المكونات السياسية هل تجاوزت لعبة العربة أمام الحصان مع الحكومة الجديدة¿!


لتدرك القوى السياسية أنها أمام طريقين إما الاتفاق من أجل الكل أو الغرق للجميع

سياسيون: لن تفي الحكومة بوعودها .. ما لم تقف المكونات السياسية إلى جانبها

دور المكونات السياسية في هذه المرحلة مهم للغاية.. خاصة بعد تشكيل حكومة كفاءات صفق لها الشارع قبل النخب.. والحديث هنا عن المكونات السياسية باعتبارها الداعم الأول لجهود الحكومة بعيداٍ عن المناكفات السياسية وتقديم العربة أمام الحصان.
والسؤال: ما الذي ينبغي أن تقدم المكونات السياسية للحكومة الجديدة¿

الدكتورعدنان ياسين المقطري -أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة صنعاء- يرى أن تشكيل الحكومة الجديدة جاء في ظل أوضاع صعبة ومعقدة وتحديات أمنية واقتصادية وسياسية لذلك ينبغي وقوف كافة المكونات السياسية والمؤسسات السياسية في الدولة إلى جانبها من أجل الانتقال باليمن إلى مرحلة أكثر استقراراٍ وأمناٍ وكذا الانتهاء من المرحلة الانتقالية.
تحديات
وقال: تكتسب الحكومة الجديدة قوتها من اتفاقية السلم والشراكة ومن توافق القوى السياسية على تعيين رئيس الوزراء فضلاٍ عن ذلك تفويض المكونات السياسية لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتشكيل الحكومة ولما حوته في أغلبية تشكيلها من المستقلين وذوي الكفاءات لذا فإن الأمر الأهم أن تتقدم هذه الحكومة ببرنامج شامل ومْزمن لمعالجة كافة التحديات وفي مقدمتها الأمن والاقتصاد بما يسهم في انتقال اليمن إلى مرحلة جديدة أكثر استقرارا عبر مؤسسات منتخبة.
ويشترط الدكتور المقطري لنجاح الحكومة واستقرار العمل المؤسسي في هذه المرحلة أن تبدي كافة المكونات السياسية في مجلس النواب ملاحظاتها على البرنامج بحيث يستوعب كافة التحديات وأن يتصف بالمعقولية وإمكانية التطبيق وفي إطار زمني معقول ومن ثم منح برنامج الحكومة ثقة المجلس وبما يمكنه من استعادة وظيفته في ممارسة دوره الرقابي على الحكومة ووزرائها بعد أن كان المجلس قد فقد ذلك الدور الهام في المرحلة السابقة.
مصلحة الوطن
وأكد أن استعادة العمل السياسي المؤسسي لمساره الصحيح يأتي من خلال تفعيل عمل مؤسسات الدولة كرئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب وإسهام القوى والأحزاب السياسية في تغليب العمل السلمي في إدارة صراعاتها بعيداٍ عن استخدام القوة وممارسة العنف أو التستر خلفه وعلى تلك المكونات السياسية تغليب المصلحة العامة وأن يكون يقينها بأنه ليس بمقدورها فك ارتباطها وانتمائها لهذا الوطن الذي تعلو مصالحه فوق كافة المصالح الضيقة الحزبية والمذهبية والمناطقية.
الفرصة الأخيرة
الدكتور بكيل الزنداني -رئيس قسم العلوم السياسة بكلية التجارة بجامعة صنعاء- يقول: يجب على القوى السياسية أن تدرك أن هنالك طريقين: إما أن تتفق من أجل الكل أو الغرق للجميع.
ويوضح أكثر: بمعنى يجب أن تفهم هذه القوى أن سقوط اليمن وتحولها إلى دولة فاشلة سيجعل منها ساحة صراع ولا رابح فيها إلا أعداء الوطن لذا على الجميع أن يدرك أن نجاح الحكومة سوف يحد من التدهور الذي يمر به اليمن ولابد أن تعطى فرصة بشرط أن يكون لديها برنامج واضح ومحدد.
وأضاف: هذه حكومة يمنية لم تأت من الفضاء الخارجي وبالتالي الحديث عن أنها حكومة خارجية أو صناعة خارجية كلام غير مسئول يجب أن تلعب القوى السياسية على مفهوم لعبة الرابح رابح وإلا فالكل خاسر كما أنه يجب أن تدرك بأنه لن يكون هنالك خلاص لهذا البلد من ما هو فيه إلا بقبول مفهوم الدين لله والوطن للجميع وعليها أن تدرك بأن هذه هي آخر فرصة يمكن أن تْخرج اليمن من هذا الوضع الصعب ولو على مراحل طويلة.
تأجيل الخلافات
