
علينا أن نجعل من نوفمبر محطة للتصالح والتسامح وطي صفحة الماضي
أكد عدد من المناضلين والشخصيات الاجتماعي في محافظة المهرة أن ذكرى يوم الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967م مناسبة تاريخية عظيمة لها وقع خاص على نفوس كل اليمنيين وهي فرصة لنترحم على أرواح الشهداء ونتذكر عظمة الأهداف والقيم التي ضحوا من أجلها وفي طليعتها الحرية والكرامة..
وقالوا: علينا أن نجعل هذه المناسبة العظيمة محطة للتصالح والتسامح وطي صفحة الماضي ونتجه نحو بناء الوطن وازدهاره وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والالتزام ببنود السلم والشراكة لإخراج البلاد إلى بر الأمان.
وأوضحوا بأن الصراعات ستقود الوطن إلى الهاوية وعلى الفرقاء السياسيين والخيريين من أبناء الوطن التحلي بالحكمة ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. وعليهم أن يدركوا أن شعبنا اليمني انهكته الصراعات والحروب ويتطلع اليوم إلى دولة مدنية حديثة يسودها العدل والمساواة وينعم بخيرها الجميع.
* المناضل/ محمد سالم بادينار قال: إن يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م نقطة تحول في تاريخ شعبنا النضالي سيما وقد كان انتصارا لواحدة من أرقى الثورات العربية ثورة 14 أكتوبر المجيدة 1963م التي قامت ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن والتي جاءت تتويجاٍ لنضالات شعبنا اليمني في التحرر من الاستعمار بعد أن ثار ضد الإمامة الكهنوتية وانتصرت ثورته في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وتكمن أهمية الثورة اليمنية كونها جاءت بعد ثورة 52 في مصر و58 في العراق ومثلت بشرى سارة وفاتحة للنهوض العربي بعد هزيمة فلسطين في 48 حيث انتفض الشعب اليمني شمالا وجنوبا ضد الإمامة والاستعمار حيث توحدت وحدت الثورة كل الحركات الوطنية والمكونات السياسية التي كانت موجودة في تلك الفترة في الجنوب لتعلن التفافها حول الثورة لتنطلق أول شرارة للثورة الأكتوبرية من جبال ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963م وبعد اربع سنوات من النضال والكفاح والتضحيات تحقق الاستقلال .
واردف قائلاٍ : الكل ألتف حول الثورة مدنيين وعسكريين وامتد التفاعل والدعم والتأييد للخارج وكانت الساحة الخليجية داعمة بقوة لهذه الثورة ماديا ومعنويا ولوجستيا وإعلاميا وخاصة دولة الكويت والشعب الكويتي الذين كان لهم دور كبير في دعم الثورة وانتصارها وكذلك مصر التي كانت الحامل الأساسي من حيث احتضان المناضلين والسياسيين وعلاج الجرحى وساهم وجود الجيش المصري بالشمال كثيراٍ في ذلك مع العلم أن الجنوب كان هو المنطقة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي ترزح تحت نير الاستعمار ووجود القاعدة البريطانية في عدن لأهميتها الاقتصادية والاقليمية .
واضاف « أتذكر أن يوم 29 نوفمبر 1967م صادف أول يوم من رمضان في ذلك الحين .. كنت حاضرا يوم الاستقلال في عدن بمعية المناضل محمد العبودي ممثلين عن المهرة .. فكان يوما مشرقا .. يوم طرد آخر جندي بريطاني .. دخل فيه الشطر الجنوبي عهداٍ جديداٍ .. ويومها عرضوا علينا رأينا ومشاركتنا في الحكومة فاعتذرنا إذ رأينا بعض الصراعات بدأت تظهر فتشكلت أول حكومة بعد الاستقلال .. لكن رغم الفرحة بالاستقلال إلا أن مشاكل كثيرة حصلت واستمرت ثلاثة أشهر إلى أن جاء مؤتمر 20مارس الذي هو الآخر شهد خلافات بين القيادات العسكرية القديمة والثوار الجدد وفي عام 1969م سقطت الحكومة الأولى وتشكلت حكومة ثانية تلتها خطوة التصحيح ولم تهدأ الخلافات والصراعات منذ ذلك الحين وعندما تحققت الوحدة عام 1990م ملأتنا الفرحة لعلها تخلص الشعب من الحروب والمعاناة لكن للأسف جاءت حرب صيف 1994م لتغتال الوحدة نحن لا نريد أن نخوض في سلبيات الماضي وايجابياته وعلينا اليوم أن نتفاءل بالمستقبل وأمامنا مرحلة جديدة وفجر جديد.
