أكاديميون يتحدثون لـ"الثورة " عن الصمت الأممي جراء احتجاز سفن النفط والغذاء والدواء
رمضان وعام «سابع» من الحصار الاقتصادي واللا إنساني
الدكتور الرميمة: نعيش حرباً عالمية يقودها عدو لا أخلاقي ولا يعرف أبجديات الحرب
الدكتور الوشلي : الحصار الاقتصادي انتهاك صارخ لكافة القوانين ونستغرب الصمت الدولي المريب والمخزي
الدكتور فوزي الصغير: العدوان يحتجز سفن الغذاء والدواء والوقود رغم حصولها على التصاريح اللازمة وهذا يعني أنه يتعمد خلق مجاعة في اليمن
المحامي إسماعيل العلفي: أمريكا وإسرائيل ودول خليجية يرتكبون جرائمهم بلا رادع
يعيش اليمنيون شهر رمضان المبارك للعام السابع تواليا في ظل عدوان غاشم انتهج سياسة الحصار الاقتصادي واللا إنساني لتجويع الشعب اليمني وسلبه حريته وكرامته وسيادته واستخدم احتجاز سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية كورقة ضغط قذرة لتحقيق أهدافه التي تخدم مشروع الاحتلال وفرض الوصاية على اليمن، وإذا كانت هذه أخلاق المعتدي فلا بد أن تردعه قوانين ومواثيق المجتمع الدولي الذي يدعي وقوفه مع المظلومين ويتغنى بالإنسانية ويجرم انتهاك الجانب الإنساني في الحروب والنزاعات، ولكن كل تلك الشعارات أصبحت سرابا عندما يتعلق الأمر بدولة نامية مثل اليمن ومعتدية مثل السعودية التي تشتري الولاءات والمواقف الخاصة بالمجتمع الدولي المنافق..
أكاديميون وحقوقيون تحدثوا لـ ((لثورة ))عن الصمت الأممي المريب تُجاه حصار اقتصادي لا إنساني استمر للعام السابع على التوالي .. لنتابع:
الثورة / أحمد السعيدي
في البداية تحدث الأكاديمي المعروف وعضو مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز الرميمة فقال:» نحن نعيش في ظل حرب عالمية يقودها عدو لا أخلاقي ولا يعرف أبجديات الحرب ومازال فكره يعشعش في عصر الغلبة الجاهلية لداحس والغبراء، وللأسف الشديد أن الشعب اليمني ابتلي بعملاء في الداخل أحقر من العدو الخارجي .. ولهذا فإنهم كلما شاهدوا صمود الشعب وتقدم الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات يحاولون أن يستخدموا كل ما لا يخطر ببال أي قادة حرب أن يرتكبونه وهو الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء وحليب الأطفال والمشتقات النفطية لمنع اليمنيين من النهوض ظناً منهم أنهم قادرون على قطع أنفاسنا من الحياة، ولكن هيهات منا الذلة.. ومع اشتداد شراسة المعارك في مارب وبعض جبهات تعز واشتداد الحصار وقيام التجار بالاحتكار والاستغلال على الجهات المختصة أن تستنفر كل طاقاتها وتستنهض ضمائرها للعمل على الحد من الاحتكار، وعلى الأمن أن يقوم بواجبه في كل المحافظات لأننا إذا لم نقف إلى جانب من يذودون عن حياض بلدتنا الطيبة فلا خير فينا وسنبقى نشجب كالأمم المتحدة التي تبيع قضايانا بدراهم معدودة من ممالك الخليج».
