استطلاع :ماجد الكحلاني- علاء الدين حسين
تعود عجلة التاريخ للوراء وما أشبه اليوم بالبارحة ،نتحدث هنا عن بقعة غالية من ارض الوطن انها (عدن) وما أدراكم ما(عدن) المدينة العصية على المستعمرين الانجليز الذين حاولوا ان ترضخ لهم على مدى 128 عاماً من الاحتلال ،ولكنهم لم يستطيعوا ان ينالوا من عدن التي مثلت رمزية الجنوب الغالي على قلوب كل اليمنيين ,رغم محاولاتهم البائسة والمتكررة في كل ظرف يعيشه اليمنيون من تفتيت للنسيج المجتمعي والقضاء على وحدته المباركة التي عمدها الشعب اليمني بدماء أبنائه الوحدويين ، واليوم يتكرر ذات المشهد فالاحتلال الأمريكي المسنود بأذنابه من اتباع آل سعود ومرتزقتهم وعملائهم يسعى للسيطرة على ابناء الشعب اليمني وبالذات ابناء الجنوب واستعبادهم وإذلالهم ،منذ ان دنسوا بأقدامهم القذرة جنوب الوطن ، “اغتيالات- تفجيرات- اعتقالات- قمع – نهب وسلب للثروات ”
تلك هي عناوين المهام التي تنفذها قوات الاحتلال الامريكي السعودي في جنوب الوطن ،فما من يوم يمر علينا الا ونسمع عن اغتيال شخصية ما، وقتل شخصية اخرى ،كما ان المارينز الأمريكي.. دأب على شن حملةَ اعتقالاتٍ واسعة في مدنِ محافظةِ حضرموت الجنوبية وبلداتِها.. طالت عشراتِ العلماءِ وخطباءِ المساجد.. أما الذريعةُ فهي التعاونُ مع القاعدة.. وينتهي مصيرُ هؤلاءِ المعتقلين إما إلى داخلِ الإماراتِ أو سجونٍ أخرى..
أبناء جنوب الوطن الشرفاء يعتبرون ما يجري في أرضهم انتهاك لسيادة اليمن ووحدته واستقلاله وخرق واضح للقوانين والمعاهدات والاعراف الدولية ولمواثيق الامم المتحدة التي تمنع التدخل في شؤون واستقلال الدول، وفي ذات السياق يقول الخبير الاقتصادي عدنان باشميله :
إن الاطماع الاقتصادية للاحتلال الامريكي هي وراء غزوه لجنوب الوطن ، وأن عائدات النفط في المحافظات الجنوبية وحدها تقارب من 400 مليار دولار, وكما يعرف الجميع أن محافظتي شبوة وحضرموت من المحافظات اليمنية التي تحوي في باطنيهما أضخم الاحتياطات النفطية ، ويمثل انتاج محافظة حضرموت للنفط 39 % من إجمالي الإنتاج النفطي في اليمن، وفي شبوة لوحدها اكتشف مؤخرا ان فيها 500 بئر مغلقة من عهد الروس ،
ومنذ قيام الوحدة المباركة في22من مايو عام 90م وحتى عام 2016م تؤكد معظم المؤشرات الاقتصادية بوضوح وصراحة أن الاكتشافات النفطية في جنوب الوطن في تزايد مستمر وأنه يجري التوسع في حفر الآبار الإنتاجية وزيادة الكمية المستخرجة من النفط وتزايد نشاط الشركات العاملة في هذا القطاع والتي تتبع دول الغزو كدولة الامارات التي تتبعها شركة دوف الشركة التي تقوم بعمليات نهب منظمة للبترول في جنوب الوطن ، كما يتوقع الاقتصاديون بوجود زيادة لحجم المخزون النفطي (إحتياطي النفط) من 4.7 مليار برميل عام 2000م إلى 20.4 مليار برميل نهاية عام 20017م حيث أن ذلك يعني أن اطماع الاحتلال الامريكي السعودي في جنوب الوطن تتجلى يوماً بعد يوم .
واليوم تعتبر القطاعات النفطية (46- 61- 62- 63) في خليج عدن والقطاعات النفطية في شبوة حضرموت (تحت سيطرة الاحتلال).
كما تتعدد الأهداف التي يسعى لتحقيقها الاحتلال الامريكي السعودي من غزوهم للجنوب الى اهداف اجتماعية وثقافية تنبع عن الحقد الدفين تجاه وحدة الشعب اليمني.
