مليونية مرتقبة في عدن للمطالبة بالكشف عن مصير المقدم عشال والمختطفين بسجون الانتقالي

جرائم الاختطاف والإخفاء القسري بعدن.. موتى بلا جثث وضحايا خارج حسابات الإنسانية

 

يتواصل مسلسل الاختطافات والانتهاكات غير القانونية في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة وعلى مدى قرابة شهر وبضعة أيام على جريمة اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، أحد أبناء محافظة أبين والذي أقدمت مليشيا الانتقالي بقيادة الإرهابي يسران المقطري باختطافه وإخفائه قسريا على خلفية رفضه الانصياع لمليشيا الانتقالي في نهب حقوقه وممتلكاته الخاصة في عدن.
الثورة / مصطفى المنتصر

قضية الجعدني أخذت صدى واسعاً وكبيراً في أوساط القبائل الجنوبية التي تداعت قاطبة الى محافظة عدن للمطالبة بالكشف عن مصيره وعن كل المخفيين قسريا في سجون ومعتقلات المليشيا التي تعج بالآلاف من المختطفين ظلما وعدوانا، منذ سيطرة المليشيات وقوات الاحتلال على المحافظات الجنوبية المحتلة.
شهر ونيف، ومليشيا الانتقالي وكل تشكيلاتها المسلحة تلتزم الصمت وتمارس سياسة الرقص على أوجاع وأنين المواطنين الذين احتشدوا بالآلاف الجمعة قبل الماضية في مليونية عشال للمطالبة بالكشف عن مصيره ومصير المختطفين قسرا لدى مليشيا الانتقالي، وتجاهلها المخزي لمطالب الشعب بإظهار جثث المخفيين قسراً في سجونهم غير القانونية، وكأن تلك الصرخات والمطالب الشعبية المطالبة بالحقوق والحريات لا قيمة لها عند قيادات الانتقالي.
وحرصت مليشيا الانتقالي ومنذ الوهلة الأولى لتوسع الحملة المطالبة بالكشف عن مصير عشال وكل المختطفين في سجونها على إخفاء خيوط الجريمة وإخفاء وتهريب كل من له صلة بها، وعمدت إلى سياسة الإلهاء والمراوغة أمام النداءات المتكررة بالكشف عن مصير عشال باستخدام طرق وأساليب ماكرة عبر تشكيل لجان مختلفة للتحقيق ومحاولة تهدئة الراي العام بقرارات عاجزة وغير مجدية رافضة في الوقت ذاته الكشف عن أي معلومات عن المتسببين بالجريمة الذين سبق وان قامت بتهريبهم إلى دولة الإمارات.
وكانت وسائل إعلام جنوبية قد نشرت معلومات خاصة عن مرتكبي جريمة الاختطاف بحق المقدم عشال وغيرهم من المخفيين قسرا في سجون المليشيا ومنها تفاصيل دقيقة عن الحادثة من خلال تحقيق استقصائي نشرته منصة أبناء عدن المتخصصة في كشف جرائم وانتهاكات المليشيا في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة.
وكشف التقرير الذي نشرته المنصة معلومات شخصية دقيقة عن المدعو “الجندب” أحد أذرع فريق الاغتيالات التابع للإمارات في مدينة عدن جنوبي اليمن والذي يدعى سامر الجندب، شريك يسران المقطري قائد ما يسمى قوات مكافحة الإرهاب في تنفيذ أعمال القتل والانتهاكات التي طالت أبناء عدن”.
وأضافت أن سامر سالم سعيد فرج «الجندب» المولود في عدن أحد أعضاء خلية اختطاف علي عشال الجعدني في عدن وكانت مهمته قيادة الباص “فوكسي” لحظة الاختطاف، ولفتت إلى أن “الجندب” والذي غادر المدينة بتاريخ 18 يونيو الماضي عقب تنفيذ حادثة اختطاف عشال إلى الإمارات، مشيرة إلى أن جندب يعمل قائد فريق القبض ضمن تشكيل ما يسمى “مكافحة الإرهاب” الممولة من الإمارات في عدن.
ولم يقتصر الأمر على المرتزق الجندب بل سخرت مليشيا الانتقالي كل إمكانياتها لتهريب مرتكبي جريمة الاختطاف، وسارعت بإطلاق سراح المدعو سميح عيدروس النورجي الذي اختطف مؤخرا على خلفية الإجراءات الأمنية بشأن القضية وقامت بتهريبه إلى مصر بجواز مزور.
وكانت المليشيات الأمنية التابعة للانتقالي قد اعتقلت «سميح النورجي» تحت ضغط قبائل أبين بتهمة اختطاف المقدم «علي عشال» غير أنها عادت واطلقته تحت ضغط قائد مليشيا مكافحة الإرهاب يسران المقطري، ومكنته من السفر إلى القاهرة بجواز مزور.
وتشهد مدينة عدن حالة من الاحتقان الأمني والتوتر العسكري الكبير على خلفية اختطاف المقدم عشال وتغييبه عن الأنظار لمدة شهر ونص دون تقديم أي معلومات أو تفاصيل عن مصيره المجهول هو وآلاف المخفيين قسرا في سجون مليشيا الانتقالي.
وعقب إجراءات متعددة نفذتها قبائل أبين من خلال قطع الطريق الرئيسي بين محافظة عدن وأبين واحتجزت ناقلات النفط والغاز المتجهة صوب عدن إلا أنها سرعان ما قامت برفع القطاع القبلي وإمهال المليشيات فترة زمنية لتنفيذ مطالبها، وبعد انقضاء المهلة الزمنية أعلنت القبائل عن تنفيذ مسيرة مليونية للمطالبة بالكشف عن مصير المقدم عشال وبقية المختطفين في سجون الانتقالي، الأمر الذي دفع مليشيا الانتقالي للاستنفار في المدينة ورفع درجة التأهب لمواجهة التصعيد القبلي ضدها.
واستمر التوتر على حاله حتى نجحت مليشيا الانتقالي في صد الزحف المحتمل على المدينة من خلال نشر الأخبار الكاذبة عن تأجيل المسيرة وإلغائها ومنع دخول أبناء القبائل الذين تداعوا للحضور إلى عدن للمشاركة في المسيرة واختطاف العشرات من اللجان المنظمة وأقارب المختطف عشال، الأمر الذي تسبب في إجهاض المسيرة إلى حد ما والاكتفاء بحضور من كانوا بالقرب من ساحة العروض مكان وساحة المظاهرة الاحتجاجية بعدن.
وبعد مضي أسبوع على المليونية الأولى أعلنت قبيلة الجعادنة الثلاثاء الماضي عن تشكيل لجنة تحضيرية لمليونية أخرى عقب اجتماع قبلي موسع لقبائل أبين، للمطالبة بالكشف عن مصير جميع المختطفين وفي مقدمتهم علي عشال الجعدني.
وقال مصدر قبلي إن مشائخ وأعيان قبيلة الجعادنة اجتمعوا الثلاثاء الماضي بحضور وجهاء واعيان المحافظة، مشيراً إلى أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على تشكيل اللجنة التحضيرية لمليونية المقدم علي عشال الجعدني، ولم يكشف بعد موعد ومكان المليونية المعلن عنها مؤخرا.

قد يعجبك ايضا