إلى متى الشرطي يقرأ ويكتب ¿

 - الشرطة (هيئة نظامية) كما جاء في الدستور اليمني وفي قانون هيئة الشرطة لذا وجب أن يكون النظام هو سمة ضباط الشرطة وأفرادها ويظهر النظام في حياة رجل الشر

الشرطة (هيئة نظامية) كما جاء في الدستور اليمني وفي قانون هيئة الشرطة لذا وجب أن يكون النظام هو سمة ضباط الشرطة وأفرادها ويظهر النظام في حياة رجل الشرطة كلها بدءا بأناقته وحسن هندامه التي لطالما كانت سببا لجذب كثير من الشباب في مقتبل العمر للانتماء إلى سلك الشرطة إلى جانب الشرط الذي يجب أن يكون الأول دوما في من يختار لنفسه أن يكون شرطيا وهو الرغبة في خدمة الوطن والمجتمع والتضحية من أجلهما.
يتساءل المجتمع عن أسباب الإخفاقات الأمنية وهذا حق للمجتمع المتلقي للخدمة الأمنية التي تقدمها له الشرطة ويجب علينا كأعضاء في هيئة الشرطة الإجابة عنه وإن كان قادة الشرطة العاملون في المستوى الأعلى هم الأولى بالإجابة .
يتقدم الراغب في الالتحاق بسلك الشرطة ويجد نفسه يواجه لائحة طويلة من الشروط وأحيانا بكثير من العقبات التي تجبره على أن يرضخ للابتزاز بل ودفع الرشاوى أحيانا ولنا هنا أن نتخيل ذلك الشرطي الذي دفع يوما رشوة ممن سينتقم بعد تخرجه¿ والآخر الذي ووجه بالشروط التعجيزية كيف ستكون نفسيته ومعنوياته¿
ألا يحتمل أن يكون ذلك سببا في عقدة نفسية¿ وما نتائجها في المستقبل بعد أن يرتدي بزته الرسمية ويكون في يده على الغير سلطة¿
ولو تعمقنا قليلا في منهاج التدريب في معسكرات ومعاهد الشرطة وكليتها لوجدناها تبتدئ بفترة المستجدين التي إن نجا فيها المستجد من الموت فإنه لن ينجو من عقدة في نفسه يصعب في المستقبل حلحلتها ولا أقول ذلك تهويلا فقد توفي من زملائي ونحن في فترة الاستجداد حين التحقنا بكلية الشرطة فكان شهيد منهاج التدريب غير المدروس وآلمني جدا أن الأمر لم يتغير بعد سنين طويلة ففي العام الماضي توفي طالب مستجد في الكلية الحربية خلال فترة الاستجداد .
ليس العيب أن نرتكب الخطأ يوما وخصوصا إذا كان لهذا الخطأ أسس وجدنا أنفسنا محاصرين لها بالوراثة ممن كانت ظروف حياتهم غير ظروف حياتنا اليوم وفي زمن كانت الجريمة فيه بسيطة غير معقدة أما اليوم فإننا أمام تحد كبير محتاج فيه إلى شرطة نوعية تستطيع القيام بواجباتها بكل احترافية وتستطيع رسم الخطط البديلة وفق أحدث الاستراتيجيات المعمول بها لدى شرطة الدول المتقدمة.
لا شك أن وزارة الداخلية تمتلك اليوم كادرا مؤهلا لم يكن موجودا من قبل ممن مارسوا العمل الشرطي الميداني وممن ارتقوا في درجات العلم وصاروا كادرا في الجامعات المختلفة ولابد من استغلال قدراتهم وإعادة تأهيل وتدريب القوة وحسن تفعيلها.
وإن كان هذا واجب قيادة وزارة الداخلية فإن واجب الحكومة الاهتمام بتحسين ظروف الشرطة المعيشية بزيادة رواتبهم وضمان التأمين الصحي لهم ولأسرهم وهو ما يلقاه الموظفون في بعض مؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين (الإداريين) فلو أن جمالا ترك جمله الحامل لبضاعته جائعا لما استطاع به أن يعبر الصحراء.
الأعداد الكبيرة من المتقدمين للعمل في سلك الشرطة تجعل الفرصة كبيرة أمام قادة الشرطة لاختيار أفضل الكوادر ويجب أن تكون الثانوية العامة هي شرط الانتساب إلى سلك الشرطة وليس كلية الشرطة .
إلى هنا ويكفي قبول شخص في الشرطة لمجرد أنه يقرأ ويكتب.

همسة أمنية:
هذا الأسبوع تبدأ إجازة نصف العام الدراسي وعلى أولياء الأمور مراقبة أبنائهم أين يذهبون¿ ومن يصاحبون¿
فالصاحب ساحب.

قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا.
alwajih@yahoo.com

قد يعجبك ايضا