أوائل الثانوية العامة (علمي) .. الإرادة ودعم الأسرة ..خارطة طريق النجاح

أيقنت بأن التفوق لا يأتي بسهولة وإنما بالاجتهاد والمثابرة والصبر على المشاق والشدائد .هذا ما قاله سليم الوصابي الحاصل على المركز الأول في الثانوية لهذا العام ،فرغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا خلال هذه الفترة إلا أن قاعدة من جد وجد لا تتغير في كل الأحوال .

استطلاع /
مصطفى المنتصر

الأول على الجمهورية:
الطب طموحي..والعدوان منحنا طاقة من الإصرار
ثاني الأوائل :
رفقة المتفوقين أحد أسباب تحقيق حلمي

ثالث الأوائل:
أحفظ القران كاملاً..وتشجيع والدي ساعدني على التفوق
رابع الأوائل:
اسعدتني مكالمة القائم بالأعمال ووالدي هو قدوتي
خامس الأوائل:
سلاحنا كطلاب الإصرار على النجاح
الأول على مستوى الجمهورية والحائز على نسبة 99,88% سليم غالب علي غالب الوصابي، محافظة ذمار وصاب العالي، بدأ حديثه بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى على توفيقه، وقال :
شعرت بسعادة عظيمة وأنا أتلقى إعلان نتيجتي على لسان الأستاذ عبدالله الحامدي القائم بأعمال وزير التربية والتعليم وأحسست بمسؤولية كبيرة أحملها على عاتقي، ورغم أن إعلان النتائج لم يمر عليه سوى أيام إلا أن الوصابي حصر خياراته العلمية المستقبلية بين الطب البشري وخيار آخر يكتمه في نفسه .

رغم القصف لم نستسلم
ويضيف سليم : رغم ان الطائرات كانت تقصف بالقرب من منزلنا الذي يبعد أمتاراً عن مدينة الثورة الرياضية إلا أنني لم أيأس ولم استسلم للكم الهائل من الملل والإحباط وهو يداهمني بين الحين والآخر وكنت اتغلب عليه بعودتي الى كتبي ومذاكرة دروسي .وحث الطلاب على أن يعلقوا آمالهم على الله سبحانه وتعالى وان لا يجعلوا الدروس والواجبات المدرسية تتراكم عليهم يوما بعد يوم وان يعملوا على جدولة يومهم ويجعلوا جل وقتهم للمذاكرة والاستماع لشروحات المعلم والاستفادة منها .
وفي ختام حديثه وجه رسالة أخيرة لوزارة التربية والتعليم والجهات ذات العلاقة أن يسارعوا في تقديم المنح للأوائل وان يتركوا لهم المجال في اختيار تخصصاتهم وتحديد مستقبلهم .

المنافسة الايجابية
من جانبه يرى أيمن عبدالعزيز العزعزي 17 سنة الحائز على الترتيب الثاني وبنسبة99,75% أن نتيجته كانت متوقعة ولم يجد في نفسه أي شك أو غرابة كونه وفر ساعة من وقته لمراجعة إجاباته للاختبارات وكان مصدر المراجعة هم معلموه وكتبه المدرسية، وقال : الحمد لله كنت اشعر بارتياح كبير لأنني أجبت بشكل صحيح.
وأضاف العزعزي : كانت فرصة الالتحاق بمدرسة جمال عبد الناصر للمتفوقين ذات تأثير معنوي كبير فقد كنت محاطاً بكوكبة من متفوقي الجمهورية وكانت هناك حالة من المنافسة الشديدة بيننا نحن الطلاب مما ساهمت وبشكل ايجابي في زرع روح المنافسة والاجتهاد حتى وصلنا إلى نهر النجاح وارتشفنا منه ما يعيننا على مواجهة هذه الحياة وبما يعود بالنفع على وطننا الحبيب بإذن الله .
واستطرد قائلا: كنت أشعر برضى تام وارتياح كبير للمستوى الذي وصلت إليه انا وزملائي نتيجة للمذاكرة المكثفة والمطالعة الواسعة والشاملة للمنهج المدرسي قبل انطلاق الاختبارات بأيام إلا أن حالة من الإرباك والقلق داهمتني لحظة استلامي لورقة اختبار القرآن’ ولكنها سرعان ما تلاشت وانتهت لسهولة الأسئلة، حينها عملت على تعزيز ثقتي بالمنهج وإزالة الشكوك والقلق الذي كان ينتابني ذلك الوقت.
ودعا العزعزي إخوانه الطلاب إلى الالتزام بواجباتهم الدينية والأخلاقية والأسرية والمواظبة على أداء الصلوات في وقتها وطاعة الوالدين واحترام المعلم وتقديره وتنظيم وقتهم بالشكل المريح والصحيح .
وعن محطته التعليمية القادمة قال : أعمل على الاستعداد لدراسة الطب البشري وهو ما كنت اطمح إليه منذ الصغر .

