من الرياض، أعلن ” رئيس مجلس الرياض ” رشاد العليمي، إلغاء ما أسماها ” اتفاقية الدفاع المشترك ” مع الإمارات، ومنحها ” مهلة 24 ساعة ” لسحب قواتها من اليمن. ليس هناك شك بأن إعلان العليمي لم يكن سوى تنفيذ لتوجيهات الرياض التي نصبته رئيسا لشرعنة إجراءاتها في اليمن.
مهلة الـ 24 ساعة التي منحت لأبوظبي، تشير إلى قصور في كتابة سيناريو المسرحية، فهي لا تكفي لسحب موظفي سفارة، فكيف لمن يسيطر على الجزر والمطارات والموانئ اليمنية على امتداد نحو 1500 كيلومتر – من شواطئ المهرة على البحر العربي إلى شواطئ تعز على البحر الأحمر.!.
الإمارات هي الأخرى، أبدت استجابتها للطلب السعودي الذي جاء على لسان العليمي، وأعلنت ” سحب ما تبقى من فرق مكافحة الإرهاب في اليمن “.
هكذا بكل وقاحة تنفي أبوظبي وجود قوات لها في اليمن، بل فرق مكافحة الإرهاب.
على مدى عشر سنوات، مارس التحالف السعودي الإماراتي عبثا شاملا في الجغرافيا والمجتمع اليمني في المحافظات المحتلة. كلا الدولتين تعمل كأذرع للدول الاستعمارية، ويعتقدان انهما قد امتلكا القوة والخبرة ليقوما بعملية احتلال واستعمار أي دولة، ليثبتا لرعاتهما انهم طلاب نجباء ويمكن الاعتماد عليهما لتنفيذ المخطط الصهيوني الغربي في المنطقة.
تجربة عشر سنوات من العبث السعودي الإماراتي في اليمن تؤكد أنهما لا يقومان سوى بدور ” كلاب الصيد ” الذين ينقضون على ضحية أصابها الوهن والضعف، كما يجري في اليمن والسودان وليبيا.
10 سنوات تعد فترة طويلة، ويبدو أن ما حدث من تطورات أخيرة بما فيها إعلان إقصاء الإمارات من التحالف السعودي في اليمن، هي محاولة لقطف الثمار، حتى وإن كانت غير ناضجة.
ومع أن السعودية هي المستفيد الأول من عملية تفكيك اليمن وإضعافه، وهذا جزء من استراتيجيتها في اليمن، إلا أنها تتجنب إظهار مواقف تعبر عن هذه الرغبة، بعكس دولة الإمارات التي تتبنى هذا التوجه علانية. وكأن السعودية تأكل الثوم في اليمن بالفم الإماراتي.
ويبقى السؤال، ما هي مآلات التطورات الأخيرة.؟. هل انتهى التحالف السعودي الإماراتي في اليمن فعلا، أم أنه محاولة للنأي بالدولتين من تحمل مسؤولية ما قد يحدث من تداعيات يراد لها أن تظهر وكأنها بفعل يمني لا علاقة لهما به.؟
