تحقيق/ صادق هزبر –
اليونسكو تمنح زبيد فرصة استثنائية والجامع الكبير يجعلها على المحك
} الأوقاف تشكل لجنة والثقافة تشكل أخرى .. والهدف بدل السفر
} عرفات الحضرمي: الجامع لم يحظ بأي عملية ترميم والتهديد لايزال قائماٍ
تحقيق/ صادق هزبر
تعرض الجامع التاريخي الكبير بمدينة زبيد التاريخية مؤخرا لانهيار سقف الطارود الرابع من مبنى الجامع بالمدينة جراء هطول الأمطار الغزيرة من جهة والإهمال من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الأوقاف والإرشاد والهيئة العامة للآثار وهيئة المدن التاريخية من جهة أخرى ولا يزال التهديد قائما وينذر بعواقب كبيرة تهدد بانهيار كامل لهذا المعلم الإسلامي التاريخي الهام المدرج ضمن قائمة التراث العالمي ضمن مكونات مدينة زبيد التاريخية المهددة أيضا بالشطب من هذا التتويج العالمي الهام والذي يعود تأسيس هذا المعلم إلى عهد دولة بني زياد في منتصف القرن الثالث الهجري .
وحذرت جمعية الحفاظ على المعالم التاريخية بمدينة زبيد من المخاطر المحدقة بالجامع والتي قد تؤدي لانهياره وقال الأخ عرفات الحضرمي أمين عام الجمعية لـ» الثورة السياحي» المخاوف المحدقة التي تطال هذا المعلم الإسلامي البارز من أن تصل الأضرار إلى مخازن المخطوطات التاريخية والإسلامية الموجودة بهذا الجامع التاريخي والإسلامي الهام خاصة وأنه لم يحظ رغم أهميته بأي عملية ترميم حتى الآن سواء من قبل وزارة الأوقاف أو وزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للآثار أو هيئة المدن التاريخية على الرغم من الوعود والخطط التي كانت تعدها تلك الجهات موضحاٍ أن تنازع الصلاحيات بين هذه الجهات السالفة الذكر والاتكالية في ما بينهما أوصل هذا المعلم الإسلامي إلى مثل هذا الحال وكانت جمعية الحفاظ على المعالم التاريخية بزبيد قد ناشدت في بيان سابق لها القيادة السياسية والحكومة ممثلة في وزارة الأوقاف والإرشاد ووزارة الثقافة وكل الجهات المعنية والمنظمات الدولية والإسلامية سرعة إنقاذ الجامع الكبير بمدينة زبيد التاريخية وإطلاق حملة طارئة لترميمه وإيقاف حالات التدهور والانهيار الذي يواجهه الجامع بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي واستمرت ساعتين وخلفت أضراراٍ كبيرة في الجامع تمثلت في انهيار الطارود الرابع بكل ما يحتويه من مصندقات خشبية ونقوش وزخارف نباتية غاية في الروعة والجمال والتي باتت غارقة في مياه الأمطار بداخل الجامع الغارق أيضا بالمياه وتلف معظم فرشه ومحتوياته بالإضافة إلى حدوث تشققات في بعض عقود الطارود الرابع المنهار.
وطالب البيان بضرورة اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على مكونات الجامع وخصائصه المعمارية ومحتوياته من نفائس المخطوطات التاريخية.
