الفن الإسلامي وتميزه

صدرت مؤخراً في القاهرة الترجمة العربية لكتاب “الفن الإسلامي” لجورج مارسيه، عن المركز القومي المصري للترجمة.
وجورج مارسيه مستشرق فرنسي وُلد في عام 1876، وتوفي في باريس في عام 1962، وكان شغوفًا بالعمارة الإسلامية، متتبعًا لتاريخها.
ويقول المؤلف في كتابه الذي ترجمته عبلة عبد السلام، إن الفن الإسلامي أفاد من تراث الفنون التي سبقته، لا سيما في آسيا الغربية التي شهدت ازدهار أكثر الحضارات أهمية، ولكنه اختار منها ما شاء، وتمثّل ما احتفظ به من عناصر، ثم أعطى هذه العناصر طابعه الخاص، ومنحها وجهًا جديدًا لا يمكن به التعرف على أصوله.
وقسم مارسيه ازدهار الفن الإسلامي إلى أربع مرحل: الأولى من 650-899م (نشأة الإسلام والفتوحات)، والثانية من 900-1150م، والثالثة من القرن الثالث عشر حتى منتصف القرن الخامس عشر للميلاد، والرابعة بدأت في 1450م واستمرت أربعة قرون.
وأوضح أن التميز في الفن الإسلامي لم يقتصر على الجامع وحده، بل شمل المعطيات المعمارية كافة التي كانت تخفق بالنبض نفسه وتعبّر عن رؤية إسلامية أصيلة ومتميزة.
وأشار إلى أنه يكاد لا يوجد في البلاد الإسلامية منشآت عامة أو خاصة لا تحمل طابع الدين، “فلقد تغلغل الإسلام في الحياة البيئية، كما دخل حياة المجتمع، وصاغت الطبائع التي نشرها شكلَ البيوت والنفوس”، وهكذا فإن الإسلام “وضع طابعه على إطار الحياة اليومية، وحتى عندما يكون الفن مطبقاً في أمور دنيوية، فإن فن البلاد الإسلامية يبقى فنًا مسلمًا”.
وأضاف أن المجال المعماري شكل سمة بارزة في التطور الحضاري المغربي مستفيدًا من موقعه الجغرافي، بكونه مجالًا للتفاعل الحضاري، ولمرور العديد من التيارات الثقافية على مر العصور، ومن ذلك الحضارة الأندلسية، فالمغرب قد تأثر بعمق بهذه الحضارة، حتى صار اسم الحضارة الأندلسية يُذكر مقرونًا بالحضارة المغربية.

قد يعجبك ايضا