مطالب عديدة باتخاذ المعالجات المناسبة لوقف نزيف الدم الذي تتسبّب به الدراجات النارية
حوادث الدراجات النارية المميتة تتطلب معالجات وإجراءات سريعة
بلغت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الحوادث المرورية عام 2020م مليارين و367 مليون ريال يمني
يدرك الجميع ما تتسبب به الدراجات النارية من إزهاق لحياة الناس، وعلى الرغم من الحوادث الأليمة الأخيرة التي سمع بها الجميع، إلا أن الاستهتار بحياة الناس لا يزال مستمراً من قبل كثير من أصحاب الدراجات النارية مما يجعل الجهات المختصة مطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة تلزم المستهترين منهم بالتقيد بقواعد المرور بدلا من أن يعيش العديد من المواطنين لحظة ألم ووجع نتيجة حوادث لم يقترفوها أصلاً..تفاصيل أكثر في السطور التالية:
الثورة / حاشد مزقر
في أقل من شهر توفي ما يزيد عن 30 مواطناً يمنياً في حوادث سير في محافظات مارب ، الحديدة ، إب، وأمانة العاصمة ، ما يؤكد فداحة الحوادث رغم اختلاف أسباب وقوعها..ولا يحتاج أي واحد منا إلى أي مجهود من أجل أن يشحذ ذاكرته ويستعيد تذكر حادث مؤلم تسببت به دراجة نارية، فلم يمض أكثر من أسبوع على حادث مؤسف راح ضحيته 8 أفراد من أسرة واحدة جلهم نساء وأطفال في مقتبل العمر كانوا يسيرون بسيارتهم في منطقة السبعين عندما اعترضت دراجة نارية خط سيرهم جعل سائق السيارة ينحرف باتجاه الرصيف تفاديا للدرجة النارية مما أدى لارتطامهم بعمود الإنارة ولقوا حتفهم جميعاً عدا امرأة واحدة ليشعر جميع من شاهد ذلك الحادث الذي التقطته كاميرات المراقبة بأسى كونه حادثاً مروعاً لا يفارق مخيلة أحد بمجرد ذكر مخاطر الدراجات النارية وحوادثها القاتلة
الابتلاء بالحوادث
يقول محمد منصور- سائق شاحنة نقل، وعلامات الحسرة تلون وجهه: كنت واحداً ممن تجرع ألم الشعور بذنب حادث مؤلم لم أقترفه أصلاً “عندما انزلقت إحدى الدراجات النارية أمام إطارات الشاحنة الخلفية وكنت حينها أسير في الطريق بانتظام ولم أسمع إلا صراخ من شاهدوا الحادث ولم أكن أدري ماذا حدث وعند نزولي شاهدت رجلاً غارقاً في بركة من الدماء توفي على إثر الحادث ورجلا آخر أصيب بكسر رجله اليسرى؛ وما يدعو للغرابة حقاً أن الأدلة والشهود أثبتوا عدم مسؤوليتي عما حدث إلا أنني دفعت كل التكاليف سواء للمتوفى أو الذي أصيب في ساقه”على الرغم من أنني أعمل مع شركة للمواد الغذائية ولا أمتلك الشاحنة أصلاً.
لقد بات السائق محمد يؤمن بأن الحوادث المرورية المؤلمة التي تسببها الدراجات النارية أكثر بكثير من الفائدة التي تقدمها للناس والمجتمع ..وعلى حد قوله :”هناك مستشفيات تجني أرباحها من حوادث الدراجات النارية وهو ما قاله لي أحد أطباء المستشفى الذي أسعفت المصاب إليه.”
ويصف مجاهد العريفي (فني ميكانيك) حوادث الدراجات النارية بخزان دم مثقوب لا يتوقف عن هدر النفوس يوماً بعد يوم، ومن المعروف أن أي حادث يواجه الدراجة النارية يصيب سائقها مباشرة لذا فأغلب حوادثها تؤدي إلى الوفاة .
إصابات مؤلمة
بعد أن استعرضنا هذه القصص المأساوية الناجمة عن حوادث الدراجات النارية نلقي الضوء على نفسية بعض المصابين الذين يرتادون مركز الأطراف. وهناك تحدث الدكتور حسن السامعي مدير إدارة العلاج الطبيعي قائلاً: يأتي الكثير من الشباب المعاقين إلى هنا نتيجة حوادث الدراجات النارية، الكثير منهم يجلسون على مقاعد متحركة مصابين بالشلل بسبب غياب الوعي بخطورة حوادث الدراجات النارية.