سعادتي لا توصف
كانت السعادة تغمرني وفرحتي لا توصف وأنا أتلقى نبأ تفوقي على لسان القائم بأعمال وزير التربية والتعليم في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء الأربعاء وما أسعدني أكثر فرحة أهلي الذين لولاهم وجهودهم لما وصلت إلى ما وصلت إليه والحمدلله على توفيقه ..
هذا الاستهلال للمتفوق الثالث على مستوى الجمهورية والحائز على نسبة 99,68% محمد طارق المحبشي الذي يحفظ القرآن الكريم كاملا، كانت حياته مليئة بالاجتهاد والتفوق وخصوصا عندما حظي برفقة من متفوقي الجمهورية بمدرسة جمال عبدالناصر وعاش أياماً مليئة بالمنافسة والمطالعة الحثيثة .
ويضيف المحبشي (18عاما ): كان لوالديّ حفظهما الله دور كبير في دعمي وتشجيعي خلال فترة تعليمي وخصوصا في الثانوية العامة واللذين لم يألوا جهدا في تذليل الصعاب وتقديم ما كنت أحتاجه.
وفي ختام حديثه قال : كان لدي نوتة صغيرة لا تفارقني أدون فيها كل مهامي اليومية وانظم وقتي حسب الأولوية ،وكنت افرغ نفسي للمذاكرة أيام الدراسة من 7 إلى 8 ساعات يوميا وفي أيام الإجازات كنت اقضي معظم وقتي في المذاكرة .
ورسالتي الأخيرة لكل طالب: اتعب الآن قليلا ثم عش بطلا بقية حياتك ، فالأحلام ليست ما تراها في المنام بل هي التي تظل ساهرا من أجلها طوال الليل وتنجح في تحقيقها .

الألم بنكهة الفرح
في هذه السطور كان الوضع مختلفاً مع الحائز على الترتيب الرابع وبنسبة 99,50% محمد عايش الرداعي (18 عاما) الذي عاش لحظة فرحة نجاحه وتفوقه في احد مستشفيات الأمانة بعد أن أجريت له عملية استئصال الدودة الزائدة بعد ساعات من إعلان نتائج الثانوية العامة .
الرداعي يضيف :كنت أتوقع أفضل من هذه النتيجة إلا أنني سعيد لكوني من أوائل الجمهورية لهذا العام والحمد لله على توفيقه لي وشعرت براحة عارمة وأنا أتلقى اتصالاً من القائم بأعمال وزير التربية والتعليم مهنئا لي لكوني احد أوائل الثانوية العامة .
وتابع : رغم أن العدوان على بلادنا اثر على كل طالب وبرغم مرورنا بأيام سيئة والأحزان التي تطعن فينا بلا رحمة إلا أنني وجدت في ثانويتي خمسة مناهج للسعادة ” لا تكره – لا تقلق – كن بسيطا – إعطِ أكثر – توقع اقل “.
واستطرد قائلا:
“قدوتي هو من اخذ بيدي وخط بها ، وهو من نسج لي حروف الأبجدية لأتعلمها ، وهو جسر عبوري حين مد لي ذراعيه لأصل إلى النجاح ..فذلك الرجل العظيم هو أبي ”
وحذر في سياق حديثه من ترك الدروس تتراكم على الطالب يوما بعد يوم مطالبا زملاءه أن يسخروا جهودهم في استذكار الدروس وان يحرصوا على اختيار رفقاء الخير الذين يعينونهم على الاهتمام بتعليمهم وان لا يضيعوا أوقاتهم في الملازم والبحث عن الملخصات فالاختبارات لا تخرج عن إطار المنهج .

دور الآباء الإيجابي
أما محمد أنور ملهي الحائز على الترتيب الخامس وبنسبة 99,38% كان لوالده بعد الله سبحانه وتعالى الدور الأبرز في تفوقه ومن حديثه نستلهم دور الأسرة وخصوصا الآباء في تحفيز أبنائهم الطلاب على النجاح والمثابرة بدلا من زعزعة أفكارهم بطرق وأساليب لا تجدي نفعا .
يضيف محمد : في العام الماضي وعند إعلان نتائج الثانوية العامة قال لي والدي ” نريد أن تكون منهم هذه السنة يا محمد ” عندها شدني شعور غريب وقوي دفعني إلى جعل جل وقتي برفقة كتبي ودروسي حتى إنني ذلك اليوم لم أتمكن من النوم لتأثير كلام والدي علي وجعلني احمل على عاتقي مسؤولية كبيرة والحمد لله أنني وفقت في تحقيقها .
وقال :”في إحدى الليالي كان القصف على العاصمة صنعاء بشكل عنيف حتى تداولت أنباء احتمال توقيف التعليم في المدارس فنصحني البعض بأن لا اتعب نفسي بالمذاكرة فقلت لنفسي “سأذاكر وان لم تستمر الدراسة فأنا أتعلم لي وليس لأحصل على شهادة “.
مختتما حديثه مابين نصائح للطلاب وشكر للقائمين على وزارة التربية قائلا:
” رغم الظروف والعدوان إلا أن سلاحنا نحن الطلاب هو العلم والإصرار على النجاح “، مشيدا بدور القائمين على وزارة التربية والتعليم وعلى الجهود التي يبذلونها في سبيل إنجاح العملية التعليمية وبأبسط الإمكانيات وعلى رأسهم القائم بأعمال الوزارة الدكتور عبدالله الحامدي .

قد يعجبك ايضا