الأنشطة المدرسية … ضرورة أم ترف ..!¿

طقوس مدرسية بدأت تظهر في الآونة الأخيرة بكثرة خاصة في المدارس الأهلية أقصد هنا تلك  الفعاليات والاحتفالات الخاصة بتخرج وتكريم الطلاب في المؤسسات التعليمية  والتي تسبق موعد ظهور النتائج النهائية حتى باتت تلك الأمور وسيلة   يتنافس على إقامتها إدارات المدارس بمراحلها الابتدائية الإعدادية والثانوية …في هذا التحقيق نناقش أبعاد هذا الموضوع من خلال الإجابة على بعض التساؤلات عن مدى أهمية تلك الاحتفالات .. وعن رأي أولياء الأمور فيها خاصة وأنها تتطلب أعباء مالية إضافية ..

ينتظر الطلاب بعد مراحل دراسية طويلة يقضونها بين المذاكرة والواجبات وأداء الامتحانات أن يصلوا لدراسة الجامعة ومتى يأتي يوم احتفال تخرجهم الذي طالما حلموا به وارتداء زي التخرج ليحتفل الجميع بهم وبالإنجاز  الذي حققوه في دراستهم.
 البداية مع أفراح عبيد – طالبة في الثالث الثانوي قالت : نحن وزميلاتي سعيدات جدا بالمشاركة في مثل هذه الاحتفالات الكبيرة والتي لم نسمع ممن سبقونا في التعليم بها غير أنها تقتصر بتكريم الأوائل أو المتميزين في النشاطات وعبر ميكرفون يعلن في طابور الصباح ولذلك نستعد لتجهيز رسوم زي التخرج وشراء بعض الأشياء الجديدة التي تلزمنا في الحفل كباقي الزميلات .
وتوافقها كذلك زميلتها يسرى العولقي – والتي ترى أن الاحتفال فرصة لتغيير الروتين الممل من الحصص الدراسية الطويلة خاصة إن استمر لمدة ثلاثة أيام متتالية يستطيع بعض الطلاب الغياب فيها أو المشاركة في الحفل وارتداء ملابس غير الزي المدرسي مهما كانت التكاليف التي سيدفعونها لهذا اليوم .
فيما لم تتخيل سمر أن ترتدي زي التخرج في مرحلة الثانوية كطلاب الجامعة وعلى حد قولها أنهم بهذا الاحتفال أعطوا فرصة للطلاب الذي لم يستطيعوا دخول الجامعة والاحتفال بالتخرج بالشعور بأهمية مثل هذا اليوم في حياة كل متعلم حقق إنجازاٍ كبيراٍ في مرحلة التعليم .
ننتظر الاحتفال
وكما عبر عدد من أولياء الأمور عن آرائهم في قيام بعض المدراس بعمل احتفالات مختلفة من التكريم أو البازارات والتخرج خلال النصف الدراسي الثاني وكان هناك بين مؤيد ورافض له من ضرورة إقامة الحفل أو من المستلزمات التي قد يحتاجها أبناؤهم فيه حيث أكدت ياسمين الفقيه – ولية أمر قائلة : مثل هذه الاحتفالات  ترفه عن الطلاب وتجدد نفسيتهم وتمنحهم الشعور بالراحة والتغيير وأضافت  : لا تفرض علينا أي رسوم من أجل هذه الاحتفالات ونحن ننتظر يوم الاحتفال طوال العام لنشارك أبناءنا فرحتهم مهما كانت المبالغة في الحفل.
ويخالفها الرأي محمد القاعدي ـ ولي أمر ـ أن هذه الاحتفالات تثقل كاهل الأسرة وعلى حد قوله : حتى وإن لم تفرض المدرسة رسوما للاحتفال إلا أنها تشكل عبئاٍ علينا من حيث متطلبات أبنائنا الذين يريدون أن يظهروا في الحفل بمظهر لائق أمام زملائهم الطلاب ومعلميهم من حيث الثياب الجديدة والهدايا ومرافقة جميع الأسرة للحفل والتذاكر تكلف مبلغاٍ لجميع الأفراد إلى جانب شراء ما يباع في البازار وكذلك الألعاب التي يقيمونها فيه إذا كان حفلاٍ كبيراٍ لمدة ثلاثة أيام .
لا داعي للاحتفال
أما عبد الله أبو طالب فإنه يرى  أن كل ذلك يتطلب ميزانية بحد ذاتها ويقترح أنه لا داعي لمثل هذه الاحتفالات التي تكلف ولي الأمر المال  خاصة في الصفوف الأولى ويجب أن تقوم المدراس بعمل حفل تكريم بعد ظهور النتائج حتى لا يصاب الطلاب وأباؤهم بخيبة أمل بظهورها وألاِ يكون فيه تكلف وإنما من باب التشجيع مع عمل فقرات إبداعية للطلاب ويكون حفل التخرج في الثانوية العامة فقط .
فرحة الأسرة
إن إقامة الاحتفالات بين فترة وأخرى تجدد وتشجع الطلاب للإبداع مستقبلا هذا ما قاله عبد الله المكرماني– مدير مدرسة الشهيد محمد أحمد إسماعيل وأكد  أن ذلك جاء أيضا لرغبة الأسرة في مشاركة الأبناء فرحة واحتفائية مدرستهم باعتبارها البداية الأولى لانطلاق الأبناء نحو المستقبل وتشجيع الطلاب لتنمية مواهبهم وعرض أنشطتهم ومهاراتهم وإبداعهم بتواجد أسرهم مما يعكس ذلك إيجابا على تنمية وتشجيع قدراتهم ويرى أن هناك جهوداٍ ذاتيه لإقامتها والذي عادة ما يتم عمل احتفالات تخرج وبازار في المدارس الخاصة وبعض مدارس الطالبات وتختفي بشكل كبير في مدارس الأولاد لأن تجاوب المجتمع والداعمين لمدارس الطالبات أكثر من مدارس الأولاد في المدارس الحكومية وأن الطالبات  أكثر تنظيما من الأولاد.
