في منطقة المشنق بصعدة : صور من المآسي التي خلفها العدوان السعودي

كل ومدن ومناطق اليمن تعرضت خلال 50يوماٍ للقصف الصاروخي من قبل طائرات التحالف .وفرض عليها حصار بحري وبري وجوي.وحصار حيث منع وصول الغذاء والمشتقات النفطية والأدوية وتعرض الشعب إلى إخضاع لحاجة الغذاء والدواء والأمن وضربت البنى التحتية بشكل كامل .حتى قاطرات نقل المواد الغذائية وناقلات المشتقات النفطية تعرضت للقصف .وكذلك المصانع ومحطات بترول وغاز ومساجد ومحاكم ومدارس  تعليمية وحرمان ما يقارب مليون طفل من التعليم.واستهداف عمارات ومبانُ آهلة بالسكان في المدن والأرياف في تعد واضح على حياة الإنسان وأمنه.
وهناك نماذج من الدمار الذي حدث جراء القصف الهمجي الذي طال العديد من المناطق  ومنها منطقة المشنق – مديرية شدا التابعة لمحافظة صعدة..التي تعرضت للقصف فجرالسبت28مارس2015م نفذته طائرات التحالف.ما أدى إلى استشهاد 8 أفراد من أسرة واحدة.
وهذه نماذج لبعض المجازر التي ارتكبتها قوات التحالف بحق المدنيين والتي تعد جرائم ابادة وجرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية. .الناجون من قصف طائرات العدوان يروون تفاصيل المأساة المؤلمة ومشاهد الخراب والدمار فإلى التفاصيل:

*لم يكن يدرك أن حصيلة جهده وتعبه طيلة 3عقود من الزمن سيتحول في 3 ثوان إلى رماد
محسن علي يحيى العزي (50 عاماٍ) يروي تفاصيل الفاجعة التي حدثت له ولسكان منطقة المشنق فجر السبت28 مارس2015م .ففي الساعة الواحدة والنصف فجراٍ حدث انفجار عنيف هز المنطقة حسب وصفه. وهذا الانفجار كان ناتجاٍ عن صاروخ أطلقته طائرات التحالف على منزل بيت الجرادي في سوق المشنق ما أدى إلى مقتل 8 من أفراد أسرة وأحدة.
وتابع محسن: لقد كنت وعشرة أشخاص نقطن في الدور الثاني للعمارة القريبة من مكان الانفجار وأصْبنا بحالة هلع ورعب لشدة ذلك الانفجار فخرجنا بملابس نومنا حفاة الإقدام مسرعين في اتجاه المسجد الذي يبعد بحوالي 100متر.وبعد نحو دقيقتين ضرب صاروخ العمارة التي كنا نسكن فيها ودمرها بشكل كامل..بما في ذلك الدور الأول الذي كان عبارة عن مركز طبي ومختبر وصيدلية وشركة الصرافة والبقالة واحترقت الوثائق والأجهزة والمعدات الطبية والعلاجية والأوراق النقدية وكل شيء في المبنى تحول إلى رماد في لحظات.
ويسترسل قائلاٍ:لقد أخترقت إحدى الشظايا الجدار الخارجي للمسجد وأحدثت فيه أضراراٍ كبيرة وتناثرت الأحجار والأتربة على رؤوسنا فغادرنا المسجد إلى مزرعة قريبة من المكان وظللنا هناك ساعات عشناها في حالة من رعب وذهول وصرنا ننتظر الموت فاقدين الأمل بالنجاة..بينما كان أزيز الطائرات وأصوات الانفجارات مستمرة حتى ساعات الفجر.
قذائف تتساقط في كل اتجاه
ويضيف : كانت الطائرات تحلق بكثافة وفي علو منخفض.واستمرار القصف المدفعي لما يزيد عن 8ساعات.حينئذ كنا نتوقع الموت في أي لحظة. وفي الساعة الــ7صباحاٍ غادرنا منطقة المشنق مشياٍ على الاقدام في اتجاه مثلث الضيعة الذي يبعد بحوالي 20 كيلو متراٍ .واستمر القصف وكانت القذائف تتساقط في كل اتجاه وتسببت الشظايا بإصابة الأخ/ مصطفى التعزي حيث بترت إحدى أصابع قدمه الأيمن.ووصلنا مثلث الضيعة حوالي الساعةالــ11 ظهراٍ.واقلتنا  سيارة إلى منطقة الملاحيظ التي تبعد بحوالي 20كيلو متراٍ. ثم أقلتنا سيارة آخري إلى منطقة المزرق بمحافظة حجة والتي تبعد حوالي30كيلو متراٍ .وحين وصلنا إلى مستوصف الدكتور/محمد ناصر الوصابي وجدنا الدكتور/ نصرالوصابي والدكتور/جمال الوصابي والعاملين في المستوصف الطبي فاهتموا بنا وأعطونا ملابس وأحذية وغذاء وماء.وظللنا هناك لساعات .
