الأسبوع الماضي مر بنا اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان وقد احتفت به بلادنا بكثير من الآهات والأحزان التي تجسدت في فعاليات أقامتها وزارة الصحة العامة والسكان وغيرها من الجهات المختصة وهي تشرح جوانب من معاناة عشرات الآلاف من المرضى بهذا المرض المزمن في ظل العدوان والحصار المتواصلين منذ سبع سنوات
الأسرة / ..
وكما هي العادة فإن شريحتي النساء والأطفال هما الأكثر تضررا من هذا المرض الفتاك بسبب العدوان وما يستخدمه من أسلحة محرمة دوليا جعلت من نسبة الإصابة في أوساط النساء وأطفالهن ترتفع إلى مستويات قياسية ناهيك عما تسبب به الحصار من منع دخول الأدوية والأجهزة الخاصة بالتشخيص وانعدام فرصة السفر للعلاج في الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي وغير ذلك من الصعوبات والتحديات التي أدت إلى تفاقم هذه المأساة فيما تضاعف أعداد المصابين بالمرض بنسبة تجاوزت الـ20 %مما كان عليه الحال قبل بداية العدوان في العام 2015م.
هناك آلاف من المرضى بالسرطان وجلُّهم من النساء والأطفال أصبحوا يواجهون خطر الموت المحقق.. ويؤكد مسؤولو وزارة الصحة العامة والسكان بأن أكثر من ثلاثة آلاف من مرضى السرطان بحاجة إلى السفر للعلاج في الخارج وحياتهم مهددة بالوفاة بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع دخول الأدوية.
منع دخول الأدوية
ويقول وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي الدكتور علي جحاف بأن تحالف العدوان منع دخول الأدوية الخاصة بمرضى السرطان وحرم في الوقت نفسه المصابين من حقهم في السفر للعلاج بالخارج..
وتطرق الدكتور جحاف في مؤتمر صحفي نظمه المركز الوطني لعلاج الأورام الأسبوع الماضي بصنعاء وتركز حول أضرار وآثار العدوان على الجانب العلاجي للأورام إلى حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه العمل، والتداعيات الكارثية لمنع إدخال أدوية السرطان إلى اليمن بسبب العراقيل التي يضعها تحالف العدوان.. داعيا المجتمع الدولي للضغط على تحالف العدوان لفتح مطار صنعاء الدولي والسماح للمرضى بالسفر خاصة الأطفال المصابين بسرطان الدم.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أقيم الثلاثاء الماضي ضمن فعاليات اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان- السادس من فبراير- أشار مدير عام المركز الوطني لعلاج الأورام الدكتور عبدالله ثوابة إلى أن اليمن شهد ارتفاعا في معدل الإصابة بالسرطان خلال السبع السنوات الماضية بأكثر من 50 % مقارنة بما قبلها.
وأشار ثوابة إلى عدد الحالات التي استقبلها المركز منذ إنشائه وحتى اليوم والتي بلغت 78 ألف حالة منها 37 ألفاً خلال السنوات القليلة الماضية.
وأرجع انعدام أكثر من 50 % من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان وخاصة الأدوية الموجهة والكيماوية إلى عزوف الموردين عن استيرادها نتيجة العراقيل والإجراءات التعسفية التي تفرضها دول تحالف العدوان للحيلولة دون دخول تلك الأدوية.. مبينا أن عدد حالات الوفاة لمرضى السرطان تصل إلى 300 حالة سنويا.
وحذر الدكتور ثوابة من توقف وشيك لخدمات المركز خلال الشهرين المقبلين نتيجة استمرار تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في ممارسة القرصنة البحرية على سفن المشتقات النفطية ومنعها من دخول ميناء الحديدة.
بدوره أشار نائب مدير عام مركز علاج الأورام الدكتور على المنصور إلى أن هناك زيادة سنوية في أعداد الإصابة بالسرطان بنسبة 20 %.
موضحا بأن المركز يستقبل ما يقارب 160 حالة يومياً من مختلف المحافظات، ويسجل سنويا نحو ستة آلاف حالة مرضية جديدة.
زيادة في أعداد المصابين
ووصل عدد المرضى المسجلين لدى المركز الوطني لعلاج الأورام في مركز الأورام في صنعاء إلى أكثر من 78 ألف مريض حتى من كافة مناطق الجمهورية اليمنية وقد ارتفع عدد المرضى الجدد المسجلين لدى المركز سنويا بأكثر من 20 % عما كانت عليه النسبة قبل العدوان والحرب والحصار على البلد بحسب الإحصائيات الرسمية.
ويوضح المسؤولون في المركز الوطني لعلاج الأورام التابع للمستشفى الجمهوري التعليمي في صنعاء بأن أكثر من 40 ألف مريض يترددون سنويا على مركز الأورام في صنعاء لتلقي الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية في حين بلغ عدد المرضى الجدد 6 آلاف مريض سنويا .
ويشير المختصون إلى أن محافظة إب تأتي في المرتبة الأولي في عدد المرضى المصابين بالسرطان بحسب إحصائية المركز للعام 2019م تليها محافظة تعز ثم ذمار ثم الحديدة ثم حجة وهناك أنواع كثيرة لمرض السرطان منتشرة في اليمن أكثر من 12 نوعا يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى يليه سرطان الليمفوما ثم سرطان الدم في البالغين ويحتل سرطان الدم المرتبة الأولى في الأطفال وتختلف عوامل الخطورة المسببة لأمراض السرطان والتي منها تعاطي التبغ ومشتقاته ، كذلك زيادة الوزن وقلة النشاط البدني وسوء التغذية وأيضا المواد المسرطنة المنتشرة في بعض المواد الاستهلاكية وكذلك الأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا منذ 7 سنوات ، والسموم والمبيدات الحشرية والتلوث البيئي وبعض الأمراض المعدية مثل بكتيريا المعدة والفيروس الكبدي.
وتبقى احتياجات مرضى السرطان التشخيصية والعلاجية كثيرة ومختلفة وباهظة التكاليف ولا تستطيع الدولة منفردة مواجهتها وتحتاج إلى تكاتف الجهود من مؤسسات المجتمع المدني وخاصة في ظل العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية على الحياة العامة.