الإصابات تقترب من المليون ونصف المليون والوفيات تتجاوز الـ 75 الفاً

الصحة العالمية تحذر من تخفيف تدابير احتواء الوباء

 

 

أمريكا تفشل في مواجهة كورونا ومستقبل أوروبا على المحك
السعودية تدخل مرحلة حرجة وخطيرة إذا لم تكشف حقائق الإصابات

الثورة /قاسم الشاوش
في ظل تسارع تفشي وباء فيروس كورونا القاتل والفتاك الذي حيَّر علماء العالم وتسبب بأزمة غير مسبوقة ضحاياها عشرات الآلاف حتى الآن وعدد المصابين في العالم يتجاوز مليوناً و352 ألف إصابة وتجاوزت الوفيات 75 ألف حالة حيث احتلت الولايات المتحدة المركز الأول عالميا لتخطيها حاجز 337 ألف إصابة ، بينما حلت إسبانيا الثانية في عدد الإصابات في العالم بنحو 132 ألفا وفق ما أفادت به “جامعة جونز هوبكنز” في حين قد تدخل السعودية مرحلة حرجة جراء إخفائها لحقائق عدد الإصابات واستمرارها في تضليل مواطنيها.
فرصة احتوائه
وفي هذا السياق أكد مسؤول في منظمة الصحة العالمية أمس إن معظم بلدان الشرق الأوسط تشهد زيادة يومية مقلقة في حالات الإصابة الجديدة بكورونا، لكن فرصة احتواء التفشي في المنطقة لا تزال موجودة.
وأكدت المنظمة تسجيل ما يتجاوز 77 ألف إصابة ونحو أربعة آلاف وفاة في منطقة شرق البحر المتوسط التي تشمل بلدان الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان والصومال وجيبوتي لكنها لا تضم تركيا.
وقال ريتشارد برينان مدير الطوارئ في المكتب الإقليمي للمنظمة أن نحو 78 % من هذه الإصابات في إيران، فيما سجلت بقية البلدان الأخرى أقل من أربعة آلاف إصابة ومعظمها شهد أقل من ألف إصابة.
وأضاف برينان أن معدل الوفاة في المنطقة يماثل المعدل العالمي، مضيفا أن هناك مؤشرات مشجعة على استقرار معدل الحالات الجديدة في إيران في الأيام الماضية على الرغم من أن هناك بلدانا أخرى تواجه خطر زيادة الحالات.
وتابع قائلاً: “في جميع البلدان الأخرى نشهد في معظم الأحيان زيادة مقلقة في عدد الحالات يوما بعد يوم”.
وصرح “نحتاج بالفعل لمنهج شامل لطريقة تعزيز إجراءات الصحة العامة التي أثبتت فاعليتها مثل الرصد المبكر والفحص المبكر وعزل المصابين”.
وتعاني الكثير من دول المنطقة من آثار نزاعات وأزمات سياسية مما يثير مخاوف بشأن قدرتها على التصدي للفيروس.
وعبرت وكالات دولية عن قلقها بشأن ملايين اللاجئين والنازحين وحذرت من أن إغلاق الحدود قد يصعب توصيل المساعدات.
من جهة أخرى هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس منظمة الصحة العالمية وقال أنه رفض توصيتها “الخاطئة” بترك الأجواء مفتوحة مع الصين خلال بداية انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال ترامب “منظمة الصحة العالمية فجرت ذلك لسبب ما، والمنظمة ممولة بشكل كبير من الولايات المتحدة، لكنها منحازة إلى الصين”.
وأضاف متوعدا “سوف ننظر في هذا الأمر بشكل جيد، لحسن الحظ أنني رفضت نصيحتهم بشأن إبقاء حدودنا مفتوحة للصين في وقت مبكر”.
أسبوع ذروة الوفيات
