أمريكا ومن ورائها إسرائيل والسعودية صانعة الإرهاب

مدير عام المركز الوطني للتوعية والتثقيف بمخاطر الإرهاب مهدي يحيى الغويدي لــ”ٹ”:

¶ أي مناسبة أغلى من مناسبة مولد رسولنا الكريم الذي رسم إسلامنا الحق ووضع لنا خصوصية هويتنا تحت رسالة الأخلاق
¶ تصريح بن سلمان عن نشر بلاده الفكر الوهابي اعتراف ضمني بأنها مهد هذا الفكر المتطرف الإرهابي التكفيري الإجرامي الدموي
لقاء/
محمد الفائق
قال مدير عام المركز الوطني للتوعية والتثقيف بمخاطر الإرهاب مهدي يحيى الغويدي إن أمريكا ومن ورائها إسرائيل والسعودية صانعة الإرهاب، وأشار إلى أن تصريح بن سلمان عن نشر بلاده الفكر الوهابي ما هو إلا اعتراف ضمني بأنها مهد هذا الفكر المتطرف الإرهابي التكفيري الإجرامي الدموي.
وأوضح الغويدي في لقاء مع صحيفة “الثورة” انه ليس هناك مناسبة هي أغلى من مناسبة مولد رسولنا الكريم الذي رسم إسلامنا الحق ووضع لنا خصوصية هويتنا تحت رسالة الأخلاق.
مؤكدا أن إحياء ذكرى مولد النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام هي من دلائل محبته ، فمحبة النبي من محبة الله ولن يكتمل إيمان المؤمن حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وقال إذا كان حب النبي بدعة فأنا أدعو أحباب محمد في مشارق الأرض ومغاربها لإحياء هذه البدعة ونعم بها من بدعة..تفاصيل أكثر في هذا اللقاء:
ونحن بصدد إحياء المولد النبوي الشريف، كيف تقيم واقع الأمة الإسلامية اليوم وانحراف البعض عن جوهر الرسالة المحمدية (الوهابية الداعشية أنموذجا)؟
– واقع مرير فنرى في كل واد باكياً وفي كل بني سعد نائحة.. على امتداد خارطة أمتنا المعبدة بالجراح … لجروح نازفة كادت أن تودي بها إلى الهاوية لسبب ما ذكرتموه وهو انحرافها عن جوهر الرسالة الإسلامية الغراء التي عمدت إلى الانحراف بها قوى الإسلام الآخر القادمة بقيمه الغازية والوافدة إلينا من أدمغة وفكر أعداء الأمة.
ذكرت في إحدى الحملات التوعوية التي ينفذها المركز أن الإرهاب صناعة أمريكية إسرائيلية، اليوم العدوان على اليمن وسفك دماء الأطفال والنساء وارتكاب أبشع المجازر الإرهابية بحق اليمنيين، بأياد أمريكية إسرائيلية سعودية ، برأيك هل الوهابية أيضا صناعة أمريكية إسرائيلية؟
– هذه حقيقة جوهرية وليس حديثاً يفترى ومما لا يختلف فيه قولان فإن أمريكا ومن ورائها إسرائيل هي صانعة الإرهاب، ومثلهما الوهابية فحينما نشاهد أن داعش والقاعدة تتبع منهجاً قتالياً يتبعه الوهابيون منذُ نشأتهم منهجاً يقوم على اعتماد الشدة والغلظة والإرهاب والقتل لكل مناوئ لهم للتكفير بل وحرقهم وهم أحياء، كما تقوم على اعتماد سياسة إفساد الاستقرار والأخطر من ذلك فإنهم يزعمون أن الأبرياء الذين يقتلون نتيجة عملياتهم الانتحارية إنما هم مأجورون في حال كانوا من مؤيديهم.
ولعلنا نشاهد في هذا الوقت الذي تقود فيه السعودية حرباً عسكرية على جارتها اليمن وحرباً دبلوماسية على جارتها قطر تثبت لك حقيقة الكوميديا الهزلية التي تجعل السعودية تشير بأصابع الاتهام بدعم قطر للإرهاب فيما تغرق هذه المملكة العجوز بأكملها ليس في دعم الإرهاب وجماعاته بل أيضاً في تنشئته ولنا في التاريخ عبرة وتذكرة لمن ينسى.
