أطفال في مخلفات المستشفيات!!


تحقيق/عبدالناصر الهلالي –
المخلفات تظل لأيام في المستشفيات¡ والمخاطر توزع بالمجان

ليست المرة الأولى التي ترى فيها الأطفال يبحثون عن قوارير البلاستيك في المخلفات¡ ولم يكن مستغربا أن يبحثون عنها في مقلب الأزرقين رغم المخاطر التي يتعرضون لها جراء ذلك.. المستغرب أن تجد الأطفال في مخلفات المستشفيات يبحثون عن ذات الشيء منذ الصباح الباكر.. إذ تكون مخلفات المستشفيات ما تزال على حالها في الأماكن التي خصصت لذلك.
هذا الطفل الذي يظهر على الصورة كان يفتش بين مخلفات مستشفى الجمهوري بأمانة العاصمة بحثا عن القواير البلاستيكية.. الغرفة التي توضع فيها مخلفات المستشفى تقع بين المستشفى ومركز السرطان¡ كانت مليئة بالمخلفات المختلفة التي لا تخلو من المشارط المستخدمة¡ والإبر أيضا¡ وما تم استئصاله من البشر.. كل ذلك تحويه مخلفات المستشفيات وهذا أمر طبيعي.. الطفل في حالة كهذه قد يتعرض لأمراض معدية كنقص المناعة “الايدز” والكبد البائي كما يقول الأطباء في حالة تعرضه لإصابة في الأدوات المستخدمة لأمراض مصابين بأمراض معدية.
السؤال هنا.. كيف تسمح إدارة المستشفى للأطفال في البحث بين المخلفات¿
وقبل هذا السؤال.. لماذا تبقى المخلفات في ذلك المكان حتى الثامنة¡ والنصف صباحا◌ٍ¿ وربما تبقى إلى أبعد من ذلك التوقيت.. الفقر في الغالب يدفع الأطفال إلى الخطر¡ وهذا قد يتفهمه الناس¡ أما السماح لهم في البحث بين مخلفات المستشفيات فهذا ضرب من الجنون.. تتحمل مسئولية مخاطره إدارات المستشفيات.
إدارات المستشفيات كانت قد أغلقت غرف المخلفات عقب نشر التحقيق الاستقصائي للزميل وديع العبسي¡ الذي تساءل عن مخلفات المستشفى إلى أين تذهب.. لم يلبث الأمر كثيرا◌ٍ¡ إذ عاد الأمر إلى طبيعته¡ وفتحت أبواب تلك الغرف المخصصة للمخلفات.. والغريب أن تظل مخلفات المستشفيات لأيام دون أن تحمل إلى المكب الخاص بأمانة العاصمة بحسب مرضى فيها.
في إحدى المستشفيات الخاصة بالجراف يقول أحد العاملين فيه أنه يتم منع الأطفال من الاقتراب إلى المكان المخصص للنفايات .. رغم المحاولات المستمرة للأطفال على نبش المخلفات.. ويضيف العامل “الكل يدرك مدى خطورة تلك المخلفات¡ ولهذا نحرص على عدم الاقتراب منه حتى لا يتعرض الأطفال لإصابات مرضية”.
الطفل الذي كان في مخلفات مستشفى الجمهوري يبحث بهمة عالية هو وطفل آخر.. الأول يبحث بين المخلفات¡ والثاني يأخذ منه القواير البلاستيكية¡ وكلا الطفلين حفاة أثناء رحلة البحث المشئومة عن فتات من الريالات قد لا تكفي ثمنا لخبز وجبة واحدة.
حاولا الطفلان وبخجل شديد أن يتواريا عن التصوير لكن ذلك لم يتم إلا مع واحد منهم فقط¡ وبعد أن استنفد الطفل البحث ترك الغرفة وخرج.
حتى هذه اللحظة لم استطع استعادة المنظر لما رأيت من مخلفات عليها آثار دماء¡ وهذا أمر وارد طالما أن تلك المخلفات خاصة بالمستشفى¡ وإلى جواره.. مركز للسرطان.. أحد العاملين في هذا الأخير بعد أن أريته ما رأيت قال:”هذه المخلفات ليست تابعة للمركز¡ ولكنها تابعة للمستشفى”.
ومع هذا الجميع يستغرب باعتبار تلك الطريق المؤدية إلى المركز أن تكون في الذهاب¡ والإياب.. المخلفات أمام عينيك¡ ولا يحرك المركز ساكنا◌ٍ.
وافعلوا شيئا◌ٍ من أجل الأطفال¡ وارحموا المرضى من رؤية ذاك العبث الإداري في المستشفيات.

قد يعجبك ايضا