لسنا مؤسسة ربحية ونسعى للارتقاء بالخدمات الطبية لتأمين صحة المجتمع

مدير هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتور محمد محمد المنصور لـ” ٹ”:
■ المستشفى مدعوم ماليا من الدولة ممثلة بوزارة المالية ويعمل على مدى 24 ساعة رغم كل الصعوبات
■ نؤكد للجيش واللجان الشعبية أننا جبهة خلفية لخدمة الجرحى والمرضى
هناك لجنة لتقديم الإعفاءات للذين يعانون من وضع مادي صعب ويحصلون عليه بسهولة ويسر
الرفع البسيط في سعر الخدمة الطبية هو فقط لتعويض النقص في أداء الخدمة الذي لم يتم توفيره
النازحون يتلقون رعاية خاصة بحكم الوضع الإنساني الذي يعيشونه
هناك تحديات وصعوبات فنية في صيانة أجهزة الرنين المغناطيسي وجهاز الاشعة المقطعية بسبب الحصار
تردي بعض الخدمات سببه الحصار الذي منع دخول الدواء وأوقف برامج صيانة القطع الطبية خارجياً
حوار /
هلال جزيلان
يواجه وطننا الحبيب عدواناً وحصاراً ، أقل ما يوصفان بأنهما جائران ، الذي فمن لم يمت بالقصف والاستهداف ، يموت بالحصار ، أدى إلى تردي الخدمات الطبية ،في كل المرافق الصحية ، وازدياد الطلب على الخدمة الطبية، وشحّة الأدوية ، والمحاليل الطبية ، وعدم الحصول على قطع الغيار للأجهزة الطبية ، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الصحي..
جاء ذلك في حوار مع المدير العام لهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتور/ محمد محمد المنصور الذي تطرق في حديثه لقضايا الخدمات الطبية في هيئة المستشفى وإمكانية الارتقاء بها وحجم التحديات والصعوبات التي يواجهها مجمع مستشفى في ظل الضغط على طلب الخدمات الصحية والطبية.. إلى التفاصيل :
بداية.. نأمل أن تعطونا صورة موجزة عن المستشفى وامكاناته؟!
– تعلمون أن مستشفى الثورة العام ، هو أكبر المستشفيات اليمنية ، وهو مستشفى مرجعي ، يضم كوكبة من ذوي الخبرات النادرة ، من الاستشاريين والفنيين ، في مختلف التخصصات، تبلغ السعة السريرية الاستيعابية، قرابة “870” سريراً ، والعنايات المركزة ، تقريبا، “120” سريراً ، طاولة العمليات “22” طاولة عمليات عدد العاملين في المستشفى تقريبا “3200” عامل ، والمستشفى يقدم خدمات نوعية واستشارية كبيرة جدا ، يوجد بالمستشفى تسعة مراكز طبيبة مختلفة ،ومركز تدريب مؤهل لعمل دورات تدريبية على المستوى الداخلي للمستشفى في تحسين أداء العاملين ، أو خارجية ، للبرامج المقدمة من المنظمات الدولية التي ترغب في تحسين الأداء بالنسبة للكادر اليمني.
وتيرة عالية
كيف تقيمون أداء المستشفى في ظل العدوان؟
– المستشفى يعمل بوتيرة عالية منذ بدء العدوان ، شأنه شأن القطاع الصحي في العاصمة وفي أماكن أخرى ، أثر العدوان تأثيراً كبيراً جدا على العمل الصحي فقد كان للحصار تأثير مباشر نال من نوعية الخدمات بشكل ملحوظ فقد أدى الحصار إلى نقص وشحة في الأدوية المحلية في السوق اليمنية ونقص المعدات والمستلزمات الطبية وقطع الغيار اللازمة لمختلف الأجهزة وبالتالي أثر تأثيرا مباشرا على جودة الخدمة وفعالية وكفاءة المرافق الصحية ولهذا نعاني وضعا استثنائيا، حاليا بحكم، ما أشرت إليه جراء انعدام وشحة محاليل الغسيل الكلوي ولهذا كثير من المراكز المهتمة بذلك مهددة بالإغلاق، وعدم توفر أدوية امراض السرطان وشحة الأدوية لمرضى القلب الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الضغط وأدوية التخدير والمواد العلاجية المخدرة، نعاني من وضع استثنائي كارثي.. وعبر صحيفة “الثورة” نرجو من المنظمات الدولية ومن الأمم المتحدة ومن له علاقة برفع العدوان وبرفع الحصار ،وقف العدوان على البلد حتى نستطيع كمرافق صحية أن نقدم الخدمة للناس وأن نساعد في تقديم الخدمة كما يجب أن تقدم للناس وبالتالي تجنيب شريحة كبيرة جدا من الناس المدنيين وذوي الإصابات والمرضى من خطر الموت.. مشكلة الوضع الصحي هي أن العدوان تعتمد على من لم يمت بالقصف والحرب والاستهداف ، يموت بالحصار.