تمزيق وحدة الشعب
القيادي في الحراك الجنوبي ورئيس لجنة التواصل للملتقى الاول لأبناء الجنوب في الجبهة الوطنية لمناهضة الغزو والعدوان احمد القنع يؤكد على أن ما يحصل في الجنوب من غزو هدفه الحقيقي تمزيق وحدة الشعب وان على ابناء المحافظات الجنوبية ان يتنبهوا للمؤامرة التي تحاك ضدهم ويوجه القنع أسئلة لأبناء المحافظات الجنوبية :ماذا يحصل في ارض جنوب الوطن ؟ هل هذه الأرض التي أردتم أن تستعيدوها، أخرجتم أبناء المحافظات الشمالية وقلتم أنهم محتلين، واليوم تستقبلون الإماراتي والسعودي والكولومبي والسوداني والامريكي ليحتلوا أرض الجنوب من جديد”.. مؤكدا أنه مثل ما بزغت الحركة الوطنية في السبعينيات من صنعاء ستنطلق حركة جنوبية أخرى من صنعاء لتحرير الجنوب.
الخزي والعار لمن يأتي بأجنبي ليدمر بلاده.. وقال: “لن ندع السعوديين يتمتعون بشجرة دم الأخوين أو يحتفلوا في قصر سيئون أو يذهبوا لحصن الغويزي”.
ويستطرد القنع :
ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺣﻠﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺑﻼ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ، ﻋﺪﻯ ﻗﻠﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺨﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪاً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻴﻪ، ﻭﻗﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، كما ان السعوديون ودول الخليج الصغيرة ايضاً كانوا من معارضي الوحدة واليوم يسعون لإعادة عقارب الساعة الى الوراء ولكن هيهات لهم .
الوحدة عصمت دماء اليمنين
محافظ عدن الدكتور عبد العزيز بن حبتور يقول ان على الجنوبيون ان يحذروا من محاولات الاحتلال الامريكي لتشتيت اليمنيين بواسطة اذنابهم السعوديون ومرتزقتهم ,وعليه فنحن نرفض رفضا قاطعا للاحتلال الأمريكي السعودي الذي يعمل على تنفيذ المؤامرات الخبيثة التي تحاك ضد أبناء الشعب اليمني العظيم والمتمثلة في اركاع الشعب اليمني في الجنوب الغالي.
ويضيف بن حبتور
يمكننا القول ان الوحدة اليمنية عصمت جزء كبير من دماء أبناء الوطن فهي تعتبر مكسب وثروة حقيقية للإنسان اليمني ومستقبله، وأن العيد الوطني الـ26 للجمهورية اليمنية 22 مايو مناسبة للتذكير بأرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم ودمائهم الزكية من اجل وحدة الشعب وأبناء الجنوب يعرفون حجم التضحيات الشعبية للحفاظ على الوحدة لانهم كانوا وما يزالوا جزء من تلك التضحيات ،كما ان السواد الأعظم من أبناء المحافظات الجنوبية يؤيدون الوحدة ويعرفون قيمتها ومساوئ التشطير والتمزيق والمعاناة الكبيرة منهما للتجارب المريرة التي عانوا منها طيلة فترة التشطير، ومن هنا انتهز الفرصة لدعوة
المغرر بهم من أبناء المحافظات الجنوبية للعودة إلى جادة الصواب بعد ان تكشفت أهداف الغازي المحتل ، وانا على ثقة ويقين بأن السواد الأعظم من أبناء الجنوب لا يرضون بتلك الممارسات.
كما اني انتهز الفرصة في ذكرى مرور 26عاماً على اعلان الوحدة بتحية تقدير لأبطال الجيش واللجان الشعبية وكل المخلصين في هذا الوطن الصامدين في وجه صلف العدوان وقوى الاستكبار.
رفض الاحتلال الأمريكي
ويؤيد الشيخ محافظ لحج الشيخ احمد حمود جريب ما ذكره محافظ عدن ويقول جريب: ينبغي أن يكون لأبناء المحافظة موقف تجاه تواجد القوات الأمريكية في قاعدة العند من خلال وحدة الكلمة وترتيب الصفوف لرفضه قولا وفعلا، وفي ذكرى اعلان الوحدة نقول : المحتل كما هو عادته يلعب على المتناقضات لأي مجتمع يستهدفه فهو يغذي عناصر الصرعات الثقافية للمجتمع من خلال عصابة من المرتزقة والخونة الذين يعبدون مصالحهم الآنية ويقدمونها على أي شيء آخر حتى ولو كان الوطن والشعب والأمة والدين للأسف .
