ظــلام الأحــيــاء.. يمنح اللصوص فرص التقطع والسرقة


مواطنون:
تعرضنا للسرقة في أحياء مظلمة تحت تهديد السلاح

■ عدم وجود إنارة في الشوارع الفرعية يحولها إلى مسارح للجريمة

● على غير العادة زادت عصابات النشل والتقطع للمارة بأمانة العاصمة من وتيرة نشاطها خلال الفترة الماضية خصوصاٍ في ساعات الليل.. ويفاقم الأمر عدم وجود إنارة في بعض الشوارع الفرعية لعدم صيانة تلك الأعمدة الكهربائية أو عدم وجودها أصلاٍ.
وقد كثرت شكاوى المواطنين من تلك الأفعال التي ألحقت أضراراٍ ببعضهم جراء الاعتداءات التي تعرضوا لها وبعضهم لقي حتفه في تلك الأماكن إذا ما قاوم أفراد تلك العصابات الذين يكون غالبتهم تحت تأثير الحبوب المخدرة..
في أحد الشوارع الفرعية بشارع حدة المدينة وأثناء انطفاء الكهرباء تعرض هاشم عبدالله للتهديد من قبل جماعة مسلحة كانت تستقل سيارة سوداء وقامت بتهديده بمسدس وإجباره على خلع جنبيته وإعطائهم هاتفه المحمول والنقود التي بحوزته بعد أن قالوا له أنهم سيقتلونه في حالة مقاومته لهم أو الصراخ بعدها أجبروه على التمدد أرضاٍ حتى يتمكنوا من الفرار.

