
استطلاع/ نورالدين القعاري –
تعددت التقارير والدراسات التي تناولت موضوعات الشباب في الفترة الأخيرة ابان الأزمة وتوقف الاقتصاد بعد الاحتجاجات والثورة الشعبية لعام 2011م وما نتج عنها من إغلاق كثير من المحلات والمنشآت وإفلاسها وتسريح كثير من العاملين في بعض المنشآت وتشغيل البعض نصف ساعات الدوام كان للشباب نصيب الأسد الأكبر في هذه الأزمة حيث أفاد التقرير الأول الذي صدر حديثاٍ من مركز بحوث التنمية الاقتصادي بأن معدل نمو البطالة السنوي يصل إلى 4.1٪ في اليمن وهي نسبة مرتفعة جداٍ على المستوى العالمي تفوق معدل نمو عرض قوة العمل بـ 3.1 مرات.
»الثورة» استطلعت آراء الشباب الفاعلين في المشاريع والدراسات والمسوحات التي شاركوا فيها ومدى إفادتهم في واقعهم المعاش ووضعها أمام مختصين.. فإلى التفاصيل»:
أهم تحد
في الدراسة الأولى التي ركزت على البطالة من فئة الشباب والتي قدمها مركز بحوث التنمية الاقتصادية أشارت إلى أن البطالة تعد أهم التحديات التي تهدد اليمن سياسياٍ واقتصادياٍ واجتماعياٍ حيث تتجاوز نسبتها 50٪ وتتزايد هذه النسبة بين الشباب (16-25 سنة) لتصل الى 73.3٪ عام 2007/2008م وعلى القارئ ان يتخيل مدى ارتفاع هذه النسبة بعد الاحتجاجات والثورة الشعبية عام 2011م.
أسباب البطالة
وارجع التقرير إلى أن اهم الأسباب التي أدت إلى البطالة في اليمن وبلوغ النسبة العالية فيها تتمثل في الانحسار المتواصل لدور الدولة في النشاط الاقتصادي وتراجع دورها المحوري في التوظيف خصوصاٍ بين الشباب والاختلال الواضح بين مخرجات التعليم وسوق العمل اليمني والتدهور المستمر في المشروعات الاستثمارية الحكومية وخصخصة بعضها وتسريح العاملين فيها والنمو غير الطبيعي لبعض الاستثمارات وتزايد معدل النمو السكاني وارتفاع نسبة الشباب الذين يرغبون في الحصول على فرص عمل واحتقار المهن والعمل اليدوي والحرفي في أوساط المجتمع وابقاء المتقاعدين في الوظائف الحكومية ضعف معدلات النمو في القطاعات الاقتصادية التي يعمل فيها عدد كبير من المواطنين كالقطاع الزراعي.
احتياجات الشباب
وفي برنامج آخر أطلق عليه مشروع تحديد احتياجات الشباب حاول ادماجهم مع الموضوعات المقدمة والمقترحة لهم والكشف عن مواهبهم وإيجاد حلول للمشاكل التي يوجهونها من خلال مسح ميداني وتحليلي شارك فيه عشرون شاباٍ وشابة من أغلب محافظات الجمهورية واستهدف 1500 شاب وشابة وقد ركز المشروع على محورين رئيسيين المحور الأول الشباب والتعليم والمحور الثاني الشباب والتمكين الاقتصادي كما يهدف إلى اعداد صياغة استراتيجية وطنية من منظور الشباب وفق احتياجاتهم وأولوياتهم التي حددها الاستبيان الميداني وورش العمل والحلقات النقاشية التي تم تنفيذها خلال مراحل المشروع الذي يستمر ستة أشهر بمشاركة أكثر من 2000 شاب وشابة.
واستهدف المسح الميداني عدد ألف وخمسمائة شاب وشابة في المحافظات المستهدفة وقام بتنفيذه الشباب المتدربون المشاركون في مشروع بناء قدرات الشباب في صياغة وتحليل السياسات العامة بعد حضورهم دورة تدريبية في نفس المشروع.