إبادة جماعية
الدكتور عبدالوهاب الوشلي- أكاديمي ومساعد رئيس جامعة صنعاء السابق وباحث في القانون الدولي- تحث فقال:» احتجاز دول العدوان سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية جريمة إبادة جماعية للشعب اليمني في ظل صمت دولي مريب يعكس موت الضمير العالمي،ونحن في العام السابع يستمر العدوان على اليمن بصورة إجرامية غير مسبوقة في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية والإعلانات والمبادئ الأممية ، نستغرب ذلك الوجوم والصمت الدولي المريب والمخزي عن الجرائم المركبة التي ترتكبها السعودية والإمارات ومن معهما ووراءهما بحق الشعب اليمني ومازالت مستمرة، هذه الجرائم تجرمها كافة قوانين السلم والحرب الدولية، منها احتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل دول العدوان بتجبر وتكبر مقيت، وبرغم حصول السفن على التصاريح الأممية بالدخول إلى ميناء الحديدة تأبى دول العدوان إلا الاستمرار في احتجاز السفن في عرض البحر لأشهر خلت ممعنة في أذية الشعب اليمني ومضاعفة معاناته، ما أدى إلى حدوث كوارث إنسانية في كل مناحي الحياة في اليمن، ففي المجال الطبي توقفت غرف العناية المركزة وغرف العمليات ومبردات الأدوية للأنسولين لمرضى السكري وغيرها من أدوية الأمراض الأخرى، وكافة الأجهزة الأخرى منها أجهزة غسيل الكلى، وأجهزة التنفس اللازمة لمواجهة جائحة كورونا، ما يتسبب في موت محقق لمئات المرضى كل يوم يمر ، وفي المجال الاقتصادي توقفت المصانع المحلية لانعدام الطاقة، وكذا توقف إيصال مستلزمات الحياة من الغذاء، فنجد آلاف الشاحنات محملة بالبضائع متوقفة لا تستطيع الوصول إلى محافظات ومدن وقرى الجمهورية لإيصال الغذاء، وتضاعفت أسعار الكهرباء والماء وغيرها، مجسدة أسوأ مجاعة وكارثة إنسانية في العالم عرفها التاريخ المعاصر والحديث، ولم تلتفت دول العدوان للعديد من المناشدات بإطلاق سفن المشتقات النفطية التي اطلقتها عدد من المنظمات المهتمة بالشأن الإنساني، تضاف هذه الجريمة الكارثية إلى الكوارث الإنسانية البشعة التي سببها قصف طيران التحالف اليومي المتواصل للمنازل والأسواق والصالات والمستشفيات والمدارس والجامعات…إلخ، أكثر من ستة أعوام خلت ومازالت مستمرة حتى الساعة بالإضافة للحصار الشامل برا وجوا وبحرا وإغلاق المنافذ والمطارات ومنع المرضى والطلاب من السفر والعودة ، ولا ننسى قيام دول العدوان بقطع مرتبات الموظفين اليمنيين لخمسة أعوام متتالية وقيامها بطباعة العملة دون غطاء ما أدى إلى تناقص القوة الشرائية للريال اليمني إلى الخمس، مع العلم أن مرتب الموظف اليمني كان لا يكفيه لأسبوع في ظل الوضع الطبيعي، فما بالنا اليوم ونحن في ظل العدوان المتوحش، وكارثة غلاء أسعار لم تشهدها دولة من قبل ، فتخيلوا معي حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني المظلوم المكلوم الذي تجبرت وتكالبت عليه القوى الاقليمية والدولية وارتكبت ومازالت ضده أسواء الجرائم المجرمة في كافة اتفاقيات جنيف، وبمطالعة التقارير وإحصائيات عدد من المنظمات الإنسانية بهذا الشأن تجد فيها أرقاما مفجعة ووقائع مؤلمة تجعل كل صاحب ضمير حي لا ينام..»
