البرد معاناة تضاف إلى النازحين
تحقيق/ أحمد غليس
النازحون من معاناة البحث عن المواد الأساسية للبقاء على قيد الحياة والبحث عن مسكن بديل لمنازلهم التي أصبحت ركاماً إزاء قصفها من قبل طائرات العدوان إلى معاناة البحث عن مستلزمات الشتاء الذي اقتحم المدينة، والنازحون ما يزالون في فصول مدرسية شبابيكها مكسرة.
وفي ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر تظل فئة النازحين وسط معاناة لا حدود لها ويبقى أملهم الوحيد والكبير بعد الله في المجتمع وتكافله بعد أن خذلتهم منظمات شؤون الإنسان المحلية والدولية التي تقول بعضها أن الوحدة التنفيذية للنازحين تقوم بمنعها من دخول مراكز ومخيمات النزوح وتسليم المساعدات بنفسها وليس تسليمهما للمشرفين على تلك المخيمات المتهمين من قبل منظمات بعدم توزيع المساعدات بشكل منصف ومتكامل.. نتابع..
من صراع صواريخ العدوان إلى مصارعة البرد مع غياب ضمير الإنسان بحسب أبو أحمد أحد نازحي محافظة صعدة الذي قال “رغم ما تعرضت له من خوف وهلع وعذاب أثناء وصولي إلى هنا إلا أن عذاب البرد كان أعظم بكثير مما حدث لي ولأسرتي”.
ينام محمد هو وأطفاله فوق موكيت ضعيف على بلاط متثلج داخل فصل مدرسي مكسرة بعض نوافذه والأخرى مفتوحة خوفا من ضربات العدوان مع القليل من البطانيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. مضيفاً محمد “لم أكن أعلم أني سأموت بردا عوضا عن الموت بالصواريخ حتى وجدت نفسي في مدرسة صنعاء في الجراف”.. داعيا العالم ومنظمات حقوق الإنسان النظر إلى أحوالهم التي وصفها بـ”المزرية”.
وفي السياق ذاته يقول عتيق جعري أحد النازحين من صعدة أيضا بأن النوم داخل الصف الدراسي أشبه بالنوم خارجه.. مضيفا بأنه يذوق هو وأبناؤه أشد أنواع العذاب بسبب شدة البرودة داخل الصف.. مؤكدا بأنهم يعانون من نقص في البطانيات والمفارش والذي سبب لهم أمراضاً عدة.. مضيفا بأنه وأسرته يحسبون بالثواني والدقائق لشروق الشمس صباحا كي يدفؤون أجسامهم محاولين أن يحركوا بدفئها دماءهم المتجمدة من البرد ليلاً.. متمنين بأن لا يعود الليل مرة أخرى كي لا يذوقون برد البارحة.
من جانب آخر أكد مشرف مدرسة صنعاء للنازحين ماجد عزان على أن النازحين يعانون كثيرا من غياب المواد الغذائية ومن شدة البرودة وأن غياب الموكيت في الصفوف وتحطيم بعض النوافذ وفتح الأخرى خوفا من ضربات العدوان إضافة إلى نقص البطانيات والمفارش زاد من معانات النازحين..مشيرا إلى أن هناك بعض البطانيات المتواجدة ولكنها لا تنفع لهذه الأيام لضعفها منوها بأن هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون صحيا من عدم وجود مستلزمات تحميهم من البرد داعيا المنظمات والجهات المختصة إلى النزول الميداني ومعرفة حاجات النازحين وتلبيتها .
نائب مدير مبادرة “شباب دعم النازحين” بسعوان الأستاذ عبدالله شراح والذي قام مؤخرا بجمع القليل من البطانيات والكثير من الملابس وتوزيعها على ثلاث مدارس كانت آخرها المناطق السكنية المتواجدة بمنطقة الروضة.. مضيفا بأن تلك المساعدات التي تقدم من المبادرة جاءت بعد وضع آلية إستراتيجية في توزيع البطانيات والمفروشات حسب أولوية الاحتياج.. مشيرا إلى أن تلك المساعدات تم تقديمها من فاعلي الخير بمنطقة خربة سعوان بمديرية بني حشيش والتي لها الفضل الكبير بعد الله في تقديم المساعدات الأولى..
ويضيف شراح بأنهم يجدون صعوبة في إيجاد موارد مالية أخرى كما أنهم “سعوا إلى المنظمات والتجار لدعمهم ولكن دون جدوى وقد كان ذلك من أهم الأسباب للرجوع إلى القرية لطلب المساعدات من فاعلي الخير وقد تم بحمد الله جمع حوالي ثلاث سيارات من الملابس والمواد الغذائية والبطانيات كان ذلك بمساعدة الأستاذ أحمد الكبسي المسؤول المالي في المبادرة الذي لم يألوا جهدا في جمع المساعدات المالية والذي كان له الدور الأكبر في تجميع المال.
ولن تقف المبادرة عند هذا الحد بل أن هناك خطة مستقبلية والتي قدمها رئيس البادرة طامش صالح طامش في رسم خطة مستقبلية لتوسيع جهات داعمة والذهاب إلى أكثر من جهة لجمع أكبر قدر من المال وشراء المواد الغذائية والمفروشات والبطانيات والملابس وتوزيعها على النازحين حسب الأولوية.. ويضيف شراح بأنهم يقومون حاليا بتوعية الناس والدفع بهم لمساعدة النازحين عبر خطباء المساجد وفاعلي الخير والوجهاء من الناس وعبر صحيفة الثورة.
من جانب آخر التقت صحيفة الثورة بأحد أعضاء مبادرة صدى الشبابية عبد اللطيف الطير والذي قال أن مبادرة صدى الشبابية “تعد مبادرة شبابية مستقلة تمارس أنشطة طوعية لخدمة الإنسان وقد قامت بعدة مشاريع منها حملة “بسمة” التي هدفت إلى إعادة البسمة إلى الأطفال النازحين عن طريق تقديم الألعاب والهدايا وإقامة الأعمال المسرحية لإعادة البسمة والفرح إلى وجوههم بعد ما سلبهما العدوان منهم”.. مضيفا بأنهم يقومون حاليا بعمل مشروع جديد تحت مسمى إنقاذ أرواح تحت البرد تحت شعار يدا بيد نعيد لهم دفء الحياة التي سلبتها منهم الحروب تحت عنوان رسالة “هنا طفولة” قد نحتت الحرب لها في القلب وجعا قد يبقى الأمل ثوباً ليخفف من معاناتهم فلا يكون إهمالك التهام براءتهم.. مشيرا أن المبادرة ستقوم حاليا بجمع المبالغ المالية من فاعلي الخير والمؤسسات للقيام بشراء ملابس للأطفال النازحين.. مؤكدا أنهم يواجهون صعوبة من ناحية الحصول على المساعدات من قبل المنظمات والتجار والمؤسسات.. داعيا المنظمات النظر إلى حال النازحين الذين فقدوا أهلهم وممتلكاتهم بظلم العدوان الغاشم لهم.
Next Post
قد يعجبك ايضا