
❊ .. بإعجاب يتحدث المناضل علي عبدالله سعيد الضالعي عن الحركة الوطنية التي فجرت ثورة 14 أكتوبر وأنجزت الاستقلال يتوقف كثيرا عند كثير من المناضلين الذي لم يكونوا يعرفون إلاِ أسماءهم ليتبين لهم لاحقا أن كثيرا منهم كانوا من المناطق الشمالية التي كثيرا ما حاول الاستعمار إيجاد تفرقة واضحة بينهم وبين الجنوب.
المناضل يشرح في هذا الحوار الكثير من التفاصيل عن اللحظات التي سبقت قيام ثورة 26 سبتمبر وكيف كان خلالها جنوب الوطن.. وفي مواضع أخرى يأسف المناضل الضالعي مما لحق بكثير من المناضلين من إهمال ومن أمراض المناطقية والطائفية حسب وصفه التي تحاول أن تغرس نفسها في المجتمع اليمني.
الضالعي الذي يشغل منصب مستشار في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية يدعو إلى استعادة روح الثورة السبتمبرية الأكتوبرية ويؤكد أن العدالة والمواطنة المتساوية هي الضامن لتعايش لا يْخشى معه من تأثير أي نعرات مناطقية أو طائفية.
إلى تفاصيل الحوار:
, ثورة سبتمبر بدأت من عدن ومن صنعاء انطلقت إشارة ثورة أكتوبر
, كان الحس الوطني والقومي لدى مناضلي الثورة هو الصوت الأعلى
, نريد من الدولة القادمة عدالة ومواطنة متساوية
حوار/ وديع العبسي
❊ .. بإعجاب يتحدث المناضل علي عبدالله سعيد الضالعي عن الحركة الوطنية التي فجرت ثورة 14 أكتوبر وأنجزت الاستقلال يتوقف كثيرا عند كثير من المناضلين الذي لم يكونوا يعرفون إلاِ أسماءهم ليتبين لهم لاحقا أن كثيرا منهم كانوا من المناطق الشمالية التي كثيرا ما حاول الاستعمار إيجاد تفرقة واضحة بينهم وبين الجنوب.
المناضل يشرح في هذا الحوار الكثير من التفاصيل عن اللحظات التي سبقت قيام ثورة 26 سبتمبر وكيف كان خلالها جنوب الوطن.. وفي مواضع أخرى يأسف المناضل الضالعي مما لحق بكثير من المناضلين من إهمال ومن أمراض المناطقية والطائفية حسب وصفه التي تحاول أن تغرس نفسها في المجتمع اليمني.
الضالعي الذي يشغل منصب مستشار في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية يدعو إلى استعادة روح الثورة السبتمبرية الأكتوبرية ويؤكد أن العدالة والمواطنة المتساوية هي الضامن لتعايش لا يْخشى معه من تأثير أي نعرات مناطقية أو طائفية.
إلى تفاصيل الحوار:
نبدأ من اللحظات أو الإرهاصات التي سبقت تفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م¿
- دعني أنطلق في حديثي عن هذا الأمر من ما أعتبره أهم المواقف التي سبقت قيام الثورة اليمنية في الشمال أو الجنوب وهو عندما حاول الاستعمار البريطاني في يوم 24 سبتمبر 1962م قبل قيام الثورة بيومين أن يجري انتخابات ما يسمى بالمجلس التشريعي وطلب من مواطني الشمال حمل بطاقات شخصية للمشاركة في الانتخابات لكن خرجت مظاهرات عارمة ترفض التمييز بين أبناء الوطن اليمني الواحد كشمال وجنوب تبنى هذه المظاهرة المؤتمر العمالي حزب الشعب الاشتراكي وحركة القوميين العرب بمختلف القوى السياسية وتم فيها اسقاط العلم البريطاني من على مبنى المجلس التشريعي وأصيبت إحدى الفتيات بطلقة في يدها وهي التي أنزلت العلم البريطاني وأعني المناضلة الأخت رضية إحسان الله.
