اليمنيون يحتفون باعياد الثورة على وقع قصف العدوان

¶ أبناء المحويت: أهداف ثورة 26 سبتمبر المتعثرة في طريقها للتنفيذ

المحويت/استطلاع/ ابراهيم الوادعي

تحل الذكرى الـ54 لثورة 26 سبتمبر، وعدوها الأول، الكيان السعودي يواصل تصعيد عدائه التاريخي لها عبر مواصلته شن ابشع عدوان عسكري واقتصادي على اليمن واليمنيين، حاشداً معه بماله المدنس مجموعة من أشرار العالم ومرتزقته، ومرتكبا اشنع الجرائم بحق أطفال اليمن ونسائه وكهوله وسط صمت دولي، في محاولة لكسر إرادة اليمنيين في استرداد سيادة اليمن وإرادتهم الحرة وانتزاع استقلال اليمن من الوصاية والهيمنة السعودية التي استطاعت فرضها على اليمن في أعقاب شنها حرباً عدوانية طاحنة ضد ثورته السبتمبرية وجمهوريته الوليدة دامت سبع سنوات .. ذلك ما تستحضره الذاكرة اليمنية بتزامن ذكرى ثورة 26 سبتمبر مع استمرار وتصعيد العدو السعودي عدوانه الغاشم على اليمن ..