وأضاف الوشلي «اليمن ينتصر والعدوان يندحر فبتأمل الوضع الخارجي الدولي والإقليمي نجد ازدياد أعداد المناصرين لمظلومية الشعب اليمني، وانكسار التضليل والتعتيم الإعلامي المتعمد على جرائم العدوان لستة أعوام كاملة، برغم المحاولات المستمرة حتى اليوم من عدد من القنوات والصحف والمواقع والتطبيقات مدفوعة الأجر، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن القرار السياسي العالمي بدأ في الاتجاه نحو مصلحة الشعب اليمني لو تم استغلال الظرف الدولي، من وصول بايدن للبيت الأبيض وتعهده بوقف معاناة اليمنيين ووقف الحرب ضد اليمن، وتقارير المنظمات الدولية عن الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، كل ذلك يضع المجتمع الدولي أمام منعطف أخلاقي يوجب وقف هذه الحرب وإنهاء الحصار ضد اليمنيين، وكذلك توتر العلاقات الأمريكية الروسية الصينينية يدفعها للتدخل لصالح اليمن نكاية بأمريكا إن تواصلنا معها، وكذا الخناق يضيق على ابن سلمان في قضية مقتل خاشقجي وحقوق الإنسان في السعودية، إضافة إلى أن العديد من المؤسسات في دول الغرب تناهض حكوماتها بشأن مبيعاتها الأسلحة للسعودية بسبب جرائمها ضد الشعب اليمني، وسيأتي يوم الحساب على هذه الجرائم، وكذا نجد الخناق يضيق على أذيال بن سلمان كحزب الإصلاح إخوان اليمن الذي يدعو أردوغان للتدخل في اليمن عسكريا، فها هو اردوغان يتخلى عن إخوان مصر ويضيق الخناق عليهم لإصلاح علاقته بمصر والسيسي، وغيرها من الأحداث الدولية التي تصب في صالح اليمن.
وفي الوضع الميداني للحرب نجد تصاعداً مستمراً في القدرة الدفاعية اليمنية وإرسال طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تضرب منشآت ومواقع هامة جدا داخل العمق السعودي بصورة يومية، ردا على استمرار جرائمها بحق اليمنيين وقصفها اليومي لهم بطائراتها الحربية الحديثة، وكذلك تقهقر جبهاتها الداخلية في الجوف ومارب وحجة وتعز وغيرها، وهروب حكومة فنادق الرياض من عدن بزوارق بحرية، بسبب ثورة شعبية لسوء إدارتها للمناطق التي تقع تحت إدارتها، وكثرة الاغتيالات والاعتداءات، وسوء الخدمات وانعدامها…إلخ، وتدهور قيمة العملة بصورة كبيرة حيث وصل سعر صرف الدولار فيها ٩١٥ ريالاً، مقابل سعر صرف الدولار في مناطق سلطة صنعاء ٦٠٠ريال، وانتشار الفساد ونهب الموارد العامة وغيرها، ما أفقدها شعبيتها تماما، على عكس سلطة صنعاء التي تزداد شعبيتها يوما بعد يوم برغم ما يحيط بها من صعوبات داخلية وخارجية تفوق ما تواجهه حكومة عدن وفنادق الرياض بألف ضعف،وصدق الله وعده، هجموا علينا ظلما وعدوانا قصفونا وحاصرونا وبغوا علينا (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) () وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ)لهذا اليمن ينتصر والعدوان ينهزم وعاش اليمن حرا عزيزا مستقلا.