تعلمون أن مفتي السعودية حرم الاحتفاء بالمولد النبوي وقال انه بدعة، بالمقابل قال إن الاحتفال بالعيد الوطني السعودي واجب وضرورة، وبارك كذلك إنشاء وزارة الترفيه التي أباحت الكثير من المحرمات ، وبعض علماء السعودية أيضاً احتفلوا بعيد “الحب”!!، لماذا هذا التناقض؟ وهل إحياء مكارم وأخلاق السيرة المحمدية .. بدعة ؟!!
– مفتي السعودية لا لوم عليه في ذلك، فهو لا يملك إرادة المفتي الذي يقول قال الله ويسبح بحمده وإنما هو مفتي للسلطان يقول ما يملى عليه ويسبح بحمده بكرة وأصيلا، وهذا هو حال الكثير من علماء الأمة الإسلامية اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولذا فلا غرابة في مباركته إنشاء وزارة الترفيه وعلينا أن ننتظر ترحيبه بافتتاح السفارة الإسرائيلية في مكة المكرمة قريبا …علماء السلطة هم من يحللون ما يحلله ولي نعمتهم حتى وان حرمه الله …فما يحدث ليس تناقضا أبدا وإنما هي موجبات وظيفته وسياسة صاحب نعمته..وأما بالنسبة لإحياء ذكرى مولد النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام فلا داعي لأن نخوض فيها كثيرا فمن شاء أن يعتبرها بدعة فذلك شأنه ولكن لا يحق له أن يمنع أو يفتي بحرمتها فالاحتفال بالمولد وإحياء ذكره في أوساط المجتمعات الإسلامية هي من دلائل محبته بعيدا عن المغالاة والتفريط فمحبة النبي من محبة الله ولن يكتمل إيمان المؤمن حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما…وإذا كان حب النبي بدعة فأنا أدعو أحباب محمد في مشارق الأرض ومغاربها لإحياء هذه البدعة ونعم بها من بدعة..
المركز الوطني للتوعية والتثقيف بمخاطر الإرهاب ، أين برامج المركز المخصصة لإحياء جوهر الرسالة الإسلامية تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في إطار التوعية بمخاطر الإرهاب؟
– الحديث عن التوعية بمخاطر الإرهاب هو انطلاقة لمسيرة يومية لإسلام يؤمن به أكثر من مليار إنسان في العالم ويمتد على هذا الدين لأكثر من أربعة عشر قرناً ونحن معنيون هنا أن نقوم بأدوارنا التوعوية على مدار اليوم والساعة وفي مجمل المناسبات الدينية والوطنية التي نغتنمها دائماً ومنها هذه المناسبة التي نحن بين يديها،ـ مناسبة الاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله وأي مناسبة أغلى من هذه المناسبة وهي مناسبة مولد رسولنا الكريم الذي رسم إسلامنا الحق ووضع لنا خصوصية هويتنا تحت رسالة الأخلاق.
كيف يمكن للأمة الإسلامية بشكل عام واليمن بشكل خاص التخلص من الإرهاب ؟
– عن طريق التفكير الجاد في التعرف على الأسباب والدوافع التي تكمن وراء ذلك بعيداً عن تجاهلها أو تفسيرها بشكل متعسف وعلينا جميعاً تقع مسؤولية محاصرة الأنشطة الإرهابية في حواضنها الاجتماعية وترميز الإرهابيين كرموز إجرامية منبوذة وليس كرموز نضالية تستحق التقدير، كذلك تأييد كل الإجراءات القانونية والعقوبات الرادعة التي تصدر بحق الإرهابيين بعيداً عن التبرير والاعتذار والتشكيك في الأدلة أو في الأحكام القضائية إضافة إلى الانخراط الجماهيري مع المنظمات العالمية سنستطيع أن نوصل رسالتنا التي مفادها أننا المسلمين حقاً أبرياء من الإرهاب ومعادون حقيقة للإرهاب.
