يبرز وسط حقل المعاناة التي يعيشها طلاب الشهادة العامة أساسي وثانوي هذا العام حال الطلبة النازحين الذين ابعدوا قسرا عن مدارسهم بفعل ممارسات قوات الغزو والاحتلال الأجنبي الهمجي ..
غير أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية لتسهيل امتحاناتهم خففت من معاناتهم حيث بلغ عدد النازحين الطلاب في أمانة العاصمة ما يقارب الــ5000 طالب وطالبة موزعين على المراكز الامتحانية.. “الثورة” ..تلمست معاناتهم..نتابع:
سناء الدلواني نازحة من مدينة تعز” لا أنكر سهولة التعامل معنا في المدرسة التي لجأنا إليها لنختبر لكننا وللأسف الشديد نعاني من عدم القدرة على المذاكرة في ظل هذه الأوضاع كوننا لاجئين في مدرسة لا ماء ولا كهرباء والقصف المستمر يشعرنا بعدم قبول أي معلومة تخزن في ذاكرتنا..لكن مع ذلك نحاول تجاوز هذا العام العصيب..وشكرا لمن ساعدنا .”
حقوقنا
فيما أشارت غيداء محمد مقبل نازحة من عدن وتسكن في نفس المدرسة التي نزحت إليها سناء إلى أن الاختبارات لم تكن موفقة ولا موعدها كان موفقاٍ فنحن نعاني من أبسط الحقوق التي تؤهلنا إلى أن نستطيع المذاكرة حتى الكتب لا توجد لدينا وإنما نحن مجموعة نذاكر كتاب واحد وهذا غير مجد لأن نكون ملمين بالمعلومات الكافية والراسخة لأداء فريضة الاختبارات التي فرضت علينا.
تعاون ملحوظ
رشاد الصلوي يقول: صحيح أننا نعاني من عدم القدرة على المذاكرة كوننا مشردين في كل مكان ولا ننعم بالاستقرار النفسي والذهني إلا أن هناك تعاونا كبيراٍ من قبل القائمين على الاختبارات من خلال محاولة تبسيط الأسئلة حتى نفهمها لأننا للأسف لم نعد نستوعب أي شيء خاصة عندما نكون في اللجنة أثناء التحليق والقصف المستمر من قبل قوات الغزو والاحتلال الأجنبي.
خشية ..ولكن ¿
علي حسين الريمي مدير مدرسة تعليم أساسي بمديرية السبعين أوضح أن عدد النازحين 12 طالبا وغير المسجل منهم يصل إلى 15 طالباٍ بسبب الحرب والظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
لافتا إلى أن هناك فصلاٍ دراسياٍ كامل لم يتم تدريسه ونخشى أن يؤثر ذلك على مستقبل الطلاب خاصة وأن هناك غياباٍ للكادر التربوي المؤهل ونزوحهم بسبب الحرب عن أماكن عملهم الأصلية وعدم قدراتهم على الرجوع للمشاركة في سير الامتحانات مما اضطر مدراء المراكز الامتحانية إلى سد العجز واستيعاب شباب كمراقبين وملاحظين ومساعدين في اللجان وهم بعيدون كل البعد عن التربية ومؤسساتها وهذا أفقدنا بعضا من كيفية التعامل مع النازحين من قبل هؤلاء المراقبين وإن حاولنا بقدر المستطاع تدريبهم على كيفية التعامل معهم.
وأردف بالقول :هذه الرؤيا غير صحيحة وغير واقعية لهذا الوضع المعقد المتشابك والمرتبك بل كان يفترض تأجيل الامتحانات لفترة وإعطاء فرصة للمذاكرة والتقوية أو التأجيل للعام القادم 2015. / 2016 لمصلحة الطالب والأسرة والمجتمع والدولة حتى لا نندم على طلابنا بعد تخرجهم وهم لا يفقهون شيئا علميا وثقافيا.
مبينا أن الاقتتال في بعض المحافظات الساخنة حرم آلاف الطلاب من أداء الامتحانات.
مواجهة الصعوبات
وعن النازحين وشعورهم بالقلق والخوف من خلال ما لمسنا في بعض الطلاب الذين قابلناهم يقول عبد الله المكرماني مدير مركز الشهيد محمد إسماعيل الامتحاني مديرية السبعين :لقد تم استقبالهم منذ اليوم الأول وتطمينهم وتوفير الأجواء الهادئة للجميع وتم توزيعهم على اللجان بشكل سريع.
وأكد المكرماني أن هناك ارتياحاٍ واسعاٍ من الجميع وخاصة مع قرب انتهاء الامتحانات حيث ذهب حاجز الخوف الذي كنا نستشعره بداخلهم أثناء وصولهم إلى المركز حيث وصل عدد النازحين لطلاب الثانوية العامة لدينا 20 طالبا وطالبة بينما الشهادة الأساسية وصل عدد النازحين منهم إلى ثمانية طلاب.
مشيرا إلى أنه قد تم التغلب على كافة الصعوبات والإشكاليات حيث تلقينا توجيهات تربية أمانة العاصمة بتسهيل عملية دخول الطلاب جميعا دون استثناء وتذليل العقبات أمامهم منها استقبال الطلاب النازحين والطلاب الذي تأخر إصدار أرقام جلوسهم أيضا.
استقبلنا الكل
ومن جانبها أشارت مديرة مدرسة خولة إيناس المقالح إلى أنه تم قبول كل النازحات لديهم في المركز حتى غير المسجلات من قبل حيث بلغ عدد الطالبات المسجلات 20 طالبة بينما وصل عدد غير المسجلات إلى 19 طالبة.
وأضافت : حاولنا بقدر المستطاع تسهيل الإجراءات أمامهن ولم نطلب كل الوثائق بل اكتفينا بما يثبت أنهن طالبات كنوع من التعاون معهن والرأفة بحالهن الذي لا يسر.
5000 طالب نازح
من جانبه أوضح محمد الحيمي ـ وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج في تصريح سابق له أن الامتحانات العامة تجرى في المراكز الامتحانية كما خطط لها ولا يعكر صفوها أزيز طائرات قوات الغزو والاحتلال الأجنبي حيث بلغ عدد النازحين الطلاب الذين تقدموا للاختبارات 5000 طالب وطالبة تم استيعابهم في المراكز الامتحانية في العاصمة صنعاء.
منوها إلى أنه تم استيعاب الطلاب النازحين من المحافظات غير المستقرة امنياٍ بكافة المراكز الامتحانية حيث تم التعامل معهم على أن الجمهورية مركز امتحاني واحد وهذه خطوة رائعة ضمن التسهيلات الخاصة التي انتهجتها قيادة الوزارة هذا العام لإنجاح العملية الامتحانية.