ورطة بن سلمان
عبدالله الأحمدي
ثلاث قضايا تؤرق وتقضُّ مضجع الأمير المعتوه محمد ابن سلمان أولى تلك القضايا التي تقض مضجعه هي فشل العدوان على اليمن ، الذي أراد من خلاله زعامة المنطقة وتكريس عهد سلماني يبدو أن مملكة آل سعود ستسقط وأميرها يحاول بناء ملكه وتذهب المملكة والملك إلى الجحيم.
وثانيها : قضية حقوق الإنسان في المملكة التي باتت تصنف في قوائم سوداء لولا تواطؤ المنظمات والمجتمع الدولي.
وثالثها : قضية الفشل الاقتصادي الذي أحدثته سياسة ابن سلمان وتصرفاته.
العدوان على اليمن ورطته به أمريكا حين أعلن ابن المخابرات المدلل عادل الجبير العدوان على اليمن من العاصمة الأمريكية في مارس ٢٠١٥م.
خبراء الحرب الأمريكان والإنجليز الذين يديرون الحرب على اليمن فشلوا في تحقيق أي انتصار لمولاهم ابن سلمان، رغم التفوق الجوي والمال الذي يصرفه ابن سلمان على هذه الحرب، فعادوا لقتل المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية المدنية.
المعتوه ابن سلمان لم يحسبها صح. كان يعتقد أن الحرب نزهة، أو لعبة بلستيشن، الرجل مغامر ولم يأخذ العبرة من سابقيه الذين دعموا حرب الستينيات ضد اليمن، وانكسر مشروعهم على أسوار صنعاء.
اليوم ست سنوات وهو يفرِّغ خزائن المملكة في العدوان على اليمن، ولشراء السلاح، والمرتزقة، وشراء المنظمات الدولية للتغطية على جرائمه الوحشية.
أفرغ خزائن المملكة الإرهابية، وأصبح يسحب من الاحتياطي، ولم يحقق ولو جزءا يسيرا من أوهامه المريضة في إعادة اليمن إلى حظيرة الوصاية السعو/ أمريكية.
حرب الستينيات استمرت حوالي ثماني سنوات، لكن الفرق بين ستينيات القرن الماضي وسنوات القرن الواحد والعشرين شاسع من حيث الوعي.
مسكين ابن سلمان فهو لا يعلم أن من يحاربه ويقف في وجه مشاريعه العدوانية هم أحفاد وأبناء من غررت بهم أسرة الخيانة السعودية في الستينيات بعد أن اكتشف الجيل الحالي زيف التغرير بآبائهم.
لقد اكتشف اليمنيون زيف المعزوفة التي كانت الأسرة الداعشية تعزفها في الستينيات قائلة : إنها تريد أن تعيد الإمامة والإسلام إلى اليمن وتريد إخراج القوات المصرية من اليمن.
كانت الأسرة تعيش على الأوهام. واليوم ورث ابن سلمان كل تلك الأوهام التي كانت تعيشها الأسرة في السابق.
لا يعلم المهفوف أن اليمنيين يخوضون معركة تحرر وطني منذ قرون، وأنهم متمرسون على القتال، ولهم صولة وجولة وباع طويل. ولهم قضية وطنية لا يمكن أن يتنازلوا عنها ومن لديه قضية لا يمكن أن يهزم، أو يستسلم؛ والتاريخ خير شاهد على ذلك.
اليمني الذي هزم الرومان والفرس والأتراك والإنجليز والفرعون، لن تعجزه هزيمة الإرهاب الوهابي، أو مرتزقة الريال السعودي.
لم يكن المهفوف يعلم أن أمريكا رمت به إلى المستنقع اليمني. وجاء ترامب ليبتزه مئات المليارات من الدولارات بشكل صفقات ورشاوى. واليوم يتخذ جو بايدن قراراً بإيقاف تصدير السلاح لمملكة داعش الإرهابية، وهو يعلم أن ثمن هذا السلاح قد دفعه السعودي مقدما.
المهفوف دفع مئات الملايين لإدارة ترامب لتصنيف حركة أنصار الله في قائمة الإرهاب. وتأتي إدارة بايدن لإيقاف تفعيل هذا القرار وإلغائه وكله ابتزاز للأمير المغامر ونظامه، وحلب مباشر وغير مباشر لأموال مملكة داعش الوهابية.
يعرف الجميع إلا ابن سلمان ونظام داعش الوهابي أنه سيترتب على المملكة جوانب قانونية بشأن تدمير اليمن وقتل اليمنيين الأبرياء، وهي ملزمة شرعا وقانونا بالتعويض عن كل قطرة دم سُفكت، أو حجرة سقطت في اليمن.
كان يحلم بنصر على اليمنيين يباهي به الآخرين، فانكسرت أحلامه. وأصبح اليمنيون يهاجمون جيش الكبسة على طول حدود المملكة والصواريخ والطيران المسيَّر يقصف قصور الخيانة في الرياض ومنابع النفط في المناطق الشرقية على بعد آلاف الكيلومترات. لقد تغيرت المعادلة وصنع اليمنيون تفوقا عسكريا بإمكانيات ذاتية.
الآن يبحث المهفوف عن مخرج من مستنقع الحرب في اليمن مستعينا بالأمريكان والصهاينة واليهود الذين ورطوه في العدوان على اليمنيين.
لا مخرج له إلا بإيقاف العدوان والحرب وفك الحصار، ثم الحوار مع اليمنيين عن التعويضات والخسائر والجرائم التي ارتكبها في حق الشعب اليمني الصابر والمسالم.
لقد كسر اليمنيون قرن الشيطان ودفنوا غرور ابن سلمان، وخاضوا معركة تحرر وتحرير لكل المسلمين ومقدساتهم من دنس الوهابية، ولإسقاط أصنام شياطينها المتصهينة، وبالذات في نجد والحجاز. وسيبقى ملف إجرام يهود الرياض وصهاينة الامارات مفتوحا إلى حين القصاص.