دعوة الاستعمار
❊ مِنú تحديداٍ دعا للمسيرة¿
- الحس الوطني كان الدافع والذي دعا لهذه المسيرة الجماهيرية ضد الدعوة الاستعمارية هو المؤتمر العمالي الذي يعتبر ممثل الطبقة العاملة وحزب الشعب الاشتراكي الذي كان يقوده عبدالله عبدالمجيد الاصنج ومحمد سالم باسندوة ومحمد سالم علي وأيضا حركة القوميين العرب وهي في بداية نشاطها بالإضافة إلى جماعة الشبيبة بقيادة عبدالله باذيب.. يعني مجمل القوى الوطنية دعت إلى هذه المسيرة رفضا لدعوة الاستعمار التي كان مغزاها بأن هناك مواطناٍ شمالياٍ ومواطناٍ جنوبياٍ.. عندما قامت ثورة الـ26 من سبتمبر 62م وبدأت المؤامرات الاستعمارية والقوى الرجعية لإجهاض الثورة والقضاء عليها وتدافع أبناء الشعب اليمني من مختلف المناطق .
اللافت للنظر
❊ نعلم أن هناك من شارك في ثورة سبتمبر إنما كيف بدأ تفاعل الدفاع عنها¿
- اللافت للنظر انطلاق عشرات الآلاف من المناطق الجنوبية للدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وكما تقول الاحصائيات فإن معبر الراهدة تحديداٍ مر منه في الثلاثة الأشهر الأولى حوالي (64) ألف مواطن جنوبي للانضمام للحرس الوطني للدفاع عن ثورة سبتمبر هذا فقط معبر الراهدة ناهيك عن من مروا من قعطبة ومن مروا من مكيراس البيضاء ومن مروا من جهة حريب مارب.. كان التفاعل الشعبي غير عادي للدفاع عن الثورة وبمجيء القوات العربية من مصر عبدالناصر وتدافع المواطنين للدفاع عن الثورة بدأت الأوضاع تستقر وفي 26 فبراير 1963م عقدت 100 شخصية جنوبية مؤتمر لها في دار البشائر من الذين شاركوا في الدفاع عن الثورة مع بعض الرموز السياسية.. وبعد حوار طويل تم الاتفاق على التهيئة للقيام بثورة مسلحة لتحرير الشطر الجنوبي من الوطن.. تم الاتفاق على شكل يسمى جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل.
على طريق الثورة
❊ من الذي شارك في هذا الاجتماع¿
- من القوى السياسية شاركت حركة القوميين العرب حزب البعث حزب الشعب الاشتراكي ومختلف القوى السياسية وتشكيلات القبائل وتم الاتفاق على عمل شكل نضال مسلح.. وفي اغسطس 63م اجتمعت سبع فصائل من القوى السياسية حركة القوميين العرب تنظيم الضباط الأحرار الجبهة الناصرية الجبهة الوطنية المتحدة جمعية الاصلاح اليافعي وأخرى لا أذكرها الآن بالضبط المهم سبع فصائل تجاوزت تسمية جبهة التحرير الجنوب المحتل المتفق عليها في فبراير فشكلوا الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني وفي أكتوبر 63م عندما عادت قبائل ردفان من شمال الوطن باعتبار أن الأوضاع بدأت تستقر للثورة هناك طلب أمير الضالع شعفول بن علي الشائف من الشيخ غالب بن راجح لبوزة وقبائل ردفان تسليم ما لديهم من الاسلحة التي عادوا بها فكان رد المناضل راجح بن غالب لبوزة أن أرسل طلقة في ظرف إلى أمير الضالع والضابط البريطاني السياسي (ميلان) الذي كان في الحبيلين وفي هذا معنى انه سنحتكم إلى الرصاص ولن نسلم وبالفعل بدأت المعارك في يوم 14 أكتوبر بالتحديد واستشهد راجح بن غالب لبوزة..