وتوقف برهة ثم قال :” لا أستطيع أن أنسى ذلك المشهد فقد كانت عشرات الجثث متناثرة في كثير من المناطق التي تقع على امتداد الطريق من المشنق وحتى منطقة المزرق وذلك نتيجة القصف العنيف والمتواصل من قبل طائرات العدوان على مختلف المناطق والمديريات.
ويكمل :”إن خسائره تعدت الـ180 مليون ريال.
فاجعة مؤلمة
*من جانبه قال الدكتور/ منصور على الابارة – وهو طبيب يعمل في المستوصف :أنه لم يكن يتخيل ان منشآت صحية وتجاربة وعمارات سكنية ستكون ضمن أهداف القصف الجوي لطائرات التحالف وأن ما حدث كان فاجعة مؤلمة.
ويضيف الابارة : لقد تحولت تلك المنشآت وكل التجهيزات والأموال والوثائق في لحظات إلى رماد نتيجة الصاروخ المدمر الذي أطلقته إحدى طائرات العدوان في يوم السبت28مارس2015م.
وأكد أن خسائر محسن العزي جراء هذا القصف الصاروخي تجاوزت الــ 180مليون ريال. وأن الله سبحانه وتعالى سيعوضه لأنه مؤمن ومخلص لله وللناس طيلة الــ 30سنة .
كنا نتوقع الموت
*بينما يؤكد الأخ/ماجد مفضل احمد – الذي كان يعمل في البقالة التابعة للعزي أنهم تعرضوا للقصف بعد خروجهم من العمارة التي كانوا يسكنوها وبحوالي دقيقتين فقط لتلاحقهم إحدى الشظايا إلى المسجد وتصيب أحدهم بجروح خفيفة.
ويواصل ماجد: لقد نجونا من الموت باعجوبة لأن القصف لم يتوقف طوال الليل وحتى فترة الظهيرة.لم نشعر أننا مازلنا على قيد الحياة إلا حين وصلنا إلى منطقة المزرق.وهناك وجدنا ماء وغذاء وملابس وأحذية.فقد كنا بالفعل في وضع مأساوي وحالة من اليأس والحزن الشديد.
وزاد: إن القصف دمر كل شيء وبشكل كامل(مركز ومختبر وصيدلية وشركة صرافة وبقالة )تابعة لــ محسن العزي.وهي خسائر تتجاوز مئات الملايين.
حالة فزع ورعب
*وأوضح الأخ/برهان محمد الذي يعمل في صيدلية العزي أنهم عاشوا في حالة من الفزع والرعب طوال الوقت وظلوا لساعات تحت القصف وكانوا يتوقعون ان تقع على رؤوسهم  إحدى القذائف الصاروخية التي كانت تطلقها الطائرات في كل الاتجاهات.
وأضاف برهان : شاء الله لنا ان ننجوا بأرواحنا من الموت .وشاء الله كذلك أن تحترق كل ممتلكات وشركات الأخ /محسن العزي .
إزهاق الأرواح
*وقال الأخ/جبران علي مجلي عضو المجلس المحلي بمنطقة المشنق :
لقد أصبنا بحالة حزن شديد حين شاهدنا حجم المآسي والقتل والتدمير الذي أصاب أبناء وطني وفي كل مكان .ومنطقة المشنق تعرضت للقصف الأمر الذي نتج عنه ازهاق الأرواح البريئة وتدمير كامل للممتلكات الخاصة ومنها اسرة الجرادي والأخ /محسن العزي الذي خسر شركة الصرافة والمركز الطبي والصيدلية والبقالة والمختبر وهي خسائر كبيرة وفادحة تسببت بها الغارات الجوية في يوم السبت28مارس2015م.
خسائر كبيرة
*أما  الأخ /محمد جابر الوقيشي احد ابنا منطقة المشنق فقال :ان العدوان الذي تعرضت له اليمن تسبب بخسائر في الارواح والممتلكات العامة والخاصة ..وبمعنى ادق اليمن تعرضت لتدمير جراء هذا العدوان الظالم وغير المبرر. فكل مدن ومناطق الوطن طالها القصف الذي تجاوز الــ 50يوماٍ.
