الدكتور سعيد الشيباني شاعر الروائع الغنائية

محمد سلطان اليوسفي

كثيرون هم شعراء الغناء اليمني ولكل شاعر منهم ما يميزه عن غيره من الشعراء ، فمنهم من يكتب القصيدة العامية ذات الطابع الشعبي التي يفهمها عامة الشعب فتصبح القصيدة بعد غنائها ذائعة الصيت يتغنى بها الصغير والكبير الرجل والمرأة الشاب والشابة ، وهذا ما نلاحظه في معظم الأغنيات التي كتب كلماتها الشاعر سعيد الشيباني، لقد لاقت قصائده المغناة شهرةً واسعة ؛ وذلك لأن من تغنى بها هم عمالقة الفن اليمني محمد مرشد ناجي، والموسيقار أحمد بن أحمد قاسم وفرسان خليفة وغيرهم من الفنانين ، وقبل هذا لأن الشاعر سعيد الشيباني جسد في إبداعه الشعري قضايا اجتماعية ووطنية وسياسية في آن واحد ، فعندما يلامس الإبداع حاجات المتلقي ويتناول قضاياه يحظى بالاهتمام  من قبل جماهير الشعب الواسعة .
وشاعرنا الفذ سعيد محمد الشيباني ـ حفظه الله ـ  نسج من خيوط ابداعه الكثير من الروائع الغنائية ، التي شدت بها أصوات يمنية وعربية ، ومن أبرز تلك القصائد التي لاقت نصيباً كبيراً من الشهرة هي أغنية يا نجم يا سامر فوق المصلى التي لحنها وغناها الفنان المرحوم محمد مرشد ناجي ، فقد اقترنت هذه الأغنية بكلا المبدعين الشيباني شاعراً والمرشدي فناناً ، فما يذكر الشاعر إلا وذكرت هذه الاغنية ، وما يذكر الفنان محمد مرشد ناجي إلا وذكرت معه  ، وهذا يدل على التقاء الابداع شعرا وتلحيناً وأداءً ، إضافة إلى ذلك  فقد اسهمت الاغنية في اشهار المنطقة  المذكورة في القصيدة وهي ( المصلى ) فأصبح من يعرف المصلى ومن لا يعرفها يتغنى بنجمها السامر .
ويستمر شاعرنا الشيباني في روائعه الشعرية  واصفاً “نجم الصباح ومخاطباً ريح الشروق والطير الرمادي الذي يغرد في  حقول البن ” مستلهماً صوره البديعة من الطبيعة البسيطة ، مناطق بلاده بسهولها وجبالها ورياحها  هي مصدر إلهامه:
من العدين يا الله بريح جلاب
والا سحاب تندي علوم الأحباب
لقد أجاد الفنان أحمد بن أحمد قاسم تلحين وأداء هذه الاغنية فحظيت بشهرة واسعة لا تقل شهرةً عن أغنية يا نجم يا سامر التي لحنها المرشدي ، كما غنى له العديد من القصائد منها الأغنية الرائعة التي وردت في ديوان الشاعر تحت عنوان ( شلو الحجاب ) وعنونت الأغنية   ( يا غارة الله ) أبدع الفنان المرحوم أحمد بن أحمد قاسم في تلحين وأداء هذه الأغنية التي مطلعها :
الحزن في قلبي بدمي مكتوب
طوفت بلادي ما لقيت محبوب
فصحت من قلبي يا غارة الله
ومنها :
ما قد كفرت بالله ولا بديني
لما طلبت منك تقابليني
شا كلمك وانتي شتسمعيني
واسمعك لحني يا نور عيني
واطلب يدك بالحب وسنة الله.
وكما أشرنا سابقاً إلى أن غنائيات الدكتور الشيباني لها  أبعاد مختلفة عاطفية واجتماعية وسياسية ،  فقد تناولت قصائده أيضاً قضية المرأة التي تبناها العديد من الشعراء كل منهم بطريقته وأسلوبه ، سواء أكان العنف الأسري الذي تتعرض له المرأة زوجة أو طفلة ، أو الزواج الاجباري ، وهذا ما نلاحظه في أغنية ( جاء الشباب ) والتي ترنمت بها الفنانة العربية فائزة أحمد ولحنها الفنان المرحوم فرسان خليفة ، يقول الشيباني في هذه القصيدة :
جاء الشباب يا مرحباً بنوره
يا سعد من يقطف لنا زهوره
يهدي رياحينه لكل الأحباب
يا أخي الصغير أنت العديل على أبي
لك با شتكي همي وشوق شبابي
قله يزوجني وما يشابي ؟
كعوب صدري خزفوا ثيابي
والعين تتنقل من شاب إلى شاب
قله بسمع أذنه بنور عيونه
ما ابغاش أنا الخيبة ولا حصونه
أبغي المليح والموت حلال عيونه
با ريد ذي يصونني وصونه
قله يرد عقله على جنونه
من قبل ما يقمر على ظنونه
واهجر أنا داره واقفل الباب.
كم هو جميل أن ينتصر المبدع لقضايا مجتمعه ووطنه ، وهذا ما نلمسه في إبداع الشاعر الثائر سعيد الشيباني الذي سخر ابداعه الشعري لخدمة وطنه أرضاً وإنسانا ، في هذه العجالة لم نتطرق إلا إلى القليل من الروائع الشعرية للدكتور الشاعر سعيد الشيباني، فهناك عشرات الأغاني التي ترنم بها الفنان فرسان خليفة وامل كعدل والمرشدي واحمد قاسم وغيرهم ، إن شاء الله نتنا ولها في مقالات قادمة ، حفظ الله شاعرنا وأطال في عمره .

قد يعجبك ايضا