العدوان السعودي..ندوب في جدار معاناة اليمنيين

حصار مطبق تفرضه علينا قوى العدوان برعاية سعودية حول العيش بصورة طبيعية بعيدا عن الخوف والأزمات  إلى مطلب بعد أن كان حقا مشروعا يحصل عليه الجميع دون أي مقابل.. هذا هو واقع الحال البائس في بلادنا  في الوقت الحالي.. كيف لا وتلك الدول المشاركة في الاعتداءات الجوية والحصار البربري  قد محت من قاموسها كل قواعد الإنسانية  وتناست أننا من العرب وتجمعنا معهم  روابط مشتركة سواء في الدين أو في اللغة وغير ذلك سعيا منها  لتحقيق مآربها الدنيئة وأهدافها السياسية عبر الأراضي اليمنية  مما حول الوضع العام في اليمن إلى مأساة إنسانية وأخلاقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
الخوف بات العنوان الأبرز في الوضع الراهن  بعد أن وصلت الأزمات الى كل شيء الماء والكهرباء والمشتقات النفطية حتى طالت المواد الغذائية وقوت يوم المواطن البسيط  مما دفع الكثير منهم الفرار إلى قراهم هربا من واقع لا يرحم خاصة بعد أن شلت حركة غالبية  الأعمال بسبب الحصار الجوي والبحري والبري الذي نال من الشعب قبل أن يصل إلى أهدافهم المزعومة وهذا ما يبدو جليا عند رؤية تلك الصفوف الطويلة المتزاحمة على كيس من القمح في ظاهرة لم يعتد اليمنيون على رؤيتها وكذلك عند رؤية الشاحنات المحملة بالأثاث المنزلي تغادر المحافظات  هربا من أزمة فرضها علينا التدخل الخارجي ومن ويل صواريخ الطائرات والبارجات البحرية على المدن اليمنية وشظايا انفجار مواقع البنى التحتية العسكرية والاقتصادية اليمنية .
لم تفرق أضرار الهجمات العسكرية على بلادنا بين الشيوخ والنساء والأطفال فقد قتلت تلك الصواريخ الكثير منهم وبثت الخوف في قلوب البقية خاصة عند الأطفال الذين اجبروا على التوقف عن الدراسة وسماع دوي الانفجار مما قد يؤدي إلى إصابة الأطفال بنوبات من الهلع  يعبرون عنها في  بعض الأحيان  بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ  إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع المغص وصعوبة في التنفس التقيؤ التبول اللاإراديوانعدام الشهية للطعاموقلة النوم وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه  مثل الأب والأم  أو أحد من الأهل والأصدقاء فحينها يكون عرضة لصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية بقية حياته حسب ما يقوله أطباء نفسيون.
الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن يتهالك وهذا ما دفع الكثير من الشركات الخاصة إلى تعليق أعمالها إلى أجل غير مسمى وتقديم إجازات بدون راتب للموظفين وإغلاق عدد من المحلات التجارية والفنادق وركود مخيف في حركة السوق طبقا لما قاله  مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي الذي قال  في دراسة إن  تقديرات خسائر الاقتصاد اليمني جراء عاصفة الحزم بلغت أكثر من مليار دولار منذ بدء الضربات الجوية على اليمن في 26 من الشهر الماضي دون الخسائر في الجانب العسكري إذ أصيب الاقتصاد اليمني بحالة ركود شبه كلي».
وأضافت الدراسة «تضررت عدد من المنشآت الاقتصادية وانعدمت العملة الصعبة في السوق اليمنية وتوقفت الموانئ البحرية والجوية عن استيراد وتصدير السلع والمنتجات من وإلى اليمن».
وتوقع المركز أن يزيد عدد المواطنين الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة إلى أكثر من 12 مليون مواطن مشيرا إلى أن نسبة الفقر تجاوزت 60% لمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم .
وهذا ما يدفعني للتساؤل :هل ستوقف المملكة العربية السعودية وشركاؤها  هذه الضربات والحصار  في ظل تفاقم الأزمات الإنسانية أم أنها ستستمر باستنزاف البنى التحتية لليمن دونما مبالاة ..¿

قد يعجبك ايضا