سموم النبات.. تعرض حياة الملايين للخطر..!


تحقيق/ أحمد محسن غليس –
* أطباء: حياة الكثير من المواطنين في خطر والسبب السموم النباتية والغذائية

غابت الجهات المختصة عن ردع مستخدمي السموم ومعاقبتهم وتفشى الجهل بين المزارعين بعد أن تقاعس المختصون عن توعيتهم والنتيجة لا تخفى عليهم تعرض الملايين من المواطنين إلى خطر كبير يهدد حياتهم نتيجة قطف الثمار من الخضراوت والفواكه المسمومة قبل انتهاء المدة المحددة مما تسبب أمراضاٍ خطيرة تقضي على الإنسان لولا حفظ الله ورعايته مما دفعنا للبحث أكثر عن المشكلة وأسبابها والاستدلال ببعض الحالات المصابة بالتسمم وغيرها من التفاصيل في هذا التحقيق:-

كدت أن أموت لولا رعاية الله وحفظه. هذا ما قاله بكيل مبخوت من محافظة صنعاء . ويضيف: أصبت بأرق شديد وأصفر لوني حتى أني فقدت الوعي ولم أحس بنفسي إلا وأنا في المستشفى وبعد أن أفقت أخبرني الدكتور أني أصبت بسم الكبد وأني كدت أن أفقد حياتي نتيجة السم النباتي الذي أصاب الكبد . وعندما سألت الدكتور عن السبب قال إني تناولت خضروات مسمومة ونصحني أن اتجنبها.
في السياق ذاته قال ياسر جارالله- جندي من محافظة صنعاء- إنه أثناء تسوقه قام بتناول بعض الطماطم وكان طعمها غريباٍ وعند وصولي البيت أحسستْ بالدوار وارتفاع درجة الحرارة مضيفاٍ: وقام أخي بإسعافي وحين وصلت للطبيب أخبرني إني تناولت خضروات مسمومة وأن هناك الكثير من المرضى الذين يتم معالجتهم يومياٍ.
مزارعون
وحول أسباب استخدام السموم تحدث المزارع محمد حمود من أهالي بني حشيش قائلاٍ: إن المزارع يضطر لاستخدام السموم لمكافحة العديد من الأمراض التي تصيب المحصول خاصة أن هناك أمراضاٍ كثيرة وخطيرة ظاهرة مؤخراٍ وباتت تستهدف النباتات والخضروات والفواكه بجميع أشكالها وأنواعها .. وعن جني الثمار قبل انتهاء الفترة المحددة قال حمود إن أغلبية المزارعين يضطرون إلى جني الثمار قبل انتهاء المدة لأسباب كثيرة أهمها تلف الثمار والسباق على الحصول على أسعار مناسبة لمنتجاتهم مضيفاٍ أن المزارعين لا يهتمون بخطورة السم وتأثيره على الناس بقدر اهتمامهم بالحصول على أسعار مرتفعة.
غياب الوقاية
وفي السياق ذاته يقول المزارع محمد مهدي خميس – من سعوان بني حشيش – إن الوقاية ووزارة الزراعة تتحمل المسؤولية تجاه ما يحدث من عواقب السموم وأن الوقاية لا تقوم بدورها في النزول الميداني ورش المزارع والإشراف على المزارعين . كما أن هناك العديد من الأمراض المنتشرة والتي لم تقم الوقاية بوضع حل لمكافحتها وأن هذه الأمراض تقوم بإتلاف الخضروات والفواكه في حال عدم القضاء عليها.
ارتفاع في أعداد المرضى
من جانب آخر قال الدكتور الكعيني إن هناك ارتفاعاٍ في الحالات المصابة بالتسمم وأن أكثر الحالات المسمومة تكون نتيجة أكل الفواكه المسمومة خاصة العنب والفرسك أو الخضروات كالسلطة والباميا والكوسا والطماطم والخيار … الخ.. من الخضروات.
مخاطر تناولها