الجبهة القومية استغلت الموقف وأعلنت تفجير الثورة وطبعا القوات العربية المصرية تلقفت الموقف وقامت بإرسال كمية من الاسلحة والذخائر إلى ردفان وتولى توصيلها الشهيد المرحوم عبدالله محمد المجعلي وهو عضو في الجبهة القومية والمسئول العسكري فيما بعد للجبهة القومية وتحولت القضية من رفض لتوجيهات أمير الضالع إلى ثورة فعلية.. طبعا تمدد العمل العسكري ضد الاستعمار وانتشر إلى الضالع إلى عدن ومختلف المناطق.. ونتيجة أن حركة القوميين العرب كانت الأكثر تنظيما كعمل تنظيمي استطاعت أن تهيمن على الجبهة القومية وان تتخلص من كثير من العناصر التي شكلت تنظيم الجبهة القومية وأصبحت عناصر حركة القوميين العرب هي المهيمنة والمسيطرة على المكتب السياسي للجبهة القومية أو ما يسمى بالقيادة العامة للجبهة القومية فهذا خلق حالة من التململ بين المناضلين المستقلين غير المؤطرين حزبيا أو من الفصائل السبع التي شكلت الجبهة القومية.. تصادف في نفس الفترة أن حزب الشعب الاشتراكي الذي كان له موقف من الكفاح المسلح ورابطة الجنوب العربي واثنان من السلاطين الذين هربوا من الاتحاد الفيدرالي من جنوب الوطن أحمد بن عبدالله الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي المهم هذه تشكيلات شكلوا تنظيم اسمه منظمة تحرير جنوب اليمن المحتل هذا إلى جانب أن الكثير من العسكريين كما قلت بدأوا يتململوا من سلطة الجبهة القومية دعا بالقيادة العربية الداعمة للثورة أن تدعو لاجتماع توحيدي عقد في الاسكندرية في أوائل يناير في يوم 13 يناير 1966م وتم الإعلان عن دمج الجبهة القومية في منظمة التحرير وتشكيل جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل الاسم القديم الذي تم تشكيله في فبراير 1963م وتمخض عن هذا الدمج أن بعض القيادات السياسية في حركة السياسيين العرب رفضت الدمج وراحت تصدر تعميماٍ إلى المناضلين أو الفدائيين في المنطقة لإيقاف العمليات العسكرية تحت مبرر الضغط على القوات المصرية بدعوى انهم انما يدعمون جبهة التحرير لكن هذا الموقف لقي معارضة من القطاع العسكري الفدائي في عدن تحديدا وفي الضالع رافضون لتعميم تجميد العمل العسكري ضد الاستعمار وراحت تلتقي القيادات العسكرية مع بعض القيادات الناصرية أو التنظيم الناصري الذي تشكل سرا في 25 ديسمبر 1965م تواصلوا وتم الاتفاق على تشكيل شكل نضالي اسمه التنظيم الشعبي للقوى الثورية على أن يعمل في إطار جبهة التحرير وعلى أن تكون لديه النزعة الاستقلالية وشْكلت ثمان فرق فدائية من اهمها فرقة الوحدة في الضالع بقيادة المرحوم علي بن علي هادي في عدن فرقة المجد بقيادة المناضل محمد عبدالله الصغير القدسي أطال الله عمره فرقة النجدة بقيادة الشهيد سالم بن يسلم الهارش وهو ممن استشهدوا في يسلح فرقة النصر بقيادة المرحوم خالد مفلحي فرقة سند والرسول بقيادة المرحوم مختار عبدالقادر قدح فرقة الفتح بقيادة المناضل المرحوم محمد عبدالله الصريمي فرقة الوليد بقيادة سيف حمود الشيخ واسمه التنظيمي صفوان من الضالع وهو الآن في الامارات العربية المتحدة أطال الله في عمره هذه الفرق الثمان هي التي قارعت الاستعمار البريطاني من اغسطس 1966م وحتى نيل الاستقلال طبعا الجبهة القومية انحصر عملها في الاستقطاب في إطار جيش الاتحاد النظامي الجيش اللي بناه الاستعمار وفي الأرياف استقطاب حزبي وأوقفت كل العمليات النضالية وعندما اقترب موعد الاستقلال حدث ما يسمى بالحرب الأهلية الأولى والحرب الأهلية الثانية بين عناصر الجبهة القومية والتنظيم الشعبي لجبهة التحرير.. المفاجأة هو ما ظهر وكأنه تواطؤ – ولا أقول خيانة – انه التقت مصالح سياسية للاستعمار البريطاني وللجبهة القومية حين أراد الاستعمار أن يوجه صفعة لمصر عبدالناصر مقابل صفعة 1956م السويس فتعمد أن لا يسلم السلطة لعناصر قريبة من مصر عبدالناصر وإنما تحالف مع الجبهة القومية وأوحى لجيش الاتحاد النظامي بتأييد الجبهة القومية ضد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي.
