لن نترك أسرانا

افتتاحــــــــــــــــية الثورة


كان وما يزال ملف الأسرى ملفاً إنسانياً هو في أولوية قائد الثورة – حفظه الله والرئيس والدولة في صنعاء، وقد حرصت القيادة على جعل هذا الملف أولوية في المفاوضات والتواصلات، وقد أولى قائد الثورة هذا الملف اهتماماً متواصلاً واستثنائياً، في المقابل لم يكترث العدوان ومرتزقته لهذا الملف إطلاقاً، ولولا حرص قائد الثورة والعمل الدؤوب من الرئيس والوفد الوطني واللجنة الوطنية لشؤون الأسرى لإطلاق الأسرى لما تحرر أسير واحد حتى اليوم لا من أبطالنا ولا من الآخرين.
لقد تعاملت قيادتنا بإنسانية حقيقية مع الأسرى، وأوصت بالاهتمام بهم وبأحوالهم، وحتى أبطالنا المقاتلين في الجبهات تعاملوا مع الأسرى بكل إنسانية وضربوا مثالاً راقياً في ذلك، بينما فعل العدو ومرتزقته الأفاعيل بأبطالنا الذين وقعوا في الأسر فبعضهم جرى تصفيته ميدانياً، وبعضهم تم تصفيتهم في السجون والمعتقلات، ومن نجا من التصفية والموت تعرض للتعذيب والضرب والتجويع وسوء المعاملة من قبل مرتزقة العدوان وضباطه، ومع التفاوت في نسبة الإجرام الذي مارسه العدوان ومرتزقته، فإن المرتزقة المنتمين لحزب الإصلاح الاخوانجي قد فاضت في ممارساتها البشعة بحق الأسرى بقية فصائل الارتزاق والعمالة، يليها مرتزقة العدوان الذين يقودهم المرتزق طارق عفاش، ولقد أساءوا بشكل بالغ للقيم الإنسانية وانتهكوا كل حرمة بما فعلوا في سجونهم ومعتقلاتهم.
وإذا كان هؤلاء قد تعاملوا مع الإنسان باعتباره مأجوراً يقاتل ويقتل بالأجر اليومي، ويقع في الأسر كذلك، فقد تعاملت قيادتنا باعتبارات الكرامة الإنسانية والإيمانية للإنسان، وظل الإنسان مقدساً ومحوراً للمسؤولية حتى أولئك الذين انخرطوا في صفوف العدوان لم يكن التعامل معهم إلا تعاملاً محكوماً بالقيم والمبادئ الإنسانية والإيمانية، بينما كان أولئك المنفلتون يمارسون أبشع أنواع الاستغلال بحق البشر، وأسوأ أشكال التعذيب بحق الأسرى وحتى المواطنين والنساء كانوا عرضة لذلك الانفلات المريع.
احتفينا خلال الأيام الثلاثة الماضية بإنجاز صفقة تحرير الأسرى والمختطفين، عاد إلينا أكثر من 700 أسير من أبطالنا ومنهم مخطوفون على رأسهم المرأة الصابرة سميرة مارش، وكما احتفينا بالأمس وقبله بالإنجاز، سنظل نحتفي بل ونباهي بما لدينا من قيم ومبادئ إنسانية، يفتقدها أولئك الذين انسلخوا عنها.
عاد أبطالنا ومن تبقى في السجون سيعودون حتماً، ذلك وعد أكده قائد الثورة لكل أسر الأسرى وأهاليهم، وما كان الإنجاز الذي حدث أن يرى النور لولا حرص قيادة الثورة المباركة والرئيس والدولة ولجنة الأسرى والقوات المسلحة على ذلك، فقد فاوضت لجنة الأسرى لأشهر طويلة، وظل قائد الثورة يطرح ملف الأسرى على الأمم المتحدة والوسطاء ويوجه الدولة ولجنة الأسرى باهتمام بالغ بهذا الملف، مقدما كافة التسهيلات لذلك، وبحمد الله كللت الجهود بنجاح نشر الفرح في كل البلاد.
والمأمول أن تمضي الأطراف الأخرى بمسؤولية في هذا الملف واستكمال عملية التبادل حتى يتحرر كل الأسرى من كافة الأطراف، وأن تقوم بإطلاق المختطفين والمخطوفين لديها بكل مسؤولية، بدلاً عن استخدامهم كأرواق تفاوضية كما تفعل بالمختطف الدكتور مصطفى المتوكل، وغيره من المخطوفين وهم بالمئات.
قيادتنا تؤكد على الدوام بأنها لن تتخلى عن أسرانا، وهي تترجم ذلك بما تبذل من جهود في متابعة ذلك وبما تقدم من تنازلات، فهل الطرف الآخر حريص على أسراه، الواقع لا يقول ذلك بل يكشف بأنه لا يكترث للأسف، ومع ذلك فإن أغلق باباً فتح الله ألف باب، وقريباً بإذن الله سنحتفل بتحرير كافة الأسرى وبعودتهم إلى ذويهم سالمين.

قد يعجبك ايضا