> اليمنيون في يوم القدس:
> الكبسي: يوم القدس العالمي شعلة توقظ الهمم
> المحبشي: فلسطين حضرت في جميع محاضرات الشهيد القائد تأكيداً على عمق الارتباط
> زيد البعوة: اليمنيون يثبتون في يوم القدس أن ولاءهم لله ورسوله والقرآن والأقصى
الثورة/ ماجد الكحلاني
شهدت العاصمة صنعاء أمس الجمعة وهي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تظاهرة حاشدة شارك فيها اليمنيون من مختلف محافظات الجمهورية استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وذلك بمناسبة يوم القدس العالمي.. الذي يحرص الشعب اليمني على إحيائه سنويا في مشهد يكرس الوحدة الإسلامية ويجسد معالم المعركة بين المستضعفين والمستكبرين..
انه يوم القدس العالمي.. نعم فإحياء مناسبة عظيمة كهذه يترجم معاني عظيمة تتعلق بالوحدة الإسلامية وشحذ الهمم والجهاد من أجل القدس وتحريره، الذي يحتل حيزا واسعا من تفكير واهتمام اليمنيين الذين أعلنوا مع بقية أحرار الشعوب العربية والإسلامية عن وجودهم ومصيرهم أمام قوى الطاغوت والشر، مؤكدين أن القدس ملك لكافة المسلمين، ويجب أن تعود وستبقى حاضرة في عقولهم وتوجهاتهم، وتطلعهم حتى تحريرها وعودتها إليهم..
في السطور التالية تسلط “الثورة ” الضوء حول أهمية المناسبة وعظمتها لدى اليمنيين وعمق ارتباطها بفكر وواقع المسيرة القرآنية، فإلى الخلاصة:
فلسطين واقع المسيرة
يصعب رصد مظاهر حضور القضية الفلسطينية في فكر وواقع المسيرة القرآنية ليس لندرة هذه المظاهر وإنما لأنها كثيرة وواسعة إلى درجة أنه يمكن القول بأن القضية الفلسطينية تكاد تكون للمتابع العادي هي الدافع والغاية من بداية انطلاق المسيرة القرآنية حتى الآن.
وبنظرة أكثر عمقاً حولها يتحدث الأستاذ عبدالوهاب المحبشي قائلا: إن انطلاق المسيرة القرآنية لم يكن ردة فعل لظاهرة الاستهداف الأمريكي لما يسمى بالإرهاب عقب أحداث 11 سبتمبر ولا هي ردة فعل على حجم الاضطهاد الأمريكي والإسرائيلي للمسلمين والذي يبرز بشكل كبير جدا في القضية الفلسطينية وإن كانت لحظة الانطلاقة تبدأ من وقوع الأمة في نقطة التقاء بين هذين الأمرين، ولكن انطلاق المسيرة القرآنية على يد العبد الصالح الشهيد القائد (رضوان الله عليه) كان فعلا في حد ذاته وهو مظهر من مظاهر اتجاه إرادة الله سبحانه وتعالى الفعال لما يريد والذي هيأ هذه الانطلاقة لحكمة اقتضتها رحمته بعباده، وهيَّأ لها أن تنطلِقَ على يديه لمواجهة المؤامرات والمخططات الأكثر خطورة ووحشية على الأمة الإسلامية في هذه المرحلة بالذات .
واستطرد قائلا : يمكن القول بأن تاريخ انطلاقة المسيرة القرآنية على يد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي هو يوم القدس العالمي بتاريخ الجمعة 27/رمضان/1422هـ الموافق 12/12/2001م تقريباً وذلك كتاريخ سابق على إطلاق الصرخة في وجه المستكبرين لأن محاضرة يوم القدس العالمي هي أول المحاضرات في سلسلة المحاضرات التي تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية، وكانت محاضرة يوم القدس العالمي هي أولى المحاضرات في هذه السلسلة مع أن الشهيد القائد كان محاضرا من قبل ذلك وله الكثير من المحاضرات، ولكن المحاضرات التي تعد منظومة ثقافية في إطار المشروع تبدأ من محاضرة يوم القدس العالمي وقد تحدث الشهيد القائد بنفسه عن ذلك في الدرس الرابع من دروس رمضان.
وتطرق المحبشي إلى ما تحدث عنه الشهيد القائد في محاضرة يوم القدس العالمي عن فلسطين قائلا : إنها جاءت في لحظة تخاذل كبرى شملت العالم الإسلامي الذي أصيب برهاب ردة الفعل الأمريكية على أحداث 11 سبتمبر حيث مارست أمريكا الإرهاب من خلالها على كل المسلمين.. وتحدث الشهيد القائد في محاضرته الأولى في هذا المشروع والأمة الإسلامية تعلن الاستسلام الجماعي للأمريكيين وبدأ من قضية فلسطين قائلاً إنها قضية المسلمين جميعاً حتى لو اعترف الفلسطينيون أنفسهم بإسرائيل، حتى لو رضوا بأن يكونوا عبارة عن مواطنين داخل دولة إسرائيل فإنه لا يجوز للمسلمين أن يقروهم على ذلك ولا يجوز للمسلمين أن يتخلوا عن جهادهم في سبيل إزالة هذه الغدة السرطانية المسماة إسرائيل.