ويضيف الكعيني أن هناك نوعين من التسمم التي يصاب بها المستهلك الأول التسمم الغذائي ويكون نتيجة أكل الفواكه وغيرها من المأكولات الملوثة أعراضها الإصابة بالإسهال والغثيان والجفاف وأحياناٍ يؤدي إلى الوفاة أما النوع الآخر هو ما يسمى بالتسمم النباتي ويكون نتيجة أكل الخضروات المسمومة مثل الباميا والكوسا والطماطم والخيار والبقدونس. مضيفاٍ أن التسمم النباتي أخطر من التسمم الغذائي حيث يصاب الإنسان بأمراض خطيرة مثل أمراض سرطان الدم والمعدة والكبد والمسالك البولية والتهابات اللثة والجهاز الهضمي كما يؤثر التسمم النباتي على صحة الإنسان بشكل عام خاصة المرأة والطفل.
القات
وبحسب الكعيني فإن القات من أكثر الأشجار الجالبة للأمراض السرطانية القاتلة ولعل من أهم الأسباب هو لجوء المزارع إلى رش أشجار القات بسموم اسرائيلية قاتلة ومن ثم يقوم المزارع بقطف القات بعد فترة قصيرة ولم تنته فترة السم المحددة في الملحوظة التي تعلق في علبة السم المستخدمة وبالتالي يصاب الإنسان الذي يقوم بتناول القات أحياناٍ في فترة قصيرة وأحياناٍ لا تظهر الآثار إلا بعد مضي وقت طويل.
جهل المزارعين
من جانبها أفادت رجاء عاطف إحدى المختصين في فحص أشجار السموم المتبقية على النبات أن جهل بعض المزارعين وغياب الضمير والوازع الديني من أهم أسباب انتشار مثل هذه السموم حيث يلجأ المزارع إلى رش النباتات والفواكه وأشجار القات بأنواع خطرة منها دون الرجوع إلى المختصين كما يلجأ المزارعون إلى خلط العديد من السموم في وقت واحد مما يؤدي إلى التسبب بأعراض خطرة على الأشجار ودون التفكير بالأمراض القاتلة التي قد يصاب بها الإنسان وأصبح همهم الوحيد هو السباق على أسعار عالية من هذه المنتجات.
نزول ميداني
مضيفة أنهم قد قاموا بالنزول الميداني إلى العديد من المناطق الزراعية منها محافظة صنعاء وإب وذمار والحديدة وتهامة كما أنهم قد قاموا بالنزول إلى الأسواق التي تباع فيها المنتجات وتم توعية المزارعين حول مخاطر السموم على الأشجار والتربة وكذلك مخاطرها على صحة الإنسان وكانت هناك استجابة كبيرة من قبلهم حيث قرر الكثير منهم عدم استخدام هذه السموم والرجوع إلى العادات الطبيعية القديمة.
معوقات
وتضيف: هناك معوقات تعيق نزولنا إلى المناطق الزراعية وأسواق الفواكه والخضروات منها عدم توفير النفقات التشغيلية التي تغطي احتياجاتنا أثناء الزيارات أيضاٍ تعاني الإدارة من عدم وجود أجهزة فحص السموم محمولة للكشف على السموم المتبقية على الثمار.
دور الجهات المختصة
غياب دور الرقابة والجهات المختصة ساعد كثيراٍ في انتشار الفواكه والخضروات المسمومة في الأسواق. هذا ما أكدته عاطف التي حملت وزارة الداخلية والصحة والزراعة مسؤولية هذه المعضلة الخطيرة بالإضافة إلى غياب دور وزارة الداخلية بسبب عدم ضبط المزارعين المخالفين الذين يعرضون أرواح الكثير من المواطنين للخطر.
التوعية
هناك غياب كبير في الدور الإعلامي سواء كان الإعلام الزراعي أو الصحي أو الرسمي فهناك غياب كبير لهذا الدور الذي يعد من الأدوار المهمة التي تقوم بتوعية المواطنين بخطورة شراء الخضروات والفواكه المسمومة كما أن الإعلام سيساعد في توعية المزارعين بضرورة التوقف عن مثل هذه الممارسات الخاطئة خاصة في ظل غياب دور الجهات المختصة عن القيام بواجبها الوطني من ناحية وتوعية المزارعين وضبط المخالفين منهم ومحاسبة الخارجين عن النظام.

قد يعجبك ايضا