وأضاف: في تصوري إن كل هذا الدمار تسببت به قوى سياسية يمنية حين لجأت إلى المملكة السعودية ودول خليجية أخرى للاستعانة في تدمير بلدهم وأبناء وطنهم.وما حدث في المشنق يوم السبت 28مارس2015م.من قصف طال العمارات السكنية والتجارية وتسبب بعشرات الضحايا وتدمير لكل الممتلكات الخاصة ومنها مركز طبي وشركة صرافة وصيدلية ومختبر وبقالة تابعة للأخ /محسن علي يحيى العزي .بالإضافة إلى كثير من الممتلكات التي تخص عدد من المواطنين.
ووصف الوقيشي العدوان بالعمل الجبان.متمنياٍ على كل الجهات المختصة ان تعمل على تقديم كل الدعم والمساعدة لأولئك الذين تعرضوا لخسائر كبيرة نتيجة التدمير الذي لحق بممتلكاتهم.
يتجاوز حدود العقل
*بينما يصف الأخ/خالد محمد جابر من أبناء منطقة النظير مديرية رازح مشهد ما حدث لمنطقة المشنق بأنه يتجاوز حدود العقل ..فقد قصفت طائرات العدوان عمارات سكنية ذهب ضحيتها 19شخصاٍ وإصابة31آخرين.
وقال : هذه جرائم تدينها كل الإنسانية في العالم التي أصْيبت بحالة حزن وهي تشاهد تلك  الأعداد الكبيرة من البشر الذين سقطوا نتيجة عدوان ظالم وغير مبرر.
ويؤكد أن هناك خسائر مادية كبيرة وهي عبارة عن منشآت صحية وتجارية تم تدميرها بشكل كامل.منها على سبيل المثال المركز الطبي والمختبر وشركة الصرافة التابعة لــ محسن العزي.
حالة نفسية سيئة
*فيما يؤكد الدكتور/نصر محمد ناصر الوصابي طبيب في المستوصف الطبي بمنطقة المزرق أن محسن العزي وآخرين وصلوا إلى المزرق بملابس نومهم وبدون أحذية وكانوا في حالة نفسية سيئة وحالة رعب وإرهاق وتعب نتيجة تعرضهم لمخاطر الموت جراء القصف الذي نفذته طائرات التحالف على منطقة المشنق وأدى إلى تدمير كامل وثائقهم وممتلكاتهم.
ويضيف الوصابي: لقد وفرنا لهم ملابس وأحذية وغذاء.واستمروا لدينا في مستوصف المزرق لساعات حتى استعادوا أنفاسهم وأصبحوا قادرين على مواصلة طريقهم إلى قراهم بعد أن زودناهم بإمكانيات مادية لمواجهة تكاليف المواصلات .

مرافق طبية
* في منتصف ثمانينيات القرن الماضي أكمل الشاب /محسن علي يحيى العزي (من أبناء محافظة ريمة )دراساته في مجال التمريض والصيدلة فقرر حينئذ تكوين مشروع طبي في منطقة المشنق بمديرية شدا/محافظة صعدة. وهي منطقة يفتقر سكانها إلى خدمات صحية وعلاجية .وهذا ما حدث بالفعل فقد استطاع العزي بمشروعه البسيط أن يخدم الناس القاطنين في تلك المنطقة والمناطق الاخرى القريبة..وتمر السنوات ويتوسع المشروع ليصبح مركزاٍ طبياٍ يحتوي على كافة التجهيزات الطبية وطاقم طبي متخصص يتجاوز عددهم 12 شخصاٍ من أطباء وصحيين وأخصائيي مختبرات وصيدلة وتمريص بالإضافة إلى وجود مختبر تتوفر فيه كل الاجهزة الحديثة والمتطورة في مجال المحاليل المخبرية وصيدلية فيها كل الأدوية والعلاجات الطبية.وكان هذا المركز يعتبر من أهم وأفضل المرافق الصحية التي تقدم أفضل وأرقى الخدمات العلاجية للمرضى وهذا ما أكده لنا العديد من المواطنين هناك..واستمر محسن العزي في توسيع نشاطه في مجال آخر تمثل في إنشاء محل تجاري وشركة للصرافة وهذه الشركة توسع نشاطها في التحويلات ليشمل كافة مناطق ومحافظات الجمهورية اليمنية.
لقد دمرت الصواريخ كل ممتلكات وشركات محسن العزي ولم يعْد يمتلك شيئاٍ سوى الدعاء إلى الله بأن يعوضه عما أصابه من خسائر تفوق الــ180مليون ريال..

قد يعجبك ايضا