يؤكد العارفون في المحافظة ممن عايشوا أحداث ثورة سبتمبر 1962م وما تلاها من حرب استمرت لظاها سبع سنوات أن الدور السعودي اقتصر على تأجيج الخلاف بين الإخوة اليمنيين، ومنع التقارب أو إصلاح ذات البين؛ كما تفعل اليوم بمنعها مرتزقتها ومنافقيها من القبول بأي حلول مشرفة يقوم بطرحها الوفد الوطني على طاولة المفاوضات، ورفض أي تنازلات رغم عظم تلك التنازلات طمعا منها في استمرار سفك دماء اليمنيين، ومواصلة هدم بنية الدولة اليمنية ووضعها في أتون الصراع لعقود طويلة تعجز معها الحلول المقبولة اليوم.
تأجيج الصراع
ويشير المحامي احمد الزيلي (60 عاما) إلى أن الإعلام السعودي كان يتهم الجمهورية الناشئة في عام 1962م بالعمالة للاتحاد السوفيتي، ويستخدم مصطلحات الشيوعية والكفار لمنع أي تلاقي بين الطرفين المتحاورين آنذاك وتحقيق السلام.
ويقول: اتخذت السعودية والملك عبدالعزيز آنذاك على عاتقهم معادة الثورة اليمنية والنظام الجمهوري لأنهم كانوا يخافون أن يمتد إليهم، وأن يثور شعب الحجاز مطالبا بمملكة دستورية وحياة تتسم بالحرية كما كانوا عليه أيام حكم الشريف حسين، لذلك حاربت السعودية الجمهورية في اليمن وثورة 26 سبتمبر بكل ما أوتيت من قوة.
الوصاية السعودية
يضيف الزيلي: في حقيقة الأمر لم تتقبل النظام الجمهوري إلى جوارها إلا بعد أن تمكنت من قتل الرئيس إبراهيم الحمدي عبر عملائها في الداخل والسيطرة على مفاصل الحكم عبر اللجنة الخاصة، بحيث ضمنت أن تكون اليمن إقطاعية خلفية لها، وان يستمر إبقاء الشعب اليمني في دائرة الخدمة والارتهان للعمل المهين في المملكة السعودية، التي أخذت تواصل قضمها للأرض اليمنية رغم توقيع اتفاقية جدة الحدودية، وتدور اليوم المواجهات بمناطق قلل الشيباني وتدمير مواقع سعودية رغم أنها أراض يمنية بموجب إتفاق جدة الحدودي.
لا ريب أن ثورة 26 سبتمبر كانت بداية مسار جديد وحقبة زمنية جديدة رغم ما شابها وصاحبها من عوائق وتعثرات بفعل قصور في المفاهيم أوحماسة بعض المناضلين أوانزعاج بعض القوى المحيطة وفي مقدمتها السعودية مما قد تسببه هذه الثورة على المنطقة.
عدوان 54 عاماً
من جهته يؤكد الاستاذ محمد اللساني –موظف– أن العدوان على اليمن (حلقة في مسلسل لم يكتمل من مسلسل العدوان السعودي على اليمن منذ قيام ثورة سبتمبر، لافتا إلى أن ثورة سبتمبر 62م لم تحقق أهدافها بسبب الاستيلاء السعودي عليها).
ويقول: كان المؤمل خلال خمسة عقود أن يكون الوضع بأفضل مما هو عليه الآن، وكان المواطن اليمني يستغرب لماذا لا يتقدم الحال في اليمن، على عكس الجوار المحيط، واقصد هنا بقية الدول العربية والعالمية، والسبب حكام الرياض وتفكيرهم واستخدام أموالهم في إفقار اليمنيين ومنع تطور دولتهم أو بناء بنية تحتية حقيقية.
حلقة أخيرة
يضيف اللساني: هم يقصفون الآن البنية التحتية للشعب اليمني، والعدوان شكل الحلقة الأخيرة من مسلسل مستمر لتدمير اليمن بدأ منذ الستينيات، ونشهد الآن فصوله الأقسى حين خرج اليمن من العباءة السعودية، ولم يحتملوا منه سماع كلمة: لا.
العدو السعودي اختطف ثورة سبتمبر وجمد أهدافها، وحين أتت ثورة 21 سبتمبر لتصحيح المسار غضب وسارع إلى شن عدوان عسكري غير مسبوق.
عملاء السعودية
بدوره يقول الحاج محمد البرطي – 65 عاما: في أعقاب ثورة سبتمبر وعندما تأكدت السعودية بوجود قادة يسعون ليكون لليمن موقعاً بعيداً عن شكل الحكم الملكي ويقترب من مدرسة جمال عبدالناصر، عملت على وأد الثورة عبر عدة سبل فقتلت الرئيس إبراهيم الحمدي، واستولت بشكل مبطن عبر اللجنة الخاصة على الحكم في اليمن، كما عملت على إبقاء اليمن فقيرا، ومرتهنا لها، ومنعت التلاقي بين الشطرين، بل وأشعلت الحرب بين الشطرين في نهاية السبعينات، بعد أن كانت الوحدة اليمنية قاب قوسين أو أدنى من التحقق على يد الرئيسين الحمدي وسالم ربيع علي.
تصحيح مسار