إنصاف
❊ الكثير من القول ومن الحديث لمسار الحركة الوطنية التاريخي وفي كثير من جوانبه لا يتفق هل أنت معي في هذا¿
- الحقيقة أن المقولة التي تقول أن التاريخ يكتبه المنتصرون حقيقة عندما سلبت الجبهة القومية السلطة راحت تلغي كل الأدوار وكل العمليات التي قام بها التنظيم الشعبي وجبهة التحرير ونسبت كثير من العمليات للجبهة القومية حتى في كتب التاريخ في عمليات قام بها مناضلون معروفون بالاسم في الضالع أو عدن ونتفاجأ بنسبها إلى مناضلين آخرين.. اذكر لك مثلاٍ عملية لعلي عبيد ذي حران من منطقة ذو حران – الله يطول في عمره – ما زال يعيش في منطقة بتار قرب قعطبة وهو الذي تولى قصف منطقة الصبرة موقع بريطاني والعملية شهيرة جدا نتفاجأ أن تنشر هذه العملية وتنسب لجبهة القومية ولأفراد ليس لهم علاقة بها وكثير من تلك العمليات وعلي عبيد بالمناسبة جالس اليوم في بتار يستلم 3000 ريال فقط كل شهر من حق مناضلي الثورة اليمنية.. هذه سنة الحياة أن المنتصر يكتب التاريخ ويجير أي عمليات لآخرين لصالحه.
ثورة وحدوية
❊ أشرت قبل الحوار إلى أن لثورة أكتوبر ميزة وحدوية هل يمكن أن توضح¿
- نعم والميزة في ثورة أكتوبر انها لم تكن فيها دعوات قروية أو مناطقية أو جهوية سواء للجبهة القومية أو التنظيم الشعبي للقوى الثورية لجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل فكنت تجد مناضلين في فرق فدائية من مختلف المناطق اليوم نسمع عن ملعب الشهيد الحبيشي وهو من مناضلي الجبهة القومية وهو من محافظة إب الشهيد عبود من أبناء شرعب وهو من مناضلي الجبهة القومية عبدالرحمن الصريمي من القريشة من الحجرية وهو قائد إحدى الفرق الفدائية الشهيرة في عدن سالمين بن هارش من شبوة وهو قائد إحدى الفرق الشهيرة سيف حمود من الضالع تجد محمد عبدالله الصغير قائد فرقة المجد وهي التي لعبت دور كبير في مواجهة الاستعمار أثناء انتفاضة 22 يونيو 1966 أو 1967م في كريتر وهو قدسي يعني لم يكن يْسأل عن مسقط راس هذا المناضل أو ذاك وهو نفس الذي حدث في شمال الوطن بعد قيام الثورة في جبل المحابشة كان هناك مناضلين من الضالع من ردفان من دثينة من شبوة من مختلف المناطق قاتلوا في المحابشة في حجة في صرواح في مارب في حرض في جبل الطوال شاركوا في فك الحصار عن صنعاء من ابين من حضرموت إلى جانب إخوانهم من مختلف المناطق الشمالية نفس الظاهرة كانت موجودة في ثورة أكتوبر للأسف الشديد المرض الذي نشاهده اليوم بإثارة النعرات السلالية أو المذهبية أو المناطقية أو القبلية لم تكن توجد عند مناضلي ثورة سبتمبر وأكتوبر كان الحس الوطني بل والحس القومي هو الصوت الأعلى لم نكن نعرف مسقط راس هذا الشهيد أو انه من المناطق الشمالية إلا عندما بدأت هذه النعرات تثار اليوم.
