عاد بعضها يرفرف بأجنحة الشوق من خارج الحدود لقضاء الإجازة بين الأهل والأحبة في الوطن
استطلاع/ أسماء حيدر البزاز
رغم ما وفرته لهم وسائط التواصل الحديثة التي يسرت لهم مشاركة أسرهم وعوائلهم الفرح من خارج الحدود إلا أن طيورنا المهاجرة في أنحاء العالم تحرص على الدوام من العودة إلى أرض والوطن لقضاء إجازة العيد، لتعيش مع الأهل أجواءً عيدية باهتة.. ليس لما تتكبده من عناء قطع المسافات في طريق العودة.. بل وبما تعيشه اليمن من الظروف الأمنية الحالية المفروضة من قبل عدوان دول التحالف العربي بقيادة نظام آل سعود..
صحيفة (الثورة) تلقت مشاعرهم العيدية بين الأهل والسكن ومعاناة القدوم في ظل ظروف السفر المعقدة بسبب الحصار.. وبعض من ورؤاهم تجاه ما يمر به الوطن…. إلى التفاصيل:
البداية مع محمد العزي – مغترب في الولايات المتحدة الأمريكية – يحدثنا عن واقع العيد وكيف يحتفل اليمنيون بالعيد هناك قائلاً: للأسف العيد هنا أشبه بمأتم خاصة ونحن بعيدون كل البعد عن أهلنا ووطننا وأحبائنا، فالعيد هنا في الغربة مثل أي يوم عادي عمل وانضباط خاصة مع اختلاف العادات والتقاليد والتي ضاعفت من حجم المعاناة والوحدة والعزلة، فأعظم شيء يمكن أن نقوم به هنا هو الاتصال لأهلنا وذوينا باليمن لمعايدتهم وتهنئتهم بالعيد ومن ثم الاجتماع بعد الدوام مع اليمنيين والعرب المغتربين هنا لاستشعار جو العيد والإحساس به.
وأضاف العزي: يزداد الخوف والقلق على بلادنا وعلى الحال الذي وصلت إليه وما نتمناه هو أن يعود السلام والاستقرار والأمن إلى ربوع بلادنا الحبيبة وألا نسمع عنها أي مكروة، فعيد اليمنيين سواء في الداخل أو الخارج هو أن يحل السلام موطنهم.
مرارة الغربة
محمود هلال – مغترب في دولة الكويت الشقيقة – هو الآخر أبدى لنا حنينه وشوقه لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك في اليمن غير أن ظروف عمله ومشاغله تحتم عليه البقاء في الكويت لمدة طويلة.
وأضاف هلال: نحن على تواصل د ائم مع أهلنا في اليمن سواءً في العيد أو غيره وحتى على متابعة دائمة لأخبار البلاد سواءً عبر القنوات أو المواقع الاخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي، مشغوفون لسماع أخبار اليمن والاطمئنان عليها، لأنها عزتنا وكرامتنا وموطننا الأول والأخير ويحزننا الحال الذي وصلت إليه والذي نتضرع إلى الله أن يؤلف بين قلوب اليمنيين ويشد من آزرهم ويوحد صفوفهم وأن ينتهي الدمار والاقتتال والعدوان ويحل الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.
وقال هلال: في دولة الكويت الشعب الطيب العريق الأصيل في تعامله معنا والذي يحاول أهله أن يخففوا عنا مرارة الغربة ولوعة الشوق والحنين لليمن خاصة مع هذه الأجواء العيدية، حيث يدعوننا معهم للتنزه والسفر داخل البلاد للترفيه والاستمتاع لما تزخر به دولة الكويت الشقيقة، كما أنهم يقدرون الوضع الصعب الذي تمر به البلاد ويثمنون مشاعرنا الحزينة والمؤلمة تجاه ذلك بل يشدون على أزرنا بأن نصبر وأن الفرج قريب، فاليمن هو موطن العروبة كلها وبه يتحقق عز العرب ومجدهم.
التعايش
المغترب أحمد رمضان في جمهورية الصين الشعبية يقول: صار لنا هنا في الصين عشرات السنين ورغم طول الإقامة هنا إلا أن القلب لا يكل ولا يمل شوقاً للعودة إلى اليمن رغم ظروفه الصعبة والقاسية إلا أننا نتشرف أن نموت في أرضنا جوعاً وألماً وفقراً وظلماً، فعز القبيلي بلاده ولو تجرع وباها.
ومضى رمضان يقول: العيد في الغرب لا منى له، إلا أننا نحاول بقدر الإمكان إحياءه مع أسرتي المقيمة هنا بلبس الجديد وشراء حلوى وكعك العيد والذهاب إلى الحدائق والمنتزهات السياحية وأخذ قسط من الراحة لعدة أيام حتى نعايش الأجواء العيدية القريبة من أمنا اليمن والذي نسأل الله أن تنتهي آلة القتل والدمار ويحل الأمان ويتوحد اليمنيون ويرفع الحصار على شعبنا حتى نتمكن من زيارة وطننا بأمن وسلام، فاليمن يعيش اليوم في ظلم كبير على المجتمع الدولي والمنظمات رفع هذه المظلومية عنه وعن أبنائه الذي لا ذنب لهم سوى أنهم يمنيون مسالمون ومهما طال الليل لا بد أن تشرق شمس الصباح ولا بد للقيد أن ينكسر.
سياحة داخلية
المغترب إبراهيم شرف – دولة قطر الشقيقة: كل المهاجرين في أنحاء العالم يتمنون كما كان سابقاً قضاء إجازة العيد في اليمن والتمتع بسحرها وجمالها، فإلى وقت قريب كنا نقضي إجازة العيد في عدن ومن ثم الحديدة وننهيها في إب بمعية الأسرة، أما اليوم فلا يمكننا ذلك خاصة مع الأوضاع الأمنية والحصار على البلاد، هو باختصار عيد بائس وحزين حتى يكتب الله لبلادنا النصر والتمكين.
قصور العالم
وهذا هو حال أم عائشة محمود المقيمة في سلطنة عمان حيث تقول: ارتبطنا هنا بعمل زوجي وتركنا الوطن والأهل والخلان، فلا طعم ولا راحة للعيد بعيداً عن وطنك مهما كانت بيدك كنوز الدنيا وحذافيرها، مهما توفرت لديك وسائل وسبل الراحة مهما كانت الإغراءات في الخارج إلا أن الوطن لو كان قبراً لفضلنا القبر على قصور العالم.
عيدنا الحقيقي
أحمد الروضي – المملكة العربية السعودية – هو الآخر يشكو مرارة الغربة بعيداً عن أهله وذويه، ويقول: لولا الظروف الاقتصادية الصعبة لما سافرنا ولا اغتربنا، ولكنه الواقع فرض علينا الهجرة والاغتراب وبالنسبة للعيد هو فرحة لكل المسلمين على اتمام فريضة الصيام على خير وعافية، غير أن الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا جعلتنا في خوف وقلق دائم على أهلنا ووطننا وعيدنا الحقيقي هو أن نرى الأمن والأمان يعم أرجاء وطننا الحبيب وأن يحيا اليمنيون في الداخل والخارج على كلمة واحدة ومحبة وسلام أبدي.