مطالبات بتحقيق دولي حول تفجيرات الكرادة:
بغداد / وكالات
أصدر رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أمرا بإعفاء قائد “عمليات بغداد” ومسؤولي الأمن والاستخبارات في العاصمة العراقية من مناصبهم.
وكان العبادي قد وافق الاربعاء الماضي على استقالة وزير الداخلية محمد الغبان التي تقدم بها، من منصبه. وأشار الغبان وقتها إلى أنه قام بذلك احتجاجا على ما وصفه بـ”التخبط الأمني” وبسبب “تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة الأمنية”.
وتأتي هذه الإجراءات عقب التفجير الانتحاري الأكثر دموية منذ سنوات في بغداد، الذي هز السبت الماضي منطقة الكرادة التجارية وأسفر عن مقتل نحو 300 شخص وإصابة العشرات بجروح.
وفي وقت سابق توعد العبادي مسلحي تنظيم “داعش”، الذي تبنى التفجير، بالقضاء عليهم في العراق وقال في تغريدة “إن الدواعش الذين أرادوا سلب العراقيين فرحة العيد بتفجير منطقة الكرادة سنجعلهم يحزنون إلى الأبد ونطاردهم ونهزمهم في الموصل كما هزمناهم في جميع المعارك”.
وكانت وزارة الصحة العراقية قد أعلنت امس الاول عن ارتفاع حصيلة التفجير الذي استهدف منطقة الكرادة ببغداد الأحد الماضي إلى 292 قتيلا.
وقالت الوزيرة عديلة حمود إنها تتواجد مع “عوائل الشهداء في دائرة الطب العدلي لمتابعة عملية أخذ العينات من الشهداء وعوائلهم والإسراع بعملية مطابقة الحمض النووي والإجراءات الإدارية الخاصة بتسليم جثامين الضحايا الذين سقطوا في الحادث”.
وأضافت حمود: “عدد الشهداء بلغ 115 شهيدا وقد سلموا إلى ذويهم وهناك 177 شهيدا غير واضح المعالم سيتم مطابقة التحاليل مع ذويهم لغرض تسليم جثامينهم إلى أهاليهم”.
من جهتهم طالب نشطاء عراقيون وإعلاميون بفتح تحقيق دولي في تفجيرات منطقة الكرادة الدامية في بغداد والتي راح ضحيتها نحو 300 قتيل وعشرات الجرحى.
وأطلق النشطاء والإعلاميون هاشتاغ #تحقيق_دولي_للكرادة، مرفقا بصور ومقاطع فيديو للحظات الانفجار الأولى وشهادات وتحليلات مختلفة حول طبيعة الانفجار والمواد المستعملة فيه.
وتبنى موقع Change.org الأمريكي حملة لجمع التوقيعات اللازمة لتقديم عريضة للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل الأمم المتحدة للتوصل إلى أسباب هذا الدمار الهائل وغير المسبوق الذي خلفه التفجير.
يذكر أن الحملة التي انطلقت الأربعاء الماضي جمعت إلى غاية امس الاول الخميس الماضي ما يقارب 55 ألف توقيع، ومن المنتظر أن يصل العدد إلى نحو 100 ألف بحلول ساعات.
وكتب الناشط مرتضى الخطيب في تعليق على إطلاق الحملة على موقع Change.org، أن هجمات الكرادة واحدة من التفجيرات الانتحارية الأكثر تدميرا التي عصفت بالبلاد منذ عام 2003م، موضحا أن معظم القتلى قضوا اختناقا أو حرقا حتى الموت.
وأشار الخطيب إلى أن انتشار الحريق بسرعة بين اثنين من مراكز التسوق والمحلات التجارية القريبة، وبسبب تفحم جثث الضحايا لجأت العديد من الأسر إلى أخذ عينات الحمض النووي للتعرف على أحبائهم. وأكد أن معظم التحقيقات التي قامت بها الحكومة العراقية في تفجيرات سابقة ظلت غامضة، فيما تستمر دوامة العنف بلا هوادة منذ 13 عاما حيث غزت القوات الأمريكية العراق.
وطرح الخطيب تساؤلات حيرت الشارع العراقي بخصوص الهجوم الأخير وهي: ما هو مصدر المواد الشديدة الاشتعال التي استخدمها تنظيم “داعش” في الهجوم؟ وكيف تمكنت السيارة المحملة بكميات هائلة من المتفجرات بالتوقف قرب مكان مخصص للمشاة فقط؟ وهل الحكومة العراقية على بينة بالأسلحة الموجودة في حوزة داعش التي يمكن أن تستخدم في عمليات مستقبلية؟ وما الذي تقوم به الحكومة لحماية مواطنيها؟ وفي نهاية المطاف، من هو المسؤول عن المأساة الأخيرة؟
وتجدر الإشارة، إلى أن مواد مشعة خطرة كانت قد سرقت من أحد المواقع الحكومية في البصرة جنوب العراق العام الماضي، الأمر الذي يثير مخاوف أمنية، وربما تكون تلك المواد من ضمن المستخدمة في هجوم الكرادة، وفق الخطيب.