خلفية تاريخية عن الجامع الكبير في زبيد
وتقول المصادر الإعلامية أن الجامع الكبير في زبيد يعد معلما إسلاميا وتاريخيا بارزا ومن أهم وأكبر وأقدم المساجد في اليمن بعد الجامع الكبير بمدينة صنعاء وجامع معاذ بن جبل رضي الله منطقة الجند وجامع أبو موسى الأشعري وتأسس الجامع الكبير في عهد دولة بني زياد في منتصف القرن الثالث الهجري ومساحته 5 آلاف وأربعمائة متر مربع ويضم مكونه المعماري 290 دعامة و 190 عقداٍ ويضم بجانب الجامع رباط لطلابه أسسه محمد عبد الله بن زياد عام 225هـ وقام بتجديده وتوسعته الحسين بن سلامة عام 393هـ وأعاد بناءه مجدداٍ المبارك بن كامل بني علي عام 569 هـ وجدده عام 579 هـ طغتكين بن أيوب وفي عام 842- 845هـ قام بتوسعة مؤخرة والجناحين السلطان الأشرف إسماعيل بن يحيى ثم هدمه وأعاد بناءه السلطان عامر بن عبد الوهاب 894-923هـ وزاد في بنائه كما أنشأ لـه مكتبة جددت سقوفه وأعمدة الطواريد بالمقدم عام 1161 – 1189هـ على يد الإمام المهدي العباس مساحته من الداخل 59×57متراٍ يتوسطه فناء مكشوف مساحته 26×14متراٍ بناؤه يقوم على 270عقداٍ و140 دعامة و90 أسطوانة وله 12 قبة و7 مقاصير و3برك تتميز العقود الداخلية بزخارف الكتابات القرآنية.
امتازت زبيد في العصر الإسلامي بالطابع الحضاري الإسلامي في شتى عصورها بالعلم ابتداء بأبي موسى الأشعري إلى عام 204 هـ بدأت في النمو عندما قام محمد بن زياد وبرفقته محمد بن هارون التغلبي الذي تولى القضاء الإفتاء فأنجب ذرية حذوا حذوه في بناء الفكر الإسلامي عرفوا لقبا ببني عقامة منهم العلامة الحسن بن محمد عقامة وأبو الفتوح علي بن محمد بن علي بن أبى عقامة التغلبي وتعتبر المدرسة العاصمية في العهد النجاحي إحدى مدارس جامعة الأشاعر كان من مدرسيها محمد بن عبد الله بن أبي عقامة الحفائلي ومحمد عبدالله الابار ونصر الله الحضرمي ومن خريجيها عمار بن زهيدان الحكمي اليمني ومن ثم ازدهر الفكر الإسلامي في المذاهب الأربعة ومن اشتهر من العلماء منهم عمر بن عاصم ومحمد بن دحمان اللذان اشتهرت بهما المدرسة الدحمانية والعاصمية في العهد الأيوبي والعلامة ابن حنكاش في المدرسة المنصورية والعلامة أبو الحسنين عبد الله بن مبارك الزبيدي مؤلف تجريد صحيح البخاري .
المدارس الإسلامية
يوجد في مدينة زبيد حوالي (85 مدرسةٍ) علمية إسلامية كانت تضم كافة المدارس الفكرية والدينية التي تمثل المذاهب الإسلامية المختلفة وتعتبر مدينة زبيد من أشهر المراكز الفكرية العالمية ليس في اليمن فحسب بل على مستوى العالم الإسلامي ولا تزال بعض تلك المدارس موجودة بمسمياتها الحقيقية ولا تزال المكتبات الخاصة بزبيد تضم دوراٍ من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في مختلف العلوم وعبر تاريخها الطويل أبرزت فطاحل العلماء أمثال شيخ الإسلام « إسماعيل بن أبي بكر المقري « الذي كان مفخرة عصره بعلمه وحجم مؤلفاته الشهيرة واهتمامات الجامعات الأوروبية بمؤلفات علماء زبيد في الطب والزراعة والرياضة والتي تنتسب كلمة جبر المعروفة إلى عالم من زبيد فارتبطت زبيد بالمدارس الدينية والفكرية والعلمية وبرزت مجموعة