
وجد مطيع الفتاحي نفسه أمام حائط كبير اسمه إجراءات القبول ومقابلة الحصول على الوظيفة¡ وكل مرة يعود ومعه العشرات من المتقدمين “بخف حنين” وتذهب فرصة العمل لأشخاص آخرين بطرق وأساليب مستفزة بالنسبة لهؤلاء الذين يرون أحقيتهم بالحصول على مثل هذه الفرص.
يضيف مطيع -الذي يمتلك شهادة بكالوريوس في هندسة الالكترونيات وسيرة ذاتية حافلة بالدورات والأنشطة التأهيلية- أنه توقف عن ندب حظه الذي لا يراه السبب الرئيسي بل لانعدام معايير الشفافية والمساواة واختلال معايير التوظيف التي تتسبب بكوارث إدارية عديدة لأنها قد تأتي بالشخص الخطأ وغير المناسب لفرصة عمل تم إقصاء الأشخاص المناسبين لها بطرق غير عادلة.
تغوص الكثير من الأجهزة والمؤسسات وقطاعات الأعمال في اليمن بفوضى واختلالات إدارية عارمة لعدة أسباب أهمها تكديسها بأعداد بشرية هائلة تمثل عبئا كبيرا عليها من كافة النواحي وتحد من دورات عجلة النمو فيها.
وبحسب أستاذ إدارة الأعمال بجامعة صنعاء عبدالقوي مرشد فإن هناك تضخما وظيفيا هائلا¡ وأجهزة إدارية مكدسة بعمالة فائضة ليس هناك أي حاجة لها¡ نتيجة التوظيف الخاطئ الذي يكلف خسائر باهظة في الوقت والإنتاجية.
ويشدد على أن أي قطاع أعمال أو مؤسسة أو شركة تنجح بقدر ما يكون نجاح العاملين الذين توظفهم¡ وهذا يعني أن توظيف الأشخاص الخطأ سيكلف الشركة أو المنظمة الكثير.
أسباب
يحدد خبراء عدة أسباب تؤدي لتوظيف الشخص الخطأ أو الرجل غير المناسب في وظيفة هناك من هو أحق وأكفاء بها لكنه على رصيف البطالة.
ومن هذه الأسباب الجاذبية الشخصية التي تصرف الكثير من الجهات لما هو أهم من ذلك¡ مثل المؤهلات المهنية والمهارات والسلوك¡ بالإضافة إلى الخبرة الخاطئة لأنه لا يتم النظر إلى الأعمال التي قام بها الموظف بالفعل حتى لا يتم توظيف شخص صاحب خبرة ولكن غير مناسب للوظيفة الشاغرة بالتحديد.
ويضيف مرشد: الاستعجال والمحسوبية وعدم دراسة الاحتياجات الوظيفية مقدم◌ٍا والتخطيط للعملية في وقت مبكر.
متطلبات
يتطلب نجاح الأعمال في مختلف المجالات طاقم إداري يتميز بالكفاءة والمقدرة الفائقة على الإلمام بكل متطلبات الأداء والارتقاء به وانعكاسه على نجاح الشركات ومجتمع الأعمال.
ويأتي بعد عملية تكوين فكرة المشروع من الجوانب الاستثمارية والفنية وإنجاز الموقع¡ والمواد الترويجية¡ وجمع الفريق الأساسي¡ وأصبح العمل جاهزا◌ٍ للانطلاق. يأتي الدور الأهم المتمثل بفريق العمل. فجهة الأعمال الناشئة¡ على خلاف الأخرى¡ لا تتعلق فقط بمشاريع الأعمال¡ بل أيضا◌ٍ بالشغف والقيم التي من دونهما لا يمكنها أن تستمر. لذلك فإن تعيين أفضل فريق يضم جميع المكوøنات الضرورية¡ هو مفتاح النجاح.
وطبقا◌ٍ للخبير الإداري والمدرب في التنمية البشرية علي السماوي فإن على المؤسسات الإدارية العامة والشركات ومجتمع الأعمال الاستثمارية والتجارية والتنموية والخدمية التفكير بوعي وإدراك في عملية التوظيف والأشخاص الذين يتم توظيفهم بحسب التصنيفات الوظيفية المناسبة لكل فرد منهم.
ويأتي في طليعة هذه النوعيات من الموظفين بحسب السماوي الشخص الشغوف والمخلص لعمله فالوظيفة تهدف لتغيير السلوك الحالي ونظم الفكر والشخص الشغوف هو فقط من يمكنه أن يحقق ذلك.
الفريق المثالي
وينصح الخبراء كذلك بالشخص القادر على حل المشاكل لأن قطاعات الأعمال مليئة بالتحديات لا تنتهي عند الحصول على دعم المجتمع وقياس أثر عملك¡ بل تواجه تحديات عديدة أخرى¡ فإذا كان هناك موظف محتمل يمكنه أن يصل إلى جذور المشاكل ويقترح حلولا◌ٍ عملية¡ فهو حتما◌ٍ شخص لا يمكنك تفويته. بالإضافة إلى المتعاطف لأنه إذا لم يكن الشخص متعاطفا فلن يقدøر الترابط وليس له مكان في المكان الذي يعمل فيه. بالإضافة إلى الشخص الذي يمتلك رؤية للتعامل مع عمله ومحيطه والمطلع على القضايا المحلية وأن يكون محل ثقة في المجتمع.
ويؤكد الخبراء في هذا المجال أن كل هذه السمات مهمة لبناء فريق متماسك ولكن قد لا تحتاج لتوظيف سبعة أشخاص للحصول على هذه السمات. وبالعكس من ذلك¡ يمكنك أن تجدها كلøها في واحد منهم أو أن تثبت أنك واثق بأن أي شخص في فريقك لديه بعض هذه الصفات مثل التعاطف ومهارات الاستماع وحل المشاكل والقدرة الاستراتيجية والإخلاص والكفاءة المهنية هو تحديد ما تبحث عنه بطريقة مثالية حتى تتمكن منظمة أعمالك من زيادة فاعليتها.