البدائل الأرخص الملاذ الأخير لذوي الدخل المحدود

اقتناء الأضحية من ابرز مظاهر وطقوس عيد الأضحى ولكن الغالبية وهم من ذوي الدخل المحدود والمتوسط لا يمانعون بالاعتراف بعجزهم عن دفع قيمة الأضحية وفي نفس الوقت لا يبدوا عليهم أنهم قد تنازلوا عن إسعاد أطفالهم والتوسيع على أسرهم في هذه الأيام المباركة بقدر ما يستطيعون.
فيما تبقى الألعاب النارية حاضرة في أيدي الأطفال الذين لا يرون في اقتنائها أو اشعالها خطرا قد يصيبهم .. ليسوا بنفس ما الفناه منهم من سعاة ولكنهم يخلقون سعادتهم باقل القليل مما يتيسر لهم من عسب العيد.‏.ورغم مساوئها الكثيرة والمزعجة..تبقى بعيدة عن أعين الرقابة.

لكن الشاهد الأبرز رغم قسوة الظروف أن يقابلك الجميع من تعرفه ومن لا تعرفه بابتسامة عريضة ومهنئا اياك بالعيد بأنفة وكبرياء قل ان تجد لها نظيراٍ في شعب غير الشعب اليمني.
لا شك أن الحرب والقصف اليومي قد أثرت بشكل كبير على حالة ونفسيات الناس صغيرهم والكبير وعلى الجانب المادي والنفسي للمواطن اليمني, وخاصة الأطفال هذا الأمر يظهر بشكل واضح على معيلي الأسر من أصحاب الدخل المحدود واطفالهم من خلال تدني حركة البيع والشراء في الأسواق وانحسارها على المواد الغذائية الضرورية نتيجة ضعف القوة الشرائية عند رب الأسرة ويتجلى ذلك من خلال المستوى المتدني في الاستعداد وتوفير ما الفناه في كل عيد.
ومع ذلك ومن خلال ملاحظاتنا على قاطني العاصمة صنعاء التي افتقدت هذا العام للكثير من مظاهر البهجة نتيجة الحرب والقصف المتواصل التي تتعرض له وما تركه العدوان من أثر نفسي ومادي على الناس الا أنهم يبدون الكثير من الانفة والصبر وعلى وجوههم ترتسم معالم التحدي والرفض للانكسار..
فلم يعدموا الوسيلة ولم تعيهم الحيلة كي يسعدوا اطفالهم فقد توجهوا للبحث عن البدائل اليسيرة كي يرسموا السعادة على محياهم.
هكذا هو حال العيد مع الناس في صنعاء فحركتهم في أول أيام عيد الأضحى المبارك تبعث على الانبهار ولعل ابرز ما لفت انتباهنا هو حالة البشاشة التي يبديها أبناء صنعاء وحرصهم على أداء الطقوس العيدية التي الفوها وتميزت بها صنعاء رغم وضعهم المادي الصعب, فالزيارات للأقارب والأرحام وشراء الألعاب من قبل الأطفال وتبادل التهاني بمناسبة العيد هي كما ألفناها في أوقات الرخاء..
الأمر الذي بدا مختلفا هو قلة مرتادي الحدائق والملاهي والاعتماد أكثر في التنقل على وسائل المواصلات العامة نتيجة لارتفاع أسعار البنزين , وأيضا كثرون من سافروا لقضاء العيد في قراهم بسبب القلق من ارتكاب طائرات العدوان لمجازر جديدة في حق المدنيين .
كما أن محلات ذبح الأضاحي ‏هي الأخرى مستعدة بجميع أنواع الأضاحي والعاملين فيها مستعدون لتلبية من يطلبهم لذبح اضحيته الخاصة في المحل أو في منزله, ولكن الملاحظ أن ممارسة عملهم شبه مقتصر على محلاتهم الخاصة, وهذا الأمر طبيعي في نظر من يعرف الوضع الذي تعيش فيه صنعاء نتيجة انقطاع الكهرباء الذي منع إمكانية اقتناء كميات كبيرة من اللحوم ونتيجة لارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي تحد من ساعات عمل المولدات الكهربائية الخاصة.
ولذا تتجه انظار معظم المواطنين إلى محلات بيع اللحوم بالتجزئة والشراء منها  كل حسب قدرته المادية, وبالرغم من ذلك تلحظ السعادة بادية على وجوه الناس  غير مكترثين للقصف وقصورالخدمات اليومية للدولة .. الجميع يجتهد ويعمل ما يستطيع في تدبير اموره وحاجات من يعولهم .. بل واكثر من ذلك يقابلونك بابتسامة عريضة ووجه بشوش لا تلحظ عليه أي من علامات الانكسار أو الحاجة.
العيد هذا مش حلو
تقول الطفلة رهف هذا العيد أبي ما (اخذناش) نلعب في الحديقة ولم يأخذنا معه لزيارة عماتي وخالاتي وبيقول لنا نجلس في البيت مع امي لأنه خائف علينا من القصف وأنا دارية انه ما بش معه (فلوس).
أول مرة نخرج
في حين احد الآباء يقول : اليوم خرجنا لزيارة الارحام ونحن قلقون من القصف خرجت واخذت معي الاطفال لأنهم ما عادوا يزورون اصحابهم واقاربهم منذ بداية العدوان ويا الله فرصة نفرحهم بالعيد.
تعودنا
فيما يقول رب أسرة اخر اليوم عيد وذبيحتي دجاجة, أيش نسوي .. البلاد كلها تعبانة.. ومع هذا نحاول نفرح ونْفرح الاطفال..
 لا بد من الخروج
فيما يقول صادق السماوي: كان لابد من إخراج أطفالي إلى الحديقة لأني وعدتهم بذلك ومن اجل الترويح عليهم بعد ما تعرضوا له من قلق وخوف مع كل غارة على صنعاء.. خاصة أن المنطقة التي اسكن فيها قريبة من المطار الذي يتعرض باستمرار للغارات.
الوالد احمد الخولاني عبر عن استيائه من الحال الذي نعيشه ومن المآلات التي وصلت اليها الاوضاع في البلاد ويقول:  أفزعوا أطفالنا واقلقونا .. يوميا قصف ربنا ينتقم منهم وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.

تصوير/ عبدالله حويس

قد يعجبك ايضا