من مشاهير علماء الدين والتفسير والحديث واللغة وأصبح لها قيمتها التاريخية كمزارات لهؤلاء الأئمة الأوائل ومن مزاراتها قبر الزبيدي أحد رواة الحديث المشهورين والفيروز أبادي صاحب المحيط وأحد فقهاء اللغة العربية وآخرون غيرهم كثيرون ومن هنا اكتسبت أهميتها ومن الأربطة التي ما زالت موجودة في المدينة ـ الرباط : يطلق على الأبنية التي يسكن فيها الطلاب وترتبط بالمساجد التي يتلقون فيها الدروس عن العلماء ـ رباط يحيى بن عمر الأهدل ورباط الجامع الكبير ورباط الأشاعرة ورباط البطاح ورباط علي يوسف ورباط المهادلة ورباط الفرحانية ورباط الخوازم ورباط الدارة ورباط الغصينية ورباط ومسجد الوهابية وهذه الأربطة وأمثالها من المقاصير التابعة بالمساجد كانت مشاعل للفكر الإسلامي وهناك حقيقة تاريخية عن المدارس في زبيد فقد بلغت في عهد الملك الأشرف الثاني الرسولي سنة 791هـ مائتين وستة وثلاثين مدرسة ومسجداٍ. وأهم المساجد : جامع الأشاعر أسسه أبو موسى الأشعري والجامع الكبير. (ب) السور والأبواب :- أول من سور المدينة زبيد الحسين بن سلامه في القرن الرابع الهجري فالأمير سرور الفاتكي في منتصف القرن السادس الهجري على إثر غارات علي بن مهدي وحفرت الخنادق وفي سنة 589هـ جدد عمارته الخليفة طغتكين بن أيوب وفي سنة 791هـ جدد عمارته بناء السور الملك الأشرف إسماعيل الرسولي وحفر الخنادق وفي سنة 1222هـ جدد عمارته حمود بن محمد الخيراتي. ولمدينة زبيد أربعة أبواب :- الباب الشرقي ويسمى باب الشباريق نسبة إلى قيرة الشباريق الواقعة شرق المدينة الباب الجنوبي ويسمى باب القرتب نسبة إلى قرية القرتب بوادي زبيد الباب الغربي ويسمى باب النخل نسبة إلى حدائق النخيل وكان يسمى باب غليفقه الباب الشمالي ويسمى باب سهام نسبة إلى وادي سهام…. وكان يخرج منه الملك نجاح إلى مدينة الكدراء التي تقع بوادي سهام الذي يبعد عن زبيد بثمانين كيلو متراٍ والذي يسقي كيلو 16 بالقرب من الحديدة.
الدار الناصري الكبير
يعتبر هذا الدار من أهم المآثر في زبيد حيث كان بساحته قصور الزياديين والنجاحيين وقصر الأعز الصليحي وفي سنة 822 هـ عمر الملك الناصر أحمد الرسولي الدار الكبير الذي عْرف باسمه وهو ما يشمل باب النصر والسجن وثكناته العسكرية والباب وبداخله بستان القصر حيث امتد إليه عين ماء جارية عمرت الآجور الجص فأهملت وتخربت العين عندما نضب الماء ويشمل القصر الآن الحكومة الحالي كما انه كان يوجد عدة بساتين مثل بستان الراحة وبستان برقوق وعدة قصور مثل قصر السلاح وقصر الملكة علم أم الملك المنصور النجاحي بقرية جامع ومدرسة الإسكندرية (الـميلين):-
وهي واحدة من عدة مدارس علمية إسلامية بمدينة زبيد – ترجع فترة تأسيسها إلى عام 593 -598هـ في عهد السلطان المعز بن طغتكين الأيوبي.
الجدير ذكره أن وزارة الأوقاف شكلت لجنة لحصر الأضرار التي لحقت بالمعلم الإسلامي «الجامع الكبير بزبيد» والثقافة هي الأخرى شكلت لجنة والنتيجة هل من مغيث¿
والمطلوب أيضاٍ سرعة تحرك الصندوق الاجتماعي للتنمية عبر وحدة التراث لأن هذا الصندوق لديه خبرات عديدة وفقاٍ لما أنجزه في العديد من العالم الإسلامية.