الخوف من الانفجارات حرم الأطفال متعة الذهاب للمتنزهات..¿!

العمليات الإرهابية وصواريخ طائرات العدوان الغادر باتت غير قادرة على التمييز بصورة واضحة بين الأهداف العسكرية عن غيرها وهذا ما أخاف الكثير من المواطنين ودفعهم للبقاء في منازلهم بدلا من الخروج للنزهة في الحدائق والمتنزهات العامة حتى في أيام عيد الفطر المبارك .. خوف المواطنين من التواجد في أماكن الترفيه القريبة من الأهداف العسكرية وأماكن التجمعات العامة وما مدى تأثير ذلك على نفسية الأسر اليمنية خاصة الأطفال وغير ذلك من التفاصيل تجدون تفاصيلها في سياق الاستطلاع التالي لنتابع :

بعد أن تضررت منازل الأبرياء والأسواق العامة جراء القصف المتواصل على بلادنا ودخلت بيوت الله في خط المواجهة إثر الانفجارات التي استهدفتها أصبح المواطن اليمني يشك في كل مكان يذهب إليه خاصة وإن كان بالقرب من أي جهة معرضة للقصف أو التفجير فسيطر الرعب على قلوب العامة وآثروا البقاء في المنازل .
   
الفرحـة بكل مكان
الفرحة ستجدها في أي مكان ,هكذا استهل المواطن عبد الحميد الحاج حديثه بعد أن سألته عن المكان الذي سيتوجه إليه هو وأسرته لقضاء إجازة العيد في ظل هذه الظروف, وأضاف قائلا : بالتأكيد لم أخرج إلى حديقة السبعين وفن سيتي, ككل عام فهذه السنة مختلفة خاصة وأن المتنزهات تقع بأقرب من جبل النهدين ومعسكر الأمن المركزي المستهدفين من قبل طائرات العدوان السعودي وحلفائه على بلادنا لذا لم أجازف بالخروج إلى هناك ولا لأي مكان مكشوف أو مزدحم أنا وأسرتي بل سنقضيه سوية في زيارة الأقارب والجلوس في البيت للعب واللهو حتى ينتهي العيد ولأبذل قصارى جهدي لأفرحهم.
هذا ما اتفق عليه الحاج وصديقه محمد الأسودي الذي أكد من ناحيته أن البقاء في المنزل وشراء الألعاب للعب بها مع الأطفال أفضل بكثير من أن أعرضهم للخطر فأطفالي وعائلتي هم أغلى ما املك .

استياء شديد
لم نخرج في هذا العيد إلى مكان سوى لزيارة أقاربنا وحتى أننا منعنا من الخروج لشراء الملابس ككل عيد, هذا ما قالته شيرين شاهر طفلة في الثانية عشرة من العمر عن سؤالي لها عن المكان الذي خرجت فيه للنزهة وأكملت حديثها بالقول: أبي وأمي يخافون علي أنا وأخي شاكر من الخروج حتى يا “يفرجنا المجرمون”.
لم تكن شرين الطفلة الوحيدة التي منعت من الخروج للنزهة بسبب خوف أبويها عليها فكذلك وليد وأخته لمياء منع من الخروج للحديقة كما قالا لي والسبب خوف والداهم عليهم من الحرب لذا فهم مستاءين جدا من هذه الأحداث التي علقت عليها لمياء قائلة :يارب تكمل الحرب ونرجع للدراسة والخروج للحديقة كل جمعة مثل زمان.
خوف شديد
أمة الرزاق أم لأربعة أطفال رفضت الخروج ثاني أيام العيد هي وأبناؤها إلى أحد المتنزهات داخل المركز الليبي كما تعودت في كل عام والسبب كما عللت بالقول : المركز الليبي قريب من عطان وعصر والضربات الجوية هناك شبه مستمرة وقوية لذا خفت كثيرا على أطفالي فأصوات الانفجارات وهي بعيدة تجعلهم يصرخون بشدة ويتجمعون حول والدهم وهم يرتجفون فكيف اذا حدث أي انفجار ونحن هناك .

ثقة بالله
لم تختلف معها المعلمة بلقيس عبد الرب معلمة تربية إسلامية بأن الحدائق التي تقع بالقرب من الأماكن المستهدفة وتقريبا جميع المتنزهات قريبة من أهداف عسكرية والأسواق سوف تصلها لكنها ترى أن الضجيج الصادر من الأطفال والصراخ وأصوات مكبرات الصوت كفيلة بأن تجعل أصواف الانفجارات خفيفة إن حدثت لذا قررت أن تذهب هي وأبناؤها إلى حديقة السبعين وكلها ثقة بالله عز وجل بأنه الوحيد القادر على حمايتهم في أي مكان .
توتر الأوضاع
الحاج إسماعيل مستاء جدا من واقع الحال الذي آلت إليه بلادنا وعلى ذلك أقول : خوفوا أطفالنا وخوفونا عليهم ويوميا قصف ولو ما وقت قصف القاعدة تفجر ما عاد درينا أين نهرب منهم وأين نجي حسبنا الله ونعم الوكيل.
توتر الأوضاع في كل مكان تقريبا هو ما جعل الجميع يتضايق ويشكو إلى الله الحال وهذا ما أكدت عليه أم عبدالرحمن بالقول لم يعد هناك متنزه أو مكان نذهب إليه لا تصله أصوات الانفجارات المخيفة وربما الشظايا القاتلة أو راجع المضاد, لذا فالبقاء في البيت أفضل إلى أن يقضي الله بحل لهذه الأزمات التي تهافتت علينا دفعة واحدة والحمد لله على كل حال .
تحولت المتنزهات والحدائق العامة إلى فزاعات يخاف الناس الذهاب إليها بسبب تزايد حدة الضربات الجوية وارتفاع عدد الانفجارات وانتشارها في عموم شوارع العاصمة, كل هذا جعل من الخروج للنزهة حتى أيام العيد مغامرة لا يقوى عليها سوى القليل.

قد يعجبك ايضا