ويشخص د. السامعي هذه المشكلة بالقول: إنها واحدة من أكبر المشكلات الاجتماعية وتحتاج إلى جهود مكثفة لإيقاف هذه المطحنة التي تطحن أجساد شبابنا وتضع علامة استفهام أمام مستقبلهم الذي نحتاج إليه أشد الحاجة، ولذا لا بد من وجود إجراءات تكفل الحد من هذه الحوادث المميتة خصوصاً أن معظمها المتسبب الرئيسي فيه أصحاب الدراجات النارية.
وعن الحالة النفسية لمرتادي مركز الأطراف يقول: معظم هؤلاء يصابون بحالات اكتئاب ويأس وإحباط شديد وخاصة بعد إصابتهم بالإعاقة لذلك نحاول التعرف على أسباب الحوادث عبر بحوث اجتماعية شاملة نهدف من خلالها تقديم الرعاية الطبية الشاملة.
وعن الإصابات التي تصيب سائقي وراكبي الدراجات قال: تتمثل الإصابات في الكسور والضربات المؤثرة على الدماغ والجهاز العصبي الطرفي .
وبيّن أن المركز يقوم باستقبال هذه الحالات ومعالجتها بواسطة العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل عبر أخصائيين في هذا المجال .
وقال: تنتج عن هذه الحوادث إصابات تصاحبها اضطرابات نفسية خاصة من يعتمدون في دخلهم على العمل بالدراجات النارية وفي بعض الأحيان تتماثل بعض الحالات للشفاء .
تزايد وتيرة الحوادث
الإدارة العامة للمرور نفذت الأسبوع المنصرم حملة لتنظيم عمل الدراجات النارية في أمانة العاصمة حيث تم ضبط العديد من الدراجات المخالفة فيما طالب العديد من المواطنين باتخاذ المعالجات المناسبة بحيث تحدد الدراجات النارية لمن يعولون بها أسرهم، وفي نفس الوقت يجب أن يلتزم سائقو الدراجات بأنظمة وقوانين وقواعد المرور واحترام إشارات المرور وارتداء الخوذة وعمل كاتم الصوت وعدم تمكين أكثر من شخص من ركوبها مع السائق وعدم قطع الأرصفة وعكس الطريق لأن كل هذه المخالفات تؤدي إلى المشكلات الكثيرة وللأسف كل هذه المخالفات يرتكبها سائقو الدراجات النارية وباستهتار..لقد أصبحت هذه الاجراءات ضرورية حصوصا و نحن نعاني من تزايد وتيرة حوادث الدراجات النارية وارتفاع وفياتها حيث تسببت الحوادث المرورية في 15 محافظة خلال العام المنصرم 2020م في وفاة 1418شخصا وإصابة 9412 منهم 5437 إصابة جسيمة.
فيما قُدّرت الخسائر المادية بمليارين و 367 مليوناً و 116الف ريال .
وأوضحت الإحصائية الصادرة عن الإدارة العامة للمرور؛ أن السرعة كانت السبب الرئيس في تلك الحوادث.
تداعيات كارثية
بحسب تقرير نشرته «سبأ» فإن هناك تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة لحوادث السير، فمن حيث الجانب الاقتصادي تؤدي حوادث السير إلى إهدار المال الاجتماعي المتوفر لدى الشعب، وقد بلغت الخسائر الاقتصادية عام2020م إلى مليارين و367 مليون ريال يمني، وهو مبلغ هائل لو تم استثماره في قطاع صناعي أو زراعي.
كما تؤدي حوادث السير إلى خسار ة العنصر البشري والقوى العاملة وتحويل جزء منهم إلى الاعاقة ليصبح عالة على الدولة والمجتمع، وخسارة الأسر لمعيليها، وتدمّر كثيراً من الأسر نتيجة فقدان المعيل، مما يجعل الوضع الاجتماعي مواتياً للجريمة ونشاط الجماعات التكفيرية واستقطابات القوى الأجنبية.