بالموارد والخطط المتاحة
كيف تواجهون هذه المشاكل والنقص الحاد في الأدوية كما وصفتم؟
– انطلقنا إلى توفير ما نستطيع توفيره عبر الشراء من السوق المحلية لما هو موجود بالموارد المتاحة وما لم نستطع توفيره فإننا على تواصل دائم مع وزارة الصحة ومع المنظمات الدولية لتوفير ما أمكن توفيره.
هل تتلقون دعما من المنظمات المعنية بالجانب الصحي كمنظمة أطباء بلا حدود ، و لجنة الصليب الأحمر الدولي؟
– المنظمات للأسف الشديد لا تعمل كما يجب أن تعمل في وضع استثنائي وكارثي ووضع طوارئ يأتون بالقليل القليل الفتات الذي لا يذكر ولا يتناسب مع حجم الكارثة وحجم الإقبال على الخدمة ،وبالتالي فإن ما يقدمونه حقيقة لا يرتقي إلى مستوى الطموح ،بل إلى الحد الأدنى من الطموح أو اللازم توفيره وهذا مما يلاحظ ومما يتفق عليه عند كل من يتعامل مع المنظمات.
يعملون وفق الاحتياجات
ماهي رسالتكم للمنظمات الدولية المعنية بالجانب الصحي الإنساني؟
– يفترض بالمنظمات الدولية المعنية أن تلبي الاستجابات الإنسانية ويعملون وفق البرامج المعدة من وزارة الصحة لتوفير الخدمات وتأمين المواد الضرورية، في أماكن الاحتياج، على نسق الخطط المرفوعة من المستشفيات حسب احتياجها وحسب إمكاناتها وحسب قدرتها على تقديم الخدمات لا ان يعملون كما يشاؤون هم ،وأن يهتمون بالقطاعات والأشياء الثانوية التي ليست لها علاقة بالحصار والعدوان وحالات الطوارئ ،وإنقاذ أرواح الناس وبالتالي نحن ندعوهم إلى أن يعملوا وفق الاحتياجات الضرورية اللازمة الطارئة التي تفتقدها المستشفيات والمرافق الصحية.
كل المرافق الطبية في نفس المعاناة
ماذا عن التنسيق مع المستشفيات العسكرية والأمنية مع مستشفى الثورة في مواجهة المواقف والحالات الصعبة؟
– هناك بعض التنسيق مع المستشفيات الحكومية الموجودة ، في صنعاء بحكم أنه إذا لم تتوفر الخدمة في أي مستشفى فإن المستشفى الآخر إذا كان قادرا على تقديمها فإنه يقوم بذلك ،ونحن على تواصل معهم لكن الإشكالية الآن هي أن معظم المستشفيات تعاني من شحة الموارد وهناك إقبال كبير جدا على الخدمة في ظروف حرجة وقلة للموارد المالية لتقديم الخدمة.