واختتم حديثه بقوله» لا أخفيك سراٍ أننا تفاءلنا بمخرجات الحوار لعلنا نصل بالوطن من خلالها إلى دولة مدنية حديثة مبنية على العدل والمساواة والحرية لكن لم تنفذ منها شيء على الواقع العملي والأوضاع في البلد تبدو معقدة وصعبة للغاية».
تعبنا من الصراعات
* العقيد المتقاعد / ناصر مْحمْد صالح الجرادي تحدث عن المناسبة قائلاٍ «أهنئ شعبنا بعيد الاستقلال وهذه المناسبة عزيزة على قلوبنا خاصة وان يوم 30 نوفمبر عام 1967م كان يوم رحيل آخر جندي بريطاني من عدن وبه تخلص شعبنا في الجنوب المحتل من الهيمنة البريطانية وتوحدت أكثر من 22 سلطنة ومشيخة في كيان واحد في الجنوب .. واليوم نحتفل بالذكرى الـ 48 للاستقلال في ظل أوضاع معقدة تعيشها البلاد سياسياٍ واقتصادياٍ وأمنياٍ بل وصراعات قد تقود الوطن إلى الهاوية ما لم يسارع العقلاء من السياسيين والخيرين من أبناء الوطن إلى التحلي بالحكمة ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار .. فقد تعبنا من الصراعات والحروب .. ونتطلع إلى دولة مدنية حديثة فيها الكل متساوون في الحقوق والواجبات .. وعلى الجميع التوجه نحو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والالتزام ببنود السلم والشراكة لأنها الكفيلة بإخراج البلد إلى بر الأمان وعلى الفرقاء السياسيين أن ينتصروا لإرادة الشعب وتضحيات شهداء الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر.
فرصة لاستلهام الدروس
* الأستاذ / سالم أحمد حلال مدير مدرسة بسيحوت قال: تحتفل بلادنا في 30 نوفمبر بذكرى يوم الاستقلال وخروج الاستعمار البريطاني البغيض الذي احتل جزءاٍ غالياٍ من وطننا اليمني طوال 129عاماٍ.. وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة فأننا نتذكر المسيرات والاعتصامات الطلابية في عدن الرافضة للاحتلال البريطاني وما زلنا نتذكر أعمال القمع والتنكيل بالطلاب..مشيراٍ إلى أن الـ30 من نوفمبر الوضاء هو حدث تاريخي وقومي انتقل فيه شعبنا من ربق الاستعمار والعبودية إلى عهد الحرية ولم يكن هذا الاستعمار إلا تكريسا لثقافة الجهل والفقر والمرض وتجزئة الوطن اليمني .
وأضاف: أتمنى أن يكون الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لاستلهام الدروس والعبر والاستفادة منها على طريق بناء مستقبل الوطن الذي ننشده وهي فرصة أيضاٍ للتذكير والمطالبة بأن يجد الشباب والطلاب الخريجون من الجامعات وظائف وأعمالاٍ تكفل لهم حياة كريمة في وطن مزدهر ينعم فيه المواطن بالعيش الكريم.. وهناك مناضلون وشهداء ما يزال أبناؤهم وأحفادهم بلا وظائف ويتسولون أمام مكاتب المسؤولين الحصول على وظيفة.
يوم تاريخي
* الشخصية الوطنية والاجتماعية الشيخ / محمد بن علي الفقيه تحدث بالقول: يوم 30 نوفمبر يوم تاريخي عظيم في حياة الشعب اليمني شمالا وجنوبا عانى فيه الشعب في الجنوب ويلات القهر والتخلف على مدى 129عاماٍ ومازلنا نتذكر حجم المعاناة ومؤامرة الانقسامات ووويلات التشرذم والفرقة التي كرسها الاحتلال بين أبناء الوطن ونهب ثروات وخيرات البلاد.. مؤكداٍ بأن أبناء المهرة كانوا من الرواد الأوائل في تفجير ثورة 14 أكتوبر وقدموا تضحيات حتى وصلت الثورة إلى النصر وإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ومن المناضلين محمد سالم بادينار ومحمد العبودي ومحمد سالم عكوش وسالمين بن خويطر والشهيد أحمد سالم مخبال وآخرين .