الدكتور محمود البكاري يطالب المكونات السياسية أن تؤجل خلافاتها السياسية البينية والتى أثبتت الأحداث أنها لا تمت للناس بصلة حتى يتمكن الوطن من استعادة عافيته لأن الخطر إن حدث –لا سمح الله- لن يستثني أحداٍ وليعلم الجميع أن الوطن أمانة في أعناقهم وهذا يعنى أن المرحلة تتطلب مزيداٍ من التلاحم الوطني والعضوي بين كافة المكونات السياسية والاجتماعية حتى لا تكون التعددية السياسية والحزبية وبالاٍ على هذا الشعب العريق.
رؤى وإنجازات
المفكر والباحث عبدالرحمن القوسي يقول: إن واجب المكونات السياسية اليوم الدفع باتجاه إنجاح الحكومة لإنجاز المهام الخدمية والتنموية واستئناف وتيرة العمل في الوزارات المعنية بالدرجة الأولى بتسيير حياة المواطنين الضرورية وكل احتياجاتهم الإنسانية والخدمية ثم الدعم لها بما يكفل الاستقرار الأمني واستعادة سيطرة أجهزة الدولة على كل مناحي الحياة بكل محافظات الجمهورية اليمنية دون استثناء.
واعتبر الحكومة الفرصة الأخيرة لتضامن القوى السياسية نحو تنمية وتحسين الموارد والكف من إهمالها أو إهدارها أو تركها تتسرب هنا وهناك ومن ثم يأتي الحديث عن الإنجازات السياسية الأخرى.
نبذ الخلافات
الدكتور حميد اللهبي -خبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان- قال: أعتقد أن على المكونات السياسية أن تعمل على تفعيل سيادة القانون وأن تبدأ بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني خاصة ما يتعلق بعملية إخراج الدستور والاستفتاء عليه ومن ثم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وصولاٍ إلى الانتقال إلى مرحلة الدولة المدنية اليمنية.
وأكد أن هذا يتطلب من الأطراف نبذ الخلافات وتجنب المماحكات داخل الحكومة وأن يعبروا جميعاٍ عن مواقف وقضايا وطنية موحدة تصب في خدمة ومصلحة الوطن وأن يدركوا أنهم يمثلون جميعاٍ قيادة وطنية واحدة همها خدمة الوطن والمواطن وليس خدمة طرف أو أطراف أو تحقيق مصالح شخصية.
دعم وتنفيذ
باسم الحكيمي -عضو مؤتمر الحوار- يدعو الأحزاب السياسية إلى دعم الحكومة الجديدة حتى تستطيع أن تنجز المهام الكبيرة الموكلة إليها وأضاف: هناك كمَ هائل من التسويات والمهام مطلوب من الحكومة القيام بها وأهمها الملف الأمني والاقتصادي وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني, وهذا يتطلب من القوى السياسية أن توفر للحكومة الجديدة الأجواء المناسبة حتى تستطيع أن تنجز كل هذه المهام وإن كان هناك تقصير من الحكومة فهذا لا يعني أنه ليس من حق الأحزاب السياسية أن تنتقد أداء الحكومة لكن هذا الانتقاد ينبغي أن يكون في حدود المسموح به وأن يكون الغرض من الانتقاد تصحيح انحرافات الحكومة وليس المماحكات والمكايدات السياسية. وتابع: نحن في مرحلة البناء وهذا يتطلب أن تتضافر جهود الجميع حكومة وأحزاب ومنظمات وبعد أن يتم استكمال البنية المؤسسية والقانونية للدولة الجديدة يتم بعد ذلك الدخول في انتخابات تنافسية.
ضرورة شرعية
القاضي رضوان العميسي يقول: يجب على كل القوى السياسية والوطنية أن يؤمنوا بأن وجود الحكومة مهمة شرعية وضرورة وطنية بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها وأن تثبت ولو مرة أنها تعمل لأجل الوطن فتضع أوزار الحرب الباردة والمعلنة فيما بينها جانباٍ ولو مؤقتاٍ حفاظاٍ على ما تبقى من مسمى الدولة وكذا الالتفاف حول هذه الحكومة ومد يد العون والمساعدة لها كي تتمكن من أداء المهام والواجبات الملقاة على عاتقها خاصة وأنها تعلم أن الوضع الذي يمر به الوطن لا ولن يحتمل مزيداٍ من إضاعة الوقت أو الاستمرار في مماحكات سياسية ضحاياها شعب ووطن.
دور الأحزاب
سامي العميسي -ناشط سياسي- يرى ضرورة القيام بمشروع مصالحة وطنية بين المكونات السياسية المختلفة وحثهم على الالتفاف حول طاولة واحدة لحل مشاكل اليمن داخلياٍ بدلاٍ من الاستعانة بالخارج واعتبر أن هذا الأمر هو ما يجب على القوى السياسية تفعيله في هذه المرحلة.

قد يعجبك ايضا