المولد النبوي في الحديدة ..بهجة وسرور

 

الحديدة / غمدان أبوعلي

يحتفل أبناء محافظة الحديدة بالمولد النبوي 12 من ربيع الأول وهي ليلة مولد رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي باتت تعرف بليلة «أمبهجة» لنعيش معه عالماً آخر غير الذي عشناه طوال الأشهر الأخرى.
ففي ليلة المولد النبوي الشريف من كل عام اعتاد الكثير من أبناء الحديدة الاحتفاء بهذه المناسبة المباركة إذ يقضون جل وقتهم في التسبيح والإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وتشدو معها النفوس لتمتلئ فرحة وبهجة وتُلبس فيها الملابس الجديدة ويصوم الغالبية العظمى في هذه المناسبة وتكتظ الأسواق بالبائعين والمتسوقين لشراء حاجيات الاحتفاء بهذه المناسبة المباركة.
ويعيش أبناء الحديدة هذه الأيام أجواء روحانية رائعة تشدو معها النفوس لتمتلئ فرحة وبهجة بهذه المناسبة الفضيلة حيث تطل معه فيوض الرحمة لتصنع في أنفسنا شعوراً وفرحة وروحانية مكللة بأعمال الخير والتكافل والتراحم والتعاون وخاصة في مثل هذا اليوم الفضيل الذي يضاعف الله فيه الأعمال ويتقبل فيه القربات ويرفع فيه الدرجات أعلى المراتب .
«الثورة» أجرت جولة سريعة في محافظة الحديدة لمعرفة أحوال أبناء المحافظة وكيف أحيوا المولد النبوي الشريف «أمبهجة» وليستشف مشاعرهم الفرائحية وكيف يقضون يومهم المبارك في الأسطر التالية:
البداية كانت مع إبراهيم يحيى صالح الزعرور مسؤول الجبهة الإعلامية بمحافظة الحديدة والذي أكد أن محافظة الحديدة كغيرها من المحافظات استقبلت مولد خير البشرية عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم بالعديد من الاحتفالات بهذه المناسبة العظيمة على قلوبنا جميعاً .
وأشار الزعرور إلى أن محافظة الحديدة تتميز بصفات تنفرد بها عن كل المحافظات ألا وهي طيبة وتفاعل أبناءها الطيبين الذين ما أن سمعوا عن اقتراب المناسبة الفضيلة ليلة المولد النبوي الشريف حتى هبوا ملبين داعي الهدى يقدمون كل ما لديهم من دعم مادي ومعنوي ومشاركات تدل على مدى حبهم وتعلقهم بحبيبهم المصطفى الذي وصفهم ببلد الإيمان والحكمة وكذلك حين قال (ألين قلوبا وأرق أفئدة) هي في أبناء تهامة خاصة كما تناقلتها الروايات.
وأضاف: إن أبناء تهامة قدموا نموذجاً فاعلاً في التعاون والعمل الدؤوب من خلال تزيين الجولات والشوارع بالقماشات وتلوين سيارتهم بألوان المولد والحضور والتفاعل الايجابي في الأمسيات والندوات والإحتفالات المولدية التي لا تخلو دائماً من أهازيجهم وتواشيحهم الدينية الأصيلة .
وعن أجواء هذه الليلة المباركة يقول عبدالله عياش الأشيب تاجر عسل – في عروسة البحر الأحمر لليلة المولد النبوي الشريف نكهة خاصة ورائعة عن سائر محافظات الجمهورية حيث ترى الأطفال والشباب في حلقات الذكر «القرآن» والتسبيح والإكثار من ذكر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والمساجد تمتلئ بالمصلين وبيوت الرحمن تكتسي اللون الأبيض والشوارع تتزين بالقناديل لتشع أنواراً زاهية وروائح العطور والبخور تصدح من كل منزل.
وأشار الأشيب إلى أنه في مثل هذه الأيام من كل عام تحتفل الأمة الإسلامية بمولد سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي ولد في الثاني عشر من ربيع أول في عام الفيل من اب وأم عربيان من قبيلتى قريش وزهرة افخر قبائل قريش وأعرقها نسباً ولد النبي لابوين جميلين عظيما المقام فأبوه عبد الله من أبناء عبد المطلب من أشهر أسياد قريش وزعمائها وكان لعبد الله مكانة عظيمة في قلبه فزوجه من أجمل نساء قبيلة بني زهرة وهى السيدة أمنة بنت وهب الجميلة أصيلة النسب وأنجب هذا الزواج عن خير نسل قدم للبشرية وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولد سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وعن حياة الرسول صلى الله علية وآله وسلم يضيف الأشيب: بأن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيماً للأب ثم فقد أمه وهو في السادسة من عمره حتى يكون أسوة لغيره من اليتامى وحتى يكون رقيق القلب غير غليظ عاش محمداً حياة خالية من الرفاهية والراحة حيث عمل صلى الله عليه وآله وسلم وهو في سن صغير واشتغل برعي الغنم مما علمه الحلم والرقة والصبر ثم عمل مع عمه في التجارة وعرف بين التجار بالصادق الأمين حتى اختارته السيدة خديجة بنت خويلد ليدير تجارتها وأعجبت بصفاته وطلبته للزواج فقبل صلى الله عليه وآله وسلم فكانت أم المؤمنين من خير النساء حيث قدمت لهذا الدين الكثير من التضحيات والفداءات حتى تعلو كلمة الله ووقف بجانب الحبيب ولم تتركه أبدا وأنجبت له البنين والبنات.
ذلك يوم ولدت فيه هكذا عبر الزميل عبده مخاوي –موظف في إذاعة الحديدة- عن رأيه بهذه المناسبة العظيمة وهكذا أجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما سئل عن سبب صومه ليوم الاثنين فقال لهم: ذلك يوم ولدت فيه.. وها هي الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض تعيش هذه الأيام ذكرى مولده الشريف صلى الله عليه آله وسلم الذي غيّر وجه الأرض، وبه عمّ النور أرجاءها.
ويؤكد المخاوي بأن الشعب اليمني رغم المعاناة الإنسانية ورغم الظروف الصعبة جراء العدوان السعودي والحصار الجائر إلا أن ذكرى مولد الرسول الأعظم الذي لها مكانه خاصة في قلوب اليمنيين اعادت الى قلوبهم الفرحة وجددت فيهم العزيمة والثبات في مواجهة كل من اراد النيل من كرامتهم وعزتهم والنصر حليفهم بأذن الله ضد قوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي.
الشيخ عبدالله ناصر الحودلي -خطيب مسجد بالحديدة- بطريقته الخاصة يعبر عن هذه المناسبة العظيمة بالقول: إنه المولد السعيد، يعود من جديد.. يحمل بشريات الزمن المجيد، يحكي قصة الأنس المديد، ويروي أخبار العِزِّ الرغيد، إنه المولد الحبيب، يزين الكون الرحيب، ويبهج نفس الكئيب، و يحلي كتاب حياتنا بثوب قشيب، إنه المولد الشريف، ذو القدر المنيف، الذي أضاء الدروب، وأشرقت بنوره القلوب، يطل علينا، والمناسبة الذكرى، والفرحة البشرى، دائما توافينا في الموعد المنتظر، في الثاني عشر، من ربيع الأول الأزهر.

قد يعجبك ايضا