وأشار إلى أنه لا يحق لأي مدرسة جمع رسوم من الطلاب لأن أعباء رسوم الاحتفالات إذا تم فرضها على الطالب فهي تؤثر على ولي الأمر نظرا للظروف الصعبة للمجتمع وأنه على أي إدارة مدرسية تقدير ظروفهم ولا داعي لفرض أي رسوم مخالفة.
وقال المكرماني :إذا كان الاحتفال يوماٍ واحداٍ فقط فلا يشكل ذلك إهدارا لوقت الطالب وإنما هو تجديد للجو العام للطالب أما إذا كان الحفل أو البازار لمدة ثلاثة أيام أو أكثر فذلك يعد ضياعا لوقت الطالب ولا شك في هذا .
دعم ذاتي
ومن جهته أوضح محمود الباشا – مدير مدرسة مشاعل الحرية ـ أن هذه الاحتفالات تقام لتشجيع الطلاب واكتشاف المواهب وعرضها من خلال فقرات الحفل وأنه مناسبة لدعوة مجالس الآباء والأمهات وأولياء الأمور لحضور الحفل لتشجيع أبنائهم وإيصال رسائل إليهم بأهمية التواصل مع المدرسة لمتابعه مستوى أبنائهم كون العملية التعليمية مشتركة بين المدرسة والأسرة وأضاف أن دعم الاحتفالات يكون على حساب إدارة المدرسة وتتم مشاركة بعض الشركات بجوائز رمزية كدعاية للشركة وتقوم إدارة المدرسة والمعلمين بدعم الطلاب المبدعين والموهوبين ولا يتم فرض أي رسوم من أجل الاحتفالات حيث يتم بإشراف من مكاتب التربية بعد توجيه دعوة رسمية للمكتب بحضور الحفل والتعرف على فقرات الحفل وتعميد شهائد التقدير للمعلمين من قبل مكتب التربية.
نشاط ترغيبي
وتوافقه الرأي آمنة الذيباني – مديرة مدرسة بسمة وطن ـ في أن الاحتفالات هي نشاطات لترغيب الطلاب في الدراسة والمدرسة مضيفة أن الاحتفال هو مرة واحده في السنة يكون حفل تكريم للطلاب الأوائل والإشادة بجهود المعلمين وهو فعالية تزيد من دافعية الطلاب للتحصيل العلمي والتي ينتظرها الطالب بفارغ الصبر وكذلك ولي الأمر .
وقالت الذيباني : هذه الاحتفالات لا تكلف التلاميذ وأولياء الأمور سوى ثمن زي التخرج فقط وبالنسبة للدعم فتكون من المدارس لأن عائداتها كبيرة وليست بحاجة لدعم خارجي وهناك مدارس تبحث عن داعمين تجار أو جهات أخرى وأن البازارات التي تقام لصالح المدرسة يشارك بها الطلاب والمدرسون وأخرى لا تقيم أي احتفال وتكتفي بتوزيع النتائج على الطلاب بهدايا بسيطة داخل المدرسة وفي كل الحالات يتم تقديم دعوات حضور لمكاتب التربية والأمانة..
إشراف مباشر
مدير الأنشطة المدرسية بمكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة – عبدالكريم الضحاك أكد على أن الاحتفالات ضمن برامج الأنشطة المدرسية من الأهمية تفعيلها لتحقق أهدافها التربوية والتعليمية وهي مهمة في المدارس خاصة في المناسبات المختلفة والتي يستفيد منها الطلاب من حيث الترويح عن النفس واكتشاف الموهوبين والمبدعين ومشاركة أولياء الأمور والمختصين والتعرف على إبداعات المدرسة وأضاف أن للبازارات مواصفات خاصة وكذلك تصاريح من المناطق التعليمية ويكون مكتب التربية والمنطقة بإشراف مباشر لتقديم كافة المقترحات والملاحظات الهامة لتكون هذه الاحتفالات ذات فائدة ووفق أسس تربوية كما أن المدارس التي لا تتواصل مع المكتب والمنطقة تتحمل المسؤولية مشيراٍ إلى أنه ليس هناك رسوم للاحتفالات وإذا تم دفعها تكون خارج الإطار الرسمي ويجب عدم قيام المدارس باستلام أي رسوم من الطلاب خاصة بالاحتفالات حيث أنها تقام على حساب المدارس وخاصة الأهلية لأنها تستلم رسوماٍ من الطالب .
خطط متكاملة
وقال مدير الأنشطة المدرسية : نحن لسنا مع البازارات التجارية والربحية بل ضدها لأنها تكون بعيدة عن الهدف التربوي ونشجع كل عمل تربوي هادف يحقق الأهداف التربوية والتعليمية وحيث تعمل مدارس كثيرة لتحقيقها وقلة هي التي لا تكون إيجابية في عملها .. وفي ختام حديثه وجه دعوة لكافة المدارس لتفعيل المزيد من الأنشطة الفنية والثقافية والعلمية من خلال الاحتفالات وإقامة المعارض حيث أن تفاعل المدارس في النشاط بدأ يأخذ حقه الطبيعي وهناك خطة متكاملة في تنفيذ الأنشطة المختلفة للنصف الثاني من العام الدراسي وتم تنفيذ أكثر من سبعة عشر برنامجاٍ في الفصل الأول كانت جميعها متميزة .

قد يعجبك ايضا