قيادات: استمرار «المؤتمر» قويا يستدعي منه مواكبة التحولات


كتب/ المحرر –

اليوم في احتفاليته الثلاثين

«المؤتمر».. التجديد يتطلب التقييم

كتب/ المحرر

تحتفل اليوم قيادة وأعضاء تنظيم المؤتمر الشعبي العام بالذكرى الثلاثين ليوم تأسيسه في الـ 24 من أغسطس 1982م.
ويأتي الاحتفال في ظرف استثنائي يعيشه المؤتمر كما يعيشه الوطن.. لكنه يفرض على التنظيم التحرك الجاد في اتجاه بلورة رؤية جديدة تواكب الواقع المتغير وتحقق طموحات أعضائه في تنقية بيئتهم المؤتمرية من مِن أسموهم بـ «الدخلاء».
لا شك بأن أحداث العام الماضي قد أثرت على المؤتمر فكشفت عن قصور تنظيمي وضعف في الأداء كما أقرت بذلك العديد من القيادات المؤتمرية.
وعلى هذا النحو لا تبدو الاحتفالية مسعى من المؤتمريين لإثبات وجود تنظيمهم فقط وإنما وقوف جاد وحقيقي على ما يمكن اتخاذه للخروج من نفق التشكيك بقدرة هذا التنظيم في الحفاظ على قوته أو بقدراته على التجديد بما يواكب التحولات الحاصلة.. على الأقل هذا ما نشعر به من خلال الطرح الجريء الذي تواتر خلال المرحلة الماضية من قبل المؤتمريين أنفسهم فأكد على وجود نية في هذا الأمر.. حيث طالبت العديد من قياداته «إعادة هيكلته -المؤتمر- ورفده بقيادات جديدة حتى يتمكن من مواجهة الأخطار المحدقة بالمؤتمر وبالوطن».. وشددت على ضرورة «تفعيل دوره التنظيمي بما يواكب تحديات المرحلة القادمة بكل متغيراتها».. و»الوقوف بكل مسئولية لتقييم الوضع السياسي والتنظيمي للمؤتمر لمعرفة مكامن النجاح والقصور.. وأكدت قيادات مؤتمرية على ضرورة أن يكون الاحتفال بذكرى التأسيس «احتفاءٍ عميقاٍ في مدلوله ومعناه بحيث نجعل هذه المناسبة محطة مهمة للوقوف أمام مختلف التطورات ذات العلاقة بنشاط المؤتمر وتحديد مناطق الضعف التي تشوب عمله والعمل على إيجاد المعالجات الناجعة لها بالصورة التي تجعل من مناسبة التأسيس مناسبة للاطلاع والتقويم والدفع بالمسار المؤتمري خطوات متقدمة إلى الأمام».

تحديات طبيعية
ولا ترى العديد من هذه القيادات حرجا في الاعتراف بأن هناك ما يفترض الالتفات إليه بالإصلاحات التنظيمية من اجل تجاوز أي اختلالات.. ومن أن هناك تحديات حقيقية أمام المؤتمر لابد له من مواجهتها والاستعداد لها.. يدعو الشيخ فهد دهشوش- عضو اللجنة الدائمة إلى «عقد ندوة علمية شاملة تقف أمام مختلف مشكلات الأداء التنظيمي للمؤتمر وبالتالي تخرج بالعديد من الاستنتاجات التي يمكن أن تعمل على إخراج الأداء المؤتمري من حالة الرتابة والتقوقع التي يعاني منها» حسب لشيخ دهشوش الذي يأمل بأن تكون هناك «خطة تحرك سياسية وتنظيمية شاملة يأخذ بها المؤتمر للانتقال إلى مرحلة جديدة تساعده على التعاطي الايجابي والمقتدر مع التحديات القادمة برؤية أكثر انفتاحاٍ وإدراكاٍ لحجم المشكلات الراهنة».. وهي حسب الشيخ دهشوش «تحديات طبيعية يجب على المؤتمر التعاطي معها بمسئولية بعد أن فرضتها التحولات والمتغيرات التي تشهدها الساحة الوطنية».

