مؤشرات من الجلسة الثانية لمؤتمر الحوار

د. محمد حسين النظاري

 - حملت الجلسة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي انعقدت قبل يومين الكثير من المؤشرات الهامة فعلى صعيد المؤتمر ذاته أثبت انه قادر على الصمود في وجه من تحدوا إقام
د. محمد حسين النظاري –

حملت الجلسة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي انعقدت قبل يومين الكثير من المؤشرات الهامة فعلى صعيد المؤتمر ذاته أثبت انه قادر على الصمود في وجه من تحدوا إقامته بل وجعلوا أمامه الكثير من العراقيل متمنين فشله بدءا من مراحل التمهيد لإعلان الأسماء ثم بعد الاعلان عنها من خلال الانسحابات التي كانت سياسية أكثر منها مطلبية أو حقوقية على اعتبار أن من تم اختبارهم يعلمون مسبقا بذلك ولكنهم أجلوا رفضهم المشاركة إلى اللحظات الأولى التي أعقبت انطلاقته تحت ذرائع واهية خاصة تلك المتعلقة بتهميش الشباب مع انهم اول من همش الشباب وأخذ مقاعده في المؤتمر.
من المؤشرات الهامة قدرة الاخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي على قيادة المؤتمر رغم التباينات والاختلافات الحاصلة سواء بين الأعضاء أو الأحزاب وقد تجلى ذلك في القرارات الصادرة عنه والمتعلقة بفرق العمل أو لجنة التوفيق علما بأن هناك من كان يريد إفشال الاخ الرئيس وإظهاره عاجزا عن إدارة الأمور.. والجميل ان الاخ الرئيس لم يلن ولم يتهاون وقد عمل خلال الفترة الماضية كل ما يستطيع فعله من أجل خروج اليمن من محنته.
مشاركة الاخوين الزياني وبن عمر تؤكد للمؤتمرين من جهة وللمتآمرين من جهة أخرى أن المجتمع الدولي ودول الخليج يدعمان بقوة مسيرة التغيير السلمي المنبثقة عن اول انتخابات رئاسية في فبراير 2012م وأنهما لن يسمحان إطلاقا بمن يعرقل هذا المنجز الكبير الذي هو فخر لليمنيين ولدول الخليج ولمجلس الأمن كونهم جميعا استطاعوا خلق انموذج فريد في المنطقة للتبادل السلمي للسلطة.
من المؤشرات التي هي سلبية ولكنها في الوقت ذاته تشير إلى أن عملية الحوار تؤتي ثمارها ما يقوم به الخارجون على النظام والقانون من عمليات تدمير ممنهجة للبنية التحتية والخدمات الأساسية بغية إسخاط الناس وجعلهم يخرجون على الدولة وفي هذا دليل على انهم يدركون ان الوطن يسير نحو الأفضل ولهذا تراهم يفتعلون الأزمات ولكن هذا لا يعني ان الدولة في هذا الملف بالذات أظهرت عجزا كبيرا من خلال معرفة المخربين وعدم قدرتها على الامساك بهم.
بدأ اليمنيون يدركون انهم يسيرون في الطريق الصحيح فهم يرون انهار الدماء تسيل من بقية الدول فيما اليمن بفعل حكمة الجميع استطاع ان يتغلب على مكائد ما يسمى بالربيع العربي والآن فقط ادرك جل اليمنيين ان تنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة والمبادرة الخليجية كانتا الحل الوحيد أما ما كان يسمى بالزحف او الاقتحام أو الترحيل لم تكن لتجدي نفعا مع المجتمع اليمني ولعل اكبر نتاج على حكمة اليمنيين يتمثل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ضم جميع المتحاربين ليصبحوا فيما بعد متحاورين.
مع طي الصفحة الاولى من المؤتمر وتدشين الصفحة الثانية تزيد بلا شك الصعاب وتشتد الضغوط فهذه المرحلة مهمة فهي الى جانب اهميتها لذاتها مهمة كذلك لارتباطها بالتهيئة والإعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة… ولهذا نتمنى من الاحزاب السياسية أن تترك المؤتمرين وشأنهم وتركز هي فقط على ناخبيها فالصندوق عقب انتهاء مؤتمر الحوار هو الفيصل وأي منقلب عليه أو رافض لما يفرزه انما يضع نفسه امام غضبة الشعب وعقوبات المجتمع الدولي.
.أستاذ مساعد بجامعة البيضاء.

قد يعجبك ايضا