فلسطين حاضرة
وأكد المحلل السياسي عبدالوهاب المحبشي أن كل المحاضرات والدروس التي ألقاها الشهيد القائد لا تخلو من ذكر فلسطين والقضية الفلسطينية كمثال على واقع الأمة السيئ أو تأسيسٍ لمواجهة العدو، والاستقراء خير دليل على ذلك، وكما قلنا بأنه لولا أن المشروع يقدم القرآن الكريم على سعته في أسسه وأساليبه كمنهج لتخليص البشرية جمعاء، لولا ذلك لقلنا بأن القضية الأساسية للمسيرة القرآنية هي تحرير فلسطين من اليهود، وما عدا كل ذلك من تثقيف وتوعية هو للوصول بالأمة إلى مستوى تحقيق ذلك الهدف وما ذكرنا آنفاً هو الشيء الذي يمنع من هذا الاعتبار وتلك الشمولية وإن كانت قضية فلسطين في صلب اهتماماته.
وتساءل المحبشي أيضا في ورقة عمل له حملت عنوان “فلسطين في فكر وواقع المسيرة القرآنية” إذا كانت فلسطين حاضرة في كل المحاضرات على سبيل الأمثلة وتحليل الظاهرة وعوامل الضعف وتفنيد المؤامرات الدولية على القضية الفلسطينية وفضحها ومواكبة الأحداث والمستجدات في فلسطين في حينه داخل المشروع الثقافي ذاته كلما استجد جديد وعلى كل المستويات وتوضيح أثر الجوانب الإعلامية والثقافية والفكرية والأمنية والعسكرية إيجابا وسلباً في كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني وسبل نصرته بما فيها تحليل النفسية اليهودية على ضوء القرآن وأحداث التاريخ والواقع السياسي العالمي ومتابعة المستجدات وتوضيح الرؤية الصحيحة للأحداث في كل ما يستجد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل عام.
وأضاف: إن حضور فلسطين في جميع محاضرات الشهيد القائد تقريباً يعد مظهراً يعطي انطباعاً عن حجم عمق اهتمام المسيرة القرآنية في فكرها الأساسي بالقضية الفلسطينية هو مؤشر سليم يؤخذ في الاعتبار باستقلاليته فهو يعبِّر عن حجم عمق هذا الارتباط وهذا الاهتمام ويمكن تتبع ذلك بالاستقراء، وعلى كل مستويات الاهتمام سواء كان الحديث عن فلسطين مباشرة او كان الحديث عن اليهود باعتبارهم الطرفَ الذي يحتل فلسطين، أو عن العرب باعتبارهم الطرف الذي فرط في فلسطين.
مواجهة المستوطنين
إن إحياء يوم القدس العالمي يعد شعلة توقظ الهمم، وتعيد الأمل إلى القلوب كون القدس حية في قلوبنا ومشاعرنا ساكنة ضمائرنا، فمن المهم أن تحظي باهتمام بالغ.
هكذا تحدث عنها الكاتب والناشط الإعلامي وسام الكبسي، مشيرا الى ضرورة تقديم رؤى صحيحة من خلال القرآن للخروج بتوجه عام في مواجهة المستوطنين الصهاينة وعبيدهم في المنطقة كون فلسطين عربية.
وأضاف الكبسي قائلا : القدس مقدس إسلامي عام والمسؤولية تجاهه توجب على كل فرد مسلم يشعر ويفخر بانتمائه للإسلام التحرك المسؤول وحضور وحشد الفعاليات والندوات بعيدا عن الانتماءات الضيقة وهذه المناسبة تمثل قاسما مشتركا بين المسلمين جميعا ،وتعد من أهم أسس الوحدة العربية الإسلامية التي ينبغي على النخب استغلالها لتوعية الشعوب وتوجيه بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي وهم اليهود”.
ولفت الكاتب إلى أن الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- أيد وبقوة رؤية الإمام الخميني فيما يتعلق بإحياء يوم القدس العالمي كيوم تتحرك فيه الشعوب الإسلامية نصرة للقدس في مواجهة خطر اليهود وتدنيسهم لباحاته الشريفة باعتبارها رؤية قرآنية حكيمة.
أما الكاتب والناشط زيد البعوة فقد تحدث من جانبه عن تفاعل اليمنيين مع القدس واعتباره يوم إحياء الإسلام وإعداد النفس لمواجهة المستكبرين قائلا :
منذ أن بزغ فجر الإسلام وآمن اليمنيون بهذا الدين الحنيف وآمنوا بسورة “الإسراء” غرسوا حب القدس والمسجد الأقصى في قلوبهم وما تزال مواقف اليمنيين القوية مع الشعب الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني تزداد يوماً بعد يوم على مر التاريخ، مواقف عسكرية وشعبية وسياسية وحتى اقتصادية.
صرخ اليمنيون بشعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل منذ عام 2000م وقاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية وقاموا بإحياء يوم القدس العالمي منذ التسعينيات إلى اليوم ويعتبرون المسجد الأقصى وقضية فلسطين القضية الأولى المركزية كمسلمين أولا وكعرب ثانياً خرجوا في مسيرات جماهيرية مليونية على طول وعرض الجمهورية اليمنية نصرة لفلسطين.
وأضاف الكاتب البعوة قائلا : اليوم وفي مناسبة يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر الصيام يثبت اليمنيون أن ولاءهم لله ولمحمد وللقرآن وللأقصى ما يزال قوياً ولن يتزحزح مهما طال أمد العدوان والحصار وان قضية القدس وفلسطين هي القضية الأولى لدى الشعب اليمني الذي يعتبر كل نصر يحققه رجال الجيش واللجان شعبية في مختلف الجبهات نصرة لقضية فلسطين، اليوم الشعب اليمني يخلط دماءه بدماء شعب فلسطين ويقول قضيتنا واحدة وعدونا واحد وجرحنا واحد والنصر على أعدائنا سيتحقق مهما طال الزمن وسيتحرر القدس بفضل الله الواحد.
تصوير/ عادل حويس