الوهابية باتت خنجراً في خصر الأمة الإسلامية باعتبارها الحاضنة والمفرخة للجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها، وباتت جامعاتها ومؤسساتها ومراكزها وأوكارها منتشرة حول العالم، بالمقابل لا يوجد توجه تصحيحي مضاد لتعرية هذا الفكر الدخيل على الإسلام، برأيك ما الأسباب وما الآثار السلبية التي ينتجها هذا الفكر في حال ترك على ما هو عليه؟
– بعقيدة المصلح وسيادة الأمير التي جسدها الفكر الوهابي والتي كان آخرها تنظيم القاعدة الذي نجح في ترويج الفكر الجهادي سبيلاً إلى إقامة دولة الخلافة ونشره داخل أوساط شباب كثيرين باتوا يتبنون العنف لتحقيق قناعاتهم الفكرية وأغلب هؤلاء الشباب هم الذين شكلوا مقاتلي تنظيم القاعدة ويشكلون اليوم جنداً لداعش ولعدوان الوهابية وحطب حروبها المستعرة وبالعودة إلى تصريح بن سلمان عن نشر بلاده الفكر الوهابي فهو اعتراف ضمني بأنها مهد هذا الفكر المتطرف الإرهابي التكفيري الإجرامي الدموي الذي اخرج بن لادن وأبو بكر البغدادي وقوله أنه يريد العودة إلى مبادئ إسلام معتدل تأكيد على أن الإسلام الحالي المطبق في السعودية غير معتدل وأما عن آثارها، فآثارها لا يختلف عليها قولان أنها وخيمة على محيطها الإقليمي والفكري والعقائدي إذا ما استمرت في تصديره إلى الدول العربية تصديراً ممنهجاً وأزمة مزدوجة اسمها جماعات العنف التكفيري التي تمارس القتل وتنشر التكفير في آن.
ماذا لو تحدثنا عن دور وسائل الإعلام والجهات التثقيفية والتوعوية بشأن حماية الإسلام من الأفكار المتطرفة والدخيلة عليه؟
– حقيقة حماية الإسلام من الأفكار المتطرفة مسؤولية كافة المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية بل وكافة أفراد الأمة الإسلامية، كل من موقعه ولن يعفى من هذه المسؤولية لا رجل ولا امرأة ولكن الدور الأكبر تتحمله وزارات الإعلام والأوقاف والتربية والتعليم وهذه الجهات هي المسؤولة عن إعداد المناهج التي تعرف بالإسلام وتغرس في نفوس الأجيال روح الوسطية والاعتدال والرحمة والإيثار وكافة القيم التي أرساها نبينا وأمرنا بها ربنا في كتابه الحكيم وهذه المناهج أن وجدت فلن تؤتي ثمارها ما لم يتم تغذية شبابنا بها فكرا وسلوكا قولا وعملا واقتداء ولا يمكن كذلك أن تعم كافة أفراد المجتمع ما لم تقم وزارة الأوقاف بدورها التنويري الإرشادي عبر خطب الجمعة والندوات والمحاضرات شريطة أن لا تقتصر هذه الندوات والمحاضرات على الرؤية العقيمة بأن تظل محصورة في بيوت الله فقط وإنما يجب أن تتعدى ذلك لتقام في المولات التسويقية والمنتديات الثقافية والأندية الرياضية والقنوات والإذاعات وساحات المدارس والقاعات الدراسة في المدارس والجامعات على حد سواء…وهذه الأدوار لا يمكن لها أن تتم ما لم يكن هناك توجه رسمي للدولة ودعم مجتمعي متمثلا بالرعاية والدعم من رجال المال والأعمال دون استثناء ونحن في المركز الوطني للتوعية بمخاطر الإرهاب نعلن عن استعدادنا لتنفيذ العديد من البرامج التوعوية والفكرية والحوار يه ولدينا نخبة من العلماء والأدباء والمفكرين وقادة الرأي من مختلف الفئات الحزبية والمذهبية ولدينا الجهوزية الكاملة للبدء بذلك حتى من هذه اللحظة ان وجد الدعم ولو في حدوده الدنيا لتأمين أبسط التكاليف ونحن عبر صحيفة الثورة هذا المنبر الوطني الخالص نوجه دعوة عامة لكافة الجهات والمؤسسات ورجال المال والأعمال لتبني مثل هذه الأعمال والمبادرات التي ستكون ثمارها ملموسة على المستوى الداخلي والخارجي وفي القريب العاجل.
كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟
– تتمثل كلمتي الأخيرة بثلاث رسائل هامة، رسالتي الأولى أوجهها للعلماء من مختلف المذاهب في كافة بلدان العالم ان يكونوا عوامل اتحاد لا أدوات تفرقة وأن يكونوا ناطقين باسم الله لا باسم الحاكم وأن يكونوا ممن يقول كلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم وأتمنى من كافة العلماء أن يطلعوا على الموقف الأروع والأكبر في تاريخنا الحديث ذلك الموقف الذي سجله العالم الرباني الطاهر بن عاشور مع رئيس دولته بورقيبة حين قال في فتواه عندما عرضت عليه كنوز الدنيا وطلب منه رئيس الدولة أن يفتي بجواز صيام٣٠ يوما على دفعات طوال العام فكانت فتواه المدوية التي سجلها التاريخ ولا أظنها تتكرر بقوله قال الله(يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)صدق الله وكذب بورقيبة…
يجب على علماء الأمة أن يتعلموا من مواقف الأنبياء وأصحاب رسول الله وآل بيته الطاهرين وأن يكونوا صادقين مع الله مستشعرين لأمانة العلم ومسؤولية منبر رسول الله وان لا يحرفوا مسار هذا المنبر طلبا لإرضاء ملك او سلطان او حزب او مذهب او فئة او طائفة وان يكون منطلقهم هو قول الله (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا) منبر رسول الله ان لم يستخدمه من يعتليه وفق منهاج الله ورسوله سيكون عليه خزيا وندامة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
الرسالة الثانية، أوجهها لأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاطبة ان نثبت لأعداء محمد اننا فعلا خير أمة أخرجت للناس ولن نتمكن من إثبات ذلك للعالم من خلال الشعارات والأقوال وإنما من خلال السلوك والافعال وصدق نبينا حين قال (الدين المعاملة)فيجب علينا أن نترجم صدق حبنا لنبينا من خلال تعاملنا مع بعضنا البعض و من خلال سلوكياتنا مع أهل الأديان الأخرى.
أما الرسالة الثالثة، فأوجهها لوسائل الإعلام ان تخصص ضمن خطتها البرامجية مساحات للتعريف بالإسلام ونبي الإسلام رسول السلام وبوسطية هذا الدين العظيم وكذا لحماية الاسلام والتوعية بمخاطر الإرهاب بمختلف أنواعه ومسمياته حتى نصنع جيلا متمسكا بكتاب ربه بانيا لأمته حاميا لوطنه.
ولا أنسى ان اذكر بأن الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الإرهاب في مرحلتها الأولى التي انطلقت في منتصف شهر أكتوبر ستستمر لمدة ثلاثة أشهر تستهدف ما يقارب 7 ملايين فرد من طلاب المدارس ورواد المساجد في أمانة العاصمة ومحافظات ذمار وإب والضالع وتعز والبيضاء والتي يشارك في تنفيذها نخبة من العلماء والأدباء والمفكرين المشهود لهم بالكفاءة والوسطية والاعتدال وهنا أجدها فرصة لأعبر عن بالغ الشكر والعرفان لمن ساهم ويساهم في إنجاح هذه الحملة الوطنية النوعية الأولى وأخص بالذكر البروفيسور عبدالعزيز الترب مستشار رئاسة الجمهورية والاستاذ حمود عباد امين العاصمة والشيخ عبدالله القفري رئيس المركز والشيخ علي مسعد العجي مستشار المركز ووزير الثقافة الأستاذ عبدالله الكبسي والأستاذ علي اللاحجي وكيل أمانة العاصمة المدير التنفيذي للحملة والأستاذ زياد الرفيق مدير مكتب التربية بالأمانة والشريك المنفذ منظمة رائدون للتنمية المستدامة ومكتب التربية والتعليم بالأمانة ومكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة وقناة الإيمان الراعي الإعلامي للحملة وكافة القنوات والوسائل الإعلامية المختلفة.

قد يعجبك ايضا