محطة انطلاق
ويرى حمدان عيسى مدير المشروع المدير التنفيذي لمؤسسة تمكين شباب الريف في حديثه لـ»الثورة» ان دخول الشباب في وضع وإعداد استراتيجية لصياغة مسودة وطنية للشباب تأتي وفقاٍ لاحتياجات وأولويات الشباب المتدربين وأن النتائج المسحية ستكون بإشراف المدرب الخبير أنور السويدي والذي بدوره سيقوم بعكس كافة المناقشات والتوصيات المتفق عليها في مسودة الاستراتيجية بشكلها النهائي باذلاٍ جهده من أجل إخراج هذا العمل الوطني بالشراكة مع المتدربين وجميع المشاركين من الشباب الذين اجابوا في استمارة الاستبيان بكل أمانة ومصداقية والخروج بصيغتها النهائية .
وأشار إلى أن المشروع بكافة أهدافه وأنشطته يعتبر بمثابة محطة وانطلاقة فريدة ومتميزة في مشاركة الشباب الفاعلة في اعداد وصياغة السياسات العامة.
معارف متعددة
أما عن المشاركات ومدى الاستفادة من مشروع الاستراتيجية لصياغة مسودة وطنية للشباب فيرى أحد الشباب المتدربين وهيب قائد أن مشاركته في المشروع كانت إيجابية حيث يقول: بالمشاركة في المشروع استفدنا العديد من المهارات والقدرات في صياغة وتحليل السياسات العامة وتلقينا وكسبنا الكثير من المعارف والمعلومات القيمة مشيراٍ إلى أن هذا المشروع منذ بدايته يعمل على اشراك الشباب في صياغة الاستراتيجية بشكل مباشر من خلال مشاركتهم الفاعلة في مراحل المشروع وطرح احتياجاتهم وأولوياتهم بكل شفافية والعمل بها في محاور الاستراتيجية التي سيتم الخروج بها نهاية المشروع .
مشاركة مثمرة
وعن مشاركة الشباب والنقاشات التي دارت بينهم يضيف المتدرب باسم الاكحلي من محافظة صنعاء :إن التنسيق والإعداد للورشة كان ممتازاٍ وبشكل احترافي مضيفاٍ ان المناقشات كانت مثمرة في استعراض نتائج المسح الميداني والخروج بصياغة أهداف للمحورين اللذين تم تحديدهما بـ» الشباب والتعليم والثاني الشباب والتمكين الاقتصادي» من قبل المتدربين بمسودة الاستراتيجية الشبابية مؤكداٍ أن المحورين يأتيان ضمن أولويات الشباب التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم في الحاضر والمستقبل . وتم في المحورين تحديد الاهداف والسياسات الممكن تنفيذها في اطار المشروع من خلال نتائج الاستبيان والتي خرجت بها الورشة بعد نقاشات شبابية تم اثراؤها بالملاحظات والتعديلات اللازمة وإخراجها بصيغتها النهائية .
متطلبات العصر
أما المتدرب فهيم السامعي من محافظة تعز فيتحدث عن التفاعل الذي قدمه الشباب حيث يقول: وجدنا الاستعداد والتفاعل والحماس الذي أثبته الشباب المشاركين في صنع مستقبلهم القادم بأيديهم بأنهم مستعدون للتخطيط والعمل بجدية مضيفاٍ أن ادراكهم ومعرفتهم بحقوقهم سيكون نقلة نوعية في تاريخ الشباب اليمني الذي يرسم مستقبله بنفسه مشيراٍ إلى أنه تلقى الكثير من المهارات والمعارف والقدرات في هذا المشروع وان أجمل ما لاحظناه هو رغبة وجدية الجهة المنفذة في النقاش مع المشاركين في الورشة راجياٍ أن يستفاد من كل ما تعلموه وتطبيقه في الواقع وتلبية متطلبات الشباب المستقبلية وانعكاسها على الواقع ومتطلبات العصر.
ويوافقه يونس محمد علي عضو اللجنة الاستشارية للطفولة والشباب من محافظة عدن بأن المشروع قدم استفادة كبيرة للذين شاركوا فيه وان الدورة عززت المهارات والقدرات بصياغة الاستراتيجيات وتحليل السياسات وأن مثل هكذا استراتيجيات تسهم في مساعدة الشباب على اطلاق مواهبهم وإبداعاتهم التي يجب أن تظهر على أرض الواقع.