يستحيل
رسوم الخدمات التي يقدمها المواطنون المرضى لتلقي العلاج..هل تفي بتطوير الخدمة الصحية والعلاجية بالمستشفى؟
– ما يقدمه للأسف المواطن قليل جداً مع أننا اضطررنا لرفع شيء بسيط وجزئي عليه من أسعار الخدمات وفق دراسة دقيقة لعينة من بعض الخدمات التي تقدم في المستشفى وفق الكلفة وسعر الخدمة ، وبالتالي وجدنا أن معظم الخدمات تقدم بمؤشرات سالبة، فعلى سبيل المثال نأخذ الف ريال على السرير في الليلة الواحدة فيما ان كلفة السرير الواحد في الليلة الواحدة يكلف “12000” ريال وبالتالي الدولة تدعم بمبلغ “11000” إحدى عشر الف ريال فيما يبقى مبلغ الف ريال يدفعه المواطن ، كثير من العمليات نسبة الربح لا يتجاوز العشرة بالمائة او الخمسة بالمائة ،كثير من الخدمات التي تقدم في المستشفى وبالتالي المستشفى مؤسسة خدمية وليست ربحية تقوم بتوفير الخدمة وتأمين حياة الناس فنحن لا نسعى للربح لأن المستشفى مدعوم من وزارة المالية ومن الدولة ، وإنما كان الغرض من الرفع لتخفيف المعانة والاستنزاف الذي حدث لموارد الدولة في وضع لا تستطيع الدولة تأمين التكلفة التشغيلية للمرافق الصحية.
رعاية خاصة
ماذا بخصوص التعامل مع النازحين..وكيف تعاملتم مع وضعهم؟
– النازحون يتلقون رعاية خاصة بحكم الوضع الإنساني الذي يعيشونه ،شريحة من النازحين الذين يأتون عن طريق العقود المبرمة مع مركز الثورة وغيرها يتلقون نسبة من العمليات معفاة مائة في المائة وكذلك الرقود وكذلك الفحوصات ،والنسبة الأخرى الذين ليسوا تحت هذه العقود الموقعة فإنهم يحصلون على تخفيض لا يقل عن خمسين بالمائة.
تأثير حاد
ما مدى التأثير السلبي للحصار برا وجوا وبحرا على أداء المستشفى.. وعلى استقدام كوادر تخصصية من خارج البلد؟
– لقد أثر الحصار تأثيرا مباشرا على جودة الخدمة وكفاءة وفعالية المرافق الصحية نتيجة شحة الادوية في السوق المحلية وعدم توفر قطع الغيار اللازمة فإذا ما تعطل جهاز مثلا نضطر للانتظار ثلاثة إلى أربعة أشهر حتى تصل القطعة مع المنظمات الدولية أو إذا وجد طيران على سبيل المثال جهاز الرنين المغناطيسي موقف منذ عام لأن الشركة الأم فليبس لم توافق على إرسال الخبراء لإصلاح الجهاز ليس فقط هذا الوضع عندنا فهناك ثلاثة أجهزة رنين أخرى في مستشفيات ومرافق صحية أخرى تعطلت ولا يمكنهم إصلاحها أيضا لدينا جهاز الأشعة المقطعية معطل منذ خمسة أشهر والخسائر اليومية والشهرية تبلغ 18- 20مليون ريال وبالتالي نحن نعاني من وضع حرج واستثنائي بسبب الحرب والحصار الجائرين على وطننا الحبيب.
توسعة
ما هي الاقسام الجديدة التي استحدثت في المستشفى؟
– لم يتم استحداث اقسام وانما توسعة اقسام كتوسعة مركز النساء والولادة إلى مائة وخمسين بالمائة من السعة الاستيعابية وادارة الهندسة والصيانة تم دمج كلتا الإدارتين في إدارة واحدة بغرض توفير خدمة نوعية وكفاءة عالية في الأداء وتقليل البدلات التي كانت تصرف للإدارتين.
كفاءة الكادر
أجريتم في المستشفى العديد من عمليات القلب الفتوح الناجحة إلى ما تعزون هذا النجاح؟
– لا يزال مركز القلب يقدم خدمات نوعية إلى الآن في المستشفى وهم يعملون بوتيرة عالية وبالرغم من شحة الموارد كما ذكرت وأيضاً الصعوبات التي يعانون منها فالنجاح يعود إلى اسباب كثيرة جدا فمنها كفاءة الكادر القائم في المركز والرقابة الحثيثة في الأنشطة الإدارية والأنشطة الفنية والمراقبة التي تتمثل في رفع التقارير أولاً بأول وكذلك أيضاً إلى الالتزام المهني لدى كادر مستشفى الثورة في تقديم الخدمة على مستوى عالٍ وممتاز.
