الثورة / تقرير
عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الاثنين الماضي، جلسة مفتوحة، لمناقشة الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن، واستمع أعضاء المجلس إلى العديد من الإحاطات المقدمة للجلسة.
واعترفت الأمم المتحدة، بعدم تحقيق أي تقدم في التوصل إلى السلام ووقف الحرب، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً جراء حصار ميناء الحديدة وإغلاق مطار صنعاء ، داعية لفتح فوري لموانئ الحديدة أمام السفن التجارية والوقود ، وفتح مطار صنعاء.
وقال الأمين العام المساعد في إدارتي الشؤون السياسية وشؤون بناء السلام، وعمليات السلام، محمد الخياري، في إحاطة قدمها خلال الجلسة «إنه لمن المؤسف أنه منذ انعقاد آخر جلسة للمجلس بشأن اليمن لم يتحقق أي تقدم آخر في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى خطة النقاط الأربع المقدمة إلى الأطراف، والتي تتألف من: وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وإعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود المفروضة على تدفق الوقود والسلع الأساسية الأخرى عبر ميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات السياسية المباشرة بين الأطراف اليمنية». وحسب تقييم الأمين العام المساعد فإن النشاط العسكري في اليمن لا يزال بين مدٍ وجزر.
وتطرق محمد الخياري إلى مسألة إمدادات الوقود «التي لا تزال تتفاقم»، لا سيما في صنعاء والحديدة والمناطق الحرة ، مشيرا إلى منح التصريح لثلاث سفن وقود تجارية فقط لأن ترسو في ميناء الحديدة منذ بداية شهر تموز/يوليو ، وأضاف أنه لا تزال هناك أربع سفن وقود في منطقة احتجاز قوات «تحالف العدوان».
وجدد المسؤول الأممي دعوته «الطرف الآخر» على وجه السرعة، بدخول جميع الإمدادات التجارية الأساسية – بما في ذلك سفن الوقود – إلى الحديدة دون تأخير. كما دعا الأطراف إلى ضرورة إعطاء الأولوية للاحتياجات المدنية والامتناع عن تسليح الاقتصاد، لا سيما في ضوء الوضع الإنساني الحرج الذي تمر به البلاد.
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، قال في كلمته: إن أكثر من 20 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة من بينهم 5 ملايين شخص على حافة المجاعة والأمراض المصاحبة له.
وشدد غريفيث على ضرورة العمل على دفع مرتبات العاملين في مختلف قطاعات الدولة ومساعدة الناس على تعزيز مدخولاتهم وحماية التحويلات المالية التي تمثل مصدرا مهما للدخل في اليمن. وأشار إلى أن الناس في اليمن لا يجوعون فقط بسبب نقص الغذاء وإنما بسبب غلاء الأسعار، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار سببه، من بين أمور أخرى، انهيار سعر صرف العملة اليمنية.
أما المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف هنريتا فور، فتطرقت في إحاطتها إلى الوضع المخيف للاقتصاد اليمني، والأطفال النازحين أو المهددين بالمجاعة، مشيرة إلى أن «البنية التحتية لدعم الأطفال لا تزال على وشك الانهيار». وأعربت عن أسفها «لتعطيل التعليم». كما أشارت فور، إلى استمرار الألغام الأرضية في تهديد حياة الأطفال.
وقالت البعثة الصينية: إنه «لا يوجد خيار لمستقبل اليمن لا يستند إلى اتفاق سياسي، والسعي إلى تنفيذ موضوعي ومحايد لتفويض المبعوث الجديد».
أما البعثة الأمريكية والفرنسية فوقفت عند نقطة الاتهامات التي تكررها الإدارة الأمريكية في كل مناسبة ، وبرزت تصريحات البعثتين متناقضة مع سياق الجلسة والتأكيدات التي طرحها ممثلو الأمم المتحدة بشأن الحالة الإنسانية المتفاقمة.
ورحب أعضاء مجلس الأمن بتعيين هانس غروندبرغ من السويد مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، خلفا لمارتن غريفيث.