على مستوى الوطن
❊ تريد القول أن الجبهة القتالية في أيام الثورة شمالا ثم جنوبا كانت واحدة¿
- بالضبط انا قلت لك إذا كان مفرق الراهدة كطريق رئيسي مر منه 64 ألف مواطن أو مناضل من أبناء الشطر الجنوبي للدفاع عن ثورة سبتمبر إلى ماذا يشير هذا.. ويوم أن جاء عبدالناصر في ابريل 1964م إلى صنعاء ثم ذهب إلى تعز عشرات الآلاف طلعوا من عدن إلى تعز لرؤية عبدالناصر ماذا يعني هذا وحينها ألقى عبدالناصر خطابه الشهير الذي قال فيه (إن على بريطانيا أن تحمل عصاها على كاهلها وترحل من جنوب اليمن) يعني كان الحس القومي مش بس الحس الوطني على مستوى اليمن كان هناك حس أبعد من مستوى الشطر اليمني أو الساحة اليمنية لكن للأسف كما قلت اليوم أمتنا تتعرض لمؤامرات لمشاكل لأخطار وبدلا من أن تكبر مشاعرنا تصغر إلى مستوى القبيلة ومن يصغر إلى مستوى القبيلة سيصغر إلى مستوى الأسرة ومن يكبر سيكبر على مستوى الوطن ومستوى الأمة.
❊ ذكرت أن الاصنج وباسندوة كان لهم دور قيادي…¿
- الحركة الوطنية اليمنية كما قلت هي بدأت في عدن ضد الاستعمار أذكر وأنا طالب في يوم 24 أكتوبر 1962م قبل قيام الثورة بيومين…
أدوار لا تْنسى
❊ تقصد سبتمبر¿
- نعم آسف .. 24 سبتمبر1962م عندما خرج الشعب في عدن من مختلف فئاته وانتماءاته السياسية أول من دعا له هو المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي والأخير كان يقوده عبدالله عبدالمجيد الاصنج ومحمد سالم باسندوة وخليل عبده خليل ومحمد سالم علي. هؤلاء دعوا لهذه المسيرة الرافضة لدعوة أن هناك شمالياٍ وهناك جنوبياٍ لأننا شعب يمني واحد عبدالله عبدالمجيد الصنج برغم أخطائه السياسية اللاحقة كانت له أدوار كان رئيسا لاتحاد العمال العرب في 1958 – 1959م وهو الذي دعا إلى الاضراب العام في الوطن العربي ومقاطعة البواخر والسفن الأمريكية وتم تنفيذ العمل بهذه الدعوة فالرجل كان له دور وطني ولولا موقفه السلبي عندما أعلنت ثورة 14 أكتوبر وقال بأن هذا تمرد قبلي وكان يراهن على الحل السلمي وإنه من خلال حواره مع حزب العمال البريطاني سينال الاستقلال هذا الموقف سحب كثيراٍ من شعبيته وأدى إلى إغفال كثير من أدواره طبعا أنا أقول هذا للحقيقة أنا ناصري ولست مع حزب الشعب الاشتراكي ولكن الحقيقة انه كانت له أدوار وطنية ثم موقفه اللاحق اتاح فرصة للقوى السياسية المناوئة له أن تهاجمه وفعلا تمكنت من تحجيم دوره.
❊ هل تعتقد أن موقفه كان تواطؤاٍ مع الاستعمار أو هي رؤيته للأمور بهذا الشكل¿
- لا .. هي كانت رؤية استنادا كما يبدو إلى أن بريطانيا قالت انها ستعطي الجنوب الاستقلال بعد فترة ولا ننسى تأثير انعقاد مؤتمر المائة شخصية بدار البشائر بصنعاء والذي شارك فيه حزب الشعب ومثله عيدروس القاضي رغم العلاقة الخاصة للاصنج بالمؤتمر العمالي.
❊ قبل الخوض في هذه النقطة ماذا عن محمد سالم باسندوة¿
- كان عضواٍ في حزب الشعب الاشتراكي وتعرض لنفس ما حصل للاصنج وهو من ضمن من شكلوا منظمة التحرير ثم كان مسؤولاٍ سياسيا في جبهة التحرير لجنوب اليمن وظل يمارس هذا الدور باسندوة مثل الحركة الوطنية في الامم المتحدة في الستينات.
