أطباء وأخصائيون نفسيون وعلماء دين يؤكدون: الغضب مع الصيام.. مرض العصر المهلك

 

التصرف دون تفكير وبدافعية مبالغة أمر قد يخسرك كل شيء، فالغضب خاصة عندما ينسى من يتمالكه الغضب كل القيم الإنسانية ويزيل عن رأسه كل ما تعلمه من تعاليم دينية وتربوية، ويكون الشخص الذي تعامل بمثل هكذا أعمال الضحية الأولى وبعدها لا ينفع الندم.
توجد علاقة قوية بين الغضب المزمن والحاد وأمراض القلب والسرطان والجلطات والاحباط حتى الاصابة بالزكام بشكل متكرر، هذا ما أكده الدكتور عبدالله الذبحاني ويضيف بأن الغضب يؤثر على جهاز المناعة داخل جسم الانسان فالأشخاص الذين يغضبون سريعاً ويتملكهم الغضب يكون جهاز المناعة في اجسامهم لمواجهة أي مرض ضعيف كأمراض التهاب الكبد الوبائي والامراض الفيروسية كما أن المراهقين الذين لا يستطيعون التحكم في الغضب قد يتسبب لهم ذلك بمشكلات صحية كخطر السمنة وزيادة الوزن وهو ما قد يؤدي لتعرضهم لأمراض مثل أمراض القلب والسكر كما ان الغضب قد يتسبب للشباب بالسكتة القلبية ويرفع ضغط الدم.
وأفاد الذبحاني قائلاً: من الأدلة العلمية التي ظهرت مؤخراً تشير الى أن الغضب يطلق كميات مفرطة من هرمونات تعرف باسم كاجولامينينس ومنها الادرنالين اللذين يتكونا بشكل طبيعي في الجسم وهذه الهرمونات تهيئ الجسم في حالات الطوارئ مثل الاصابة بالزكام أو الارهاق العصبي أو الصدمة وبذلك تتقلص جدران الاوعية الدموية والضغط على القلب للعمل اكثر لضخ كميا ت اضافية من الدم .

انفعالات سلبية
الغضب هو انفعال سلبي مدمر يوقع الانسان في الكثير من المشاكل خاصة في الشهر الفضيل الذي يوجب علينا التحلي بالصبر وضبط النفس هذا ما يراه علماء النفس، فالغضب سبب في تفجير العلاقات الفردية والاجتماعية وبكافة سبل الحياة بشكل عام مما قد يتسبب بعواقب لا يحمد عقباها.
وبحسب علماء النفس طبيعة الغضب تنحصر في حالة انفعالية تختلف في شدتها من مجرد التوتر أو التهيج البسيط الى الثورة الانفعالية الشديدة التي تتعطل معها العمليات المعرفية المرتبطة بمعالجة وتجهيز المعلومات وبالتالي التصرف والتعبير عن الغضب بطريقة عدوانية ويزداد غضب الانسان بطاقة انفعالية غالباً ذات توجه عدواني في إطار سيطرة نوعية من المشاعر السلبية تدفعه لعمل سلوكيات عنيفة وعدائية لا يعرف مخاطرها إلا بعد زوال الغضب، وهو النمط السلوكي الذي يهدف إلى تحذير المعتدين لوقف سلوكهم التهديدي نادرا ما تحدث المشاجرة البدنية بدون التعبير المسبق عن الغضب على الأقل من واحد من المشاركين في حين أن معظم الذين اختبروا إحساس الغضب قد فسروا استثارتهم على أنها ” نتيجة ما حدث لهم”.
علماء النفس يشيرون إلى أن الشخص الغاضب ممكن أن يكون مخطئاً جدا، حيث أن الغضب يتسبب في فقدان القدرة على مراقبة وضبط النفس والقدرة على الملاحظة الموضوعية.
ويرون أن الغضب إحساس أولي، وطبيعي، وناضج مارسه كل البشر في بعض الأوقات وعلى أنه شيء له قيمة وظيفية من أجل البقاء على قيد الحياة. الغضب يمكنه تعبئة الموارد النفسية لاتخاذ أفعال تصحيحية. والغضب غير المتحكم فيه يمكنه أن يؤثر على الصلاح النفسي والاجتماعي.

علاج الغضب
عن أبي ذر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن لم يذهب عنه الغضب فليضجع وكذلك ينصح الاسلام أبناءه بالسكوت أثناء الغضب وتمالك النفس.
وأخيراً.. استحضار الاجر العظيم لكظم الغيض فمن استحضر الثواب الكبير الذي اعده الله تعالى لمن كتم غيضه وغضبه كان سبباً في ترك الغضب والانتقام للذات قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما من جرعة أحب الي من جرعة غيض يكظمها عبد ما كظمها عبد لله إلا ملئ الله جوفه إيماناً.

قد يعجبك ايضا