كفاءة الكادر
ماذا عن الكفاءات الطبية والتشخيصية والجراحية.. وهل اكتسبت خبرات عالمية؟
– كثير من الكفاءات من كوادرنا الموجودين في مستشفى الثورة يتمتعون بكفاءة عالية جدا ولعل نسبة المضاعفات الناتجة عن تقديم الخدمة في الحدود التي تتطابق مع أكثر المراكز إقليمياً أن لم نقل عالميا فعلى سبيل المثال زراعة الكلى زرع لأكثر من أربعمائة حالة فنحن على تواصل مع بلدان كثيرة في المضاعفات الموجودة نتيجة لعمليات زراعة الكلى عبر الحضور المباشر لكل المؤتمرات السنوية فنلاحظ ان نسبة المضاعفات لا تختلف عما يحصل في اكبر المراكز تقدما في العالم.
قصور الشراكة
كيف ترى الشراكة القائمة بين مستشفى الثورة العام والبرامج الصحية الدولية..وماذا بشأن منظمة اطباء بلا حدود؟
– لقد ذكرت بأن كل المنظمات لا تعمل وفق المطلوب منها في حالة وضع البلد الطارئ والإمكانات المتاحة لهم.
كيف ترى التعاون بينكم وبين مستشفى الطب بجامعة صنعاء بشأن الحالات الطارئة؟
– هذا مستشفى تعليمي اصلا وبالتالي الجزء الاكبر من طلبة جامعة صنعاء يتدربون لدينا.
ماذا بشأن التعاون بينكم وبين رجال الأعمال في دعم المستشفى ومن هم ابرز الداعمين حسبما تلمسونه؟
– لاتوجد نسبة كبيرة جدا ما نراه هو ان هناك استجابة فعلية من قبل مجموعة الحاج علي محمد الحباري في ما يطلب منهم عمله داخل المستشفى وانا انتهزها فرصة لأشكر المجموعة ممثلة بالشيخ يحيى الحباري لأن لهم اسهامات طيبة داخل المستشفى ويتفاعلون مع كل ما يطلب منهم وما سوى ذلك لا يكاد يذكر شيء.
يحصلون على ذلك
الكثير من الناس يشكون أسعار المستشفى..لا يستطيعون دفعها..كيف تعالجون ذلك؟
– كما ذكرت ان الرفع في السعر بسيط جدا يتناسب مع تغطية الخدمة واستمرارها فقط فلا يزال مؤشرنا بالسالب في كثير من الخدمات بحكم ان المستشفى خدمي وليس ربحياً لكن في المقابل كل الناس الذين يعانون من وضع مادي صعب جدا ولا يستطيعون دفع الرسوم ، يحصلون على الإعفاء المناسب الذي يتناسب مع ما يطلبونه ، وهناك لجنة لتقديم الإعفاءات واحيانا المريض لا يقتنع بما اقرته اللجنة فيذهب إلى مكتب المدير او مكاتب النواب بغية المزيد من الاعفاء ويحصل على ذلك.
كلمة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
– اود ان اشكر الجانب الاعلامي على تغطيته للأحداث، خلال الفترة الماضية ونشد على ايدي ابناء القوات المسلحة واللجان الشعبية مواصلة صمودهم وثباتهم وتضحياتهم في الجبهات ونحن إذ نقبل رؤوسهم ونقف إجلالاً و شكرا واعترافا بتضحياتهم ندعو الله العلي القدير ان يثبتهم وان ينصرهم ،ونؤكد اننا في القطاع الصحي جبهة خلفية لتقديم العون والمساعدة للجرحى والمرضى وكل من يطلب الخدمة الطبية من الهيئة، واشكر احرار البلد الذين صمدوا ضد العدوان والذين صمدوا صمود الجبال الرواسي ولم يتزحزحوا قيد انملة.
تصوير/ محمد درويش

قد يعجبك ايضا