القرصنة
وبدوره قال الدكتور فوزي الصغير- رئيس جامعة صنعاء سابقا « إن من المفارقات الغريبة أن تجد المنظمة الدولية التي تحاول إظهار أنه ما تزال هناك حكومة شرعية في اليمن وهي تعلم علم اليقين أن هذه الحكومة لا تمارس مهامها داخل الأرض اليمنية وليست حكومة في المنفى كتصنيف دولة لمثل هذه الحكومة ولكنها حكومة مرتهنة القرار لدول العدوان وتمارس الدول المعتدية الحصار على أكثر من ٣٠ مليون يمني باسمها والطيران الحربي للدول المعتدية يمارس القتل اليومي بغاراته على كل أنحاء اليمن ولازالت المنظمة الدولية تمارس تغطيتها لهذا العدوان لذلك نرى أن السبيل الوحيد هو استمرار مقاطعة المبعوث الأممي حتى يرفع تقريره الحقيقي الذي يؤكد أن الحرب اليمنية ليست حرباً أهلية وإنما هي حرب من قبل الدول المجاورة ويحملها تبعات هذه الحرب التي تسببت بها خاصة أنها هي الدول التي تحتجز سفن الغذاء والدواء والوقود بعد حصولها على التصاريح اللازمة وخضعت لتفتيش الأمم المتحدة ما يعني أن هذه الدول تمارس القرصنة بل وتتعمد حصول مجاعة في اليمن وبمساعدة قوى دولية كبرى هي التي تهيمن على قرارات مجلس الأمن، لذلك الحرب على اليمن لن يوقفها إلا قرار دولي من مجلس الأمن يلزم كل الأطراف بإيقافها ومنع الطيران من التحليق فوق أجواء اليمن أو القيام بأي طلعات جوية وأن توقف السعودية الحرب والعدوان من طرف واحد وعند ذلك سترى أن حكومة صنعاء ستستجيب خلال ساعات لمثل هكذا إجراء.
محكمة الجنايات الدولية
المحامي والحقوقي إسماعيل العلفي هو الآخر تحدث عن هذا الحصار واحتجاز السفن فقال:»لا شك أن الحصار البحري واحتجاز سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية من قبل عصابات العدوان ومن حالفهم وتآمر معهم على أبناء الشعب اليمني من المنظمات الأممية والمجتمع الدولي ولو نظرنا إلى الأعراف والمواثيق الدولية وقواعدها حول تجريم الحصار بشكل عام سواء كان منعنا من الحصول على الغذاء أو الدواء أو المشتقات النفطية أو ما تلا ذلك من الاحتياجات الضرورية للبقاء على قيد الحياة لوجدنا أن ذلك الحصار يعتبر جريمة من جرائم الحرب في بعض نصوص ومواثيق الأمم المتحدة والجرائم ضد الإنسانية المنصوص عليها في نظام روما الأساسي ومحكمة الجنايات الدولية وذلك في المادتين الخامسة والسادسة من النظام الأساسي للمحكمة، ولو نظرنا إلى أساس تطبيق المادتين على واقعنا اليومي في اليمن لوجدنا أن اليمن ليس طرفا من أطراف المحكمة الجنائية الدولية، وصحيح أنه طرف من أطراف نظام روما الأساسي وصادق على النظام ولكنه لم يصادق على اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بـالجرائم التي ترتكب في اليمن وضد اليمن، وعليه فإن اختصاص المحكمة الجنائية ينطبق علينا من الناحية الموضوعية ولا ينطبق علينا من الناحية الشكلية والإجرائية ولو أردنا من المحكمة الجنائية أن تمارس اختصاصها فإن ذلك قد يكون مقبولاً بشرط تقديم المصادقة وعليه سوف تمارس المحكمة الدولية إجراءاتها تجاه أطرافها فقط سواء كان أطرافها متهمون بارتكاب جرائم دولية أو مرتكبة ضدهم جرائم دولية ومن المعروف أن محكمة الجنايات الدولية اشترطت تلك الشروط حفاظا على سيادة الدول التي قد تحتج بانتهاك سيادتها أو بدون موافقتها، والمشكلة أن أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الخليجية ليسوا طرفا من أطراف محكمة الجنايات الدولية ما يعني استحالة معاقبتهم قانونا بشأن الجرائم التي ارتكبوها ضد اليمنيين وحصارهم، وعليه فنحن نعول على سواعد الشباب في اليمن أولا وأحرار العالم ثانيا بالثأر لشهدائنا وجرحانا ومعاناتنا وأنا أثق بأن اليمن سوف تنتصر عما قريب.