حذر مسؤولون أميركيون أمس المواطنين من “أسبوع ذروة الوفيات” بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أن تجاوز عدد حالات الوفاة الـ10 آلاف، وهو معدل زيادة أكبر من ذلك الذي تشهده إيطاليا وإسبانيا، الدولتان الأكبر في أعداد الوفيات على مستوى العالم حتى الآن.
وتشهد أمريكا ثالث أعلى معدل وفيات بسبب المرض في العالم بعد إيطاليا التي شهدت 15887 حالة وفاة، وإسبانيا حيث توفي 13055.
وتوقع خبراء الصحة بالبيت الأبيض أن ما بين 100 ألف و240 ألف أميركي سيلقون حتفهم بسبب الجائحة حتى إذا تم الالتزام بالبقاء في المنزل، فيما حذر آخرون من “أسبوع دروة الوفيات”.
ويؤكد العديد من الخبراء بأن العالم استيقظ على هشاشة دول كبرى، مثل أمريكا كان يعول عليها في حماية العالم، إن هو تعرض إلى غزو فضائي، فإذا بها تسقط عند أول امتحان يكاد يهزمها فيروس كورونا”.
ويضيف الخبراء “أمريكا ما بعد كورونا حتماً لن تكون كسابقها” لا سيما أن الصين وروسيا قد قامتا بملء كثير من مربعات النفوذ الاستراتيجي العالمي، وقد رأى العالم بضع طائرات روسية تحطّ على الأراضي الأمريكية حاملة المساعدات الطبية والمعدات المتقدمة لإنقاذ أرواح الأمريكيين
مرحلة حرجة
إلى ذلك سجلت السلطات السعودية التي لا تزال تخفي حقائق أرقام الاصابات بفيروس كورونا أربع وفيات جديدة ليصل إجمالي الوفيات في البلاد إلى 38 وفاة، بينما بلغ إجمالي الإصابات في المملكة 2523 حالة.
ويرى العديد من الخبراء أنه إذا لم تكشف السلطات السعودية الحقائق قد تدخل المرحلة الحرجة والموجة الخطرة وبذلك من المحتمل أن تكون هناك مئات الآلاف من الإصابات.
تهديد الاتحاد الاوروبي
وفيما يخص فيروس كورونا ومستقبل الاتحاد الأوروبي في ظل استمرار هذه الجائحة التي يرجح أن تستمر لأكثر من ستة أشهر أخرى، يبدو أن أثرها لن يقتصر على الخسائر البشرية والاقتصادية وإنما قد يمتد ليهدد استمرارية كيانات عديدة كالاتحاد الأوروبي الذي أصبح يعاني في الفترة الأخيرة العديد من المشاكل التي ألقت بظلالها على الشك في مدى جدوى استمرارية هذا الكيان.
ومع تزايد التصريحات الأوروبية الصادرة من شخصيات كبيرة ومؤثرة في الاتحاد الأوروبي.. تحذر من أثر كورونا على مستقبل الاتحاد الأوروبي في ظل الانكفاء الداخلي لدولة الأعضاء وانعدام روح التضامن الأوروبي الذي ظهر جلياً، ومع بروز العديد من الحوادث في القارة العجوز والتي حملت دلالات واضحة عن مستقبل هذا التكتل، يبدو أن أوروبا بعد كورونا لن تكون كما كانت قبله.
يبقى السؤال هل سيكون كورونا سبباً في انهيار دول عظمى وتفكك الاتحاد الأوروبي وروابط الأخوة الغربية المبنية على المبادئ البراغماتية؟ أم سنكون أمام اتحاد أوروبي أكثر قوة وترابطاً بعد دعم التكامل بين دوله؟ أم أن هذه الأزمة قد تكون هي نقطة النهاية وهي ذاتها قد تكون نقطة البداية، هذا ما ستكشفه الأيام والأشهر القادمة التي ستمثل اختباراً حقيقياً لمدى قدرة الاتحاد الأوروبي على عودته القوية إلى الساحة الدولية ولعب دور رئيسي فيها، أم سيواصل الانحدار الذي يستمر منذ سنوات!!.

قد يعجبك ايضا