دعا السيد عبدالملك الحوثي الصحافيين إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والمهنية والأخلاقية في هذه المرحلة الحساسة التي تمربها اليمن والإضطلاع بدورهم في نقل الحقائق وتبني هموم الشعب وتطلعاته التي عبر عنها في الساحات والميادين ومواقفه التي يعلنها ولا يزال من خلال المسيرات والتظاهرات الحاشدة التي تجوب المحافظات .جاء ذلك خلال لقائه السبت في صعدة بوفد ضم أكثر من مائتين من الإعلاميين والناشطين السياسيين يمثلون عددا من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية . وقال : لا نريد إعلاما يبجلنا أو يقدسنا كما جرت العادة في الإعلام الرسمي خلال العقود الماضية فمثل هذا الإعلام نرضاه حتى من الوسائل التابعة لأنصار الله . وحذر الحوثي من الحملة الإعلامية التي تستهدف وأد احلام اليمنيين وتطلعاتهم في النهوض والعيش بحرية وكرامة بعيدا عن الإستبداد والتبعية وهي حملة تعتمد على التضليل والتزييف وتسعى إلى إثارة النعرات المناطقية والمذهبية والطائفية بين أبناء الوطن الواحد . واستغرب في حديثه محاولات تلك الوسائل لشرعنة الأعمال الأرهابية وأنشطتهم فهي تتعامل مع الإرهابيين والمرتزقة الذين يصدرون إلى بلادنا من أصقاع الأرض كـ ” أبناء قبائل ” يدافعون عن مناطقهم ويحافظون على مذاهبهم . وأضاف : في الوقت الذي تعتبر فيه تلك الوسائل العاصمة صنعاء بـ” المحتلة ” فإنها تتعامل مع ” الدول والولايات والإمارات ” التي يعلنها الإرهابيين والمرتزقة الأجانب في مناطق ومحافظات يمنية وكأنها أمر طبيعي . ! اللقاء ” المباشر” الذي جمع السيد عبد الملك الحوثي بالإعلاميين والناشطين الذين يمثلون مكونات سياسية مختلفة كان مفاجئا للكثيرين بالنظر إلى الحالة الأمنية المحيطة بقيادات أنصار الله كما كان تحرر السيد عبدالملك من ” قواعد البروتوكول وقواعد النحو أيضا ” المعهودة في لقائاته وخطاباته من قبل مفاجئا أيضا فقد بدا متواضعا في مكان جلوسه وخطابه ضاحكا ميالا للمزاح . وكانت المفاجأة الثالثة في إعلانه اللقاء ” مفتوحا ” للمداخلات والتساؤلات وعلى مدى أكثر من ساعتين استمع إلى كثير من المداخلات وأجاب على كل التساؤلات التي أكد من خلالها السيد عبد الملك على كثيرمن التساؤلات التي شملت القضايا السياسية والإقتصادية والأمنية . وقد أكد في إجاباته على ضرورة أن يتخلص اليمنيون من الإستبداد المحلي والتبعية العمياء للخارج كما سخر من الإنتقادات التي تستنكر إقامة علاقة طبيعية مع جمهورية إيران الإسلامية بينما لا يرى أولئك أي مشكلة في العلاقة مع الدول التي ” يصفها التكفيريون بالكافرة ” . وحول العلاقة مع السعودية وإيران أكد على أهمية إقامة علاقات طبيعية مع كافة الدول في محيطنا العربي والإسلامي تستند على التكافؤ والمصالح المشتركة والمشروعة للجميع وأشار إلى أن إقامة علاقة مع بلد ما لا يعني القطيعة مع بلد آخر هذه السياسة كانت سائدة من قبل ويجب أن تنتهي . وكشف السيد عبدالملك عن إتصالات غير مباشرة لأنصار الله مع المملكة العربية السعودية جرت أواخر الأسبوع الماضي تم التأكيد فيها على رغبة أنصار الله ورغبة اليمنيين في إقامة علاقات طبيعية مع المملكة تراعي مصالح البلدين والشعبين . وفي تعليقه على دور ” الفيسبوك ” وتأثيره في القضايا المختلفة . كان واضحا إمتعاضه مما اعتبره سوء استغلال لهذه الوسيلة التي تحولت إلى أداة للتفرقة والشقاق وإثارة العداوات حتى بين الأقارب ودعا إلى إلى إستغلال أمثل لهذه الوسيلة وأن لا تكون مجرد وعاء للإساءات والشتائم والتجريج . يشار إلى أن وفد الإعلاميين والناشطين زار صعدة لمدة ثلاثة أيام بدعوة من الهيئة الإعلامية لأنصار الله بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وقد اطلعوا خلالها على حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له مديريات محافظة صعدة وحرف سفيان في عمران خلال الحروب الستة التي بدأت في 2004 وحتى 2010 كما تعرفوا على عدد من المعالم التاريخية في المحافظة .