرجال لمواصلة هذه المسيرة التي انطلقت من مبدأ الحق في مواجهة الباطل، فالثواب والأجر عند الله سبحانه وتعالى لن يضيع وها أنذا في هذا العام كما كل عام أزفّ ابني الشهيد الرابع وأتجهز لتسيير قافلة باسمه للمجاهدين والمرابطين في الجبهات كما أفعل كل عام، ومستعدة أن أكون الشهيدة القادمة من هذه الأسرة بإذن الله تعالى لكي يرضى الله عنا ويكتب لهذا الدين وهذه المسيرة النصر على العدوان والتمكين في الأرض لإحقاق الحق وإزهاق الباطل”
شهداء المسيرة وصرعى المرتزقة
من جانبه اكد الأخ محمد الحصن- من محافظة المحويت- والذي قدم ثلاثة شهداء من أسرته هم شقيقه واثنان من أبناء عمومته، أكد أن الفرق كبير بين شهيد المسيرة القرآنية وشهيد المرتزقة من حيث المكانة والاهتمام، فقال :
” يمكننا ملاحظة الفرق الكبير والجوهري بين الشهيد الذي يسقط من الجيش واللجان الشعبية وبين صرعى المرتزقة الذين يسقطون في خدمة أسيادهم من اليهود والنصارى بأبخس الأثمان ذلك الصريع الذي بمجرد أن يسقط في ميدان المواجهة تترك جثته للكلاب والحشرات تنهش فيها وإذا انتشلت جثته تدفن في غير بلاده وقريته ودون حضور أهله وبمراسم صامتة لا يعلمها أحد ولا يؤخذ العزاء فيه ممن يعرفونه على عكس شهيد الجيش واللجان الشعبية الذي يعود رفاقه بجثمانه مهما كانت التحديات ويدفن في مسقط رأسه وسط أهله وأحبائه في موكب تشييع كبير ويمكن زيارة ضريحه في أيّ وقت والدعاء له، وهذا الفرق إنما هو فرق بين الحق والباطل وهو الفرق بين من يسقط دفاعا عن أرضه وعرضه ليستحق الشهادة وبين من يسقط مدافعا عن الكفر والطاغوت متمثلا بأمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار العالمي ومن ينفذ مخططاتهم من السعوديين والإماراتيين ليسقط عبداً ذليلاً تم دفع قيمته مسبقا ”
حقوق الشهداء على الأحياء
ووقوفا على ما تحظى به أسر الشهداء من اهتمام ورعاية من خلال مؤسسة الشهداء تحدث لـ”الثورة” الأستاذ عبدالله عبدالكريم الحوثي – نائب مدير العلاقات في المؤسسة- والذي قال :
” مكانة الشهداء ودورهم في الانتصار عظيم، فلا شك أن لهم الدور الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى فيما يحققه الشعب اليمني منذ خمس سنوات، وأيضا لا ننسى الجرحى فالشهداء قد قدموا أرواحهم من أجل أن يعيش الشعب اليمني في عزة وكرامة وتستمر الحياة كما هي في المناطق المحررة ولولا دماء الشهداء لرأينا السحل والذبح يطال أبناء المجتمع كما يحدث في المناطق المحتلة والتدمير والشحناء فيما بينهم من أجل إرضاء الغزاة.. إن دماء الشهداء هي التي جعلتنا نعيش في أمن وأمان، ويكفي الشهيد قول الله تعالى “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ “فهم في حياة أبدية منذ استشهادهم وهذا الفوز العظيم.
تقوم المؤسسة بالكثير من الأعمال استعداداً للذكرى السنوية للشهيد 1441هـ -2020م، حيث تقوم المؤسسة حاليا بطباعة صور الشهداء وتشجير الروضات وتسويرها وتوفير شبكات ري الماء لما لهذه الروضات من رمزية كبيرة لدى أسر الشهداء والمجتمع، وهذا الاهتمام هو في كل محافظات الجمهورية بالشكل الذي يليق بالشهداء ومكانتهم في المجتمع، ولله الحمدُ تمكنّا من تجهيز 120 روضة في مختلف المحافظات والعمل مستمر بوتيرة عالية وتقديم المزيد، أيضاً تقوم المؤسسة بتجهيز هدايا أسر الشهداء، إذ تقوم بشكل مستمر بهذه الفعالية كل عام تقديراً للشهداء العظماء وتضحيات أسرهم الكريمة، كما تقوم بمتابعة الجهات المختصة لصرف راتب كامل لأسر الشهداء بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، وتقوم المؤسسة بالتنسيق لإقامة العرس الجماعي الخامس الذي سيقام خلال الذكرى السنوية أو بعدها لتزويج عدد كبير من أبناء الشهداء ضمن برنامج دعم وحماية أسر الشهداء، بالإضافة إلى بعض المشاريع التي يتم تطويرها حاليا في جانب الرعاية الصحية، وهناك العديد من الفعاليات التي بدأت على مستوى المدارس والمناطق المجتمعية تذكيرا للمجتمع بعظمة ما قدمه الشهداء وأسرهم وللتذكير بأن الاهتمام بأسر الشهداء مسؤولية الجميع، المؤسسات والمنظمات وأبناء المجتمع ككل لأن الشهيد رحل مدافعا عن هذا الشعب، وفي الحقيقة أن كل ما تقدمه المؤسسة يعد قليلاً في حق أسر الشهداء التي ضحت وقدمت فلذات أكبادها من أجل عزة وكرامة الشعب اليمني.
ورسالتنا لأبناء الشعب بجميع فئاته أن أسر الشهداء مسؤولية الجميع وليس مؤسسة بعينها والتقصير في هذه المسؤولية هو تقصير في المبادئ والقيم والأخلاق، فأقل واجب نقدمه للشهداء هو تكريم أسرهم التكريم الذي يليق بهم، ويعاب علينا أن نقصر في حقهم حتى الابتسامة مطلوبة لهم، مع أنهم لا ينتظرون منا شيئاً، لكن لا بد أن نقدم ونجود بما نستطيع وهو قليل لن يصل إلى مستوى ما قدموا “.