أوجاع وطن على مفترق طرق..
عبدالله الصعفاني
مقالة
> بودي لو أفتخر بأننا في اليمن في الطريق لتحقيق تجربة فريدة مع بدايات العام القادم 2014م لولا الخوف من كل هذه المفاجآت التي لا تتوقف بذات طريقة انفجار مخازن الأسلحة إذا لم يكن بماس كهربائي فعلى الأقل بصخرة تسقط ليلا على الجرف فيتصاعد الدوي واللهب وأعمدة الدخان.
> ومع ذلك لا بد أن يتطلق الجميع من الأقوال العظيمه «لا يأس مع الحياة» وتفاءلوا بالخير تجدوه.. ونحن ما نعتقده.. إن خيرا فخير وإن شرا فشر وإحباط ويأس.
> وأول هام وثاني وعاشر هام.. هذه البلاد على مفترق طرق كثيرها غير مطمئن وغير مأمون فلماذا لا نختار الطريق الأمان.. وهي الطريق الأهم من طريق تبقي على الصراع فتتعدد اللجان الرئاسية المطلوب منها أن تخمد مشكلة دماج ومشكلة عذر العصيمات ومشكلة معبر فضلا عن هذه الجرأة في استهداف الجيش والأمن.. والضرب المتواصل للكهرباء.
> المصائب كما قال الشاعر «يجمعن المصابينا» والشعب اليمني مصاب بأوجاع كثيرة أكبرها تحدي الحفاظ على وحدته.. والنجاح في إعادة بناء الدولة بمرجعيات تشريعية محترمة وفقا للمعايير الدولية وأدناها هذه الأمراض التي لم يسلم منها البشر وامتدت إلى حشرة «تاتا أبسلوتا» على ثمرة الطماطم فزادت أسعارها جنونا.
> نحن على بعد ساعات من انطلاق الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني ويجب أن تكون هذه الساعات ساعات الالتقاء عند فكرة الوطن المنتظر.. كفى تمسكا بمكابرة «وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد».
> في قضية الوحدة اليمنية المبادرة واضحة وهي تقول بالنص «يقف الحوار الوطني أمام القضية الجنوبية بما يفضي إلى حل وطني عادل لها يحفظ لليمن وحدته واستقراره وأمنه» وإذن لنتوقف عند هذا المستوى من الحالة العدمية التي ستقود إلى تمزيق الجنوب والشمال معا.
> دولة اتحادية.. لا بأس ولكن حافظوا على فكرة قطع طريق العودة إلى التشظي.. لتكن خمسة أقاليم.. وإذا كان ولا بد من اقليمين فاليكن كل أقليم منهما مشتركا بين الشمال والجنوب والتمترس في موقع لا يستحضر غير التقسيم القديم ليس إلا إعلانا لنوايا غير طيبة.
> اليمن يشكو الانفلات الأمني ويشكو قطع الكهرباء وقطع النفط واشتعال الأزمات والمواجهات هنا وهناك فلا تجعلوا إفك «الانفصال والتمزيق» ومسامير الحكم الرشيد والعدالة العزل واختطاف التوافق وعدم احترام مرجعيات الحوار اسبابا إضافية لدخول محطات غير محمودة العواقب.
> وعندما يكون بيننا من يتحدث عن مفاوضات بين طرفين ويرعايه دولة محايدة وإشراف أممي خاص ويصف الاعتذار بالغطرسة والمخيب للآمال وما إلى ذلك من المفردات التي تكشف أن في الزوايا خبايا فإن الحال يقتضي التداعي الإيجابي إلى التكتل في صف الحق بعيدا عما شاهدناه من المراوحة الحوارية الصاخبة بين فريق ولجنة مصغرة ولجنة توفيق وتجنب أي خروج عن المسار الزمني للمبادرة ليتقاسم الجميع الأعباء لأنه كم ديك صندوق الضرر وكم هو المرق في أنبوب النفط لجبر الأضرار عبر حقبة زمنية حافلة بالضرر¿
> إن دولة من إقليمين على النحو السابق ليست سوى حنين إلى التشطير ومآسيه.. وإن فك الارتباط ليس سوى اسم الدلع للانفصال حسب تعبير زميلنا أحمد عثمان وخطير جدا أن يرى بعضنا الفيدرالية مجرد الانفصال على دفعتين!
> ولا بأس لنكتئب ونتعاتب ونختلف لنتفق على أن لا نفرط فالذي تفاخرنا به من ترك السلاح في البيوت والذهاب إلى الموفنبيك للحوار لا يجوز أن نهدمه بالعودة إلى البيوت لنمسك بنفس السلاح..
> وتلطيفا للجو.. حسبنا أن نتذكر اكتشاف «جون شتاينبك» أن المشكلة التي تكون صعبة في الليل تحل في الصباح بعد أن تكون لجنة النوم قد تعاملت معها.. ودائما.. الله المستعان.