حقيقة تاريخية
يعترف أحمد الصوفي – السكرتير الصحفي لرئيس المؤتمر الشعبي العام – بأن المؤتمر إزاء مرحلة جديدة وتحديات تفترض أن تكون لديه ما أسماها « لحمة تنظيمية أي أن يكون لدى المؤتمر نواة صغيرة في أية قرية أو مديرية بل في أي مكون من مكونات المؤتمر سواء وفق النظام الأساسي الراهن أو الذي سيستحدث ..».. وقال « إن المؤتمر أمام تحدُ جوهري هو أن نكون أو لا نكون».. وأكد على «أن المؤتمر لم ولن يقتلع أو يجتث».. لكن «مصادر العافية -حسب الصوفي- تستدعي أن يبحث عنها المؤتمر بجدية».. ويرى السكرتير الصحفي لرئيس المؤتمر بأن «المؤتمر مازال باقياٍ كحقيقة تاريخية وكمشاعر والمؤتمر باقُ كتوجهات سياسية وباقُ كقوة رئيسية لا تستطيع القوى السياسية اليمنية كلها التحرك في أي اتجاه للخلف أو إلى الأمام دون موافقته».. مشيرا إلى إن المؤتمر لم يستطع حتى الآن تحريك ربع طاقته وتوظفها التوظيف الصحيح.. متوقعا «في الأمد القريب وخلال الأربعة الشهور القادمة أن تكون هناك متغيرات عميقة في خارطة القوى السياسية وتحالفاتها».

بين الأمس واليوم
من جانبه وعلى ذات الجرأة والثقة.. اعتبر المناضل/ عبدالحميـد الحـدي عضو مجلس الشورى وهو أحد المؤسسين التاريخيين للمؤتمر الشعبي العام أن المؤتمر قد اتبع أفضل السياسات من خلال اللجنة الدائمة «حيث كان هناك نقاشات وحوارات وشكل أعضاء اللجنة الدائمة كلهم لجاناٍ متخصصة ومجموعات عمل فنية نوعية..».. حسب المناضل الحدي الذي يؤكد في ذات السياق بأن المؤتمر لم يتأثر «إلا بعد هذه الفترة عندما غير في النمط السياسي وفي التفكير والإحساس وفي عملية الاستئثار بالأنانية التــــي أثرت على أداء فعالية المؤتمر الشعبي العام كتنظيم رائد».. وقال «لابد من إعادة النظر في هيكلية المؤتمر ولابد من نقد التجربة الماضية بكل إخلاص من خلال ورقة تحليلية نقدية للايجابيات والإخفاقات التي حدثت خلال الفترة الماضية».. لافتا إلى انه من خلال عملية التقييم التي يفترض أن تناقش في اجتماع اللجنة الدائمة وليس المؤتمر العام الثامن يمكن وضع برامج عمل سياسية جديدة يحدد فيه العلاقات التنظيمية وسلوك الأعضاء.. وأكد الحدي على ضرورة أن يناقش المؤتمريون مختلف القضايا الوطنية.. وقال «ولابد أن يكون هناك ورقة تقييمية نقدية تحدد الإخفاقات والايجابيات وتحدد ملامح عمل المستقبل وتوجهات المؤتمر».

أبرز المشاهد
وفيما يترقب البعض مفاجآت تكشف عنها الاحتفالية.. مقرر حتى الآن إن أبرز المشاهد التي ستمثل تفاصيل الفعالية هي أولا الاحتفال بالذكرى التأسيسية.. وثاني الاحتفاء بالذكرى الأولى للشهيد عبدالعزيز عبدالغني عضو اللجنة العامة رئيس مجلس الشورى السابق رحمه الله.. والثالث التكريم للعديد من الشخصيات المؤتمرية التي أسهمت بفاعلية في تأسيس المؤتمر الشعبي العام.

قد يعجبك ايضا