(الصياد بهلول) لـ “الثورة”: حماية البيئة البحرية من العبث مسؤولية الجميع

 

الثورة / يحيى الربيعي

الصياد أحمد على بهلول كغيره من الصيادين يعيش يومه باحثا عن لقمة العيش بين أمواج البحر، وكذلك هي الحياة بين مد وجزر وعلى متن قارب صيد له التقيناه في ميناء ابن عباس بالحديدة، وهناك كانت معه دردشة سريعة هذه حصيلتها:
*احك لنا عن حياة الصياد؟
– نتوكل على الله ونسري في البحر بحثا عن رزقنا إلى أن نحصل على الصيد تستغرق الرحلة 2-4 ساعات، ونبحر 70 – 80 كم في عمق البحر، نصطاد نهارا، وهناك من يصطاد ليلا، والصيد أنواع في النهار نصطاد “الشروي” و”الجمد”، وفي الليل نصطاد ” الباغة” و”البياض”، وبقية أنواع الأسماك.
*الصيد تبيعونه عبر جمعية أم عن طريق عاقل؟
– نبيع حمولة الرحلة في المحوات من وكيل متخصص بنوع معين أو يجرى مزاد بين الوكلاء، والسعر الذي يستقر عليه المزاد نبيع عليه.
*سمعنا أن هناك جمعية صيادين وغرفة صيادين، ما دورهما؟
– هناك وكلاء يعترضون على قيام أي كيان من شأنه تنظيم حياة الصيادين أو يدافع عن حقوقهم مثل الجمعيات، مع ذلك هناك جمعية ابن العباس شغالة وتعمل لتنظيم عمل الصيد والصيادين، وغرفة الصيادين هي الأخرى تقوم بذات المهمة.
* كم تحصل كصياد في اليوم؟ وما الذي تدفعه من رسوم؟
– حياتنا تمضي بالبركة، نبيع السلة الباغة مثلا بـ 10 آلاف ريال، إذا بعنا مثلا 30 سلة في اليوم، يطلع للواحد منا 6000 ريال، بعد استخراج تكاليف البنزين والثلج، والصيانة إن لزم.. نسير في الرحلة 30-40 صياداً على القارب.. هذا في أحسن الأيام، وبعض الأيام يحصل الواحد على 50 ألف ريال في الرحلة، وأيام نحصل 1000 – 2000 بالكثير.. طبعا، أجورنا نأخذها صافية من الوكيل، وهو يتصرف مع كل الجهات فيما يتعلق بأي رسوم.
* من يساعدكم إذا اضطربت ظروف المعيشة في البحر؟
– لا يوجد أحد يعطيني أي تعويض عن أيام العطل أو سوء الأجواء في البحر، رزقنا على الله، تساعدنا بعض المنظمات والمحسنين في تزويدنا بالشباك وبعض أدوات الصيد، والسلال الغذائية في المناسبات النادرة.. توقف معنا غرفة الصيادين إذا أحد الصيادين عنده مشكلة فيما بينه وبين صياد أو مع وكيل.
* وما هو دور مؤسسة الأسماك؟
– المحوات تراه أيام الأمطار ترثي لحاله، والكل لا يهمه من ذلك شيء، مع أن المفترض أننا جميعا نتعاون ونجعل منه سوقاً بمواصفات عالمية، لكن للأسف، كل واحد همه نفسه.
* وماذا عن العلاقة بين الصيادين أنفسهم؟
– الصيادون متعاونون مع بعضهم البعض، لا توجد أنانية، لأن وجودها معناه ضياع، لذا الكل يحرص على أن يكون عونا لأخيه، الصيادون كلهم أسرة واحدة.. يسأل بعضهم عن بعض، وإذا ابحرت مجموعة في قوارب متفرقة، فلا يعودون إلا وقد سأل الكل عن بعضه البعض، وأطمأن على حاله.
* وماذا عن الصيد الجائر، والجرف؟
– المشكلة يا أخي أن كل واحد يشكو من هذه المشاكل، ويصرخ بكل ما أوتي من قوة، يعرف أن الصيد الجائر والجرف شيء غير مقبول، لكن مع ذلك، يظل الكل يمارس الأخطاء ولا على باله، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.
* طيب، وما الحل من وجهة نظرك؟
– إن الكل يتحرك، والكل يمتنع، والكل يقف عند حده، أما حكاية أني ألتزم وغيري لم يلتزم، فهذا شيء غير منطقي، الكل لا بد أن يلتزم.
* وماذا عن أخلاقيات وأعراف وقوانين الصيد؟
– حماية البيئة البحرية من العبث مسؤولية تتطلب من الجميع أن يستشعر المسؤولية، أما أن تكون الأخلاق والقوانين والأعراف مطبقة في الخوبة مثلا، ونتجاوزها في مناطق أخرى أو نفرضها على أفراد ونتجاوز عن آخرين، فأعتقد أن التجارب أثبتت أن الاستثناء أو التساهل لا تتوالد عنه غير الفوضى.
* هل يتعرض الصياديون لمضايقات من هنا أو هناك؟
– مناطق الاصطياد تحت سيطرة حكومة المجلس السياسي آمنة، والصيادون فيها يبحرون بآمان تام، ولا أحد يعترضهم، تحالف العدوان ضرب قارباً صار ضحيته 9 من الصيادين.. وكل منطقة لها صيادون.. الصيادون الذين يذهبون إلى الصيد في جزيرة دهلق يتعرضون للأذى من قبل اريتريا.

قد يعجبك ايضا