وأضاف: إن أبناء المهرة أسسوا أول نادي للجالية المهرية في دولة الكويت لدعم الثورة في الجنوب إضافة إلى انخراط الكثير منهم في الحركة النضالية مع الثوار في الداخل وقدمت المهرة عدداٍ من الشهداء الأبرار.
علامة فارقة
* الأستاذ / علي حفيظ عقيل – قال: هذه المناسبة التاريخية لها وقع خاص في نفوس كل اليمنيين في الجنوب والشمال وهي فرصة لنترحم على أرواح شهداء الثورة اليمنية الأماجد ونتذكر عظمة الأهداف والقيم التي ضحوا من أجلها وفي طليعتها الحرية والكرامة.. فالثلاثون من نوفمبر مثل علامة فارقة في مسيرة النضالات اليمنية لاسيما وفيه تحقق الخلاص من أعتى استعمار في المنطقة وتم توحيد جنوب اليمن إلى دولة واحدة بعد أن كانت عبارة عن دويلات وسلطنات برغم المآخذ والسلبيات التي رافقت تلك الفترة ومنها التصفيات للكوادر وكذا قرارات التعميم للممتلكات ولكن رغم هذا تظل هناك محاسن ليوم الاستقلال المجيد.
وأضاف: لنجعل من هذه المناسبة محطة للتصالح والتسامح وطي صفحة الماضي ونحول خلافاتنا إلى وئام وحب وتآخي لأجل الوطن وازدهاره ورفعته اوقفوا الحروب الدائرة .. ارحموا الدماء الطاهرة التي تسفك في معظم أرجاء الوطن.. تخلوا عن المناكفات السياسية .. انتصروا للوطن والمواطن .. لأن ما يحدث اليوم جريمة في حق الوطن والثورة.
يوم مشهود
* الأستاذ سعيد إبراهيم بن سيدون – من أبناء مديرية حصوين عبر عن رأيه قائلا: إن الـ 30م نوفمبر يوم مشهود في حياة المجتمع اليمني خاصة في الجنوب وهو إحدى ثمار الثورة اليمنية التي بدأت بثورة 26 سبتمبر في الشمال ضد الحكم الإمامي الكهنوتي وثورة 14 أكتوبر في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني البغيض ونوفمبر انتفاضة شعبية جماهيرية وكفاح شارك فيه كل فئات المجتمع الجنوبي وفي عام 1967م وفي الثلاثين منه تم إعلان النصر والاستقلال ورفع علم الجمهورية شامخاٍ.
واختتم حديثه بالقول: نطالب الحكومة الجديدة بالعمل على لم الشمل وتنفيذ مخرجات الحوار لأنها هي المخرج الآمن وتخليص البلد من أزماته على طريق بناء الدولة المنشودة .
عبير الحرية
* وختاماٍ التقينا بالعميد ركن حسين محمد مقبل «سمنة» مدير مدرسة القتال بمعسكر الغيضة الذي تحدث عن انطباعاته قائلاٍ: بكل تأكيد 30 نوفمبر 1967م يوم تاريخي عظيم وخالد في حياة الشعب اليمني قاطبة ولما لا وهو اليوم الذي كان شاهدا على طرد آخر جندي بريطاني مستعمر من عدن والاستقلال في مفهومه القومي والوطني مرحلة مهمة في مسيرة النضال والتحرر .. الثلاثون من نوفمبر يوم مشرف ومشرق تنفس فيه شعبنا في الجنوب عبير الحرية والكرامة بعد 129 عاماٍ من الاحتلال ولاشك سيسجل التاريخ هذا اليوم في أنصع صفحاته وسيظل مفخرة لليمنيين.
* وأضاف: ونحن نحتفل اليوم بذكرى الاستقلال لابد من أن نتذكر الأدوار البطولية والتضحيات الجسيمة التي قدمها أولئك الأحرار في سبيل تخليص جنوب الوطن من ربق الاستعمار البغيض فتحية إجلال وإكبار للشهداء الأبرار وأوجه تحية لأبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل المنتشرين على طول وعرض الوطن في سبيل حمايته والدفاع عن سيادته ونثمن عالياٍ الانتصارات لهؤلاء الأبطال ضد العناصر الإرهابية الساعية إلى تدمير البلد ونشد على يد الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح في المضي قدماٍ والسير بالوطن إلى بر الأمان وإنجاح التسوية السياسية وفرض هيبة الدولة في كل مكان .