إلا أن ذكاء المحتل يكمن في عمليتين تحقق اختراق المجتمع المستهدف . أولها في اختيار شبكة من المرتزقة تكون أداة التنفيذ للمخطط ، والثانية في طرح المبررات والشعارات لإلباس الحق بالباطل في السبعينيات بعد استقلال جنوب الوطن من المحتل البريطاني أجرمت هذه العصابات بحق الوطن والشعب ومارست جرائم تمييز عنصرية وجنائية موصفة وسببت الكثير من المآسي والآلم لشرائح كثيرة من الشعب في الجنوب فتم تأميم الممتلكات ومصادرة الثروات والحقوق بل وحتى لم توفر الحد الادنى من الحقوق الإنسانية (السكن الخاص) ولم يكتفوا بالنهب والسلب بل تمادوا إلى الاعتقال والاخفاء والطرد والتهجير وحتى التصفية الجسدية.
وقد تنكرت هذه العصابات لتاريخ ونضال هامات وطنية مكافحة المحتل بدون أي مقابل سوى دافع الواجب الوطني وهم أول من دفع الثمن عندما يسيطر على زمام السلطة عصابات من المرتزقة والخونة، وان عصابات المرتزقة مارست كل هذا الاجرام بشعارات وطنية رنانة من التقدمية والعدالة الاجتماعية ورفضاً للإمبريالية وغيرها من الشعارات ، وما اشبه اليوم بالأمس، فنفس المحتل ونفس العصابات هي من تمارس نفس الجرائم بثوب جديد، ونستطيع القول ان ما تمارسه قيادة المرتزقة في عدن ولحج والمكلا ومدن الجنوب المحتل ضد أبناء الوطن تحت شعار مكافحة الارهاب وضبط الأمن، – وسنسمع المزيد من هذه الشعارات خلال هذه الايام – هو تاريخ يكرر نفسه من قبل عدو اليمن نفسه، نقول لهم كما هزمكم اليمن بالأمس يقيناً سيهزمكم في هذه المعركة ، فالشعوب الحرة هي من تنتصر في الأخير، نقول ذلك ليس للمحتل وعصاباته من الخونة وإنما من أجل وعي أجيال من شباب وشابات ، اليمن بتاريخ وطنهم النضالي ضد الاعداء ، ومن أجل توحيد الذاكرة المجتمعية للوطن فهذه الأجيال هي من يعول عليها النضال اليوم في معركة تحرير الوطن وصد العدوان.
ويختتم محافظ لحج قوله :في هذه المناسبة الغالية على قلوب كل اليمنيين لا يسعنا الان إلا أن نوجه تحية إجلال واعتزاز للرجال الشرفاء خاصة الجيش واللجان الشعبية وكل المخلصين في مواقع الشرف والإباء الذين يسجلون أروع ملاحم التضحية والفداء في التصدي للعدوان السعودي الأمريكي الإجرامي الذي استباح دماء الأطفال والنساء والشيوخ واستهدف بنية اليمن التحتية وكل مقومات الحياة بأسلحة محرمة دوليا على مرأى ومسمع من شعوب العالم وحكامه الذين تخلوا عن مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية والقانونية.
كما انتهز الفرصة بأن نرفع تحية إعزاز وعرفان لقائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس وأعضاء اللجنة الثورية العليا على قيادتهم الحكيمة ومواقفهم الشجاعة في التصدي للعدوان والدفاع عن عزتنا وكرامتنا في أحلك الظروف والمحن.
لا تهاون في مقارعة الاحتلال
من جانبه يقول الكاتب الاستاذ طارق مصطفى سلام : تحل علينا الذكرى الـ26للوحدة المباركة وجزء عزيز من الوطن الا وهو الجنوب يرزح تحت الاحتلال الأمريكي الغاشم الذي يستبيح الدماء والاعراض والممتلكات في جنوب الوطن لذا اقول اننا لن نتهاون في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة وان على جيل الوحدة في عدن ان يناهض الاحتلال ويقاتله حتى اخراجه من كل شبر في ارض الوطن .