اعتدنا ألاَّ نقف مكتوفي الأيدي أمام أي مشكلة يسببها العدوان الغاشم منذ سبع سنوات
مع ارتفاع أسعار الغاز بسبب الحصار: يمنيات يلجأن إلى الطرق التقليدية للطهي
أصحاب التناوير: نجد أقبالاً من الأسر على شراء تناوير الحطب لتخطي أزمه الغاز المنزلي
مختصون : تنظيم ميزانية الأسرة لتخطي الأزمات يزيد الدعم الإيجابي للفرد والمجتمع
ارتفاع أسعار الغاز وخاصة المنزلي مع قدوم شهر رمضان المبارك وانعدامه في بعض الأحيان بسبب حصار والعدوان الغاشم على بلادنا منذ سبعة أعوام والتي تفاقمت مؤخرا بعد حجز المشتقات النفطية سرعان ما جعل الأسرة اليمنية تبحث عن بديل مناسب يلبي حاجتها للاستمرار في طهي الطعام خلال الشهر الفضيل، فقررت أغلب الأسر العودة إلى تناوير الحطب واستخدام نشارة الخشب وبقايا الفحم من المخابز وغيرها من طرق الطهي التقليدي في المنزل متجاوزات بذلك كل الظروف الصعبة والعقبات التي فرضت علينا منذ انطلاق الحصار الخانق على بلادنا .
تعاني الكثير من الأسر اليمنية خاصة التي تقع تحت الحصار الجائر وتتلقى الضربات الجوية من قبل العدوان الغاشم صعوبة في الحصول على أسطوانات الغاز لارتفاع ثمنها وصعوبة الحصول عليها في بعض الأوقات لذا اضطرت معظم الأسر إلى العودة للطرق التقليدية القديمة في صناعة الخبز وطهي الطعام باستخدام الفحم والحطب في شهر رمضان المبارك .
أمة الرحمن تبتسم وهي تحدثنا عن شرائها تنوراً صغيراً بسعر 3500 ريال يعتمد على الفحم والحطب ولديه مروحة صغيرة لتساهم في إشعال النار لطهي الطعام وتقول :الفكرة جيدة لتخطي أزمة الغاز وارتفاع أسعاره بل إننا لم نجده في الأسواق بسبب الحصائر الظالم وغير المبرر على بلادنا حتى في شهر رمضان المبارك .
وأكدت أن أسرتها المكونة من 11 فردا تعجز عن شراء دبة غاز لذا اضطرت للعودة لاستخدام التناوير التقليدية القديمة .
أما الحاجة تقية ذات السبعينات من العمر فأكدت لنا أنها عادت كما كانت في السابق لاستخدام تنور الطين والمدر وترجع ذلك إلى صعوبة الحصول على أسطوانة الغاز باهظة الثمن خلال شهر رمضان المبارك، وقد وكلت أمرها لله وحده للانتقام من آل سعود وأعوانهم الذين خلقوا لنا الأزمات منذ عدوانهم على بلادنا.
الحطب بديل
آمنة عبدالله تقول إنها ليست المرأة الوحيدة التي لجات إلى تنور الحطب بدلا عن الغاز بل إن كل جيرانها قد عادوا لاستخدام تلك التناوير القديمة بدلاً عن الحديثة لانعدام الغاز وارتفاع سعره فشهر رمضان يتطلب الكثير من الطهي بالغاز ولا حل لديهن سوى البحث عن البديل الأنسب لتخطي أزمة الغاز الخانقة.
عبدالسلام- رب أسرة مكنونه من 9 أفراد -هو الآخر لجأ إلى استخدام الموقد المليء بالحطب والأوراق فيقول : لجأنا انا وزوجتي إلى الحطب هرباً من أسعار الغاز المرتفعة حتى في شهر رمضان مع أن سعره أيضا ارتفع وحتى الفحم العادي الذي كنت أشتريه من الفرن المجاور لمنزلي كبديل للغاز وصل سعر كيس الفحم الصغير إلى 800 ريال بما يعادل ضعف السعر القديم واكثر.
أسرة يحيى عبدالله لم تعد لديها القدرة على شراء الغاز بعد ارتفاع سعره حتى لدى عقال الحارات ومع حلول شهر رمضان المبارك تزداد الطلبات يوما بعد يوم ورب الأسرة قد أوقف من العمل إلى ما بعد رمضان فهو يعمل في شركة خاصة وكما يقول إنه في هذه الأيام بات يعيش وضعا في غاية في السوء خاصة في ظل الحصار الجائر ما اضطر زوجته لمساعدته وطلب الحطب من أهلها في محافظة إب فتقوم فور الحصول عليه ببيع جزء منه والجزء الآخر تستخدمه في طهي الطعام بعد أن تقوم بوضع نشاره الخشب في ” التنكة ” لقرابة خمسة أيام وهذه (التنكة) على حد وصفها هي البديل الأنسب للغاز المنزلي كما أنها سهلة الاستخدام .
سعر زهيد
بائع تنور الغاز المنزلي عبدالسلام سالم يقول :زبائني هذه الأيام كثر خاصة بعد ارتفاع سعر الغاز المنزلي وخلال شهر رمضان. حتى أولئك الذين يمتلكون الغاز في منازلهم اشتروا مني تناوير الغاز التي تباع بأسعار وأحجام مختلفة فالحجم الكبير تصل قيمته إلى 12 ألفاً والحجم المتوسط بـ 8 آلاف، أما الصغير فبـ 3500 ريال وهي سهلة الاستعمال. وسريعة الطهي والأروع والذي يجلب المستهلك إليها أنها لا تستهلك الكثير من الحطب أو الفحم .
مكونات التنور كما حدثنا عبدالسلام هي عبارة عن علبه كبيرة من علب الطلاء ..وبداخلها شبك كي يتسنى وضع الفحم فيه وخارج العلبة مروحة صغيرة مصحوبة ببطارية شحن .
عملها سهل للغاية، كذلك يمكن لأي شخص استخدامها والطهي بها .دون صعوبات تذكر وتساهم بصورة مباشرة في حل أزمة الغاز المنزلي .