أما جبران خليل سائق تاكسي فقد تعرض للسرقة تحت تهديد السلاح بعد أن استوقفه ثلاثة شبان من حي شميلة وطلبوا منه توصيلهم إلى سوق نقم وهناك طلبوا منه التوقف لينزل الشاب من المقعد الخلفي في السيارة ومن نافذه السائق وضع المسدس في رأسه وقام من بجوار السائق بأخذ مفتاح السيارة وتفتيشه وأخذ كل النقود التي بحوزته بما فيها هواتفه النقالة وركبوا سيارة أخرى وتمكنوا من الفرار.
استغلال الظلام
المقدم عبدالباري غشاية مدير قسم آزال بأمانة العاصمة يؤكد أن ظاهرة السرقات في الشوارع الفرعية المظلمة موجودة في كل مكان داخل الأمانة لأن العصابات المختصة بهذه الأشياء تقوم بتغيير مواقعها من مكان إلى آخر وغالباٍ ما يتواجدون أمام محلات الصرافة والأماكن التي تضمن لهم وجود أشخاص يملكون المال .
أما عن الأوقات التي تكثر فيها السرقات فأفاد غشاية أنها تكون من الساعة السابعة والنصف ليلاٍ وحتى الحادية عشرة وغالباٍ ما يكون المعتدون غير واعين بما يفعلونه وهذا ما يشكل خطراٍ على المعتدى عليه خاصة وأن أغلب البلاغات تقول أن المعتدين كانوا تحت تأثير المواد المسكرة كالخمر والحبوب وغيرها.
أما عن الإجراءات التي تتخذها الشرطة في حال وصول بلاغ من قبل المواطنين فأكد غشاية أنه يقوم بإصدار أوامر مباشرة إلى طقم الشرطة للتوجه إلى مكان الاعتداء بالسرقة والبحث عن الجناة والقبض عليهم وفي حال عدم العثور عليهم فإن قسم الشرطة يقوم بإعطاء المجني عليه صوراٍ للمشبوهين في تلك المنطقة ليتعرفوا عليهم ومن ثم متابعتهم وإلقاء القبض عليهم.
أضرار نفسية
أكد د/ إبراهيم الشرفي -استشاري الطب النفسي بمستشفى الأمل للطب النفسي- أن من يتعرض للسرقة تحت سطوة السلاح وتخويفه من قبل بعض العصابات الخارجة على القانون يؤدي إلى إصابته باضطرابات ما بعد الصدمة خاصة عند النساء والأطفال وقد يؤدي ذلك إلى نقص الثقة بالنفس أو توفر الإرادة القوية لدى المجني عليهم مما قد يعرضهم للدخول في دائرة الإجرام .
أما من يقوم بالاعتداء على المواطنين لمحاولة سرقتهم -حسب قوله- فإنهم غالباٍ ما يكونون تحت تأثير المخدرات وهذا يعني أنهم بغير وعي وعديمو الشعور بأي مسؤولية وقد يقومون بالقتل في حال وجود أي مقاومة من قبل الشخص المعتدى عليه وفي حال حصول اللصوص على بغيتهم بدون مقاومة فإنهم سيذهبون. هذا بالنسبة للصوص الذين يكونون تحت تأثير المواد المخدرة أما اللصوص الذين يقومون بهذا العمل بكامل قواهم العقلية فالخطر هنا أكبر لأنهم يقومون بانتهاك كل الحرمات وينهبون الضحايا بدم بارد وقد يصل الحال إلى القتل.
العودة للدين
من جهته طلب الداعية محمد الحيمي من أولئك الذين يستغلون ضعف غيرهم ليقوموا بسرقتهم وتخويفهم وقد يتطور الأمر إلى إلحاق الأذى بهم وحتى قتلهمº أن يكفوا عن هذه المحرمات وقال: أتمنى من الله عز وجل أن يهدي تلك الفئة الضالة والمخالفة لشرع الله وتعاليم دينه التي تدعو للسلام ونشر الأمن والطمأنينة في الأوساط المجتمعية التي يعيشون فيها وقال إن هذه الأعمال جريمة نص على عقوبتها القرآن الكريم قال تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) وهذا هو جزاء من يقطع طريق من يمشي بأمان ويقوم بسرقته والإضرار به وحتى إن قاموا بسرقته بدون أن يعلم فإن ذلك يعني أن تقطع يد من قام بهذا العمل قال تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاٍ من الله والله عزيز حكيم ومن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه أن الله غفور رحيم).
وختم الحيمي حديثه بالقول: على كل من يقوم بمثل هذه الأعمال العودة إلى الله عز وجل وأن يكف عن هذه الممارسات التي تخالف الأخلاق الإنسانية والدين الإسلامي
عقوبات قانونية
من أعترض طريق الناس وقام بسرقتهم سواء في مكان عام أو في خلاء أوفي البحر وفي أي مكان كان فإن عقوبته القانونية تندرج تحت عقوبات المحارب هذا ما أكده لنا المحامي عبدالله القصير وأضاف قائلاٍ: إن عقوبة المحارب تختلف بحسب الجرم الذي قام به بمعنى أنها تختلف باختلاف الفعل فإذا أخاف السبيل فقط فإن العقوبة القانونية لهذا العمل تقدر بحبس خمس سنوات وإذا تعرض للناس بقوة السلاح وأخذ مالاٍ مملوكاٍ للغير المقصود (إذا سرق بقوة السلاح) عقوبتها قطع يده ورجله وقطع يده اليمنى من الرسغ ورجله اليسرى من الكعب أما إذا قام بقتل الشخص الذي قام بسرقته فإن حكمه الإعدام وأخيراٍ إذا قام المحارب بسرقة أي شخص وقتله فإن عقوبته القانونية تكون بالإعدام والصلب.
خطر قادم
من ناحيته يرى علم الاجتماع أن ظاهرة التقطع وتخويف المواطنين في مجتمع آمن وهادئ يخلق نوعاٍ من الخوف والقلق في نفس الفرد المتعرض على مثل هذه الاعتداءات فيفتقد الثقة بالمجتمع الذي يعيش فيه ومعها يقل الحاجز المعنوي بداخله لتقديم ما يكتنزه من عطاء تجاه تطور بلده بالإضافة إلى خطورة تزايد انتشار مثل تلك المجموعات في الأحياء خاصة عندما لا يجد هؤلاء المجرمون العقوبة الرادعة لهم وهذا ما يحفز غيرهم لانتهاج نهجهم كون هذه الأعمال تمكنهم من الحصول على المال بطريقة سهلة وسريعة وبهذا قد يتحول الشارع إلى مكان مخيف للمواطن وبيئة خصبة للخارجين عن القانون يصعب بعدها ضبطهم ومعاقبتهم.
تصوير/ مراد مبروك

قد يعجبك ايضا