هدف اللقاء
❊ عودة إلى حكاية المائة شخصية كيف ولدت الفكرة¿
- كان هناك تحفز كبير لوضع رؤية لكيفية الانتقال من ثورة 26 سبتمبر في الشمال إلى الثورة ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن وكان أبرز الشخصيات قحطان الشعبي ومجموعة من الأفراد كانت القيادة العربية أو القوات العربية المصرية لعبت دوراٍ في تحديد هذه الشخصيات من الذين قاتلوا في المعارك في أكثر مناطق وبعض مشائخ القبائل من ضمنهم عبدالله محمد المجعلي المرحوم ناصر السقاف ايضا من الرجال الذين لعبوا أدواراٍ أساسية وللأسف يتناسون دورهم سالم زين الطيطي من عدن ومجموعة كثيرة شاركت كعناصر ناشطة سياسيا بالإضافة إلى تشكيلة القبائل وتم الاختيار عبر القوات العربية بالتنسيق طبعا مع قحطان الذي كان وزير لشئون الجنوب في الشمال وكان الهدف لوضع رؤية.
ولكن
❊ إذن اتفقوا على استكمالها في الجنوب لكنك في حديثك عن عودة لبوزة وما حدث مع أمير الضالع وتفجير الثورة تصور كأن الأمر مصادفة¿
- في مؤتمر المائة الشخصية تم الاتفاق على القيام بتدريب فدائيين وفعلا كانت القوات المصرية قد بدأت عملية تدريب واستمرت إلى حين الاستقلال وكان مركز التدريب الأساسي للمناضلين الفدائيين في (صالة) بمدينة تعز لكن لم يكن محددا تاريخ البدء كان التصور يتضمن الانتظار حتى يتم استكمال تخزين الأسلحة والاستعداد الفعلي لكن كان التفجير بالصدفة بسبب ضغوطات أمير الضالع والمندوب السياسي البيريطاني مستر ميلن الذي كان موجوداٍ في الحبيلين هذه الضغوط أدت إلى أن القبائل رفضت تسليم السلاح فتفجر الموقف والجبهة القومية تلقفت الأمر وحولته من تفجير آني إلى ثورة مستمرة اي أن الصدفة سرعت في أمر تم الحسم بالقيام به آجلا أم عأجلا ولا تنسى اني قلت بأنه في أغسطس 1963م سبع فصائل شكلت الجبهة القومية.
قبل نسيانهم
❊ هل تعتقد أن هناك من المناضلين من اهملت أدوارهم لدرجة نسيانهم¿
- طبعا هناك مناضلون أدوا أدواراٍ للأسف نتيجة الصراع بين هابيل وقابيل بين المناضلين بعد الثورة أدت إلى أن يهمل أدوارهم منهم علي بن علي هادي في الضالع لا أحد يعرف عنه شيئاٍ وهو كان قائد فرقة الوحدة علي عبدالرب ومحمد عبدالرب في الشعيب لا أحد يذكرهم كثيراٍ ابوبكر شبيح محمد الطيطي من مؤسسي الجبهة الناصرية والمشكلين للجبهة القومية هؤلاء لا أحد يذكرهم أو أدوارهم لمجرد انهم اختلفوا مع رفاق نضالهم في فترة لاحقة أو انهم لم يكونوا اعضاء في حركة القوميين العرب.. هناك أيضاٍ من أرى بأنهم لم يلقوا حقهم من الإنصاف أذكر منهم المسؤول العسكري الأول في الجبهة تقريباٍ الشهيد عبدالله محمد المجعلي الذي مات في حادث مروري في نقيل يسلح تقؤيبا في يوليو1967م وأذكر حسين عبده عبدالله الذي كان يمثل الجبهة الوطنية في إطار الجبهة القومية وهو معنا في مؤتمر الحوار اذكر المرحوم سالم زين اذكر طه مقبل وعلي احمد ناصر السلامي الذي هو الآن عضو مجلس شورى.
❊ لكن علي أحمد ناصر السلامي كان من مؤسسي حركة القوميين العرب¿
- نعم انما بمجرد أن وقع على تشكيل جبهة التحرير تنكروا لأدواره.
