الثورة /تقرير/ عادل العصار
أمام بوابة المغادرة في مطار صنعاء يقف عشرات الآلاف من المرضى الذين ينتظرون فتح المطار للسفر إلى الخارج للعلاج، وخلف بوابة الوصول، يقف عشرات الآلاف من العالقين الذين تقطعت بهم السبل في الكثير من بلدان العالم، وحال إغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان دون عودتهم إلى وطنهم.
مطار صنعاء الدولي الذي يعتبر بوابة اليمن المفتوحة على العالم تحوَّل، منذ أكثر من خمسة أعوام، إلى ساحة شبه فارغة محرم على اليمنيين استخدامها ولم تشهد قاعاته استقبالاً أو توديعاً لقادمين أو مغادرين يمنيين بعد أن فرض تحالف العدوان حظراً تاماً على الرحلات من وإلى المطار الذي صنع إغلاقه الكثير من المآسي.
ورغم أن المطار يعتبر المنفذ الجوي الأول الذي يخدم كافة أبناء الجمهورية اليمنية، إلا أن تحالف العدوان، لم يهتم ولم يلتفت للنداءات الإنسانية وأصر على إبقاء المطار مغلقاً متعمداً مضاعفة معاناة أبناء الشعب اليمني وعزلهم عن العالم وتحويل اليمن إلى سجن كبير.
مطار أممي خاص
قُوبل إغلاق المطار، بصمت مخز من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ومجلسي الأمن وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الإنسانية، التي تجرّم قوانينها وأنظمتها واتفاقياتها الدولية استهداف المطارات المدنية أو المساس بها شأنها شأن غيرها من المنشآت والمرافق الخدمية التي تقدم الخدمات للمواطنين.
الأمم المتحدة التي تعاملت مع القرار الجائر بصمت لم يتوقف تجاهلها لمعاناة اليمنيين عند حدود الصمت، بل أثبتت تواطؤها مع قرار العدوان، وسعت لاستثماره وحولت مطار صنعاء إلى مطار خاص بها وبموظفي منظماتها المختلفة التي لا تتوقف رحلاتها إلى المطار، وكأن معاناة اليمنيين لا تعنيها.
وبحسب مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، فقد استقبل المطار خلال سنوات الإغلاق 5 آلاف رحلة أممية، مشيرا إلى أن معظم الرحلات الأممية منذ إغلاقه أمام الرحلات المدنية أتت لأغراض خاصة بالموظفين الأمميين وأهاليهم.
وأكد الشايف أن الأمم المتحدة ورغم قيامها بتسيير 5000 رحلة أممية مقابل صفر رحلة مدنية، لم تسمح أي من منظماتها بترحيل أي حالة مرضية ضمن رحلاتها المتوالية على مطار صنعاء الدولي، منوها بأن إحدى منظمات الأمم المتحدة هددت بإيقاف نشاطها في حالة إصرار وزارة الصحة على ترحيل أي حالة مرضية مستعصية ضمن رحلاتها إلى الخارج.
وأوضح الشايف أن معظم الرحلات الأممية إلى مطار صنعاء الدولي لا يتجاوز ركابها عدد أصابع اليد، فيما تتسع طائراتها لعشرات المسافرين وتأتي الطائرات شبه فارغة.
وأشار إلى أن الكثير من الرحلات القادمة إلى مطار صنعاء والتي تقول المنظمات الأممية أنها مساعدات غذائية، تحمل على متنها مساعدات غذائية تقدر بالكيلو، ومنها طائرات مساعدات إنسانية تحمل على متنها 10 كيلو فقط من المساعدات.
إعدام المرضى
تعليقا على إغلاق مطار صنعاء الدولي، قال المجلس النرويجي للاجئين أن استمرار إغلاق المطار للعام الخامس على التوالي أدى إلى تقطع السبل بما لا يقل عن 32 ألف مريض يمني مصابين بأمراض خطيرة ويحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة في الخارج.
ووفقا للمجلس فإن 5 سنوات من القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني تمنع آلاف المدنيين اليمنيين المرضى من الحصول على العلاج الطبي العاجل خارج البلاد، مشيرا إلى أن إغلاق المطار تسبب في خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات على مدى السنوات الخمس الماضية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا في البلاد.
وشبّه القائم بأعمال مدير المجلس النرويجي للاجئين إسحاق أوكو وضع المرضى اليمنيين بحالة «الرهينة»، وقال: إن السنوات الخمس الماضية كانت «بمثابة عقوبة الإعدام بالنسبة لآلاف المرضى اليمنيين الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى علاج طبي في الخارج».
وأضاف أنه «لمدة 5 سنوات، حُرم اليمنيون من حقهم في السفر إلى الخارج لطلب الرعاية الطبية، أو ممارسة الأعمال التجارية، أو العمل، أو الدراسة، مؤكدا أن آلاف اليمنيين الذين يعيشون خارج البلاد تقطعت بهم السبل أو يواجهون صعوبات في العودة لوطنهم.