يضيف البرطي قائلا: ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت الحاضن لثورة 14 أكتوبر 1963م، وكلاهما لم تتناسب مع توجهات وخطط القوى العظمى ودول الجوار ولذلك لجأت هذه القوى والدول إلى اختطاف هذه الثورات وإبقاء اليمن تحت السيطرة والهيمنة من خلال شراء الولاءات وإضعاف الاقتصاد وإغراق المجتمع بالمشاكل الفكرية والاجتماعية والطائفية والمذهبية وتغييب أي صوت ينادي بتغيير الواقع والتنمية والنهوض بالوطن، فيما أتت ثورة 21 سبتمبر 2014م لتحقق أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر التي أعيقت في مهدها وإعادة الثورتين إلى مسارهما الصحيح، بعد أن جرى الانحراف بهما.
نهاية الوصاية
ويوافقه الرأي المهندس عبدالحافظ الشماتي في أن العدوان السعودي هو آخر مراحل عدوان مملكة آل سعود على اليمن منذ القرن الماضي، قائلاً: السعودية منذ ثورة سبتمبر ظلت تناصب اليمن العداء وتحاربه بأشكال مختلفة، وأدوات متعددة لقتله بشكل بطيء.
وما نشهده اليوم -برأيه- وخاصة بعد ثورة 21 سبتمبر من عدوان بربري سببه أن الأدوات السابقة فشلت، وأصبحت خارج الوطن، فلجأت للخيار العسكري المباشر وقتل اليمنيين بأسلحة الموت التي يبيعها العالم ويصمت عن جرائمها طمعا في المال، بل وتدمير كل ما تقع عليه عينها الشريرة من منشآت وجسور وطرق وغيرها من البنى التحتية للبلاد.
المهندس الشماتي مضى يقول:(اليمنيون ومنذ العام 2014م بدأوا فعليا في تنفيذ أهداف 26 سبتمبر التي جمدها المد السعودي وتياره الوهابي على كافة الأصعدة، وهم في هذه المواجهة يسطرون أنصع الصور في التضحية والعطاء دفاعا عن وطنهم وحريتهم وكرامتهم.
نخر اليمن
وتابع: العالم اليوم يصرخ من التطرف الذي نشره آل سعود والتيار الوهابي في المنطقة والعالم، ونحن في اليمن نكتوي به الآن وعانينا منه لعقود بسبب الجوار الجغرافي، حيث انفق على تدمير الوئام المجتمعي في اليمن المليارات، وفي مقابل كل ذلك لا نجد مشروعا تنمويا سعوديا بداخل اليمن إلا بعدد الأصابع ليس أكثر وذراً للرماد في العيون.
ويختم: في العيد الـ54 لثورة 26 سبتمبر نلاحظ بشيء من الأسى أن أهداف ثورة 26 سبتمبر لم تتحقق حتى هذه اللحظة، وأتمنى أن لا يتم سرقة ثورة 21 سبتمبر كما تم سرقة ثورة 26 سبتمبر هذا ما أوصي به كمواطن يمني.. لكن الأمل قائم في نصر الله لليمنيين على النظام السعودي ووعي الشعب اليمني للانعتاق من هيمنتهم التي لم تجلب لليمن والمنطقة إلا الدمار.
استعادة سبتمبر
من جانبه يرى عبدالمجيد شرف بأن ثورتي 26 سبتمبر و21 سبتمبر مكملتان لبعضهما البعض من حيث الأهداف وأتت ثورة 21 سبتمبر بعد عقود لتصحح مسار ثورة 26 سبتمبر المختطفة من قبل الرياض والمرتزقة والمنافقين، ولذا لم يتحمل المعتدون قيام ثورة تصحيحية؛ فهاجموا اليمن وشنوا عليه العدوان منذ 26 مارس 2014م وبعد أقل من 6 أشهر فقط على ثورة 21 سبتمبر.
معرفة العدو
تطل الذكرى الـ54 لثورة 26 سبتمبر على أنقاض مبان مهدمة في مدينة المحويت ومديريات المحافظة بشكل عام وجسور مقصوفة، عشرات الغارات التي شنت على مدينة المحويت ومديريات المحافظة بشكل عام مستهدفا بنيتها التحتية، أكد في الوعي العام بأن الحقد السعودي ظل مستترا خلال العقود الماضية، وهو اليوم يطلق حقده الأخير ليخمد بعدها على أيدي الأبطال من الجيش واللجان الشعبية، والشعب الصامد المتحصن بوعي متنام تجاه هذا العدو الذي ظل يتدثر بعباءة الصديق.
ويؤكد المواطنون في المحافظة رغم بساطتهم أن شعباً يتعالى على جراحاته وآلامه ويستعين على معاناته بقوة إيمانه بالله وعدالة قضيته، ويرسم أروع صور الصمود والتحدي في مواجهة أعتى آلات القصف والدمار الهستيري المتواصل لدول العدوان الغاشم، ولاشك بأننا منتصرون وأن المستقبل يحتضن للشعب اليمني الكثير من الخير، بما يعوضه عن عقود الحرمان والفقر بسبب جار السوء المسمى مملكة سعود.

قد يعجبك ايضا