ألق الثورة
❊ ما تقوله اليوم في الاحتفال بسبتمبر وأكتوبر وإنصافها¿
- اتمنى أن يعود لثورة سبتمبر وأكتوبر وجهها المشرق العروبي الوطني الذي يتجاوز كل الحساسيات الأسرية المناطقية القبلية الجهوية الانفصالية كل مثل هذه الدعوات تسبب في ظهورها الممارسات الخاطئة للنظام سواء نظام الشطرين قبل الوحدة أو نظام ما بعد الوحدة.. ما أتمناه هو أن يعود ذلك الألق والحس الوطني الذي لا يفكر بمنطقة ولا بقرية ولا بقبيلة ولا بمذهب ولا بطائفة.. أن يعود ذلك الحس الذي جعل الناس تتدافع من مختلف مناطق اليمن وتقدم الغالي والنفيس.. تضحي بالدم ويستشهد الشخص ولا يعرف مسقط رأسه يكفي أن يْعرف اسمه ويؤدي دوراٍ في خدمة قضايا أمته وإذا بنا للأسف أمام هذه الأمراض التي نعايشها اليوم والتي اتمنى أن تزول وأن يزول ما علق بالثورة من أمراض طائفية ومذهبية وقبلية.
مطالب
❊ الآن مؤتمر الحوار هل تعتقد أنه يمكن أن يعيد ما فات أو يعالج هذه الأمراض¿
- دعنا نبدأ من القضية الأساسية وهي القضية الجنوبية أنا أعتقد بأن السلطة تتحمل مسئوولية كبيرة في الخروج بنتائج ايجابية للقضية الجنوبية رد المظالم هي قضية أساسية سواء في إطار النقاط العشرين أو ما دون النقاط العشرين اشعار الناس بالمواطنة المتساوية محاسبة بعض الفاسدين الذين أساءوا للوحدة والذين لطخوا اسمها الجميل هذه ستجعل المواطن العادي يتحدث برضى عن وضع اليمن والوحدة.. الآن ما يطفو على السطح ليس هو حقيقة الموجود في جنوب الوطن هناك كثير من الناس صامتون لأنهم يروا مظالم المواطن في الشطر الجنوبي تعود أن الشرطي يسير فقط بعصا صغيرة في جيبه يذهب إلى الشخص الذي عليه دعوى ويمضي معه بينما القبيلة في صنعاء تعودت لازم تروح لها للشخص بدبابة وآليات من أجل أن يلبي دعوة إلى قسم شرطة هذه العقلية للأسف ما زالت موجودة بيد السلطة أن تْشعر الناس بمواطنة متساوية برد المظالم برد حقوق المظلومين حينها ستكون الوحدة راسخة اْطلب المستحيل تصل للممكن.. الشعب اليمني واحد انظر إلى مدينة الشيخ عثمان تحديدا هناك توجد حارة المقاطرة حارة القريشة حارة دبع ولا توجد حارة الضالع ولا حارة يافع هذا يدل على أن شعبنا واحد لكن ردود الفعل للممارسات الظالمة الخاطئة والسيئة جدا نفرت الناس من هذا الحلم الجميل إذا استطاعت الدولة أن تتواجد وتؤمن كل شيء فالأمور إلى خير ولو خرجنا بقرآن كريم من مؤتمر الحوار ولا توجد سلطات تطبقه فلا فائدة منه العبرة بوجود الدولة والنظام على الجميع.. أن نشعر اننا أبناء تسعة مش عيال سبعة وعيال تسعة.
❊ القرارات التي صدرت كتوحيد الجيش بداية في الطريق الذي نريد¿
- صدرت قرارات فوقية لكن ما زالت المعسكرات في إطار المحافظات كل معسكر تابع لفرد.. اقصد أن الفرقة والجيش لم يتوحدوا حتى اليوم توحيداٍ حقيقياٍ لا يزالون تابعين لقادتهم وجدت قرارات لكن التنفيذ الفعلي إلى تحت غير موجود بالإضافة إلى أن هذه التشكيلات مع احترامي معظم قياداتها من منطقة معينة وقبيلة معينة نحن بحاجة إلى جيش وطني.
❊ ما الذي تشغله اليوم¿
- وظيفتي مستشاراٍ في الأمانة العامة للرئاسة .. طبعا على الورق يعني خليك في البيت معي تْهمتين الأولى أني من الضالع أي انفصالي والثانية أني ناصري أي من اصحاب النظارات السوداء لا نرى المنجزات.. من 96م إلى اليوم لم أقعد على كرسي في الأمانة العامة للرئاسة أستلم راتباٍ فقط.
